المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقة تخصيص الأسهم الجديدة تجذب صغار المستثمرين إلى الاكتتابات



مغروور قطر
25-05-2005, 03:45 PM
التاريخ:25/05/2005

المصدر: صحيفة الخليج

فرص استثمارية مجزية وتأثيرات محدودة في تداولات السوق الثانوي

طريقة تخصيص الأسهم الجديدة تجذب صغار المستثمرين إلى الاكتتابات



قال خبراء ومستثمرون في أسواق الأسهم المحلية ان الطريقة الجديدة التي اعتمدت في تخصيص الاسهم في الاكتتابات الاخيرة ابتداء من اكتتاب “آبار” ومن ثم الاكتتاب في “صروح” الجاري الآن، جعل صغار المستثمرين يتجهون نحو الدخول في هذه الاكتتابات بعد ان اصبح حجم ما يحصلون عليه من اسهمهم، مناسباً في ضوء هذه الطريقة للتخصيص التي تقوم على أساس توزيع الاكتتاب الى شريحتين الاولى لصغار المستثمرين والثانية للمستثمرين الكبار، بحيث يتم تخصيص الاسهم ضمن شريحة صغار المستثمرين على اساس توزيع الاسهم بينهم بالتساوي بحيث يحصل كل مستثمر على العدد نفسه من الاسهم وبحد اعلى معين بغض النظر عن حجم طلب الاكتتاب الذي تقدم به.

وأوضحوا انه بالنسبة لكبار المستثمرين، فهم يخصصون في الغالب جزءا من أرصدتهم للاكتتابات الجديدة ويوجهون الجزء الآخر من هذه الارصدة للتداول في الاسواق الثانوية، لأن لديهم من السيولة ما يكفي لتغطية متطلبات الاستثمار في كل من الاسواق الاولية والأسواق الثانوية في الوقت نفسه.

واعتبروا ان تأثير الاكتتابات في الاسواق الثانوية اصبح محدودا نسبيا، لأن تتابع الاكتتابات جعل من غير الممكن استثمار الاموال عند عودتها كمبالغ فائضة من الاكتتاب وتوظيفها داخل الاسواق الثانوية، لأن الاكتتاب التالي يكون سريعاً ولا يترك مجالاً للاستفادة من هذه الاموال خلال الفترة الفاصلة.

وأشاروا الى ان المفاضلة بين العائد الاستثماري من الاكتتابات وعائد الاستثمار في الاسواق الثانوية اصبحت عملية معقدة الآن لأن من الصعب توقع نسب التخصيص مستقبلاً من جهة، وطبيعة الحركة في الاسواق الثانوية خلال فترة احتجاز الاموال من جهة أخرى، فإذا جاء التخصيص منخفضاً للغاية كما حصل في العديد من الحالات مؤخرا وتزامن ذلك مع نشاط قوي في الاسواق الثانوية ادى الى ارتفاع مهم في الاسعار، فقد يجد المستثمر ان عائده من الاكتتاب ضئيل مقارنة بالعائد الذي كان يمكن ان يجنيه فيما لو ترك أمواله تتحرك في تداولات الاسهم اليومية.

وقال محمد علي ياسين مدير عام مركز الامارات التجاري ان معظم المستثمرين اصبح لديهم الآن بعد الارباح التي حققوها خلال الفترة الماضية، كميات جيدة من السيولة يستطيعون ان يخصصوا جزءا منها للاكتتاب في الاسهم الجديدة فيما يستثمرون بقية الاموال في التداولات.

وأوضح ان صغار المستثمرين هم الذين يسيلون في الغالب جزءا من اسهمهم ويوجهون هذه المبالغ للاكتتابات، لأن التخصيص اصبح الآن افضل لصغار المستثمرين من التخصيص الذي يحصل عليه كبار المستثمرين في ظل الطريقة الجديدة للتخصيص ابتداء من الاكتتاب في “آبار” على أساس توزيع الاسهم بالتساوي بين المكتتبين ضمن شريحة صغار المستثمرين، فيما تنخفض نسبة التخصيص ضمن شريحة كبار المستثمرين حيث يجرى احتسابها على أساس النسبة والتناسب.

وأكد ان المبالغ التي تخرج من الاسواق الثانوية نتيجة قيام صغار المستثمرين بتسييل جزء من الاسهم للاكتتاب في الاسهم الجديدة ليست مبالغ كبيرة وبالتالي فإن تأثيرها في الاسواق يظل محدودا نسبيا.

صغار المستثمرين و”التسييل”

وقال زهير الكسواني المدير الشريك في الشرهان للأسهم والسندات ان حجم السيولة في اسواق الاسهم كبير نسبياً، والملاحظ ان الجزء الاكبر من السيولة يواصل الاستثمار في الاسواق الثانوية فيما تذهب مبالغ أقل للاكتتاب في الاسهم الجديدة، ولذلك فإن من غير المتوقع ان تتأثر الاسواق الثانوية بحدة بالاكتتابات الجديدة، خصوصاً ان عمليات التسييل التي تحدث في هذه الاسواق تتم في الغالب من قبل صغار المستثمرين، وبمبالغ تظل محدودة نسبياً، حيث يسعى هؤلاء للاستفادة من الاكتتابات بعد ان تم اعتماد طريقة للتخصيص تعطي لصغار المستثمرين كمية معقولة من الاسهم، علماً ان توزيع الاسهم بين المكتتبين في شريحة صغار المستثمرين يترافق مع منع غير الراشدين من الاكتتاب وبالتالي تقل اعداد المكتتبين وتتحسن نسبة التخصيص.

تجميد الأموال

وقال المستثمر محمد الحمادي ان انخفاض نسبة التخصيص في العديد من الاكتتابات التي جرت في الدولة مؤخرا جعلت أعداداً كبيرة من المستثمرين ضمن الفئات المتوسطة يتجاهلون الاكتتابات الجديدة لأنها تؤدي عملياً الى تجميد مبالغ مهمة من الأموال دون ان يستطيع المستثمر توقع كمية ما سيحصل عليه من الاسهم، في الوقت الذي تستمر الاسواق الثانوية بالنشاط ويستطيع المستثمر ان يحقق منها عوائد مجزية.

وأوضح ان نسبة كبيرة من كبار المستثمرين أصبحت تكتفي الآن بالدخول الى الشركات الجديدة كمؤسسين وحصولهم بهذه الصفة على حصة جيدة من الاسهم، وخصوصاً بعد ان توسعت دائرة المؤسسين في الشركات واصبحت تشمل اعدادا أكبر من المستثمرين.

توزيع مدروس

وقال المستثمر راشد الدبوس انه بالنسبة لكبار المستثمرين فإن لديهم كميات كبيرة من السيولة تكفي لتغطية الاكتتاب في الاسهم الجديدة وفي الوقت نفسه مواصلة الاستثمار في الاسواق الثانوية ولذلك فإن أموالهم تتوزع بطريقة مدروسة بين هذين القطاعين، أما بالنسبة لصغار المستثمرين فقد أصبحوا اقل اهتماماً بالاكتتابات الجديدة نتيجة لانخفاض نسب التخصيص، ولكن في حال تحسنت هذه النسب فقد نشهد عودة بعض المستثمرين الصغار لتوجيه أموالهم نحو الاكتتاب في اسهم الشركات الجديدة.

تزايد الشركات المساهمة

وقال المستثمر أحمد منير قنواتي إنه يفضل الاستثمار في الأسهم المدرجة في السوق منذ مدة والتي تظهر نتائجها الربعية ومن ثم السنوية والتي بناء عليها يتمكن المستثمر من تحديد موقفه من أي سهم بيعاً أو شراء.

أما لماذا هذا الاندفاع الشديد على الإصدارات الجديدة؟؟ فيجيب القنواتي إن الجواب بسيط “فالمكتتبون يطمحون لبيع أسهمهم فور تخصيصها لهم ومن ثم تداولها في السوق وبالتالي تحقيق معدل صغير أو كبير من الربح يضعونه في جيوبهم ويبتعدون عن السوق بعد ذلك”.

وأضاف انه مع العلم ان الازدياد في عدد الشركات المساهمة الجديدة يعيدنا بالذاكرة إلى أيام المناخ وأزمة المناخ، حيث كان سببها الرئيسي الاصدارات الكثيرة للشركات المساهمة.

ومن جانبه، فضل المستثمر عبدالله الدوخي الاستثمار في الشركات الجديدة التي ستطرح في الأسواق المالية مع البقاء على الوضع الحالي للاستثمار وتدعيم القاعدة الاستثمارية للمستثمرين، خصوصاً الصغار منهم، وذلك لاعتبارات عديدة منها تخصص بعض هذه الشركات بمجالات جديدة لم تطرح بعد بالإضافة إلى تفعيل روح المنافسة بين الشركات القديمة.

وأضاف الدوخي ان اسعار أسهم الشركات الحالية مضاعفة عشرات المرات وليست بمصلحة صغار المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار في قطاع الأسهم والأوراق المالية، وبالتالي فإن أرباحها لن تكون كالشركات الجديدة التي يتوقع لبعضها مستقبل حافل نظراً لرؤوس أموالها الكبيرة.

وأشار المستثمر فراس فارس إلى ان الاستثمار في الشركات التي طرحت والتي ستطرح أسهمها للاكتتاب غير مُجد حالياً، ويحتاج إلى ترو وتفكير عميق، وذلك للتعرف إلى مسار هذه الشركات وطريقة عملها والقائمين عليها (المؤسسين)، فإما ان يتحسن مستواها أو عكس ذلك، ويعتمد بناء ذلك على مقارنة نتائج الربع الثاني بالربع الأول، إلا ان هناك بعض الشركات القليلة التي يتضح مستقبلها في البداية حتى عند الإعلان عنها.

وقال فارس إن أسعار أسهم الشركات التي تدرج حالياً مبالغ فيها من وجهة نظره، وذلك لأن القيمة الاسمية للسهم تعتبر منخفضة مقارنة مع القيمة السوقية.

وقال إن الاكتتابات الجديدة كانت غير مجدية في البداية لصغار المستثمرين، وذلك لأنها كانت تعامل معاملة النسب فقط، ولكن الآن أصبح هناك فئتان للاكتتاب الأولى فئة صغار المستثمرين والثانية فئة كبار المستثمرين.

ولفت إلى جملة من المشكلات تتعلق بموضوع الاكتتابات، منها التداخل فيما بينها وطرح أكثر من شركة في وقت واحد ما يؤدي إلى عامل الإرجاع للسيولة وتفاقم ظاهرة الاستثمار بأسماء أشخاص آخرين خارج نطاق العائلة، إضافة إلى أرقام التمويل البنكية الضخمة والخيالية حيث أصبح من غير المجدي للمكتتب الاكتتاب إلا عن طريق البنوك.

آلية زمنية

وقال عبدالله السجواني (مستثمر) إنه يعارض الاستثمار في الشركات الجديدة وذلك لضرورة دراسة وضع هذه الشركات والقائمين عليها والتي تظهر نتائجها بعد ظهور نتائج الربع الثاني ومقارنتها مع الربع الأول للتعرف إلى خطى هذه الشركات ومدى جدية الاستثمار فيها، مطالعاً بوضع آلية زمنية لطرح الشركات لأسهمها في الأسواق، وذلك بتحديد فترات زمنية لا تقل عن 6 أشهر بين الشركة والأخرى، على الرغم من أن السوق لم يعد يتحمل المزيد منها.

وأشار السجواني إلى تجربة احدى الشركات التي طرحت للاكتتاب، حيث لاقت إقبالاً جيداً من قبل المستثمرين في الوقت الذي تفاجأوا بعدم وجود طلبات لذلك بحجة نفاذها، مع العلم انها كانت تباع من خلف الكواليس لبعض المستثمرين، في حين أن بعضهم اضطر إلى الانتقال إلى السوق المالي الذي ستدرج أسهمها للتداول فيه للحصول على طلب الاكتتاب.

ومن جهة أخرى قال عمر البرغوثي مدير عام أموال الاستثمار، ان الاكتتابات الجديدة ستكون مفيدة للمستثمرين ولكن يجب النظر لكل شركة منها من حيث عقد التأسيس المبرم وصيغته واللجنة التأسيسية للشركة، بالاضافة الى أهدافها وتتطلعاتها ونشاطها في ضوء ازدحام الاكتتابات، كما ان على المستثمر ان يختار الشركة التي يهدف من خلالها للاستثمار على المدى الطويل. وأكد البرغوثي ان هذه الاكتتابات ستؤدي الى سحب السيولة من السوق، حيث يعود الهدوء الذي يخيم حالياً على أجواء الأسواق المالية لانتظار المستثمرين للاكتتابات الجديدة، معتبرا ان المضاربة عن طريق التسهيلات البنكية تعتبر فاشلة وما هي إلا جولة أولى وثانية لارتفاع اسعار الاسهم.

وأضاف ان الغريب في الموضوع ان المؤسسين لبعض الشركات هم أول من يقوم بعملية البيع وهذه دلالة واضحة وأكيدة على فشل اختيار المؤسسية الداخلية لمجرد الربح فقط، على الرغم من ان بيع الاسهم التأسيسية غير مسموح إلا بعد سنتين من تاريخ التأسيس. ما المستثمر غسان فارس فأيد موضوع الاستثمار في الشركات الجديدة، وذلك لوجود دراسات حديثة لهذه الشركات معتبرا انها افضل من سابقاتها من الشركات، وان وجود هذه الدراسات هو دعم ومساندة لها، بحيث ستكون مفيدة لكل فئات المستثمرين كبارا وصغارا، وستدعم الصغار منهم بشكل أكبر وبعكس الشركات القديمة، لافتا الى ان اي شركة جديدة ستبدأ كما بدأت سابقاتها وستستفيد من تجاربها وأخطائها، فالشركات الجديدة ذات المجالات الحديثة في السوق من المتوقع ان يكون حليفها التطور والتقدم السريع