تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مختارات من تفسير الآيات



الحياة الخالدة
07-06-2016, 07:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في شهر رمضان المبارك .. شهر القرآن الكريم
أحببت أن أشارككم بعض المختارات من تفسير الآيات
آملـــــةً لي ولكم الفائدة المرجــــــوة
طبعاً التفاسير منقولة من أحد المواقع الإسلامية

و نبدأ على بركة الله

الحياة الخالدة
07-06-2016, 07:29 PM
الآية :
( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر )

التفسير :
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة : يقول تعالى ذكره : وإذا تُتلى على مشركي قريش العابدين من دون الله ما لم ينزل به سلطانًا (آياتُنا) يعني : آيات القرآن (بَيِّناتٍ) يقول : واضحات حججها وأدلتها فيما أنزلت فيه (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) يقول : تتبين في وجوههم ما ينكره أهل الإيمان بالله من تغيرها، لسماعهم بالقرآن.

وقوله : (يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا) يقول : يكادون يبطشون بالذين يتلون عليهم آيات كتاب الله من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لشدّة تكرّههم أن يسمعوا القرآن ويتلى عليهم.

فيتبين من هذا أن الآية نزلت في شأن كفار قريش
لكن من الممكن أن يؤخذ منها أن من شأن الكفار عمومًا كراهة سماع آيات الله، والنفور منها، وظهور أثر ذلك عليهم، وهذا ما يدل عليه كلام محمد الأمين الشنقيطي، حيث قال : وقد أجرى الله العادة أن الكفرة يكرهون كل الكراهة سماع كلام رب العالمين -والعياذ بالله-،
هذا أول الأنبياء الذين أرسلوا لأهل الأرض بعد أن كفروا، نوح (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) فانظروا كيف يكره قومه سماع كلامه؛ لأنه يقول عنهم : {وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا } [نوح: آية 7]. كراهة أن يسمعوا الحق الذي يقوله لهم ذلك النبي الكريم.
وهؤلاء الذين بعث فيهم خاتم الرسل (صلوات الله وسلامه عليه) يقولون : {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} [فصلت: آية 26]؛ فقد بيّن -جل وعلا- في أخريات سورة الحج شدة كراهتهم لتلاوة القرآن عليهم : {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا} [الحج: آية 72] أي: لشدة كراهتهم وبغضهم لتلاوتها .

لكن لا يلزم من هذا أن كل كافر لا بد وأن يكره سماع آيات الله، أو أن يظهر على وجهه أثر تلك الكراهة في كل مرة يسمع فيها آيات الله.

امـ حمد
07-06-2016, 07:37 PM
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ،ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ )
لقول في تأويل قوله تعالى ( إنك ميت وإنهم ميتون،ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )يقول تعالى ذكره ،لنبيه محمد ،صلى الله عليه وسلم ،إنك يا محمد ميت عن قليل ، وإن هؤلاء المكذبيك من قومك والمؤمنين منهم ميتون ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) يقول ،ثم إن جميعكم المؤمنين والكافرين يوم القيامة عند ربكم تختصمون فيأخذ للمظلوم منكم من الظالم ، ويفصل بين جميعكم بالحق،
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . فقال بعضهم ، عنى به اختصام المؤمنين والكافرين ، واختصام المظلوم والظالم .
ذكرنا من قال،حدثنا علي قال ،ثنا أبو صالح قال ،ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) يقول ،يخاصم الصادق الكاذب ، والمظلوم الظالم ، والمهتدي الضال ، والضعيف المستكبر ،قال، أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال ،أهل الإسلام وأهل الكفر،
حدثني ابن البرقي قال، ثنا ابن أبي مريم قال ،ثنا ابن الدراوردي قال ،ثني محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن الزبير قال ،لما نزلت هذه الآية ( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال الزبير : يا رسول الله ، أينكر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب ،فقال النبي ،صلى الله عليه وسلم ، نعم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه ،
وقال آخرون ، بل عني بذلك اختصام أهل الإسلام ،
ذكر من قال ذلك،حدثنا ابن حميد قال ،ثنا يعقوب ، عن جعفر عن سعيد ، عن ابن عمر قال : نزلت علينا هذه الآية وما ندري ما تفسيرها حتى وقعت الفتنة ،فقلنا ،هذا الذي وعدنا ربنا أن نختصم فيه ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )
حدثني يعقوب قال ،ثنا ابن علية قال، ثنا ابن عون عن إبراهيم قال ، لما نزلت ( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم ) الآية قالوا ،ما خصومتنا بيننا ونحن إخوان قال : فلما قتل عثمان بن عفان قالوا ،هذه خصومتنا بيننا .
حدثت عن ابن أبي جعفر عن أبيه ،عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال ،هم أهل القبلة ،
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال ،عني بذلك ، إنك يا محمد ستموت ، وإنكم - أيها الناس - ستموتون ، ثم إن جميعكم - أيها الناس - تختصمون عند ربكم ، مؤمنكم وكافركم ، ومحقوكم ومبطلوكم ، وظالموكم ومظلوموكم ، حتى يؤخذ لكل منكم - ممن لصاحبه قبله حق ، حقه،
وإنما قلنا هذا القول أولى بالصواب ؛ لأن الله عم بقوله : ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) خطاب جميع عباده ، فلم يخصص بذلك منهم بعضا دون بعض ، فذلك على عمومه على ما عمه الله به ، وقد تنزل الآية في معنى ، ثم يكون داخلا في حكمها كل ما كان في معنى ما نزلت به .
وقوله ( فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه ) يقول تعالى ذكره ، فمن من خلق الله أعظم فرية ممن كذب على الله ، فادعى أن له ولدا وصاحبة ، أو أنه حرم ما لم يحرمه من المطاعم ( وكذب بالصدق إذ جاءه ) يقول ، وكذب بكتاب الله إذ أنزله على محمد ، وابتعثه الله به رسولا وأنكر قول لا إله إلا الله ،
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل،
ذكر من قال ذلك،حدثنا بشر قال ، ثنا يزيد قال ، ثنا سعيد ،عن قتادة( وكذب بالصدق إذ جاءه ) أي بالقرآن ،
وقوله( أليس في جهنم مثوى للكافرين ) يقول تبارك وتعالى ،أليس في النار مأوى ومسكن لمن كفر بالله ، وامتنع من تصديق محمد ،صلى الله عليه وسلم ،واتباعه على ما يدعوه إليه مما أتاه به من عند الله من التوحيد ، وحكم القرآن،
إسلام ويب
المكتبة الإسلاميه

الحياة الخالدة
07-06-2016, 07:49 PM
جزاكِ الله خير أختي أم حمد .. و رحم الله والديك

امـ حمد
07-06-2016, 07:50 PM
جزاكِ الله خير أختي أم حمد .. و رحم الله والديك

ويزاااج ربي جنة الفردوس اختي الغاليه الحياة الخالدة
تسلمين حبيبتي على هذه الفكره الجميله المفيدة

الحياة الخالدة
08-06-2016, 06:17 PM
الآيـــــة :
(ولا تقفُ ما ليس لك به علــــــم )

التفسيــــــر :
هذه الآية تشمل جميع ما يتكلم فيه الإنسان، سواء تعلق بالعلوم، أو بأحوال الناس
قال الشيخ السعدي : ولا تتبع ما ليس لك به علم. بل تثبت في كل ما تقوله، وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك، ولا عليك، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا.
فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسؤول عما قاله، وفعله، وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته، أن يعد للسؤال جوابًا؛ وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله، وإخلاص الدين له، وكفها عما يكرهه الله تعالى.

وقال العلامة الشيخ ابن باز : (ولا تقف) يعني لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت، (إن السمع) يقول : سمعت كذا، وهو ما سمع، وَالْبَصَرَ، وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا.
الإنسان مسؤول عن سمعه، وقلبه، وبصره، فالواجب عليه أن لا يقول : سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقول : نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يعتقد بقلبه شيئا إلا عن بصيرة
لا بد، فهو مسؤول، فالواجب عليه أن يتثبت، وأن يعتني حتى لا يتكلم إلا عن علم، ولا يفعل إلا عن علم، ولا يعتقد إلا عن علم؛ ولهذا قال جل وعلا: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً. فالإنسان يتثبت في الأمور
والله يقول -جل وعلا- : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف: 33] فجعل القول على الله بغير العلم، فوق هذه الأشياء كلها
فالواجب على الإنسان أن يتعلم حتى يكون على علم، ويتبصر فلا يقول : سمعت، ولا يقول : رأيت، ولا يقول : كذا وكذا إلا عن بصيرة، عن علم.

امـ حمد
08-06-2016, 07:18 PM
تسلمين اختي الغاليه
الله يعطيج العافيه حبيبتي

امـ حمد
08-06-2016, 07:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قَوْله تَعَالَى (قُلْ إِنِّي أَخَاف إِنْ عَصَيْت رَبِّي عَذَاب عَظِيم )يَقُول تَعَالَى ذِكْره ،يَا مُحَمَّد قل لَهُمْ إِنِّي أَخَاف إِنْ عَصَيْت رَبِّي فِيمَا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ عِبَادَته , مُخْلِصًا لَهُ الطَّاعَة , وَمُفْرَده بِالرُّبُوبِيَّةِ(عَذَاب يَوْم عَظِيم) يَعْنِي عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة , ذَلِكَ هُوَ الْيَوْم الَّذِي يَعْظُم هَوْله،
وأمر كذلك أن يقذف في قلوبهم بالرعب والترويع، في الوقت الذي يعلن فيه تصوره لجدية الأمر والتكليف ولخوفه هو من عذاب ربه , إن عصاه فيما أمر به من الإسلام والتوحيد،
من التفسير الميسر، قل ،أيها الرسول، للناس، إن الله أمرني ومن تبعني بإخلاص العبادة له وحده دون سواه, وأمرني بأن أكون أول من أسلم من أمتي, فخضع له بالتوحيد, وأخلص له العبادة, وبرئ مِن كل ما دونه من الآلهة،قل ،أيها الرسول،للناس، إني أخاف إن عصيت ربي فيما أمرني به من عبادته والإخلاص في طاعته عذاب يوم القيامة, ذلك اليوم الذي يعظم هوله،قل أيها الرسول،إني أعبد الله وحده لا شريك له مخلصًا له عبادتي وطاعتي, فاعبدوا أنتم- أيها المشركون،ما شئتم من دون الله من الأوثان والأصنام وغير ذلك من مخلوقاته, فلا يضرني ذلك شيئًاً،وهذا تهديد ووعيد لمن عبد غير الله, وأشرك معه غيره،قل ،أيها الرسول،إن الخاسرين،حقًا،هم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة, وذلك بإغوائهم في الدنيا وإضلالهم عن الإيمان. ألا إن خسران هؤلاء المشركين أنفسهم وأهليهم يوم القيامة هو الخسران البيِّن الواضح،
كم نحن في أشد الحاجة لأن نضع هذة الآية الكريمة نصب أعيننا عندما نتكاسل في أي فريضة افترضها الله علينا أو عند التفكير في ارتكاب أي معصية حرمها الله علينا، نتذكر هذة الآية في كل وقت و في كل مكان ،وخصوصاً عند النوم و العزم على عدم القيام لصلاة الفجر ,وعند التكاسل عن صلاة الجماعة , وعند تأخير دفع الزكاة,وعند التسويف بالحـج,وعند الكسب الحرام,وعند التساهل بارتكاب المحرمات .

الحياة الخالدة
09-06-2016, 08:03 PM
السؤال :
ماذا يقصد الله جل في علاه بالآية: ( زخرف القول ) ؟ وقوله: ( ولتعرفنهم في لحن القول )
وهل المقصود أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف المنافقين من طريقة معينة للكلام حيث يقولون كلاماً ظاهره جميل، وموافق لكلام العامة، وباطنه مليء بالغل والكلام السيء؟ أم المقصود شيء آخر؟

الإجابة ( التفسير ) :
المراد بزخرف القول تزيينهم الباطل، فقد قال ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير: وأما زخرف القول، فهو ما زين منه، وحسن، وموه وأصل الزخرف: الذهب
قال أبو عبيدة: كل شيء حسنته وزينته وهو باطل، فهو زخرف وقال الزجاج: الزخرف ـ في اللغة: الزينة فالمعنى: أن بعضهم يزين لبعض الأعمال القبيحة و: غروراً ـ منصوب على المصدر، وهذا المصدر محمول على المعنى، لأن معنى إيحاء الزخرف من القول: معنى الغرور، فكأنه قال: يغرون غرورا، وقال ابن عباس: زخرف القول غرورا: الأماني بالباطل
قال مقاتل: وكل إبليس بالإنس شياطين يضلونهم، فاذا التقى شيطان الإنس بشيطان الجن قال أحدهما لصاحبه: إني أضللت صاحبي بكذا وكذا، فأضلل أنت صاحبك بكذا وكذا فذلك وحي بعضهم إلى بعض....

ومعنى: لحن القول ـ مقصده وطريقته، وقيل: اللحن هو الخفي المعنى كالكناية والتعريض، والمعنى أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سيعرفهم من دلائل كلامهم، وإن لم يعرفه الله بهم على التعيين. كذا قال ابن جزي في تفسيره.

امـ حمد
10-06-2016, 04:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقوله تعالى(وَإِن يريدوا أَن يَخْدَعُوكَ)يعني يغدروا بك بأن يُظهروا لك السلم،ويُبطنوا الغدر والخيانة،فاجنح فما عليك من نياتهم الفاسدة،
(فَإِنَّ حَسْبَكَ الله) كافيك الله، أي يتولّى كفايتك وحياطتك،
وتفسير ابن كثير،قال تعالى(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ )ولو كانوا يريدون بالصلح خديعه ليتقووا ويستعدوا فان حسبك الله اي كافيك وحده ثم ذكر نعمته عليه بما ايده به من المومنين المهاجرين والانصار فقال،هو الذي ايدك بنصره وبالمومنين والف بين قلوبهم اي جمعها على الايمان بك وعلى طاعتك ومناصرتك وموازرتك،

الحياة الخالدة
13-06-2016, 12:09 AM
السؤال :
ما معنى قوله تعالى : (ولتصنع على عيني) ؟

الإجابة :
معنى هذه الآية الكريمة ـ كما قال أهل التفسير ـ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي {طه:39}، أي لتتربى على منظر منّي بحفظي وحراستي أحفظك من كل غير؛
جاء في تفسير السعدي: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ولتتربى على نظري وفي حفظي وكلاءتي، وأي نظر وكفالة أجلّ وأكمل من ولاية البر الرحيم، القادر على إيصال مصالح عبده، ودفع المضار عنه؟!
فلا ينتقل من حالة إلى حالة، إلا والله تعالى هو الذي دبّر ذلك لمصلحة موسى، ومن حسن تدبيره أن موسى لما وقع في يد عدوه، قلقت أمه قلقا شديدا، وأصبح فؤادها فارغا، وكادت تخبر به، لولا أن الله ثبتها وربط على قلبها،
ففي هذه الحالة، حرم الله على موسى المراضع، فلا يقبل ثدي امرأة قط، ليكون مآله إلى أمه فترضعه، ويكون عندها، مطمئنة ساكنة، قريرة العين ..

امـ حمد
13-06-2016, 02:54 PM
قال تعالى (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ )
يقول تعالى مخاطبا مشركي قريش،ومن دان بدينهم من عبدة الأصنام والأوثان( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) ، قال ابن عباس،أي وقودها ، يعني كقوله( وقودها الناس والحجارة )التحريم،
وقال ابن عباس( حصب جهنم ) بمعنى،حطب جهنم ،
ثم خاطب سبحانه الكافرين الذين أشركوا بالله، فقال،إنكم ،أيها المشركون الجاهلون بقدر الله وعلو شأنه ، وما تعبدون من دون الله ، من الأظلال والتماثيل التي اتخذتموها آلهة وادعيتم استحقاقها للعبادة والإطاعة أنتم وهم كلكم،حصب جهنم،أي حطبها ووقودها،أنتم لها واردون،ورود الأنعام للماء،

الحياة الخالدة
13-06-2016, 02:57 PM
جزاكِ الله خير حبيبتي أم حمد

امـ حمد
13-06-2016, 04:57 PM
جزاكِ الله خير حبيبتي أم حمد


تسلمين حبيبتي
الله يعطيج العافيه يالغلا

امـ حمد
14-06-2016, 08:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )
التفسير،يقول تعالى،لنبيّه محمد صلى اللّه عليه وسلم(واذكر في الكتاب إبراهيم)أي، ياابراهيم،اتل على قومك هؤلاء الذين يعبدون الأصنام، وقد كان صديقاً نبياً مع أبيه كيف نهاه عن عبادة الأصنام، فقال(يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا)أي،لا ينفعك ولا يدفع عنك ضرراً(يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك)
يقول إبراهيم،وإن كنت من صلبك وتراني أصغر منك، لأني ولدك، فاعلم أني قد اطلعت من العلم من اللّه على ما تعلمه أنت، ولا اطلعت عليه ولا جاءك(فاتبعني أهدك صراطا سويا)أي،طريقاً مستقيماً موصلاً إلى نيل المطلوب،والنجاة من المرهوب(يا أبت لا تعبد الشيطان)أي،
لا تطعه في عبادتك هذه الأصنام،كما قال تعالى(ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين)أي،مخالفاً مستكبراً عن طاعة ربه، فطرده وأبعده،فلا تتبعه(يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن)أي،على شركك وعصيانك لما آمرك به(فتكون للشيطان ولياً)يعني،فلا يكون لك مولى ولا ناصراً ولا مغيثاً إلا إبليس،كما قال تعالى(فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم)
(يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن) إن لم تتب(فتكون للشيطان ولياً)ناصراً وقريناً في النار،يَا أَبَتِ إِنِّي أَعْلَم أَنَّك إِنْ مُتّ عَلَى عِبَادَة الشَّيْطَان أَنَّهُ يَمَسّك عَذَاب مِنْ عَذَاب اللَّه، فَتَكُون لَهُ وَلِيًّا دُون اللَّه وَيَتَبَرَّأ اللَّه مِنْك,فَتَهْلَك,

الحياة الخالدة
15-06-2016, 03:13 AM
السؤال :
(ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبًا من دارهم حتى يأتي وعد الله)، هل الذي يعصي الله لكنه مؤمن ومسلم موحد تنطبق عليه الآية السابقة؟ إذا عصى المسلم ربَّه فقد تصيبه مصيبة، وهذا لا شك فيه، لكن بخصوص أن تصيب من حوله مصيبة ليتعظ بها، هل من الممكن أن يعمل معصية، فيقع غيره في مصيبة تجعله يتعظ بها؟

الإجابة :
لا يوجد نص يفيد أنه قد يذنب المؤمن، فتصيب من حوله مصيبة؛ ليتعظ بها العاصي الناجي من العذاب، ولكنه قد يمهل الله بعض العصاة المؤمنين، ويعاقب عصاة آخرين، فيتعظ السالمون بذلك، ويعتبرون، ويتوبون
وقد ينزل العذاب بسبب ذنوب بعض العصاة، ويعم العذاب الجميع، ولا يسلم منه إلا من نهى عن المنكر، ويدل لهذا قول الله عز وجل: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً {الأنفال:25}.

وقالت زينب بنت جحش: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. متفق عليه

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا ظهرت المعاصي في أمتي، عمهم الله عز وجل بعذاب من عنده... رواه أحمد، وصححه الألباني.

قال ابن قتيبة في مختلف الحديث: فأما عقاب الله تعالى إذا هو أتى، فيعم، وينال المسيء والمحسن، قال الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} يريد: أنها تعم، فتصيب الظالم، وغيره، وقال عز وجل: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا}، وقالت أم سلمة: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ فقال: نعم، إذا كثر الخبث.

وقال السعدي: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، بل تصيب فاعل الظلم، وغيره، وذلك إذا ظهر الظلم، فلم يغير، فإن عقوبته تعم الفاعل، وغيره، وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر، وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يمكنوا من المعاصي، والظلم مهما أمكن.

وقال شيخ الإسلام في السياسة الشرعية: صلاح العباد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن صلاح المعاش، والعباد في طاعة الله ورسوله، ولا يتم ذلك إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه صارت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس، قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}، وقال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، وقال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، وقال تعالى عن بني إسرائيل: {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}، وقال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون}
فأخبر الله تعالى أن العذاب لما نزل نجى الذين ينهون عن السوء، وأخذ الظالمين بالعذاب الشديد
وفي الحديث الثابت: أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية، وتضعونها في غير موضعها: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الناس إذا رأوا المنكر، فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده}، وفي حديث آخر: {إن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، ولكن إذا ظهرت فلم تنكر ضرت العامة}.

الحسيمqtr
15-06-2016, 01:24 PM
جزاكم الله جنة الفردوس

الحياة الخالدة
15-06-2016, 02:40 PM
جزاكم الله جنة الفردوس

أجمعين أخي الكريـــــــم

امـ حمد
15-06-2016, 09:04 PM
جزاكم الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
15-06-2016, 09:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير،قال تعالى(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ)الزمر،
معنى الآية، أن العبد يطور في الرحم خلقاً بعد خلق،
أولاً، يخلقه الله نطفة، أمشاج ، ثم تحول هذه النطفة إلى علقة ،قطعة من الدم ،
وهذا طور ثاني،ثم هذه العلقة يخلقها الله مضغة ،قطعة لحم، ثم يكون في هذه المضغة التخليق من الرأس والرجلين واليد ونحو ذلك ، هذه معنى،خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، أي ،تطوير ،
يطور في بطن أمه ، خلق بعد خلق ، من طور إلى طور،
وأما ، في ظلمات ثلاث، فسرها العلماء بأن الظلمات الثلاث هي ، ظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة التي فيها الرحم ، وظلمة البطن ،
بطن المرأة ،
فهي ظلمات ثلاث، في الرحم ، ثم في كيس المشيمة، ثم بعد ذلك من وراء البطن ، في داخل بطنها، فظلمتة في بطن ظلمة ، ظلمة الرحم، وظلمة المشيمة التي فيها كيس يكون فيه الولد يكون فيه الرحم، كيس يكون فيه الولد ثم الرحم، في الرحم ، ثم الولد في البطن ، والمشيمة تسقط في الغالب، تسقط مع الولد أو بعده ، هذا الكيس الذي يكون فيه الولد في الرحم ، ثم الرحم ظلمة ثانية، ثم البطن ظلمة ثالثة، وربك حفيظ عليم سبحانه لا إله إلا هو.

الحياة الخالدة
16-06-2016, 12:30 AM
السؤال :
ما معنى : وتأكلون التراث أكلا لمّا ؟.

الإجابة :
معنى قول الله تبارك وتعالى: وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا ـ كما قال الطبري في تفسيره: وتأكلون أيها الناس الميراث أكلا لمًّا، يعني: أكلا شديدًا لا تتركون منه شيئا، وهو من قولهم: لممت ما على الخِوان أجمع، فأنا ألمه لمًّا: إذا أكلت ما عليه فأتيت على جميعه.
وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يظلمون الضعيف ويأكلون ماله، قال الخازن: وذلك أنهم كانوا في الجاهلية لا يورثون النساء، ولا الصبيان، ويأكلون نصيبهم، وقيل الأكل اللم الذي يأكل كل شيء يجده لا يسأل أحلال أم حرام، فيأكل الذي له ولغيره.

امـ حمد
16-06-2016, 01:37 AM
تسلمين حبيبتي الحياة الخالدة
الله يعطيج العافيه يالغلا

امـ حمد
19-06-2016, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )
وقوله( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )
يقول تعالى،لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذ بيعها وريحها ، عن ذكر ربهم الذي هو خالقهم ورازقهم ، والذين يعلمون أن الذي عنده هو خير لهم وأنفع مما بأيديهم; لأن ما عندهم ينفد وما عند الله باق،ولهذا قال( لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) أي،يقدمون طاعته ومراده ومحبته على مرادهم ومحبتهم،
حدثت عن ابن مسعود،أنه رأى قوماً من أهل السوق ، حيث نودي بالصلاة،تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة ،
فقال عبد الله،هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )
وعن عبد الله بن عمر،رضي الله عنهما،أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة،فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد،فقال ابن عمر،فيهم نزلت( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )رواه ابن أبي حاتم،وابن جرير،
وكذا قال سعيد بن أبي الحسن،والضحاك،لا تلهيهم التجارة والبيع أن يأتوا الصلاة في وقتها،وكانوا يبيعون ويشترون،ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه،وأقبل إلى الصلاة،
وعن مقاتل بن حيان،لا يلهيهم ذلك عن حضور الصلاة،وأن يقيموها كما أمرهم الله،وأن يحافظوا على مواقيتها،وما استحفظهم الله فيها .

الحياة الخالدة
21-06-2016, 12:07 AM
السؤال :
قرأت حديثا يقول: إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ـ ويؤيد هذا الكلام القرآن في قوله تعالى: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ـ ولكن مرت علي آية قال فيها تعالى: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ـ فهل المقصود بالعذاب الأدنى هنا الابتلاء نفسه؟ أم المعني بهذه الآية الكفار فقط، لأنهم ذكروا في الآية التي تسبقها؟.

الإجابــــة :
إن المصائب والبلايا والمنغصات التي تصيب الإنسان لها حالتان:

الأولى: أن تصيب المسلم المستقيم على دينه الصابر على بلاء ربه، فهو امتحان واختبار لتكفير ذنبه ورفعة درجته، وليست دليلاً على غضب الله، بل هي دليل حب الله إياه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يصب منه. رواه البخاري وأحمد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة. رواه الترمذي وأحمد بإسناد حسن.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني.

الثانية: أن تصيب الكافر والمسلم العاصي تنبيهاً له في الدنيا قبل الآخرة، حتى يتوب ويرجع، وعلى هذا حمل بعضهم قول الله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21}.

وقوله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم:41}.

وقال جمع من المفسرين: إن المراد بالعذاب الأدنى هنا: عذاب القبر ـ كما قال سبحانه: فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ * يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ * وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ {الطور:45-47}.

والمراد بالعذاب في قوله: عذاباً دون ذلك ـ عذاب القبر، فيما ذهب إليه كثير من المفسرين، وفي تفسير ابن جزي: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ـ يعني الجوع ومصائب الدنيا، وقيل: القتل يوم بدر، وقيل: عذاب القبر، وهذا بعيد، لقوله: لعلهم يرجعون.

وفي تفسير ابن كثير: وقوله تعالى: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ـ قال ابن عباس: يعني بالعذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه، وروي مثله عن أبي بن كعب وأبي العالية والحسن وإبراهيم النخعي والضحاك وعلقمة وعطية ومجاهد وقتادة وعبد الكريم الجزري وخصيف، وقال ابن عباس في رواية عنه: يعني به إقامة الحدود عليهم، وقال البراء بن عازب ومجاهد وأبو عبيدة: يعني به عذاب القبر، وقال النسائي، أخبرنا عمرو بن علي، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة عن عبد الله: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ـ قال: سنون أصابتهم، وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثني عبد الله بن عمر القواريري، حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن عروة عن الحسن العوفي عن يحيى الجزار، عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب في هذه الآية: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ـ قال: القمر والدخان قد مضيا، والبطشة واللزام، ورواه مسلم من حديث شعبة به موقوفا نحوه، وعند البخاري عن ابن مسعود نحوه، وقال عبد الله بن مسعود أيضا في رواية عنه: العذاب الأدنى ما أصابهم من القتل والسبي يوم بدر، وكذا قال مالك عن زيد بن أسلم، قال السدي وغيره: لم يبق بيت بمكة إلا دخله الحزن على قتيل لهم أو أسير، فأصيبوا أو غرموا، ومنهم من جمع له الأمران.

وفي تفسير القرطبي: قوله تعالى: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ـ قال الحسن وأبو العالية والضحاك وأبي بن كعب وإبراهيم النخعي: العذاب الأدنى ـ مصائب الدنيا وأسقامها مما يبتلى به العبيد حتى يتوبوا، وقاله ابن عباس، وعنه أيضا أنه الحدود، وقال ابن مسعود والحسين بن علي وعبد الله بن الحارث: هو القتل بالسيف يوم بدر، وقال مقاتل: الجوع سبع سنين بمكة حتى أكلوا الجيف، وقاله مجاهد، وعنه أيضا: العذاب الأدنى ـ عذاب القبر، وقاله البراء بن عازب قالوا: والأكبر عذاب يوم القيامة، قال القشيري: وقيل عذاب القبر، وفيه نظر، لقوله: لعلهم يرجعون ـ قال: ومن حمل العذاب على القتل قال: لعلهم يرجعون ـ أي يرجع من بقي منهم، ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذاب جهنم، إلا ما روي عن جعفر بن محمد أنه خروج المهدي بالسيف، والأدنى غلاء السعر، وقد قيل: إن معنى قوله: لعلهم يرجعون ـ على قول مجاهد والبراء: أي لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه.

بوخالد911
21-06-2016, 03:16 AM
الف شكر.

امـ حمد
21-06-2016, 04:16 AM
الف شكر.

الشكر لله اخوي بو خالد
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحياة الخالدة
21-06-2016, 01:52 PM
الف شكر.

جزاك الله خير أخوي

امـ حمد
21-06-2016, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ،وَلَا تَبْسُطها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)
تفسير بن كثير،يقول تعالى آمراً بالاقتصاد في العيش، ذاماً للبخل، ناهياً عن السرف(ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) أي لا تكن بخيلاً منوعاً لا تعطي أحداً شيئاً، كما قالت اليهود عليهم لعائن اللّه يد اللّه مغلولة ،أي نسبوه إلى البخل، تعالى وتقدس الكريم الوهاب،
وقوّله( ولا تبسطها كل البسط) أي ولا تسرف في الإنفاق فتعطي فوق طاقتك، وتخرج أكثر من دخلك )فتقعد ملوما محسورا) أي، فتقعد إن بخلت ملوماً يلومك الناس ويذمونك، ومتى بسطت يدك فوق طاقتك قعدت بلا شيء تنفقه،
وفي صحيح مسلم ،قال رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم(إن اللّه قال لي،أَنفق أُنفق عليك)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان من السماء يقول أحدهما،اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر،اللهم أعط ممسكاً تلفاً)

الحياة الخالدة
30-06-2016, 02:48 AM
وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22) سورة فصلت

وقوله : ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ) أي : تقول لهم الأعضاء والجلود حين يلومونها على الشهادة عليهم : ما كنتم تتكتمون منا الذي كنتم تفعلونه بل كنتم تجاهرون الله بالكفر والمعاصي ، ولا تبالون منه في زعمكم ; لأنكم كنتم لا تعتقدون أنه يعلم جميع أفعالكم ; ولهذا قال : ( ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم ) أي : هذا الظن الفاسد - وهو اعتقادكم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون - هو الذي أتلفكم وأرداكم عند ربكم ، ( فأصبحتم من الخاسرين ) أي : في مواقف القيامة خسرتم أنفسكم وأهليكم .

امـ حمد
30-06-2016, 04:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير(يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا)يعني،مَن صرفه عن الهدىٰ، وعدل به إلىٰ طريق الضَّلالة، من دعاة الضَّلالة،
يوم يَعَضُّ الظالم لنفسه على يديه ندمًا وتحسرًا قائلا يا ليتني صاحبت رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم واتبعته في اتخاذ الإسلام طريقًا إلى الجنة، ويتحسَّر قائلا يا ليتني لم أتخذ الكافر فلانًا صديقًا أتبعه وأوده،لقد أضلَّني هذا الصديق عن القرآن بعد إذ جاءني. وكان الشيطان الرجيم خذولا للإنسان دائمًا. وفي هذه الآيات التحذير من مصاحبة قرين السوء، فإنه قد يكون سببًا لإدخال قرينه النار.

امـ حمد
30-06-2016, 04:16 AM
تسلمين حبيبتي الحياة الخالدة
ويزاااج الله كل الخير وجعله ربي في ميزان حسناتج ياالغاليه

الحياة الخالدة
04-07-2016, 10:27 AM
الله يسلمج يا غالية ويبارك فيج

الحياة الخالدة
04-07-2016, 10:31 AM
كلنا واحنا صغار سمعنا ( ويل للمطففين ) وشرحوها لنا على إنها البائع اللي يغش في الميزان ويعطي للناس أقل من حقهم !

هل هذا فقط معنى المطففين ؟!

ماذا يعني مطفف ؟!

التطفيف كلمة مشتقة من الشيء الطفيف الذي لا يهتم به الناس لقلته يعني مثلا ينقص البائع خمسين جراماً فقط من كيلوجرام ... هو شئ بسيط وقليل ... لكن ربنا توعده بـسورة خاصة في القرآن !

من هم المطففين ؟

( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )
يعني الذين يأخذون حقَّهم من الناس كاملاً ...
وإذا حصل العكس ... ينقِصوا أو يُخسِئون حق غيرهم !

الآية لا تنطبق على البائعين فقط !!!

المطفف : زوج يريد من زوجته أن تعطيه حقه كاملاً ولا يتهاون ولا يتغاضى في التقليل أو التقصير!
وفي المقابل قد يظلمها ويُنقِصها حقَّها!!

المطفف :
مدرس في نهاية كل شهر، يأخذ مرتَّبه كاملاً...
وفي الوقت ذاته، يهمل شرحه ولا يراعي ضميره في الشرح ولا في مواعيد الحضور والانصراف!

المطفف :
شخص يريد من كل أقاربه أن يهتمّوا به ويسألون عنه ...
وهو قاطع لرحمه !

المطفف :
هو كل شخص لا يتقي الله في أيّ عمل يعمله ويطلب حقه من الله كاملاً..

الآية تجعل كل عقل يفكر ...
هل كلنا مراعي ضميره في عمله؟؟ ... في حياته؟؟ ... في علاقاتنا الاجتماعية؟؟ ... أو حتى في علاقاتنا المادية ؟؟

(( ويلٌ للمطفِّفين • الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون • وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ))

ثلاث آيات فقط!!! تجعلنا نمعن التفكر في حياتنا العلمية والعملية قليلاً!!!

من : تفسير ابن عثيمين ... صيد الفوائد

امـ حمد
04-07-2016, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾سورة النساء،
(ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه)أي انقاد وأخلص عمله «لله وهو محسن» موحد
(واتبع ملة إبراهيم) الموافقة لملة الإسلام
(حنيفا)أي، مائلا عن الأديان كلها إلى الدين القيم
(واتخذ الله إبراهيم خليلاً) صفيا خالص المحبة له،ولا أحد أحسن دينًا ممن انقاد بقلبه وسائر جوارحه لله تعالى وحده، وهو محسن، واتبع دين إبراهيم وشرعه، مائلا عن العقائد الفاسدة والشرائع الباطلة. وقد اصطفى الله إبراهيم ،عليه الصلاة والسلام، واتخذه صفيّاً من بين سائر خلقه. وفي هذه الآية، إثبات صفة الخُلّة لله -تعالى- وهي أعلى مقامات المحبة، والاصطفاء.