امـ حمد
02-06-2016, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة مع النفس قبل رمضان
فقد كان السلف رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان،ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم،
قال يحيى بن أَبي كثير،كان من دعائهم،اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً،
من هنا فإنه يجب على المسلم قبل حلول شهر رمضان الكريم،أن يقف وقفة اعتراف وندم وإنابة أمام ربه،تعالى،يعترف فيها بذنوبه، ويراجع فيها عيوبه،
وهذه الوقفة أمام الله،تعالى،هي وقفة حياء وخجل على التقصير،
والحياء من الله،تعالى،يقتضي البعد عن محارمه،
وما رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(استحيوا من الله حق الحياء)قال،قلنا،يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله،قال(ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء،أن تحفظ الرأس وما وعى،والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك،استحيا من الله حق الحياء)أخرجه أحمد،وصححه الألباني،
عن أبي هريرة،قَال،خَرَجْتُ مَعَ النَّبِي،صلى الله عليه وسلم،ثُمَّ قَال(يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ)قُلْت،اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَال(حَقُّهُ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) ثُمَّ قَال(تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله،فَإِنَّ حَقَّهُمْ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ)قُلْت،أَفَلاَ أُخْبِرُهُم،قَال(دَعْهُمْ فَلْيَعْمَلُوا)أخرجه أحمد، والنَّسائي،وصححه الألباني،
وحينما يقف المسلم أمام ربه وقفة التوبة والندم فإن عليه أن يكون صادقاً في توبته فيتوب من جميع الذنوب والمعاصي،وعن التقصير في العبادة،وهجره لكتاب الله تعالى،
يتوب عن الكسل والسلبية،والغضب والعصبية،توبة عن النظر المحرم،وعن مشاهدة القنوات الفضائية التي تفسد القلب والعقل،توبة عن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم، توبة عن تسويف الأعمال وتأخير التوبة،
عن ثوبان رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال (لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً)قال ثوبان،يا رسول الله،صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم)قال(أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)أخرجه ابن ماجة،وصححه الألباني،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا،غُفر له ما تقدم من ذنبه،ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً،غفر لَه ما تقدم من ذنبِه)أخرجه أحمد،والبُخاري،مسلم،
وقفة مع نفسك، رمضان فرصة عظيمة للوقوف مع النفس ومعاتبتها ومحاسبتها، فترك محاسبة النفس طريق إلى الغفلة وباب لتسلط الشيطان على الإنسان فيصبح المرء بلا قلب ولا عقل،همه من الحياة الطعام والشراب والنوم،قال تعالى(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)محمد،
يقول ابن كثير،رحمه الله،أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسـكم من الأعمال الصالحة ليومِ معادكم وعرضـكم على ربكم،واعلموا أنه عالمٌ بجميع أعمالكم وأحوالكم، لا تخفى عليه منكم خافيه،
قال ابن القيم،وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمور،فإنَّ هذا يقود بهِ إلى الهلاكِ، وهذه حالُ أهلِ الغرور،يغمض عينيه عن العواقب،فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة،
وقد قال بعض العلماء،من علامة المقت أن يكون العبد ذاكراً لعيوب غيره،ناسياً لعيوب نفسه ماقتاً للناس على الظن،محباً لنفسه على اليقين ،
وترك محاسبة النفس ومراقبة الرقيب من طول الغفلة عن اللَّه،عز وجل،والغافلون في الدنيا هم الخاسرون في العقبى لأن العاقبة للمتقين،
قال الحسن البصري،رحمة الله،إن العبـد لا يـزال بـخير مـا كـان لـه واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته،
ولمحاسبة النفس فوائد،منها، الإطلاعُ على عيوبِ النفس، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته،والتوبةُ والندمُ وتدارك ما فات،فإن أصلَ محاسبةُ النفس هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله،تعالى،
انكسارُ العبد وتذلُلَه بين يدي ربه،ومعرفةُ كرم الله سبحانه،ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي،
الزهد، ومقتُ النفس، والتخلصُ من التكبر والعُجب،تجد أنَّ من يحاسبُ نفسهُ يجتهدُ في الطاعةِ ويترك المعصية،وردُ الحقوق إلى أهلها، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات،
وقفة مع من حولك، وعلى العاقل وقبل رمضان أن يقف وقفة مع من حوله ويسأل نفسه، ماذا فعل لمن حوله،وهل سيظل طوال عمره لا يهتم إلا بذاته ولا يسعى إلا في مصلحته الخاصة،أم سيكون شهر رمضان فرصة للتخلص من حب الذات،والظلم،
هل سيصفو قلبه للناس في رمضان، ويتخلص من الحسد والغل والحقد،
إن شهر رمضان يعلمنا الإحسان إلى الآخرين،وأن تعاهد ربك أن تكون من المحسنين،وأن تعود نفسك فيه على الجود والإحسان، والتسامح والغفران،
ومع استهلال شهر المغفرة فلا بد للإنسان أن يقف مع نفسه وقفة صادقة متأنية،
إنها الدنيا تُبكي ضاحكاً، وتضحك باكياً، وتخيف آمنًا، وتُؤَمن خائفاً،
وتُفْقِر غَنيًا، وتُغني فقيرًا، تتقلبُ بأهلها لا تبقي أحدًا على حال،
العيش فيها مذموم، والسرور فيها لا يدوم، تُغيِّرُ صفَاءها الآفات، وتَفْجعُ فيها الرزايات،
تسوق أهلها المنايا، لا يعرف حقيقة الدنيا بصفوها وأكدارها، وزيادتها ونقصها إلاَّ المحاسب نفسه،
فمن صَفَى صُفي له، ومن كَدَّر كُدَّر عليه،
ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله،ومن سَرّه أن تدوم عافيته فليتق الله ربّه،
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله،والقلوب أربعة،
قلب تقي نقي فيه سراج منير فذلك قلب المؤمن،
وقلب أغلف مظلم، فذلك قلبُ الكافر،
وقلب مرتكس منكوس،فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمى،
وقلب تَمُدُهُ مادتان،مادة إيمان، ومادة نفاق، فهو لما غلب عليه منهما ،وقد قال الله في أقوام(هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ)
فاعلم وأنت على أعتاب رمضان أن،صاحب القلب الحي يغدو ويروح، ويمسي ويصبح،
وفي أعماقه حِسٌ ومحاسبة لدقات قلبه، وسماع أذنه، وحركة يده، وسير قدمه،
إحساس بأن الليل يدبر، والصبح يتنفس، والكون في أفلاكه يسبح بقدرة العليم وتدبير الحكيم،
أصحاب القلوب الحية صائمون قائمون خاشعون قانتون،
شاكرون على النعماء، صابرون في البأساء،تجردوا من الأثرة والغش والهوى، م البريئة أيديهم، الطاهرة صدورهم، متحابون لجلال الله،
يغضبون لحرمات الله، أمناء إذا ائتمنوا،عادلون إذا حكموا،
منجزون ما وعدوا، موفون إذا عاهدوا، جادون إذا عزموا،
والدنيا مهم طاب نعيمها،فيها ليست لنا بدار قرار ولا منزل استقرار،
فعليك وقبل رمضان أن تراجع سجل إحسانك، وأن تعاهد ربك أن تكون من المحسنين في رمضان، وأن تعود نفسك فيه على الجود والإحسان، والتسامح والغفران،
اللهم اجعل رمضان مغفرة لنا من الذنوب والآثام، وبلغنا رمضان أعواماً وأعوام،وتقبل منا، واغفر لنا وارحمنا،
ووفقنا لصيام شهر رمضان،وقيام لياليه،وقوينا فيه على طاعتك وعبادتك،واغفر لنا فيه ذنوبنا،وارحمنا واجعلنا من عتقاء
هذا الشهر الكريم،اللهم آميـن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة مع النفس قبل رمضان
فقد كان السلف رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان،ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم،
قال يحيى بن أَبي كثير،كان من دعائهم،اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً،
من هنا فإنه يجب على المسلم قبل حلول شهر رمضان الكريم،أن يقف وقفة اعتراف وندم وإنابة أمام ربه،تعالى،يعترف فيها بذنوبه، ويراجع فيها عيوبه،
وهذه الوقفة أمام الله،تعالى،هي وقفة حياء وخجل على التقصير،
والحياء من الله،تعالى،يقتضي البعد عن محارمه،
وما رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(استحيوا من الله حق الحياء)قال،قلنا،يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله،قال(ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء،أن تحفظ الرأس وما وعى،والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك،استحيا من الله حق الحياء)أخرجه أحمد،وصححه الألباني،
عن أبي هريرة،قَال،خَرَجْتُ مَعَ النَّبِي،صلى الله عليه وسلم،ثُمَّ قَال(يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ)قُلْت،اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَال(حَقُّهُ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) ثُمَّ قَال(تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله،فَإِنَّ حَقَّهُمْ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ)قُلْت،أَفَلاَ أُخْبِرُهُم،قَال(دَعْهُمْ فَلْيَعْمَلُوا)أخرجه أحمد، والنَّسائي،وصححه الألباني،
وحينما يقف المسلم أمام ربه وقفة التوبة والندم فإن عليه أن يكون صادقاً في توبته فيتوب من جميع الذنوب والمعاصي،وعن التقصير في العبادة،وهجره لكتاب الله تعالى،
يتوب عن الكسل والسلبية،والغضب والعصبية،توبة عن النظر المحرم،وعن مشاهدة القنوات الفضائية التي تفسد القلب والعقل،توبة عن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم، توبة عن تسويف الأعمال وتأخير التوبة،
عن ثوبان رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال (لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً)قال ثوبان،يا رسول الله،صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم)قال(أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)أخرجه ابن ماجة،وصححه الألباني،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا،غُفر له ما تقدم من ذنبه،ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً،غفر لَه ما تقدم من ذنبِه)أخرجه أحمد،والبُخاري،مسلم،
وقفة مع نفسك، رمضان فرصة عظيمة للوقوف مع النفس ومعاتبتها ومحاسبتها، فترك محاسبة النفس طريق إلى الغفلة وباب لتسلط الشيطان على الإنسان فيصبح المرء بلا قلب ولا عقل،همه من الحياة الطعام والشراب والنوم،قال تعالى(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)محمد،
يقول ابن كثير،رحمه الله،أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسـكم من الأعمال الصالحة ليومِ معادكم وعرضـكم على ربكم،واعلموا أنه عالمٌ بجميع أعمالكم وأحوالكم، لا تخفى عليه منكم خافيه،
قال ابن القيم،وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمور،فإنَّ هذا يقود بهِ إلى الهلاكِ، وهذه حالُ أهلِ الغرور،يغمض عينيه عن العواقب،فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة،
وقد قال بعض العلماء،من علامة المقت أن يكون العبد ذاكراً لعيوب غيره،ناسياً لعيوب نفسه ماقتاً للناس على الظن،محباً لنفسه على اليقين ،
وترك محاسبة النفس ومراقبة الرقيب من طول الغفلة عن اللَّه،عز وجل،والغافلون في الدنيا هم الخاسرون في العقبى لأن العاقبة للمتقين،
قال الحسن البصري،رحمة الله،إن العبـد لا يـزال بـخير مـا كـان لـه واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته،
ولمحاسبة النفس فوائد،منها، الإطلاعُ على عيوبِ النفس، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته،والتوبةُ والندمُ وتدارك ما فات،فإن أصلَ محاسبةُ النفس هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله،تعالى،
انكسارُ العبد وتذلُلَه بين يدي ربه،ومعرفةُ كرم الله سبحانه،ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي،
الزهد، ومقتُ النفس، والتخلصُ من التكبر والعُجب،تجد أنَّ من يحاسبُ نفسهُ يجتهدُ في الطاعةِ ويترك المعصية،وردُ الحقوق إلى أهلها، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات،
وقفة مع من حولك، وعلى العاقل وقبل رمضان أن يقف وقفة مع من حوله ويسأل نفسه، ماذا فعل لمن حوله،وهل سيظل طوال عمره لا يهتم إلا بذاته ولا يسعى إلا في مصلحته الخاصة،أم سيكون شهر رمضان فرصة للتخلص من حب الذات،والظلم،
هل سيصفو قلبه للناس في رمضان، ويتخلص من الحسد والغل والحقد،
إن شهر رمضان يعلمنا الإحسان إلى الآخرين،وأن تعاهد ربك أن تكون من المحسنين،وأن تعود نفسك فيه على الجود والإحسان، والتسامح والغفران،
ومع استهلال شهر المغفرة فلا بد للإنسان أن يقف مع نفسه وقفة صادقة متأنية،
إنها الدنيا تُبكي ضاحكاً، وتضحك باكياً، وتخيف آمنًا، وتُؤَمن خائفاً،
وتُفْقِر غَنيًا، وتُغني فقيرًا، تتقلبُ بأهلها لا تبقي أحدًا على حال،
العيش فيها مذموم، والسرور فيها لا يدوم، تُغيِّرُ صفَاءها الآفات، وتَفْجعُ فيها الرزايات،
تسوق أهلها المنايا، لا يعرف حقيقة الدنيا بصفوها وأكدارها، وزيادتها ونقصها إلاَّ المحاسب نفسه،
فمن صَفَى صُفي له، ومن كَدَّر كُدَّر عليه،
ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله،ومن سَرّه أن تدوم عافيته فليتق الله ربّه،
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله،والقلوب أربعة،
قلب تقي نقي فيه سراج منير فذلك قلب المؤمن،
وقلب أغلف مظلم، فذلك قلبُ الكافر،
وقلب مرتكس منكوس،فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمى،
وقلب تَمُدُهُ مادتان،مادة إيمان، ومادة نفاق، فهو لما غلب عليه منهما ،وقد قال الله في أقوام(هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ)
فاعلم وأنت على أعتاب رمضان أن،صاحب القلب الحي يغدو ويروح، ويمسي ويصبح،
وفي أعماقه حِسٌ ومحاسبة لدقات قلبه، وسماع أذنه، وحركة يده، وسير قدمه،
إحساس بأن الليل يدبر، والصبح يتنفس، والكون في أفلاكه يسبح بقدرة العليم وتدبير الحكيم،
أصحاب القلوب الحية صائمون قائمون خاشعون قانتون،
شاكرون على النعماء، صابرون في البأساء،تجردوا من الأثرة والغش والهوى، م البريئة أيديهم، الطاهرة صدورهم، متحابون لجلال الله،
يغضبون لحرمات الله، أمناء إذا ائتمنوا،عادلون إذا حكموا،
منجزون ما وعدوا، موفون إذا عاهدوا، جادون إذا عزموا،
والدنيا مهم طاب نعيمها،فيها ليست لنا بدار قرار ولا منزل استقرار،
فعليك وقبل رمضان أن تراجع سجل إحسانك، وأن تعاهد ربك أن تكون من المحسنين في رمضان، وأن تعود نفسك فيه على الجود والإحسان، والتسامح والغفران،
اللهم اجعل رمضان مغفرة لنا من الذنوب والآثام، وبلغنا رمضان أعواماً وأعوام،وتقبل منا، واغفر لنا وارحمنا،
ووفقنا لصيام شهر رمضان،وقيام لياليه،وقوينا فيه على طاعتك وعبادتك،واغفر لنا فيه ذنوبنا،وارحمنا واجعلنا من عتقاء
هذا الشهر الكريم،اللهم آميـن.