المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكائد إبليس في التسويف بالتوبة



امـ حمد
11-05-2016, 10:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مكائد إبليس في التسويف بالتوبة
التوبة إلى الله،عز وجل،من جميع الذنوب واجبة على كل مكلف كل لحظة، قال تعالى﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾النور،
وكان،صلى الله عليه وسلم،وهو المغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر،يتوب إلى الله،تعالى،كل يوم مائة مرة،
فقد أخرج الإمام مسلم في،صحيحه،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(يا أيها الناس،توبوا إلى الله،فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة)
أن من أهم أسباب سوء الخاتمة، تسويف التوبة، فلا يزال العبد غارقاً في الشهوات والشبهات،وهو يؤجل التوبة يوماً بعد يوم، حتى يأتيه ملك الموت فجأة، فيصرخ هذا العبد ويندم على عمره الذي مضى في معصية الله،
فإن من أنجح حيل إبليس التي يحتال بها على الناس التسويف في التوبة، فيوسوسُ للعاصي بأن يتمهَّل في التوبة،فإن أمامه زمناً طويلاً،فيكون من أصحاب النار،
أو يوسوس له بأنه إذا بلغ الخمسين،أو الستين، فعليه أن يتوب توبة نصوحاً ويلزم المسجد ويكثر القربات، أما الآن، فإنه في شبابه وزهرة عمره، فليمتع نفسه ولا يشق عليها بالتزام الطاعات من الآن، فهذا بعض مكائد إبليس في التسويف بالتوبة،
ومثل المؤمن الحازم الذي يتوب إلى الله من كل ذنب وفي كل وقت،خوفاً من سوء الخاتمة ومحبة لله،
أما المُفرِّط فإنه يقول كل يوم،سأتأهب غدًا حتى يأتي الرحيل ولا زاد معه،
فإن المؤمن الحازم متى جاء الموت لم يندم، أما العاصي المفرط فيصرخ عند موته، ويقول﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ،لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾المؤمنون،
مثال لمن يؤجل التوبة والإقلاع عن الذنب، فهذا مثله كمثل مَن أراد أن يقلع شجرة من فناء دار، فوجدها راسخة الجذور في الأرض ثابتة،فقال،أعود إليها في العام المقبل فأقتلعها،وما علم هذا المسكين أن الشجرة في العام المقبل سوف تزداد رسوخاً في الأرض، وسوف يزداد هو ضعفاً،
كذلك شجرة الشهوات كلما استمر العبد في المعاصي وأكثر فيها، تزداد رسوخاً في أرض قلبه، ويزداد هو بالمداومة على المعاصي،فلا يزال العبد يزداد محبة للشهوات، وضعفاً عن الإقلاع عنها، حتى تنزل عليه سكرة الموت مع حسرة الفوت،
يقول ابن رجب،رحمه الله،اعلم أن الإنسان ما دام يأمل الحياة، فإنه لا يقطع أمله من الدنيا، وقد لا تسمح نفسه بالإقلاع عن لذَّاتها وشهواتها من المعاصي،
وغيرها،ويرجيه الشيطان بالتوبة في آخر عمره،فإذا تيقن الموت وأيس من الحياة،أفاق من سكرته لشهوات الدنيا،فندم حينئذٍ على تفريطه ندامة،وطلب الرجعة إلى الدنيا ليتوب ويعمل صالحاً،فلا يجاب إلى شيء،فيجتمع عليه سكرة الموت مع حسرة الفوت،
وقد حذَّر الله في كتابِه،ليستعدوا للموت قبل نزوله بالتوبة والعمل الصالح،قال،تعالى﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ،وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾المنافقون،
قال بعضُ المحتضريين عند احتضاره،سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي،
وقال آخر عند موته،لا تغرنَّكم الحياة الدنيا كما غرَّتني،
فهؤلاء لما نزل بهم الموتُ أغلق دونهم باب التوبة،والأمر كما قال تعالى﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ﴾سبأ،
قال عمر بن عبدالعزيز في تفسيرها،إنهم طلبوا التوبة حين حيل بينهم وبينها،
قال ابن كثير في،تفسيره،عند قوله،تعالى﴿أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾البقرة،
يقول يحيى بن معاذ،رحمه الله،لا تكن ممَّن يفضحه يومَ موته ميراثُه،ويومَ حشره ميزانُه،
فغاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة، يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وعمل صالح،
وأهل الدنيا يفرطون في حياتهم فتذهب أعمارهم في الغفلة ضياعاً،بل منهم من يقطعها بالمعاصي،
فالبدار البدار قبل الفوات،من يوم الغفلات، قبل أن يقول المذنب﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾المؤمنون،
وإياك والتسويف فالعمر قصير، والباقي منه هو يسير، وكل نفس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك،لأنه يمكن أن تُخْطف فيه روحك،
وقال ابن كثير،رحمه الله،قد أجرى الله الكريم عادته بكرمه، أنَّ من عاش على شيء مات عليه، وأنَّ مَن مات على شيء بُعِث عليه،

اللهم إنا نسألك ياكريم،أن تختم لنا بما يرضيك عنا،وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب،واختم لنا بخاتمة السعادة، وارزقنا الجنة والزيادة،واحشرنا في زمرة الصالحين،وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم في جنة النعيم،اللهم آمين.

ابو عبد الرحمن
11-05-2016, 10:33 PM
الله يجزيك الخير اخت ام احمد ويجعلها ربي في ميزان حسناتك.

ملاحظة بسيطة يرجى تعديل العنوان من تسويق الى تسويف

امـ حمد
11-05-2016, 11:01 PM
الله يجزيك الخير اخت ام احمد ويجعلها ربي في ميزان حسناتك.

ملاحظة بسيطة يرجى تعديل العنوان من تسويق الى تسويف

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي ابو عبد الرحمن
وبارك الله في حسناتك يارب
تسلم يارب على التنبيه

سالم الزهران
12-05-2016, 04:52 PM
جزاك الله خير اختنا ام حمد

والمداومة على الوضوء تطرد ابليس وتفك الانسان من شرور كثيرة

امـ حمد
13-05-2016, 01:49 AM
جزاك الله خير اختنا ام حمد

والمداومة على الوضوء تطرد ابليس وتفك الانسان من شرور كثيرة

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي سالم الزهران
وبارك الله في حسناتك يارب

الحسيمqtr
13-05-2016, 10:01 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
13-05-2016, 03:58 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي الحسيم
وبارك الله في حسناتك يارب