المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهي عن السخرية بالناس واحتقارهم



امـ حمد
18-05-2016, 03:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النهي عن السخرية بالناس واحتقارهم
إن من الصفات الذميمة التي ذمها الله ورسوله السخرية بالناس واحتقارهم،
قال تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾الحجرات،
الهمز، السخرية،والاستهزاء الذي يقصد به التنقص من الناس بالإشارة،كتحريك اليد قرب الرأس إشارة إلى الوصف بالجنون، أو الإشارة بالعين رمزاً للاستخفاف،هؤلاء الذين تستهزءون بهم عسى أن يكونوا خيراً منكم عند الله تعالى وعند عباده،
واللمز، هو السخرية من الناس بالقول، كتسمية الشخص باسم يدل على عاهة فيه أو مرض،أواتهامه بخليقة سيئة،أو التعريض بذلك،
قال الطبري رحمه الله،إن الله عمَّ بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض بجميع معاني السخرية، فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره،ولا لذنب إرتكبه ولا لغير ذلك،
وقال تعالى﴿ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾الحجرات،
إن الله تعالى،نهى المؤمنين أن يتنابزوا بالألقاب، والتنابز بالألقاب هو دعاء المرء صاحبه بما يكرهه من اسم أو صفة،
فغير جائز لأحد من المسلمين أن ينبز أخاه باسم يكرهه أو صفة يكرهها،
روى أبو داود في سننه من حديث عائشة رضي الله عنها،قالت، قلت للنبي صلى الله عليه وسلم،حسبك من صفية كذا وكذا،تعني قصيرة،فقال(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)
وروى البخاري في صحيحه،عن أبا ذر،قال،إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه،فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم(يا أبا ذر، أعيرته بأمه،إنك امرؤ فيك جاهلية،إخوانكم خولكم،جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)
قال ابن كثير رحمه الله،هذه أيضاً من صفات المنافقين لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال،حتى المتصدقون لا يسلمون منهم،إن جاء أحدهم بمالٍ كثير قالوا،مُراءٍ،وإن جاء بقليل قالوا،إن الله لغني عن صدقة هذا،
والسخرية تميت القلب وتورثه الغفلة،حتى إذا كان يوم القيامة ندم الساخر وتحسر على فعله قال تعالى﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾الزمر،
والسخرية عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة،
في الدنيا، قد يبتلى الساخر بمثل ما سخر به،
وفي الآخرة، عذاب الله، قال تعالى(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ﴾ الأحزاب،
والساخر بعيد عن ربه قريب من الشيطان،قال تعالى عن الكفار﴿إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ،فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ،إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ المؤمنون،
قال القرطبي،التحذير من السخرية والاستهزاء بالضعفاء والمساكين،والاحتقار لهم والإزراء عليهم،والاشتغال بهم فيما لا يعني، وأن ذلك مبعد من الله عز وجل)
أن السخرية بالناس ذنب عظيم، منافٍ للدّين والمروءة والأدب،
ومن صور هذا الاستهزاء في وقتنا المعاصر، السخرية بالعلماء والمشايخ،والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وغيرهم من أهل الصلاح والخير، ولمزهم بالألقاب السيئة،وتأليف القصص المكذوبة التي تسمَّى النكت عليهم،وقد نص بعض أهل العلم على أن الساخر من العلماء أو الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إذا كان يسخر منهم لدينهم لا لذاتهم، فإن هذا من الكفر المخرج من دائرة الإسلام،قال تعالى﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾التوبة،
ومنها السخرية بالعمال المقيمين، أو الفقراء وضعفة الناس، واحتقارهم،
روى البخاري في صحيحه من حديث سهل رضي الله عنه قال،مرَّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال(ما تقولون في هذا،قالوا،حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يُشفع، وإن قال أن يُستمع،قال،ثم سكت)
فمرَّ رجل من فقراء المسلمين، فقال(ما تقولون في هذا،قالوا،حري إن خطب أن لا ينكح،وإن شفع أن لا يشفع،وإن قال أن لا يُستمع، فأشار النبي على الرجل الفقير،فقال( والله هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا )
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،فهذان رجلان أحدهما من أشراف القوم،وممن له كلمة فيهم،وممن يجاب إذا خطب،ويسمع إذا قال،والثاني بالعكس،رجل من ضعفاء الناس ليس له قيمة،إن خطب فلا يجاب،وإن شفع فلا يشفع،وإن قال فلا يسمع،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم(هذا خير من ملء الأرض مثل هذا )أي،خير عند الله عز وجل من ملء الأرض من مثل هذا الرجل الذي له شرف وجاه في قومه،لأن الله سبحانه وتعالى، ليس ينظر إلى الشرف،والجاه،والنسب،والمال،والصورة،واللباس ، والمركوب،والمسكون،وإنما ينظر إلى القلب والعمل،فإذا صلح القلب فيما بينه وبين الله عز وجل،وأناب إلى الله ،وذاكراً لله تعالى خائفاً منه، مخبتاً إليه،عاملاً بما يرضي الله عز وجل،فهذا هو الكريم عند الله، وهذا هو الوجيه عنده، وهذا هو الذي لو أقسم على الله لأبره فيؤخذ من هذا فائدة عظيمة،وهي أن الرجل قد يكون ذا منزلة عالية في الدنيا،ولكنه ليس له قدر عند الله،وقد يكون في الدنيا ذا مرتبة منحطة،وليس له قيمة عند الناس،وهو عند الله خير من كثير ممن سواه ،
وما يدري هذا الساخر لعل الذي سخر منه خير وأتقى لله منه،قال تعالى﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾الحجرات،

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين المفلحين الخائفين الوجلين،وان تحسن خاتمتنا وتظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك،

الحسيمqtr
18-05-2016, 09:33 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

qatara
18-05-2016, 09:54 PM
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ï´¾ الحجرات،


(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) الأحزاب،

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين المفلحين الخائفين الوجلين،
وان تحسن خاتمتنا وتظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك،

جزيتي الجنه

امـ حمد
19-05-2016, 04:21 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
19-05-2016, 04:21 AM
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ï´¾ الحجرات،


(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) الأحزاب،

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين المفلحين الخائفين الوجلين،
وان تحسن خاتمتنا وتظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك،

جزيتي الجنه

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس

boahmed87
24-05-2016, 08:06 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
24-05-2016, 08:40 PM
جزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بو احمد
وجزاك ربي جنة الفردوس