تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا يتمنين أحدكم الموت



امـ حمد
11-06-2016, 06:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يتمنين أحدكم الموت
فعن أنس،رضي الله تعالى عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لا يتمنينّ أحدكم الموت لضُر أصابه، فإن كان لابدّ فاعلاً فليقل،اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي،وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)متفق على صحته،
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام(اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)
طول العمر للمؤمن الذي يعمل صالحاً خير له من الموت،
قال النبي صلى الله عليه وسلم( خير الناس من طال عمره وحسن عمله )رواه أحمد والترمذي،وصححه الألباني،
وقال صلى الله عليه وسلم( طوبى لمن طال عمره وحسن عمله ) رواه الطبراني وأبو نعيم ،وصححه الألباني،
وروى أحمد،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،كان رجلان أسلما مع النبي صلى اللَه عليه وسلم،واستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة،
قال طلحة بن عبيد اللَه،فأرِيت الجنة،فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد،فعجبت لذلك،فَأصبحت فذكرت ذلك لرسول اللَه صلى الَله عليه وسلم،فقَال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(أليس قد صام بعده رمضان،وصلى ستةَ آلاف ركعة أو كذا وكذا ركعة،صلاة السنة)صححه الألباني،
وقال رجل،يا رسول الله،أي الناس خير،قَال(من طال عمره وحسن عَمَلُهُ )قال،فأي الناس شر،قال(من طال عمره وساء عمله) رواه أحمد والترمذي،وصححه الألباني،
قال الطيبي،رحمه الله،إن الأوقات والساعات كرأس المال للتاجر،
فينبغي أن يتَّجِرَ فيما يربح فيه،وكلما كان رأس ماله كثيرا كان الربح أكثر،فمن انتفع بعمره بأن حَسُن عملُهُ فقد فاز وأفلح،ومن أضاع رأس ماله لم يربح وخسر خسرانا مبيناً،
ولذلك قيل لبعض السلف،طاب الموت،قال،لا تفعل،لساعة تعيش فيها تستغفر الله،خير لك من موت الدهر،
وقيل لشيخ كبير منهم،أتحب الموت،قال،لا،قد ذهب الشباب وشره،وجاء الكبر وخيره،فإذا قمت قلت،بسم الله،وإذا قعدت قلت،الحمد لله،فأنا أحب أن يبقى هذان،
وكان كثير من السلف يبكي عند موته أسفاً على انقطاع أعماله الصالحة،
ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم،عن تمني الموت،لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة،ولذة العبادة،وفرصة التوبة، واستدراك ما فات،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(لا يتمنى أحدكم الموت،ولا يدع به من قبل أن يأتيه،إنه إذا مات انقطع عمله،وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً)
رواه مسلم،
فجمع بين النهي عن تمني الموت،والنهي عن الدعاء به على النفس،
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(لا يتمنى أحدكم الموت،إما محسناً فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله يستعتب)رواه البخاري،
وقوله،يستعتِب،أي يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار،
قال النووي في الحديث التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من فاقة،أو محنة بعدو،ونحوه من مشاق الدنيا،فأما إذا خاف ضررا أو فتنة في دينه فلا كراهة فيه لمفهوم هذا الحديث،وقد فعله خلائق من السلف،
وسمع ابن عمر بن الخطاب،رجلاً يتمنى الموت،فقال،لا تتمن الموت،فإنك ميت،وسل الله العافية،فإن الميت ينكشف له عن هول عظيم،
والنهي عن تمني الموت إنما هو إذا كان بسبب ما يحصل للمرء من ضرر في أمور دنياه،فإنّ تمني الموت حينئذ دليل على الجزع مما أصابه،
وقوله،مِما أَصابه،يعني بذلك الضرر الدنيوي كالمرض والابتلاء في المال والأولاد وما أشبه ذلك,
ولعل هذا الذي طلب الموت ليستريح مما به من ضر،لعله أن يزيد تعبه،ويتصل ألمه وهو لا يدري،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت،قيل،يا رسول اللهِ ماتت فلانة واستراحت،فغضب رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم وقال إِنما يستريح من غفر له)رواه أحمد،وصححه الألباني،
هناك بعض الحالات يشرع تمني الموت فيها،
أن يخشى على دينه من الفتن، ولا شك أن موت الإنسان بعيداً عن الفتن ، ولو كان عمله يسيراً، خير له من أن يفتن في دينه،نسأل الله السلامة،
فعن محمود بن لبيد رضي الله عنه،أَن النبي صلى اللَه عليه وسلم قال(اثنتان يكرههما ابن آدم،الموت،والموت خير للمؤمن من الفتنة،ويكره قلة المال،وقلة المال أقل للحساب)رواه أحمد وصححه الألباني،
وقد دل على مشروعية تمني الموت في هذه الحال،قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه( وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) رواه الترمذي،وصححه الألباني،
قال ابن رجب رحمه الله،هذا جائز عند أكثر العلماء،وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف في تمني الموت،أنهم تمنوا الموت خوفاً من الفتنة،
وقالت مريم)يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا (وكان الجمع من السلف يتمنون الموت،لأحوال عرضت لهم،
روى مالك عن سعيد بن المسيب أَنه قال،لما صدر عمر بن الخطاب من منى أَناخ بالأبطح ثم كوم كومة بطحاء ثم طرح عليها رِداءه واستلقى ثم مد يديه إِلى السماء فقال(اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي،وانتشرت رعيتي،فاقبضني إليك غير مضيعٍ ولا مفرط)قال سعيد،فما انسلخ ذو الحجة،حتى قتل عمر رضي الله عنه،
وقال أبو هريرة رضي الَله عنه،من رأى الموت يباع فليشتره لي،
وأن يكون موته شهادة في سبيل الله عز وجل، وقد دل على مشروعية تمني الموت كثير من الأحاديث،منها
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،قَال ( لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سرية،وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ )متفق عليه،
فقد تمنى الرسول صلى الله عليه وسلم،أن يقتل في سبيل الله،وما ذاك إلا لعظم فضل الشهادة،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)رواه مسلم،
وقد كان السلف رضي الله عنهم يحبون الموت في سبيل الله،
وكتب خالد بن الوليد رضي اللَه عنه إلى أهل فارس،والذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة،
أن يكره للمسلم أن يتمنى الموت إن كان ذلك بسبب ضر أصابه في الدنيا،بل عليه أن يصبر ويستعين بالله تعالى،
وكان كثير من السلف يتمنَّون الموت شوقًا للقاء الله،فالموت هو السبيل الموصل للقاء الحبيب بحبيبه،
عن حبان بن الأسود قال،الموت خير،يوصِل الحبيب إلى حبيبه،
قال حذيفة،رضي الله عنه،لما حضرته الوفاة،حبيبٌ جاء على فاقة،لا أفلح مَن ندم، اللهم إن كنت تعلم أن الفقر أحب إليَّ من الغنى، والسقم أحب إليَّ من الصحة، والموت أحب إليَّ من العيش، فسهِّل عليَّ الموت حتى ألقاك،
وقال أبو الدرداء،رضي الله عنه،أُحِب الفقر تواضعًا لربي، وأحب الموت اشتياقًا لربي،وأحب المرض تكفيرًا لخطيئتي،
المقصود،أنه إذا كان لأجل فتنة في الدين،فهو لا بأس به، وربما كان حالاً محمودة، إذا اشتد الأمر،وقد ثبت في صحيح مسلم، عنه عليه الصلاة والسلام،أنه قال(لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمرغ عليه،ويقول،يا ليتني مكانك)رواه البخاري،ومسلم،
وكثيراً ما تظلم الدنيا في عين الإنسان،وتنغلق في وجهه الأبواب، وتنقطع عليه الآمال،في لحظة احتدام النفس، ومعايشة الألم أو المصيبة، فيظن أن ذلك هو نهاية المطاف، فيتمنى أن يموت،
فينبغي على الإنسان أن يحسن ظنه بالله، وأن يروض نفسه على الصبر دون أن يتسخط ويجزع،فهذه الحياة مجبولة على الكدر والآلام،إن لم تقع بك المصائب وقعت فيمن تحب،فلابدّ أن تعاين أشياء من الكدر،أما أن تتمزق النفس بالأحزان،والأتراح،والآلام، ويدعو الإنسان بالويل والثبور فإن هذا لا يجدي عنه شيئاً،

نسأل الله،عز وجل،أن يشرح صدورنا،وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن،وأن يهدينا لما يحب ويرضى، وأن يرينا ما تقر به أعيننا في ذرارينا ومن نحب، وأن يصلح حال المسلمين، ويغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين،

اللهم أميـــــــن.

الحسيمqtr
11-06-2016, 12:37 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
11-06-2016, 03:48 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

طلعة الروح
13-06-2016, 12:22 AM
الله يحسن خواتيمنا وخواتيم المسلمين مجرد دنيا فانية طالت او قصرت لابد من يوم الرحيل.

qatara
13-06-2016, 12:26 AM
نسأل الله،عز وجل،أن يشرح صدورنا،وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن،

وأن يهدينا لما يحب ويرضى، وأن يرينا ما تقر به أعيننا في ذرارينا ومن نحب،

وأن يصلح حال المسلمين، ويغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين،

اللهم أميـــــــن.


كثر الله من هن من امثالج
جزيتي الجنه

بوخالد911
13-06-2016, 01:21 AM
اللهم وفقنا لما تحب وترضى.

امـ حمد
13-06-2016, 01:54 AM
الله يحسن خواتيمنا وخواتيم المسلمين مجرد دنيا فانية طالت او قصرت لابد من يوم الرحيل.

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
13-06-2016, 01:55 AM
نسأل الله،عز وجل،أن يشرح صدورنا،وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن،

وأن يهدينا لما يحب ويرضى، وأن يرينا ما تقر به أعيننا في ذرارينا ومن نحب،

وأن يصلح حال المسلمين، ويغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين،

اللهم أميـــــــن.


كثر الله من هن من امثالج
جزيتي الجنه





بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
13-06-2016, 01:55 AM
اللهم وفقنا لما تحب وترضى.

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بو خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatar-m
02-07-2016, 07:26 PM
جزاج الله كل خير

امـ حمد
02-07-2016, 11:33 PM
جزاج الله كل خير


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس