المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ



امـ حمد
10-05-2016, 06:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى(أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ )البلد،
إنها إحدى النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليك،كما قال أحد السلف،إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك،ولك أن تتخيل نفسك وأنت فاقد للبصر,كيف ستكون حياتك لمدة ساعة واحدة،فكيف لو كانت سنين عديدة،
ولعل الواحد منا ينسى هذه النعمة وشكرها،فإذا به يستخدمها في معصية الله تعالى,أين شكر النعم،
إن هذه العين قد تكون باباً لك إلى مرضاة الله وجنانه حينما تسخرها في الحسنات، ومن هذه الأبواب،
النظر إلى مخلوقات الله بقصد التفكر فيها، والتأمل في عجائب صنع الله،كما قال(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )الغاشية،
(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )الذاريات،
القراءة في كتاب الله تعالى، فيها حسنات كثيرة،منها(من قرأ حرفاً من كتاب الله،فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها،لا أقول،ألم،حرف،ولكن،أَلِف حرف، ولام حرف، وميم حرف )صحيح الجامع،
وفي الحديث(اقرءوا القرآن،فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه،اقرءوا الزهراوين،البقرة،وآل عمران،فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان،يحاجان عن أصحابهما،
(اقرءوا سورة البقرة،فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة )صحيح مسلم،
القراءة في العلم النافع، ولا ريب أن طلب العلم من أحب الأعمال إلى الله،وفيه من الفضائل ما يعجز القلم عن تسطيره،وتضيف إلينا علماً وحكمةً وبصيرة،
البكاء من خشية الله تعالى، من فضائل البكاء من خشية الله( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )الإسراء،
ومن الأحاديث(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،إلى أن قال،ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )رواه البخاري،مسلم،
ومن حسنات العين، الحراسة في سبيل الله من الأعداء،وقد قال صلى الله عليه وسلم(عينان لا تمسهما النار،عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله )صحيح الجامع،
وإذا كانت العين طريقاً إلى الجنان، فلنعلم إن أهملناها وتركناها بلا رقيب فستقودنا إلى النيران عبر النظر المحرم الذي يُعتبر من أخطر مداخل الشيطان على الإنسان,ولقد تكاثرت النصوص بالتحذير من فتنة النساء،عبر النظر،والاختلاط ,أو ما شابه ذلك،
والنظر إلى المرأة الأجنبية،تأمل قول الله تعالى(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهمْ)النور،
تجد أن الله أمر بغض البصر قبل الأمر بحفظ الفرج وما ذلك إلا لأن حفظ البصر هو السبيل لحفظ الفرج،
وحذر الإسلام من الفتنة بالنساء،فقال عليه الصلاة والسلام(ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)البخاري،مسلم،
وإذا كان هذا الكلام قد خرج منه صلى الله عليه وسلم،في عصره، حيث لم تكن مظاهر الافتتان بالمرأة،كما هو الحال في عصرنا هذا،فكيف لو رأى حالنا،ولقد قال عليه الصلاة والسلام،وسلم(العين تزني وزناها النظر)رواه مسلم،
وهذا دليل على أن العين بوابة للشهوات إذا أهملنا رعايتها،
ولما سُئل صلى الله عليه وسلم،عن نظر الفجأة،فقال(اصرف بصرك )رواه مسلم،
وكان من وصاياه صلى الله عليه وسلم،لعلي رضي الله عنه(يا علي لا تتبع النظرة النظرة،فإن لك الأولى،وليست لك الثانية ) صحيح الجامع،
والمراد، أن النظرة الأولى ليس فيها إثم، ولا تؤثر في القلب، أما النظرة الثانية التي خرجت بقصد،
والمرأة محل الفتنة،وهو حينما ينظر إليها، إلى وجهها مثلا يعرف تفاصيل دقيقة في داخل جسمها هي لا تعرفها،من أشياء معينة في الوجه، ولهذا أبيح للرجل الخاطب،أن ينظر إلى الوجه والكفين،لأنه يعرف الأشياء التي ما تعرفها المرأة من نفسها مما يطلبه الرجال،ولهذا منع الشرع من مصافحة المرأة،
فإنها عليك من ناحيتين،
الإثم، لأنك قصدت النظر الحرام،
التأثير على القلب، لأنها جاءت بقصد الاستمتاع المحرم،وهذا النظر المحرم له أثره البالغ في تعلق القلب بالمنظور إليه حتى يصل إلى مراتب العشق،
وما علم أن قلبه قد امتلأ بتلك السيئات التي رآها بعينه،كما قال صلى الله عليه وسلم(إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نُكِتَة سوداء في قلبه؛ فإن تاب ونزع واستغفر صُقِل منها،وإن زاد زادت حتى يغلف بها قلبه )صحيح على شرط مسلم،وصححه الألباني،
ويذكر يامن أهمل بصره في النظر،أنه(كما تدين تدان)فاحذر من أن يعاقبك الله في عرضك، فتكون نساؤك عُرضةً لمن ينظر إليهن،واعلم أن الملائكة تكتب عليك هذه النظرات(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ،كِرَامًا كَاتِبِينَ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)الانفطار،
وبعد ذلك،تجد كتابك بين يديك يوم القيامة لتقرأه،ويُقال لك(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )الإسراء،
أنك ستتمنى أنك لم تفعلها،ويكون حالك كما قال تعالى(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله )الزمر،
هذه المعصية يجب أن تدع بينك وبينها هامش أمان،حتّى تنجو منها، لذلك جاءت الآية﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾
ومن الحدود التي يجب أن لانقربها، مصافحة المرأة الأجنبية،لا يحل لرجل يؤمن بالله ورسوله أن يضع يده في يد امرأة لا تحل له أو ليست من محارمه ،ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)رواه الطبراني،والحديث،صححه الألباني في،صحيح الجامع،
فهذا الحديث وحده يكفي للردع والتزام الطاعة التي يريدها الله تعالى منا لما يفضي إليه مس النساء من الفتن والفاحشة،
وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت(والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم،على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى،وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم،كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاماً)رواه مسلم،
فهذا المعصوم خير البشرية جمعاء سيد ولد آدم يوم القيامة لا يمس النساء ،
رواه النسائي،وابن ماجه،وصححه الألباني،
قال الشيخ ابن باز،رحمه الله تعالى،الأظهر المنع من ذلك(أي مصافحة النساء من وراء حائل)مطلقاً عملاً بعموم الحديث الشريف،وهو قوله صلى الله عليه وسلم(إني لا أصافح النساء)وسدّاً للذريعة،
رسالة لمن فقد بصره،تذكّر فضل الصبر على ذلك،حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم(يقول الله تعالى،من أذهبت حبيبتيه فصبر
واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة )صحيح الجامع،
إن من بين العلماء رجال فقدوا أبصارهم، ومع ذلك برزوا ونجحوا في العلم والتعليم، كانت لهم بصمة في التاريخ، ولعل آخرهم وأشهرهم الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى،الذي ملأ الأرض بعلمه ودعوته،
فيا من فقد بصره،لا يمنع ذلك أن تطلب العلم،لعلك ممن يساهم في نصرة الدين،

أسأل الله،عز وجل،أن يلطف بنا،وأن يصلح أحوال المسلمين،وأن يرزقنا وإياكم العفاف،ويعيذنا وإياكم من مضلات الفتن،ما ظهر منها وما بطن،وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

الحسيمqtr
10-05-2016, 08:28 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

سالم الزهران
10-05-2016, 08:40 PM
جزاك الله خير

اللهم الهمنا شكر نعمك و لا تؤاخذنا يا كريم

امـ حمد
10-05-2016, 09:37 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
10-05-2016, 09:37 PM
جزاك الله خير

اللهم الهمنا شكر نعمك و لا تؤاخذنا يا كريم


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس