غزلان
15-09-2006, 03:34 PM
طرق متوارثة لصنعه وأساليب ارتدائه مزاجية وأشهر أنواعه "المقصّب"العقال يصمد أمام الصرعات الحديثة ويستحوذ على إقبال الشباب
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-09-15/Pictures/1509.mis.p27.n2.jpg
يعد العقال رمزا ثقافيا وموروثا اجتماعيا يحرص عليه الخليجيون، حيث يعتبرونه مكملا لسمات الرجولة وشعارا يفتخرون به، ورغم تطور الحياة العصرية مازال العقال مزدهرا بطريقة صنعه القديمة وله عدة أنواع وأشكال وألوان لكن العقال الأسود ( المقصّب) أكثرها شيوعا في السعودية، .. "طريقة وضع العقال تعبر عن حالة مزاج صاحبه، فإذا كان حزينا لوفاة شخص حميم يخلعه من على رأسه أيام العزاء تعبيرا عن شدة حزنه، وإذا سافر صديقه إلى جهة بعيدة قد لا يراه بعدها تجده لفترة يحسر عقاله إلى الخلف، وإذا جرح في كبريائه لا يرتديه إلا إذا ردت له كرامته".
وعن طريقة صنع العقال وأنواعه يقول مفلح الحميد (صاحب محل لبيع العقال بالرياض "العقال له أسماء عدة منها الخزام أو الشطفة، وهو يصنع من الصوف الخالص، ومنه العقال الأسود الذي يغزل ويجدل من صوف الماعز، ويسمى "المرعز"، ويعتبر العقال من مكملات اللباس الخليجي، واللون الأسود هو السائد، ولم ينجح أي لون آخر في تنحيته رغم محاولات بعض الشباب".وأضاف "تتراوح أسعار العقال بين 10 - 500 ريال حسب نوع المادة المصنوع منها، وتتراوح مقاساته بين 45 و48 و50 و52، ويختلف من حيث الجودة والليونة والصلابة، وأغلاه سعرا المرعز والمقصب في السعودية والديري في سوريا والأردن.وعن أدوات صنعه يقول حمزة الرافدي (أحد الباعة في محل لبيع العقل) "من الأدوات المستعملة في صنعه (التسكَاه) وهي خشبة لصنع البطانة ولفّ وجه العقال، و(المدقّة) من الخشب لتعديل العقال واستدارته، و(المبرم) وهو شبيه بالمغزل بطول مضاعف لبرم الخيوط، و(القالب) لقياس العقال وتعديله، و(الفرشاة) من الحديد لتنظيف وجه العقال، إضافة إلى الإبرة والمقص والمشط ".وأشار إلى أن العقال يصنع من مواد خام هي الصوف والحرير والنايلون، ويتم تصنيع القطن الأبيض، ثم يضاف إليه القطن الأسود، ويغلف بالحرير أو الصوف.وعن طريقة صنع العقال يقول الرافدي " تمر صناعة العقال بعدة مراحل حتى يأخذ شكله النهائي، تبدأ بلف وبرم الخيوط القطنية التي تشكّل حشوة العقال الداخلية، والمرحلة الثانية هي لف الخيط الخارجي للعقال، ويكون نوع العقال حسب نوع هذا الخيط، وفي المرحلة الثالثة يجمع طرفا العقال مع بعضهما، ويلف عليهما خيط من نوع الخيط الخارجي نفسه، وبعدها يخاط طرفا العقال بالإبرة أو السنارة، وتسمى هذه الطريقة "تدريزة"، ويتم بعد ذلك تعريض العقال للكي بدرجة حرارة مرتفعة، ليتم حرق الشعر الزائد، ثم يوضع على القالب الخشبي، ويتم طرقه عدة مرات بمطرقة خشبية ليأخذ شكله النهائي، ويتحدد مقاسه، لأن مقاسات العقل مختلفة مثل مقاسات الرؤوس، وتتدرج بين 44 و،52 و54 وفي النهاية يغسل العقال، وتعلّق في نهايته مجموعة خيوط تسمى شراشيب، وهي مخصصة للزينة وحسب الطلب".
وعن منشأ العقال والارتباط به كموروث اجتماعي يقول الباحث الاجتماعي الدكتور علي المسعودي "يدل العقال العربي على الأصالة والانتماء لحياة البادية، وانتشر في الخليج العربي ومدن شمال سوريا وبعض المدن العربية الأخرى، ويرمز إلى القيم القديمة والشهامة من خلال تمسك الكثير بلبسه، ولذلك تستمر صناعته في سوريا وعدة مدن عربية، وتظل محافظة على رواجها وتطورها بعدما بدأت تعتمد على عدة أنواع من الخيوط ووسائل الآلة الحديثة، ولكن يظل العقال محافظاً على لونه الثابت (الأسود)، ويقال إنه اكتسب لونه القاتم بسبب ارتداء المسلمين في العهد العباسي عصائب سوداء حزنا على فقدانهم للأندلس، والخسائر التي حلت بهم جراء ذلك".ويضيف "بعد ذلك انتقلت عادة ارتداء العقال من بلاد الشام إلى شبه الجزيرة العربية، وأصبحت جزءاً من الإرث الحضاري الذي يميز المشرق العربي في لباسه، وحلّ مكان العمامة على الرؤوس، بعدما كان ارتداؤها سائداً في العهد القديم"
.ويشير الدكتور المسعودي إلى أن للعقل أشكالاً وأنواعاً عديدة من أشهرها عقال المرعز، بالإضافة لما يعرف بالعقال الإماراتي والقطري الذي يبدو رفيعاً، حيث يتم صنعه على شكل طولي، ثم يطوى بعضه على بعض، لتتكون دائرة صغيرة تتشابه مع شكل استدارة الرأس، ويتدلى منه خيطان طويلان خلف الرأس.ويضيف "يختلف نوع العقال من منطقة إلى أخرى، وغالباً يفضل الرجال في شبه الجزيرة العربية عقال المرعز أو الصوف، بينما يفضل الرجال في فلسطين عقال السنارة وعقال الوبر ولونه بني أو أبيض، وفي الأردن يفضلون عقال السنارة والمرعز، وفي سوريا يفضل الرجال في المنطقة الشمالية والشرقية استخدام عقال الصوف، بينما يفضل الرجال في المنطقة الجنوبية استخدام عقال المرعز أو عقال السنارة، وفي العراق يسمى بالملائي يضعونه مائلا، ويكون أسود أما الأحمر والأخضر فقلة من يلبسها كالتجار ليميزوا أنفسهم عن غيرهم".
وعن عادات ارتداء العقال قديما يقول الدكتور المسعودي: كان الرجل الذي لا يلبس العقال منبوذا ومكروها بين الناس، لأن الرجل مكشوف الرأس يكون عرضة للإهانة وللسخرية، والرجل الذي يلقي عقاله في مجلس عام حينما يجرح كبرياؤه لا يعود للبسه حتى يسترد كرامته، ويخلعه عندما يتقدّم بطلب خاص، ولا يرتديه إلا عندما تجاب طلباته، كما أن رفع العقال في وجه أي شخص يشكّل إهانة كبيرة تؤدي في النهاية إلى خلافات واسعة، ومنها أن خلع العقال أو رفعه إلى أعلى الرأس يشكّل مظهراً للعزاء، ويعد علامة لكرامة القبيلة، فإذا قام أحد أفرادها بعمل مشين يعيرونه بمقولتهم المشهورة "نكست عقالنا". :)
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-09-15/Pictures/1509.mis.p27.n2.jpg
يعد العقال رمزا ثقافيا وموروثا اجتماعيا يحرص عليه الخليجيون، حيث يعتبرونه مكملا لسمات الرجولة وشعارا يفتخرون به، ورغم تطور الحياة العصرية مازال العقال مزدهرا بطريقة صنعه القديمة وله عدة أنواع وأشكال وألوان لكن العقال الأسود ( المقصّب) أكثرها شيوعا في السعودية، .. "طريقة وضع العقال تعبر عن حالة مزاج صاحبه، فإذا كان حزينا لوفاة شخص حميم يخلعه من على رأسه أيام العزاء تعبيرا عن شدة حزنه، وإذا سافر صديقه إلى جهة بعيدة قد لا يراه بعدها تجده لفترة يحسر عقاله إلى الخلف، وإذا جرح في كبريائه لا يرتديه إلا إذا ردت له كرامته".
وعن طريقة صنع العقال وأنواعه يقول مفلح الحميد (صاحب محل لبيع العقال بالرياض "العقال له أسماء عدة منها الخزام أو الشطفة، وهو يصنع من الصوف الخالص، ومنه العقال الأسود الذي يغزل ويجدل من صوف الماعز، ويسمى "المرعز"، ويعتبر العقال من مكملات اللباس الخليجي، واللون الأسود هو السائد، ولم ينجح أي لون آخر في تنحيته رغم محاولات بعض الشباب".وأضاف "تتراوح أسعار العقال بين 10 - 500 ريال حسب نوع المادة المصنوع منها، وتتراوح مقاساته بين 45 و48 و50 و52، ويختلف من حيث الجودة والليونة والصلابة، وأغلاه سعرا المرعز والمقصب في السعودية والديري في سوريا والأردن.وعن أدوات صنعه يقول حمزة الرافدي (أحد الباعة في محل لبيع العقل) "من الأدوات المستعملة في صنعه (التسكَاه) وهي خشبة لصنع البطانة ولفّ وجه العقال، و(المدقّة) من الخشب لتعديل العقال واستدارته، و(المبرم) وهو شبيه بالمغزل بطول مضاعف لبرم الخيوط، و(القالب) لقياس العقال وتعديله، و(الفرشاة) من الحديد لتنظيف وجه العقال، إضافة إلى الإبرة والمقص والمشط ".وأشار إلى أن العقال يصنع من مواد خام هي الصوف والحرير والنايلون، ويتم تصنيع القطن الأبيض، ثم يضاف إليه القطن الأسود، ويغلف بالحرير أو الصوف.وعن طريقة صنع العقال يقول الرافدي " تمر صناعة العقال بعدة مراحل حتى يأخذ شكله النهائي، تبدأ بلف وبرم الخيوط القطنية التي تشكّل حشوة العقال الداخلية، والمرحلة الثانية هي لف الخيط الخارجي للعقال، ويكون نوع العقال حسب نوع هذا الخيط، وفي المرحلة الثالثة يجمع طرفا العقال مع بعضهما، ويلف عليهما خيط من نوع الخيط الخارجي نفسه، وبعدها يخاط طرفا العقال بالإبرة أو السنارة، وتسمى هذه الطريقة "تدريزة"، ويتم بعد ذلك تعريض العقال للكي بدرجة حرارة مرتفعة، ليتم حرق الشعر الزائد، ثم يوضع على القالب الخشبي، ويتم طرقه عدة مرات بمطرقة خشبية ليأخذ شكله النهائي، ويتحدد مقاسه، لأن مقاسات العقل مختلفة مثل مقاسات الرؤوس، وتتدرج بين 44 و،52 و54 وفي النهاية يغسل العقال، وتعلّق في نهايته مجموعة خيوط تسمى شراشيب، وهي مخصصة للزينة وحسب الطلب".
وعن منشأ العقال والارتباط به كموروث اجتماعي يقول الباحث الاجتماعي الدكتور علي المسعودي "يدل العقال العربي على الأصالة والانتماء لحياة البادية، وانتشر في الخليج العربي ومدن شمال سوريا وبعض المدن العربية الأخرى، ويرمز إلى القيم القديمة والشهامة من خلال تمسك الكثير بلبسه، ولذلك تستمر صناعته في سوريا وعدة مدن عربية، وتظل محافظة على رواجها وتطورها بعدما بدأت تعتمد على عدة أنواع من الخيوط ووسائل الآلة الحديثة، ولكن يظل العقال محافظاً على لونه الثابت (الأسود)، ويقال إنه اكتسب لونه القاتم بسبب ارتداء المسلمين في العهد العباسي عصائب سوداء حزنا على فقدانهم للأندلس، والخسائر التي حلت بهم جراء ذلك".ويضيف "بعد ذلك انتقلت عادة ارتداء العقال من بلاد الشام إلى شبه الجزيرة العربية، وأصبحت جزءاً من الإرث الحضاري الذي يميز المشرق العربي في لباسه، وحلّ مكان العمامة على الرؤوس، بعدما كان ارتداؤها سائداً في العهد القديم"
.ويشير الدكتور المسعودي إلى أن للعقل أشكالاً وأنواعاً عديدة من أشهرها عقال المرعز، بالإضافة لما يعرف بالعقال الإماراتي والقطري الذي يبدو رفيعاً، حيث يتم صنعه على شكل طولي، ثم يطوى بعضه على بعض، لتتكون دائرة صغيرة تتشابه مع شكل استدارة الرأس، ويتدلى منه خيطان طويلان خلف الرأس.ويضيف "يختلف نوع العقال من منطقة إلى أخرى، وغالباً يفضل الرجال في شبه الجزيرة العربية عقال المرعز أو الصوف، بينما يفضل الرجال في فلسطين عقال السنارة وعقال الوبر ولونه بني أو أبيض، وفي الأردن يفضلون عقال السنارة والمرعز، وفي سوريا يفضل الرجال في المنطقة الشمالية والشرقية استخدام عقال الصوف، بينما يفضل الرجال في المنطقة الجنوبية استخدام عقال المرعز أو عقال السنارة، وفي العراق يسمى بالملائي يضعونه مائلا، ويكون أسود أما الأحمر والأخضر فقلة من يلبسها كالتجار ليميزوا أنفسهم عن غيرهم".
وعن عادات ارتداء العقال قديما يقول الدكتور المسعودي: كان الرجل الذي لا يلبس العقال منبوذا ومكروها بين الناس، لأن الرجل مكشوف الرأس يكون عرضة للإهانة وللسخرية، والرجل الذي يلقي عقاله في مجلس عام حينما يجرح كبرياؤه لا يعود للبسه حتى يسترد كرامته، ويخلعه عندما يتقدّم بطلب خاص، ولا يرتديه إلا عندما تجاب طلباته، كما أن رفع العقال في وجه أي شخص يشكّل إهانة كبيرة تؤدي في النهاية إلى خلافات واسعة، ومنها أن خلع العقال أو رفعه إلى أعلى الرأس يشكّل مظهراً للعزاء، ويعد علامة لكرامة القبيلة، فإذا قام أحد أفرادها بعمل مشين يعيرونه بمقولتهم المشهورة "نكست عقالنا". :)