المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى



امـ حمد
14-05-2016, 02:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى
لماذا إذا أحب الله إنسانا ابتلاه،ولماذا اختار هذا الإنسان ليحبه،
في الحديث الصحيح(إذا أحب الله العبد نادى جبريل،إن الله يحب فلاناً فأحبه،فيحبه جبريل،فينادي جبريل في أهل السماء،إن الله يحب فلاناً فأحبوه،فيحبه أهل السماء،ثم يوضع له القبول في أهل الأرض)الراوي،أبو هريرة،صحيح البخاري،
الابتلاء سُنّة ربانية،والله عز وجل يفعل ما يشاء،ويحكم ما يريد، والله تبارك وتعالى لا يُسأل عما يفعل،لأنه أحكم الحاكمين،فالله عز وجل،يحب من يشاء مِن عباده،ويصطفي ويختار من يشاء،
قال تعالى(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ)
وابتلاء الله عز وجل،لِعباده مِن أجل تمحيص إيمانهم،فالابتلاء سبيل إثبات صدق المحبة،وهو سبيل رِفْعة الدَّرَجات،وذلك لأن الإنسان في دار ابتلاء،كما قال تعالى(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)وكما قال تبارك وتعالى(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
قال عليه الصلاة والسلام(إذا سبقت للعبدِ من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده،ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغه المنزلة التي سبقت له منه)رواه الإمام أحمد،
وقال عليه الصلاة والسلام(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء،وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم،فمن رضي فله الرضا،ومن سخط فله السخط)رواه الإمام أحمد،والترمذي،وابن ماجه،وصححه الشيخ الألباني،
وقد ابتلى الله عز وجل،صفوته من خلقه،وخيرته مِن عباده،وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،
والناس يختبر بعضهم بعضاً،وقد يختبر الصديق صديقه،ليعرف وفاءه وصدقه،فيتخذه صديقاً،
وقد يقع البلاء،والإنسان في إعراض عن الله عز وجل،فيحمله الابتلاء على الأوبة والتوبة والعودة إلى الله،
وليس كل إنسان أحبه الناس هو محبوب عند الله تعالى،لأن مقياس محبة الناس ليس هو الأصل،فالناس قد يُحبّون صاحب المال لماله ،وصاحِب الجاه لجاهه،وقد يُحبّون الكافر،
ولذلك بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم،الميزان عند الله في التعامل مع الناس،
مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال(ما تقولون في هذا،
قالوا،حريٌّ إن خطب أن يُنكح،وإن شفع أن يُشفع،وإن قال أن يُستمع،قال،ثم سكت)
فمرّ رجل من فقراء المسلمين،فقال(ما تقولون في هذا)
قالوا(حريٌّ إن خطب أن لا يُنكح،وإن شفع أن لا يشفع،وإن قال أن لا يستمع)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(هذا خير مِن ملء الأرض مثل هذا )رواه البخاري،
لقد جاء في الحديث(أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، والنبي)صلى الله عليه وسلم،يقول(أشد الناس بلاء الأنبياء, ثم الصالحون, ثم الأمثل فالأمثل وهم أحباب الله، فالابتلاء يبتلى به الأحباب ليمحصهم, ويرفع درجاتهم وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم يتأسى بهم,ولهذا قال النبي،صلى الله عليه وسلم(أشد الناس بلاء الأنبياء, ثم الأمثل فالأمثل)
وفي رواية(الصالحون,ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه)فإن كان في دينه صلابة اشدد عليه في البلاء،ولهذا ابتلى الله الأنبياء ببلايا عظيمة،منهم من أوذي,ومنهم من اشتد به المرض وطال كأيوب, ونبينا أوذي كثيراً في مكة وفي المدينة ومع هذا صبر،عليه الصلاة والسلام,فالمقصود أن الأذى يقع لأهل الإيمان والتقوى،على حسب تقواهم وإيمانهم،
إن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم , وتمحيصاً لذنوبهم,وتمييزاً بين الصادق والكاذب منهم قال الله تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
وقال،رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)رواه الترمذي،
وأكمل الناس إيمانا أشدهم ابتلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)أخرجه الإمام أحمد،
ومن فوائد الإبتلاء، تكفير الذنوب ومحو السيئات،ورفع الدرجة والمنزلة في الآخرة،
الشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها،وفتح باب التوبة والذل والانكسار بين يدي الله،وتقوية صلة العبد بربه،
قوة الإيمان بقضاء الله وقدره،
والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام،
الأول، محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله
واتهام القدر،
الثاني، موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله،
الثالث، راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر،
والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله قال الرسول(عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)رواه مسلم،
واقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا أو رفعاً لمنزلته،
أما الكافر والمنافق،فيعافى ويصرف عنه البلاء،وتؤخرعقوبته في الآخرةن
والبلاء له صور كثيرة، بلاء في الأهل،وفى المال،وفى الولد, وفى الدين,وأعظمها ما يبتلى به العبد في دينهن
وقد جمع للنبي كثير من أنواع البلاء فابتلى في أهله, وماله, وولده, ودينه فصبر واحتسب وأحسن الظن بربه ورضي
بحكمه وامتثل الشرع ولم يتجاوز حدوده فصار بحق قدوة يحتذي به كل مبتلى،
والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور، أن يتيقن أن هذا من عند الله فيسلم الأمر له،وأن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر،وأن يتعاطى الأسباب النافعة لدفع البلاء،
أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب،
ومما يؤسف له أن بعض الناس ممن ضعف إيمانه إذا نزل به البلاء تسخط وسب الدهر,ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله فوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً،
وهناك لطائف إذا تأمل فيها العبد هان عليه البلاء وصبر وآثر العاقبة الحسنة وأبصر الوعد والثواب الجزيل،
أولاً، أن يعلم أن هذا البلاء مكتوب عليه لا محيد عن وقوعه،ومن نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته،
ثانياً، أن يعلم ما أعد الله لمن صبر في البلاء أول وهلة من الثواب العظيم قال رسول الله(إنما الصبر عند الصدمة الأولى )
وأنه ربما ابتلاه الله بهذه المصيبة دفعاً لشر وبلاء أعظم مما ابتلاه به,فاختار الله له المصيبة الصغرى وهذا معنى لطيف،
ثالثاً، أنه فتح له باب عظيم من أبواب العبادة من الصبر والرجاء , وانتظار الفرج فكل ذلك عبادة،وأنه ربما يكون مقصر وليس له عمل كبير،فأراد الله أن يرفع منزلته ويكون هذا العمل من أرجى أعماله في دخول الجنة،
رابعاً، قد يكون غافلاً معرضاً عن ذكر الله مفرطاً في جنب الله مغتراً بزخرف الدنيا,فأراد الله إيقاظه من غفلته ورجوعه إلى الرشد،فإذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه إلى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة, وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله،
قال رسول الله( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي،
ومن الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب،
الدعاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية،الدعاء سبب يدفع البلاء،
الصلاة، فقد كان رسول الله إذا حزبه أمر(فزع الى الصلاة) رواه أحمد،
الصدقة، وفى الأثر،داوو مرضاكم بالصدقة،
تلاوة القرآن( وَنُنَزِّل مِنْ الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة لِلْمُؤْمِنِينَ)
الدعاء المأثور(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ،الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها،


اللهم إنك خلقتنا وقدّرت لنا هذه الحياة الدنيا بهمومها وصِعابها، اللهم قد رضينا فهوِّن ما شقّ علينا،واملأ نفوسنا بالرضا والتسليم لأمرك،وأعنّا على أهواء نفوسنا حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا،وخفف علينا ثقل الأوزار وارزقنا معيشة الأبرار،وأكفنا شر الأشرار،وأعتق رقابنا من النار،
اللهم آمين يارب العالمين.

سالم الزهران
14-05-2016, 05:44 AM
نسأل الله العفو والعافية ، في موازين حسناتك ان شاء الله

امـ حمد
14-05-2016, 04:09 PM
نسأل الله العفو والعافية ، في موازين حسناتك ان شاء الله
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي سالم الزهران

الحسيمqtr
15-05-2016, 02:54 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
15-05-2016, 03:33 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي الحسيم

بوخالد911
15-05-2016, 11:34 PM
بورك فيكم.

امـ حمد
16-05-2016, 03:26 AM
بورك فيكم.

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي بو خالد

boahmed87
24-05-2016, 08:07 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
24-05-2016, 08:39 PM
جزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بو احمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصدق منجاة
24-05-2016, 11:54 PM
جزاك الله خيرا

امـ حمد
25-05-2016, 02:21 AM
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي الصدق منجاة