المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن الغضب جمرة خبيثة في القلب



امـ حمد
15-06-2016, 07:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الغضب جمرة خبيثة في القلب
(عن أبِي هريرة رضي الله عنه،أَن رجلاً قال للنبِي صلى الله عليه وسلم،أوصني،قال(لا تغضب،فردد مراراً،قال،لا تغضب)رواه البخاري،
أن الشدة النفسية كالغضب يضعف في الإنسان جهازاً من أخطر الأجهزة هو جهاز المناعة،في الإنسان،لا تغضب مع أن الإنسان يغضب وهو لا يدري،
إما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام،لا تغضب،أي ابتعد عن أسباب الغضب، فالشيء الذي يمكن أن يغضبك ابتعد عنه،
أو أنك إذا غضبت إياك أن تجعل هذا الغضب هو الذي يأخذك إلى حيث يريد،
فإذا وقع الغضب لا تسمح له أن يلقي عليك الأوامر،أغلق الباب في وجهه،
والمقصود في هذا الغضب الذي ينتج عنه العدوان، او السباب، أو الشتائم، أو الضرب،أو قهر وظلم، هذا الغضب الذي تنتج عنه هذه المشكلات، يغضب الله عز وجل،
لذلك بعض السلف الصالح إذا وجد مشاجرة في الطريق يقف، أو يستعيذ بالله، لأن هذه المشاجرة أساسها الشيطان،وخرج الإمام أحمد،والترمذي من حديث أبي سعيد الخدري ان النبي قال(وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ،فَمَنْ أَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَلْصَقْ بِالأَرْضِ)رواه الترمذي،
ويقول عليه الصلاة والسلام( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع،
فلا شك أن الغضب جمرة خبيثة في القلب من عمل الشيطان له آثار سيئة في حياة المؤمن قد تفسد منفعته في الدنيا وآخرته وتوقعه في المآثم وتشوش علاقته بالآخرين إلى آخر ذلك من المفاسد والشرور التي تجلبها،
والإنسان الغضوب دائماً وفي كل مناسبة يعيش حالة مرضية تعكر صفو حياته وتوقعه دائماً في الإحراج الذي ينتهي به إلى ذل الاعتذار والترخص ممن أساء إليهم،
وفي المقابل الرجل الحليم الذي لا يكاد يعرف الغضب إلا نادراً لكرمه ونبله وحكمته وسعة أفقه فهذا من أسعد الناس وأطيبهم عيشة،
الخطوات التي تخلصك من الغضب،
أولاً، أن يدرك أن الغضب جماع الشر كله،وأن تركه سبب لجميع خصال الخير،وهذا يدل على أن من تمكن من اجتناب الغضب تحلى بخصال الخير،لأن الغضب يفسد الأخلاق،
وقال جعفر بن محمد(الغضب مفتاح كل شر)
ثانياً، أن يتجنب الحالات التي يتوتر فيها عادة وتسبب له الغضب مثل قلة النوم،والجوع،وكل إنسان تختلف طبيعته ودرجة تأثير هذه الأمور فيه،فمتى ما عرفها لزم الانفراد ولم يخالط أحدا في هذه الساعة،
ثالثاً، أن لا يستجيب لانفعالاته تجاه التصرفات الاستفزازية ويتحكم في ردة فعله،لأن بعض السفهاء يستمتعون في استغضاب الآخرين فلا ينبغي للعاقل أن يلق لهم بالاً والحكمة مع السفهاء ترك الرد عليهم لأن مجاراتهم تخرج الإنسان من الوقار والسكينة إلى الجهل وليس معهم علاج أنفع من السكوت،وأن يتفهم أن كثيراً من الإساءات الموجهة له عفوية لا يقصد بها إهانته والحط من قدره،وقد تكون غير مقصودة،
رابعاً، أن يجتهد في التخلص من أثر الغضب،ومن أعظم ما يسكن الغضب التعوذ من الشيطان الرجيم،قال تعالى(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
خامساً، ومن الخطوات العملية التي تذهب الغضب وتخففه أن يغير الغاضب هيئته من القيام إلى الجلوس ومن الجلوس إلى الاضطجاع والعكس لقول النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)رواه أحمد،
وأن ينتقل ويغير مكانه من مكان الغضب،ويشتغل بأمر يحبه ليروح عنه ويسليه حتى تهدأ نفسه ويسكن غضبه،فإن القلب يسكن إذا طرأ عليه أمر محبوب،
سادساً، ومن أنفع ما يسكن الغضب الاشتغال بذكر الله من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير لأن ذكر الله يطرد الشيطان ويبطل تأثيره ويجلب الطمأنينة للقلب،قال تعالى(وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)
قال عكرمة،يعني إذا غضبت،والنفس تهدأ وترتاح من الهم والغضب والحزن إذا ذكرت الله وأثنت عليه وسبحته،وأهم تصرف يقي من شرور الغضب لزوم السكوت مطلقاً وعدم الرد بالقول،لأنه إذا تكلم في هذه الحالة فعقله مغلق لا يدرك ما يصدر منه مما يعرضه للندم الشديد إذا فاق،
وسكوته يمنع هذا كله وفي الحديث(علموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت)رواه أحمد،
سابعاً، المبادرة بالوضوء فإن الوضوء له أثر عظيم في طهارة الظاهر والباطن وإخماد الغضب والتحصن من تسلط الشيطان ويروى في مسند أحمد(إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوض)،
وأن تتفكر في عظم جزاء كظم الغيظ وعدم إنفاذه وأنه من صفات المتقين،وفي الحديث(من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء)رواه الترمذي،
ثامناً، أن يعلم أن ترك الغضب في أمور الدنيا والتحلي بالحلم والعفو والإعراض عن الجاهل من أجمل أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،الذي كان لا يغضب إلا لله كما قالت عائشة رضي الله عنه(ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم،لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)متفق عليه،
فينبغي للمؤمن أن يهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقتدي به،
واعلم أن تسلط الغضب عليك يأمرك بأفعال وأقوال مشينة يعد من الضعف والخور المذموم وليس من الرجولة والشجاعة،وإنما القوة والشدة في تملك النفس عند الغضب والسيطرة عليها من السفه والجهل،
ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
وكم يندم المرء على تصرفات وأقوال فعلها حال الغضب وتسببت له بمشاكل وربما تبعها ظلم لأشخاص طيبين،فلا يملك إلا أن يدعوا لهم ويستغفر لهم،

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة،ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب،والقصد في الفقر والغنى، ونسألك نعيماً لا ينفد،وقرة عين لا تنقطع،
اللهم زينا بالحلم وجنبنا نزغ الشيطان،
اللهم آميـــن.

الحسيمqtr
15-06-2016, 01:23 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
16-06-2016, 04:15 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

طلعة الروح
17-06-2016, 03:36 AM
الله يثبتنا وقت الغضب ويرزقنا الحكمه والصبر الضروريان في مواجهة هذه المواقف الصعبة

امـ حمد
17-06-2016, 03:21 PM
الله يثبتنا وقت الغضب ويرزقنا الحكمه والصبر الضروريان في مواجهة هذه المواقف الصعبة

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس