راجي الْعفو
05-06-2016, 11:29 AM
يومكم سعيد ..
زارني أحد الأصدقاء الإسبان في مكتبي ، فسلم علي و سلمت عليه ..
المهم ، أخبرني أنه سيسافر في اخر شهر رمضان إلى مسقط رأسه لرؤية أهله ..
فسألته عن شعوره حيال ذلك وقد تغرّب عن بلاده خمس سنوات بالتمام و الكمال !
فأجابني: سأسافر مُكرهاً !!
استعجبت ، وسألته عن السبب: لماذا وقد تغربت فترة طويلة عن أهلك ؟!
قال لي: أبغض تلك البلاد لأنها و أهلها يكرهون الإسلام أشد كراهة !!
وبدأ يسرد لي بعض تلك الأحداث التي وقعت له في بدايات إسلامه ..
يقول: الناس هناك في العموم ينظرون إليّ نظرة غضب و سخرية و اشمئزاز ..
إن ذهبت إلى المطاعم ، قلّبوا فيّ أعينهم ،
إن ذهبت لمركز الشرطة ، عاملوني بقسوة و جلافة ..
أجلس في مكان عام ، أريد أن أستيقظ من الكرسي ، لا ألبث إلا و أعين الاتّهام موجّهة نحوي !!
يقول: كان أبي يمشي مع ابني الصغير ذات يوم وهو ذو السنوات الثلاث !
فمر بهم رجل طاعن في العمر قد بلغ الستين ..
وإذا به يشتم ابني صاحب (الوردات) الثلاث بكلمات قبيحة و سيئة
لأنه كان مرتدياً للثوب !!!
فغضب عليه أبي - وهو غير مسلم - و عاتبه لشتمه طفلا لا يعي حتّى مشيه هذا الذي يمشيه !
سألته عن اقربائه ، وكيف هو تعاملهم معه بعد إسلامه؟
فقال: بالنسبة للاقرباء من طرف أبي فكانوا متقبّلين للوضع من حيثية أنهم لم يمسوني بضرر، و ربما لقلة ذات اليد التي أكسبتهم هذا الطبع ..
أما من جهة أمي، فنظرتهم إلي هي نظرة احتقار و كره و بغضاء..
ففي مرة من المرات ، اتصل جدي من امي عليها ذات يوم ، و عنّفها أشد التعنيف لأجل إسلامي ..!
استخبرت عن أحواله في البيت و كيف هو حال أبيه- فوالدته قد تُوفيت - ؟
فذكر لي أن أباه صار وحيدا في البيت الان ،وهو قد تقّدم به العمر ..
وأخاه الوحيد قد ترك البيت و غادر لشئونه الخاصة ، ويأتي لزيارة أبيه بين فترة و فترة ..
يقول:مع هذا كنت أحاول الدعوة إلى الإسلام بطريقة بسيطة..
أكتب في ورقة : إن كنت تحب معرفة كلمة التوحيد فاتصل علي، ويضع رقمه !
ثم يدفع بها من تحت أبواب البيوت !
فقلت له: و هل اتصل بك أحد ؟
قال: لا ، وهو يضحك ضحكة توحي بالاستحالة، لشدة عداوتهم !
وقد أطال الكلام .... ثم قال:
إن ذهبتُ الان فلن أخرج من البيت إلا لأداء الصلوات ، فهذا هو الامر المريح لي و لزوجتي
- غربة الإسلام و المسلم على حقيقتهما ! -
أوصاني في اخر كلامه الممتد برسالة :
احمد الله انك ترعرعت في أسرة مسلمة ، وبيت مسلم ، و أبوين مسلمين ، تستطيع برّهما و تعليمهما التوحيد و السنة
والجلوس معهما على مائدة الإفطار في رمضان .. نعمة عظيمة لاتُقدّر بثمن !
وأنت تجيد العربية ، فاجتهد في تعلم الدين واشغل أوقاتك في ذلك
فأنا عاجز عن هذا ، لأجل العُجمة !!
انتهى.
زارني أحد الأصدقاء الإسبان في مكتبي ، فسلم علي و سلمت عليه ..
المهم ، أخبرني أنه سيسافر في اخر شهر رمضان إلى مسقط رأسه لرؤية أهله ..
فسألته عن شعوره حيال ذلك وقد تغرّب عن بلاده خمس سنوات بالتمام و الكمال !
فأجابني: سأسافر مُكرهاً !!
استعجبت ، وسألته عن السبب: لماذا وقد تغربت فترة طويلة عن أهلك ؟!
قال لي: أبغض تلك البلاد لأنها و أهلها يكرهون الإسلام أشد كراهة !!
وبدأ يسرد لي بعض تلك الأحداث التي وقعت له في بدايات إسلامه ..
يقول: الناس هناك في العموم ينظرون إليّ نظرة غضب و سخرية و اشمئزاز ..
إن ذهبت إلى المطاعم ، قلّبوا فيّ أعينهم ،
إن ذهبت لمركز الشرطة ، عاملوني بقسوة و جلافة ..
أجلس في مكان عام ، أريد أن أستيقظ من الكرسي ، لا ألبث إلا و أعين الاتّهام موجّهة نحوي !!
يقول: كان أبي يمشي مع ابني الصغير ذات يوم وهو ذو السنوات الثلاث !
فمر بهم رجل طاعن في العمر قد بلغ الستين ..
وإذا به يشتم ابني صاحب (الوردات) الثلاث بكلمات قبيحة و سيئة
لأنه كان مرتدياً للثوب !!!
فغضب عليه أبي - وهو غير مسلم - و عاتبه لشتمه طفلا لا يعي حتّى مشيه هذا الذي يمشيه !
سألته عن اقربائه ، وكيف هو تعاملهم معه بعد إسلامه؟
فقال: بالنسبة للاقرباء من طرف أبي فكانوا متقبّلين للوضع من حيثية أنهم لم يمسوني بضرر، و ربما لقلة ذات اليد التي أكسبتهم هذا الطبع ..
أما من جهة أمي، فنظرتهم إلي هي نظرة احتقار و كره و بغضاء..
ففي مرة من المرات ، اتصل جدي من امي عليها ذات يوم ، و عنّفها أشد التعنيف لأجل إسلامي ..!
استخبرت عن أحواله في البيت و كيف هو حال أبيه- فوالدته قد تُوفيت - ؟
فذكر لي أن أباه صار وحيدا في البيت الان ،وهو قد تقّدم به العمر ..
وأخاه الوحيد قد ترك البيت و غادر لشئونه الخاصة ، ويأتي لزيارة أبيه بين فترة و فترة ..
يقول:مع هذا كنت أحاول الدعوة إلى الإسلام بطريقة بسيطة..
أكتب في ورقة : إن كنت تحب معرفة كلمة التوحيد فاتصل علي، ويضع رقمه !
ثم يدفع بها من تحت أبواب البيوت !
فقلت له: و هل اتصل بك أحد ؟
قال: لا ، وهو يضحك ضحكة توحي بالاستحالة، لشدة عداوتهم !
وقد أطال الكلام .... ثم قال:
إن ذهبتُ الان فلن أخرج من البيت إلا لأداء الصلوات ، فهذا هو الامر المريح لي و لزوجتي
- غربة الإسلام و المسلم على حقيقتهما ! -
أوصاني في اخر كلامه الممتد برسالة :
احمد الله انك ترعرعت في أسرة مسلمة ، وبيت مسلم ، و أبوين مسلمين ، تستطيع برّهما و تعليمهما التوحيد و السنة
والجلوس معهما على مائدة الإفطار في رمضان .. نعمة عظيمة لاتُقدّر بثمن !
وأنت تجيد العربية ، فاجتهد في تعلم الدين واشغل أوقاتك في ذلك
فأنا عاجز عن هذا ، لأجل العُجمة !!
انتهى.