المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر



امـ حمد
21-06-2016, 08:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر
قال ابن رجب،ومن لطائف اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر،ان الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من جهة المخلوقين،تعلق قلبه بالله وحده،وهذا هو حقيقة التوكل على الله،فإن الله يكفي من توكل عليه،كما قال تعالى(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
وقال الفضيل رحمه الله،والله لو يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئاً لأعطاك مولاك ما تريد،
فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة فرجع إلى نفسه باللائمة، وهذا اللوم أحب من كثير من الطاعات، فإنه يوجب إنكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل من البلاء وأنه ليس أهلاً لإجابة الدعاء،
فلذلك تسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء وتفريج الكرب، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله،
من دلائل ربوبية الله تعالى،وقدرته على خلقه،وحكمته عز وجل، في تدبيره،تقلب أحوال الناس من شدة إلى رخاء،ومن رخاء إلى شدة،ومن ضعف إلى قوة،ومن قوة إلى ضعف،وله سبحانه ألطاف لا يدركها خلقُه،وحكم يجهلونها،لذا يكثر فيهم اللوم والتسخط،ويقِل فيهم الرضا والشكر،لذا قال الله تعالى﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾سبأ،
ومن سننه جل وعلا،أن جعل الفرج مع الكرب،واليسر مع العسر، ويخرج من المحن منحاً،وتلك السنة تُربي الخلق على القرب من الله تعالى،
وإذا أيسر الله عليهم بالنعم فبطروا، جاءهم العسر ليكسر سورة النفس،ويمنعها من البغي والطغيان،ويردها إلى الله تعالى،فإذا تهذبت أخلاقهم، وصفت قلوبهم، واستقامت أحوالهم، وأظهروا الذل والافتقار،ولهجوا لله تعالى بالضراعة،زال العسر وجاء اليسر،لئلا يستبد بهم اليأس والقنوطُ، المؤدي إلى الكفر والجحود،
لقد ذكر الله ذلك في كتابه،فقال تبارك وتعالى﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾الطلاق،
وجاء في الأثر،عن ابن مسعود رضي الله عنه(لو كان العُسْرُ في جحرٍ لتبعه اليسر،حتى يدخل فيه فيخرِجَه،ولن يغلب عسر يسرين)
فكل كرب ينزِل بالمؤمن فإن معه فرجا لا محالة،وكل عسرٍ يصيبه فإن معه يسرا،ومن علم ذلك وأَيقن به فلن يسلم قلبه لليأس والقنوط، ولن ينسى الخالق سبحانه ويركن للمخلوق،ولن يعلق قلبه بغيرِ الله تعالى، ويؤكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم،بقوله(وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسراً)
فإذا نزلتِ النوازل بالناس،واشتد البأس بهم وظنوا الهلاك،أسعفهم اللهُ تعالى باليُسر،ودفع عنهم البلاء،ورفع عنهم المحنة، وتلك سنةُ الله تعالى مع رسله وأوليائه المؤمنين،كما قال تعالى عن السابقين منهم﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾يوسف،
فقد ابتلى الله يوسف بعسر شديد، ومحن متتابعة، حيث حسده إخوته، وألقوه في الجب، ثم بيع عبداً، ثم اتهم في عرضه وسجن ظلما، فأخرج الله من رحم هذه الشدائد والمحن المتتابعة فرجاً كبيراً، وتمكيناً عظيماً،فوليَ خزائنَ الأرض، وأصبح يقسم للناس أرزاقهم،
وإبراهيم الخليل عليه السلام، اشتد به الكربُ حين أُشعلت النار، ليلقى فيها،فيخرِج الله اليسر في لحظات إلقائه﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِين،قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾الأنبياء،
فمن أصابه كرب واستبطأَ الفرج فليستحضِر هاتين الآيتين،وليتأَمل قصة إلقاءِ الخليل عليه السلام في النار،ليعلم قدرة اللهِ تعالى على كشف الكروب مهما كانت،
أما موسى عليه السلام فلهُ مواقفٌ كثيرةٌ تجلى فيها اليُسْرُ مع العسر، وظهر الفرج مع الكَرب،ولد عليه السلامُ في سَنَةٍ كان فرعون يذبح فيها الصبيان، وهو عسر شديدٌ على أمِّ موسى،ليأتِيَ يسر لا يمكن أن يتصوره إنسان،وهو أن يتربى الصبي في بيتِ ذابح الصبيان، ولما بلغ أشده واستوى ابتلي بمتآمرين على قتله فخرج من المدينة خائفاً،ويكشِف الله هذا العسر العظيم بيسرٍ أَعظم منه، وهو تكليم الله تعالى له، واصطفاؤه رسولاً،
الله أكبر،ما ألطف الله وما أرحمه بعباده،
واقرؤُوا قصة يونس عليه السلام حين ابتلعه الحوت، فهي من أعجب أخبار الفرجِ بعد الكرب،فمن الذي يتصور أن الحوت يلفظه بعد أن التقمه،ولكن قدر اللهِ جار،وحكمه نافذ،
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله،ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر،أن الكرب إذا اشتد وعظم وحصل للعبد الإِياس من كشفه من جهة المخلوقين،وتعلق قلبه باللَه وحده،وهذا هو حقيقة التوكل على الله،وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج،فإن اللَّه يكفي من توكل عليه، كَمَا قَالَ تعالى﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾الطلاق،
فإنها لم تكن شدة إلاَّ جعل الله بعدها مخرجاً،ولن يغلب عسر يسرين،

فنسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان واليقينِ والخوفِ والرجاء،وأن يطرد اليأس والقنوط من قلوبنا ونفوسنا،
اللهم اجعل لنا مع كل كرب فرجاً،ومع كل عسر يسراً،وثبتنا على الحق إلى أن نلقاك يا رب العالمين.

qatara
21-06-2016, 09:01 PM
فنسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان واليقينِ والخوفِ والرجاء،وأن يطرد اليأس والقنوط من قلوبنا ونفوسنا،
اللهم اجعل لنا مع كل كرب فرجاً،ومع كل عسر يسراً،وثبتنا على الحق إلى أن نلقاك يا رب العالمين.


اللهم امين
جزاج الله كل خير

النهار
21-06-2016, 09:32 PM
فنسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان واليقينِ والخوفِ والرجاء،وأن يطرد اليأس والقنوط من قلوبنا ونفوسنا،
اللهم اجعل لنا مع كل كرب فرجاً،ومع كل عسر يسراً،وثبتنا على الحق إلى أن نلقاك يا رب العالمين.

جزاك الله خيرا

الحسيمqtr
22-06-2016, 12:03 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
26-06-2016, 11:21 PM
فنسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان واليقينِ والخوفِ والرجاء،وأن يطرد اليأس والقنوط من قلوبنا ونفوسنا،
اللهم اجعل لنا مع كل كرب فرجاً،ومع كل عسر يسراً،وثبتنا على الحق إلى أن نلقاك يا رب العالمين.


اللهم امين
جزاج الله كل خير





بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
26-06-2016, 11:22 PM
فنسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان واليقينِ والخوفِ والرجاء،وأن يطرد اليأس والقنوط من قلوبنا ونفوسنا،
اللهم اجعل لنا مع كل كرب فرجاً،ومع كل عسر يسراً،وثبتنا على الحق إلى أن نلقاك يا رب العالمين.

جزاك الله خيرا



بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي النهار
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
26-06-2016, 11:23 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس