تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)



امـ حمد
10-06-2016, 04:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
نحمد الله أن بلغنا رمضان لهذا العام،هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار،شهر كله هبات وعطايا ومنن من الحق سبحانه وتعالى،
هذا الشهر الكريم له خاصية عن سواه من الشهور،قال تعالى(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
فإن هذه الآية الكريمة من سورة البقرة من أعظم آية القرآن الكريم خيراً وبركة،
وذلك لأنها أوجبت صوم شهر رمضان الذي هو شهر البركة والخير، ولأنها أشادت بفضل القرآن العظيم ونوّهت إلى ما فيه من الهدى والفرقان، والقرآن كله بركة وخير،ولأنها قرّرت رخصة الإفطار للمريض والمسافر،
ولأنها أبانت عن مراد الله تعالى لأمة الإسلام،وهو اليسر في كل أمور هذه الأمة وشؤونها, والبعد بها عن مواطن الحرج والعسر، وفي هذا المراد الإلهي الخير كله والبركة جميعها؛ ولأنها بشرت أمة القرآن بهداية الله تعالى لها وهيأتها لشكر نعم ربها عليهان
قوله تعالى،شهر رمضان،هو الشهر التاسع من شهور السنة القمرية، ولفظ الشهر مأخوذ من الشهرة، ورمضان مأخوذ من رمض الصائم،إذا حرّ جوفه من العطش،
وقوله تعالى،الذي أنزل فيه القرآن،هذه آية فضله على غيره من سائر الشهور، حيث أنزل فيه القرآن،
وقوله تعالى،هدى للناس هادياً للناس إلى ما فيه سعادتهم في الدارين،
وقوله،وبينات من الهدى والفرقان،أن القرآن نزل هادياً للناس، ومبيناً لهم سبيل الهدى موضحاً طريق الفوز والنجاة، فارقاً لهم بين الحق والباطل في كل شؤون الحياة،
قوله،فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمه،حضر الإِعلان عن رؤيته،
وقوله،فعدة من أيام أخر،فعليه القضاء بعدد الأيام التي أفطرها مريضاً أو مسافراً،
قوله،ولتكملوا العدة وجب القضاء،من أجل إكمال عدة الشهر ثلاثين أو تسعة وعشرين يوماً،
قوله(وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) وذلك عند إتمام صيام رمضان من رؤية الهلال إلى العودة من صلاة العيد، والتكبير مشروع، وفيه أجر كبير،
وقوله،ولعلكم تشكرون فرض عليكم الصوم وندبكم إلى التكبير؛ لتكونوا بذلك من الشاكرين لله تعالى على نعمه،لأن الشكر هو الطاعة،
المعنى العام للآية الكريمة، قال تعالى،أنه كتب على أمة الإِسلام الصيام،وأنه أيام معدودات،بينّ في هذه الآية أن المراد من الأيام المعدودات أيام شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هادياً وموضحاً طرق الهداية، وفارقاً بين الحق والباطل،
فقال تعالى(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
فهو سيد الشهور وأفضلها،بما خصه الله تعالى به من نزول القرآن سيد الكتب وأفضلها فيه ابتداءً، حيث نزل الروح الأمين بأول آية منه وهي(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ،خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ،اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ،الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ،عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم)
في رمضان،حيث نزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، وكان ذلك في ليلة القدر من رمضان لقوله تعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر)
وقوله( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)
وهي ليلة القدر ويشهد لذلك الاحتفاء بها من قبل الملائكة في السماء،والمؤمنين من الناس في الأرض كل ليلة قدر من رمضان (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر)
كما أن الله تعالى قد أنزل في شأن صيام رمضان قرآناً، به وجب صومه وتحتم على المؤمنين،قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
ثم قال تعالى(فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
القضية رؤيا بصرية فمن شهد، والشهود معلوم كيف يكون،
وقد قال عليه الصلاة والسلام(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)رواه البخاري،ومسلم،
فعلقه بالرؤية، وما جعلت الأهلة مواقيت للناس، إلا لعباداتهم من صوم وحج، وعدة نسائهم، وآجال ديونهم، هذا الهلال الذي يظهر فيكبر، ثم يصغر فيختفي؛ ليعود من جديد آية بينة من آيات الله، وعلامة في العبادات، فمن شهد منكم الشهر ولا يمكن أن تترك هذه الرؤية ما دامت النصوص الشرعية قد نصت عليها أبداً،
ثم قال تعالى(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)تعليل لرخصة الإفطار في رمضان بسبب المرض أو السفر،إذ أخبرهم ربهم أن شأنه سبحانه وتعالى،معهم دائماً إرادة اليسر بهم، ونفي العسر عنهم في كل ما يشرع لهم, ويدعوهم إليه ويهديهم إلى فعله والقيام به من سائر العبادات والقرب والطاعات،
ثم علل تعالى للقضاء بقوله(لِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )أي،عدة أيام رمضان،
ولتكبروا الله على ما هداكم،عندما تكملون الصيام برؤية هلال شوال،
ولقضاء ما أفطر فيه المريض والمسافر من رمضان،هي أن يكمل المؤمن عدة صوم رمضان, فيصوم تسعة وعشرين يوماً أو ثلاثين، فيثاب ثواب من صام كل رمضان ولم يفطر فيه، وهذا خير عظيم وفضل كبير حيث أيام القضاء،وهي قطعاً من غير شهر رمضان بانضمامها إلى عدة أيام رمضان،تصبح ذات فضل وأجر كأنما هي من شهر رمضان،
فالله تعالى يَخْلُق ليُذكر،ويُنعِم ليُشكَر، وتلك الغاية التي من أجلها خلق الخلق، فإنه ما خلق ولا رزق ولا أكرم ولا أنعم إلا ليذكر بذلك،ويشكر فيما أنعم تعالى على هذه الأمة المسلمة من جزيل النعم،وعظيم الامتنان فهو أعدها لشكره, وهو الشكور الحليم،
وجمع قلوب المسلمين على تعظيم ما عظم الله تعالى من شهر رمضان،والقرآن العظيم، وفي هذا من الهداية والبركة والخير،

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا يا أرحم الراحمين،واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا،
اللهم كثرت ذنوبنا وعفوك أكثر فيا عفو أعف عنا.

بوخالد911
10-06-2016, 04:28 AM
اللهم امين.
شهر فضيل فعلاً والله يتقبل من الجميع.

الحسيمqtr
10-06-2016, 02:16 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
10-06-2016, 04:26 PM
اللهم امين.
شهر فضيل فعلاً والله يتقبل من الجميع.

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
10-06-2016, 04:26 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس