المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو مزجت بماء البحر لمزجته



امـ حمد
03-06-2016, 07:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو مزجت بماء البحر لمزجته
يكون الاحتقار بالفعل،ولو كان بالإشارة باليد،ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت،قلت لِلنبي صلى الله عليه وسلم،حسبك من صفية كذا وكذا،فقال،لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لَمَزَجَتْه،رواه أبو داود،والترمذي،وأحمد،وصححه الألباني،
فالنبي صلى الله عليه وسلم،اعتبر الحركة اليسيرة التي بها إشارة إلى شيء مُوجود في الشخص،اعتبرها كلمة عظيمة،
والعلماء اعتبروا إخراج اللسان على سبيل السُخرية من القوادِح التي تقدح في إسلام الشخص،
فهي قصيرة وكل من يراهاَ يراها قصيرة فماذا فعلت أنت،
قال الحسن،فالغيبة أن تقول ما فيه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، ،وذكر ابن سيرين رجلاً فقال،ذاك الرجل الأسود، ثم قال،أستغفر الله إنَّي أراني قد اغتبته،
وذكر ابن سيرين،إبراهيم بن أدهم فوضع يده على عينه ولم يقل أعور،بل أشار وخاف أن يقول أعور،
فكلما اشتد خوفك من الله كلما كان لك مكانٌ عند الله كبير،قال تعالى﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾
الإنسان إذا ضبط لسانه،واشتغل بِذكر الله عز وجل،والدعوة إلى الله،وذكر ما في كتاب الله وسنة رسول الله من فضائِل،كان ذكر الله شفاء له ولمن حوله،
أما إذا اشتغل بذكر الناس فذكر الناس داءٌ له ولمن حولَه،وهو قَول عمر بن الخطاب رضي الله عنه(ذكر الله شفاء،وذكر الناس داء) كُلُّ إنسانٍ لا بد له من لِقاءات، فأنت مضطر أن تلْتقي مع أصدقائك،ومع جيرانك،وإخوانك، وزملائك، وأقرِبائك،
فاللقاء حتمي،لا تدخل وأنت خالي الذِّهن،هيئ في نفسك آيةً أو حديثاً أو قصة أو شيئاً عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،المُهِمّ شيء يقَربهم إلى الله، واذكره بلطف وأدب وحكمة،فإن رأيت الوجوه قد أشرقت وتألقت فهذا هو قَول،عمر بن الخطاب(ذكر الله شفاء وذكر الناس داء)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت(لا يغتابن أحدكم أحداً فإني قلتُ لامرأة وأنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلَّم،إن هذه لَطويلَة الَّذيل،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم(اِلْفظي الْفظي فلفَظت مضغة لحم،أي كأنها أكلت لحم أختها ميتة،
وهذا الحديث يدل على تحريم التمثيل، الذي هو مبني على التقليد،فهو من جملة الأحاديث التي تدل على أن التمثيل الذي ابتلي به كثير من الناس في هذا الزمان غير جائز، ومما يدل على تحريمه قول النبي صلى الله عليه وسلم(ويل لمن يكذب ليضحك القوم، ويل له ثم ويل له) رواه أبو داود،والترمذي والنسائي،ومعلوم أن التمثيل مبني على الكذب،
أنَّ الغيبة لا تقتصر على اللِّسان، فالذكر باللِّسانِ محرم،فإذا أشار الواحد على الآخر بأنَّهُ بخيل،وأحياناً يحرك رأسه،ويرفع عينيه، كلام،وإشارة،وتصريح، وقَوْلٌ، وغَمْزٌ، وتحْريك شفتين،وعينين، ورأس،هذا كله عند الله غيبة،
فإذا أردْتُم مجْتمعاً مُتماسِكاً كالبُنْيانِ المرْصوص، وكالجَسَدِ الواحد ابتعدوا عن الغيبة، فالغيبة هي التي تُمَزِّقُ وِحْدَةَ هذا الجَسَد،
السيدة عائشة رضي الله عنها قالت،دخلت علينا امرأة فلما ولت أوْمَأْتُ بِيَدي إنَّها قصيرة،فقال عليه الصلاة والسلام(إغتبتيها)قال، ومن ذلك المحاكاة أو التمثيل كأن يمشي الإنسان مُتعارِجاً، يتصنع العَرَج كي يبدو متعارجاً،فإذا قلدت إنساناً من أجل أن يضحك الناس عليه فهذه من أشد أنواع الغيبة،
وهناك غيبة بالكتابة،ورسوم تبعث على الضَّحِك،قالوا،القلم أحد اللِّسانين،
وعن أم هانئ رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم،قالت(قلت،يا رسول الله، أرأيت قول الله تبارك وتعالى(وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ)العنكبوت،
ما كان ذلك المنكر الذي كانوا يأتونه،قال،كانوا يسخرون بأهل الطريق،ويخذفونهم)حديث صحيح على شرط مسلم،
تروي لنا كتب السنة،عن عبد الله بن مسعود،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،اشتهى عوداً من أراك ليُطهّر به فمه، فيجتمع له نقاء الظاهر وصفاء الباطن، خصوصاً أثناء قراءته لكتاب ربّه آناء الليل وأطراف النهار،
والحصول على الأراك كان يتطلّب بطبيعة الحال صعوداً فوق الشجرة حتى يتخيّر الأنسب والأفضل، فكان أن ارتقى رضي الله عنه،الشجرة مستعيناً بساقيه الدقيقتين ويديه الضعيفتين، وبينما هو كذلك إذ هاجت الريح واشتدّ هبوبها حتى كادت أن تسقطه من العلو، وظلّ الجو العاصف يلعب به يمنةً ويسرة،
وشاهد من كان حاضراً من الصحابة ابن مسعود رضي الله عنه وهو على تلك الحال،فضحك القوم منه،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،مم تضحكون،قالوا،يا نبي الله،من دقة ساقيه،فقال(والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد)رواه أحمد،والطبراني،
ولكن هل يُقاس الناس بأشكالهم وألوانهم،وهل يضرّ عبد الله رضي الله عنه،ضعفه ونحوله،لا والله،فإن لصاحب تلك الساقين فضائل تُثقل الميزان، وأعمالاً تُقرّ العين، ومزايا تُبهر الألباب، جامعاً في ذلك بين جمال السيرة ونقاء السريرة،ويشهد لتلك المنزلة العالية خير الخلق،صلى الله عليه وسلم،ويُسطّرها في سجلاّت الخالدين(والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد)
وعن أبي هريرة،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تحاسدوا، ولا تناجشوا،ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم،لا يظلمه ولا يخذله،ولا يحقره التقوى هاهنا)ويشير إلى صدره ثلاث مرات (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم،كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه)رواه مسلم،
قوله(بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)يعني،لا تحقرن أخاك المسلم، لا في خلقته، ولا في ثيابه، ولا في كلامه، ولا في خُلقه، ولا غير ذلك، أخوك المسلم حقه عليك عظيم، فعليك أن تحترمه وأن توقره، وأما احتقاره فإنه محرم، ولا يحل لك أن تحتقره،


اللهم إن للسان زلات فاغفر زلات ألسنتنا،وللكلام سقطات فاغفر سقطات كلامنا،وأنت المثبت فثبت قلوبنا على الطاعة واعصمها من المعصية واجعل لنا في سائر أمورنا خيراً،وأسأل أن يجمع قلوبنا على تقواه، وأن يظلنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله،
واغفر اللهم لنا ما يكون من زلات،
اللهم بك نعتضد، ومن فيض جودك نستمد، اللهم اجعل هذه الكلمات خالصة لوجهك الكريم، وصلة للفوز بجنات النعيم،

الصدق منجاة
03-06-2016, 07:50 PM
اللهم آمين
جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم

امـ حمد
03-06-2016, 11:31 PM
اللهم آمين
جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الصدق منجاة
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
04-06-2016, 12:09 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
04-06-2016, 01:38 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
04-06-2016, 05:52 AM
الله يتوب علينا ، الله المستعان من هاللسان

جزاك الله خير

امـ حمد
04-06-2016, 06:40 AM
الله يتوب علينا ، الله المستعان من هاللسان

جزاك الله خير






بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

طلعة الروح
17-06-2016, 03:40 AM
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم
أظن في فرق بين الغيبه والشكوى من فلان وعلان اذا صاحبها ظلم وافتراء

امـ حمد
17-06-2016, 03:21 PM
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم
أظن في فرق بين الغيبه والشكوى من فلان وعلان اذا صاحبها ظلم وافتراء

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس