المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المستشار،لابد أن يكون أميناً،مؤتمن



امـ حمد
18-05-2016, 02:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المستشار،لابد أن يكون أميناً،مؤتمن
أقام الإسلام على أسس متينة قوية ولذا أمر الشورى واعتنى بها في حياة الإنسان،إذ الإنسان بطبعه مضطر للآخرين وكونه يفكر بعقول متعددة خير من أن يكون التفكير بقلب واحد، ولهذا فللشورى أهمية في حياة المسلم،والمواقف التي تمر به،
ومن تدبر كتاب الله،وسنة محمد صلى الله عليه وسلم،رأى للشورى أمراً عظيماً وشأناً كبيراً،
أن الله أمر بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم،الذي يأتيه الوحي من السماء، أمره الله باستشارة أصحابه(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
وأثنى على المؤمنين بأن أمرهم شورى بينهم فقال(وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
وجعل فطام الصبي راجع إلى تشاور الأبوين،وأمرهما أن يتآمرا بالمعروف وقال جل وعلا(فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ)
وجعل الشورى سبباً لنجاح العمل والسلامة من الفشل،
فيروى أنه صلى الله عليه وسلم،قال(ما خاب من استخار ولا ندم من استشار)
ومارس النبي صلى الله عليه وسلم،الشورى مع أصحابه في مواقف كثيرة،قال أبو هريرة رضي الله عنه،لم يكن أحد أكثر استشارة من النبي مع أصحابه،
وأصحابه وخلفاءه الراشدون كانوا أهل مشورة لقومهم،
فكان عمر رضي الله عنه،يستشير قراءه كهوناً أو شباباً،
ومن ذلكم،الاستشارة بالزواج، فإن الإقدام على الزواج أمر عظيم لأنه يختار شريكته في هذه الحياة لتكون عون له على أمور دينه ودنياه ولهذا شرع له أن يستخير الله في أي امرأة أراد خطبتها ثم يستشير ذو رأي وعلم ودين ومعرفة بأحوال الناس، هل هذه الفتاة وأهلها أهل تناسب في الغالب أم لا،كذلك المرأة تستشير إذا تقدم إليها بخطبة،
ففاطمة بنت قيص أتت النبي صلى الله عليه وسلم،تستشيره،أنه تقدم لها معاوية بن أبي سفيان،وأبو الجهم،فقال صلى الله عليه وسلم،أما معاوية فصعلوك لاَ مال له،
وأما أبو الجهمٍ فلا يضع عصاه عن عاتقه،
انكحى أسامةَ بن زيد،قالت فنكحته فجعل الله فيه خيراً،
ومن مجالات الاستشارة، استشارة الرجل فتاته عند تقدم خاطب إليها، فيعرض عليها الخاطب وصفاته وأخلاقه، وحاله وكل ما يتعلق بذلك حتى تكون الفتاة على علم وبصيرة،
قال صلى الله عليه وسلم(لا تنكح الأيم حتى تستأمر،ولا البكر حتى تستأذن،قَالوا وما أذنها قَال،صمتها)
قالت عائشة أم المؤمنين يا رسول اتستأمر النساء،قال،نعم،قالت، إذا البكرة تستحي،قال،سكوتها إذن منها،
واستشارة الزوجين بعضهما ببعض فإن الرجل وإن كانت له ذو القوامة على المرأة، ولكن رب رأي من امرأة يجعل الله فيه خيراً كثيرا وبركة،
هذه أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة محمد صلى الله عليه وسلم،تزوجها قبل الوحي، فلما جاءه الوحي في غار حراء وشاهد ما شاهد أتى مرعوباً خائفاً إلى خديجة فأخبرها بما رأى وشاهد، فقالت له،رضي الله عنها بحسن فطرتها السليمة وعقلها النير ورأيها الصائب(كلا لا يخزيك الله أبداً،إنك تقرى الضيف،وتحمل الكلَّ،وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق،وأتت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل فطمنه وسكنه وفتح عليه من الرأي السديد وأخبره أن هذا مبدأ وحي أوحاه الله إليه فرضي الله عنها وأرضاها
واستشارة الأب أبناءه فيما يتعلق بإدارة المنزل وشؤون الحياة وما يحصل من اختلاف بين الأبناء أحياناً فيستشيرهم من باب المحبة لهم،والثقة والاطمئنان بهم،وتقوية الروابط بينه وبينهم،
لاسيما ذو الرأي من أولاده الذين أصابت رأيهم،
وأيضاً استشارة الإخوان بعضهم بعض فيما يحدث من مشاكل حتى تصل الرحم وتبقى المودة والصلة،فإن في الاستشارة خيراً،فرب رأي يعين على اجتماع الكلمة وتوحيد الصف وترابط الأسرة وعدم التشتت،
ومنها استشارة أهل الجيران بعضهم بعض وأهل الحي بعضهم بعض فيما يعرض من مشاكل بين الجيران،
ومن استشارة الموظفين في إدارتهم كيف ينفذوا الأعمال، يستشير الرئيس مما معه بعضهم بعض في سبيل إنجاز الأعمال وإعطاء الحقوق،والسلامة من كل ما يخل بالعمل،
ومن الاستشارة الفتوى في الدين، فإن أهل العلم يستشيرون بعضهم بعضاً،فالشريعة كاملة إنما تحتاج إلى فهم وإدراك،والأمور الدعوية، فإن الدعوة أمرها عظيم ومجالها واسع فيستشير من سبقه،فإن الله يقول(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)أي، على علم وحال بمن ادعوه فيستشير من سبقه في حال هذه الدعوة، والأسلوب الذي يسلكه،فإذا اجتمعت هذه الآراء وتكاتفت خرج منها رأي سديد ومنطلق جيد يضمن الاستمرار ويبعد عن الفوضوية والاضطراب،ليكون المجتمع قوياً متيناً متماسكاً،
والمستشار،لابد أن يكون أميناً، مؤتمن لا يشير بخلاف الواقع ولا يزين لمن استشاره أمراً يعلم أنه خلاف الحق والصواب،
وأن لا يتكلم إلا بعلم(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)
وأن لا يكتم أمراً ضروري وجوده،ومن كتم ذلك كان خائناً في استشارته،
يكتم سر المستشار،ولا يقول استشارني فاستشرته على ذلك فليكتم فإن هذا من أسباب الإخلاص،
الاستشارة فيها تأليف للقلوب،وتجعل الأمر يصدر عن بصيرة وعلم وروية،
فإن كل قرار اتخذ مبني على رأي صائب واستشارة ذو الخبرة في ذلك يكون هذا الأمر واضحاً جلياً،
وعلى المستشار أن يتقي الله صريحاً يدافع عن الحق،لا يجامل ولا يداري وإنما يبرأ ذمته لعلمه أن الله سائله عن هذا كله،
أن المشورة مطلوبة من ذو الرأي والسداد ذكوراً وإناثاً،فعلى المستشير أن يسمع ويصغي ثم عليه أن يقيّم الوضع تقيماً صحيحاً،


ونسال الله ان يجعلنا من المتقيين.

الحسيمqtr
20-05-2016, 12:31 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
20-05-2016, 02:34 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس
بارك الله فيك
وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي الحسيم

boahmed87
24-05-2016, 07:52 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
24-05-2016, 08:43 PM
جزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بو احمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

بانغ بانغ
24-05-2016, 09:44 PM
ان خير من استأجرت القوي الامين

لكن للاسف هالايام اكبر فاسد ومستغل للسلطة المقربون خاصة المستشاروون

امـ حمد
25-05-2016, 02:22 AM
ان خير من استأجرت القوي الامين

لكن للاسف هالايام اكبر فاسد ومستغل للسلطة المقربون خاصة المستشاروون

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي بانغ بانغ