المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحملات الصليبية



abo rashid
16-09-2006, 05:16 PM
الحملات الصليبية أو الحروب الصليبية بصفة عامة اسم يطلق حاليا على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها اوروبيون ما بين اواخر القرن الحادي عشر الى الثلث الاخير من القرن الثالث عشر (1096 - 1291)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان ، واسميت بهذا الاسم لان الذين اشتركوا فيها كانوا يخيطون على البستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش احمر . كانت السبب الرئيس في سقوط البيزنطيين بسبب الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الاولى المارة في بيزنطة(مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحول حملات لاحقة نحوها.

التسمية
سمي الصليبييون في النصوص العربية بالفرنجة او الافرنج وكانوا يسمون في الغرب بتسميات متعددة كمؤمني القديس بطرس (fideles Sancti Petri) او جنود المسيح (milites Christ)، ورأى من كان مندفعا بدافع الدين من الصليبيين انفسهم, على انهم حجاج ، واستخدم اسم "الحجاج المسلحين" لوصفهم في اشارة الى ان الحجيج لا يحمل السلاح في العادة .وكان الصليبيون ينذرون او يقسمون ان يصلوا الى القدس ويحصلوا على صليب من قماش يخاط الى ملابسهم ، واصبح اخذ هذا الصليب إشارة الى مجمل الرحلة التي يقوم بها كل صليبي .

وفي العصور الوسطى كان يشار الى هذه الحروب عند الاوروبيين بمصطلحات تقابل الترحال والطواف والتجوب (peregrinatio)والطريق الى الارض المقدسة (iter in terram sanctam) وظهر مصطلح "الحرب الصليبية" او "الحملة الصليبية" على ما يبدو اول ما ظهر في بحث لمؤرخ بلاط لويس التاسع عشر ، لويس ممبور سنة 1675.


السياق التاريخي
جاءت بداية الحروب الصليبية في فترة كانت فيها اوروبا قد تنصرت بالكامل تقريبا بعد اعتناق الفايكينج والسلاف والمجر للمسيحية .فكانت طبقة المحاربين الاوروبيين قد اصبحوا بلا عدو لقتاله ، فاصبحوا ينشرون الرعب بين السكان ، وتحولوا الى السرقة وقطع الطرق والقتال في ما بينهم ، فكان من الكنيسة ان حاولت التخفيف بمنع ذلك ضد جماعات معينة في فترات معينة من اجل السيطرة على حالة الفوضى القائمة .وفي ذات الوقت افسح المجال للاوربيين للاهتمام بموضوع الارض المقدسة التي سيطر عليها المسلمون منذ عدة قرون ولم يتسن للاوربيين الالتفات لها لانشغالهم بالحروب ضد غير المسيحيين من الفايكنج والمجريين الذين كانوا يشكلون المشكلة الاقرب جغرافيا سابقا ، وكذلك بدأت الكنيسة تلعب دورا في الحرب الاستردادية في اسبانيا ، حيث قام البابا الكسندر الثاني عام 1063 بمباركة المحاربين الذاهبين الى الاندلس ، الامر الذي لعب دورا كبيرا في تكوين فكرة الحرب المقدسة.

كذلك كانت جذور الفكرة الصليبية قد بدأت بالظهور عندما بدا ان المسلمين يضطهدون المسيحيين في الديار المقدسة عندما هدمت احدى الكنائس في القدس ، وان كان قد اعيد بناؤها فيما بعد. وفي هذه الظروف التاريخية ، كان شن حروب الى ما وراء البحار باسم هداية الناس الى الطريق الصحيح والدفاع عن الاخوة في الارض المقدسة فكرة لاقت ترحيبا في صفوف الاوروبيين.


دوافعها
الدوافع الدينية
كانت دعوة الباباوية للحروب الصليبية التي بدأها البابا اوربان الثاني في نوفمبر 1095 بعقده مجمعا لرجال الدين في مدينة كليرمون فران الفرنسية ، وكان الكثير من الحملات قد بررت بتطبيق "ارادة الرب" عن طريق الحج الى الارض المقدسة للتكفير عن الخطايا ، وكانت الدعوات تروي عن اضطهاد الحكم الاسلامي للمسيحيين في الارض المقدسة وتدعو الى تحريرهم ، وتراجعت هذه الدوافع الدينية مع مرور الوقت لتصل الى حد تدمير مدينة القسطنطينية المسيحية الشرقية في الحملة الصليبية الأولي و الرابعةغلي أيدي الصليبيين أنفسهم .

الدوافع الاجتماعية
كان قانون الارث المطبق في اوروبا ينص على ان يرث الابن الاكبر عقارات والده وعبيده بعد موته ، وتوزع المنقولات بين ابنائه ، وبسبب هذا القانون نشأت طبقة من النبلاء او الاسياد الذين لم يكونوا يملكون اقطاعيات ، فشاعت بينهم القاب مثل "بلا ارض" و"المعدم" دلالة على عدم ملكيتهم لقطعة ارض ، ورأى الكثير من هؤلاء فرصتهم في الحملات الصليبية للحصول على اراض في الشرق ، ورأى آخرون فيها فرصة لتوسيع املاكهم بضم املاك جديدة ، كما كان الفقراء يجدون فيها فرصة لحياة جديدة افضل ووسيلة تخرجهم من حياة العبودية التي كانوا يعيشونها في ظل نظام الاقطاع السائد في ذلك الوقت.

العلاقة مع الإسلام
كانت العلاقات الخارجية لاوروبا مع المد الإسلامي لا تبعث على الطمأنينة .فالمسلمون الذين كانوا قد قاتلوا البيزنطيين منذ القرن السابع الميلادي قد وصلوا الى جبال البيرينية في شمال اسبانيا وجنوب فرنسا بعد ان سيطروا على شمال افريقيا ، فكانت المناطق الاوروبية المتاخمة لحدود دولة الأندلس الاسلامية بشبه جزيرة إيبيريا وجزيرة صقلية تشعر بتهديد السيطرة الإسلامية عليها مما ساهم في تجنيد الاوروبيين بدافع الحماية والدفاع عن مناطقهم.


التوترات بين روما والقسطنطينة
رأت البابوية في السيطرة على الارض المقدسة دعما كبيرا لنفوذها ، كما رأت ايضا , في السيطرة على الكنيسة الشرقية بالقسطنطينية وسيلة لاعادة توحيد الكنيسة تحت ظلال البابوية ، ولعبت العوامل الاقتصادية والتنافسية دورا بدا واضحا في الحملة الصليبية الرابعة. مما أدي الى التضاؤل المستمر في دفاع الصليبيين عن الامبراطورية البيزنطية.

abo rashid
16-09-2006, 05:17 PM
الـحـمـلات الـصـلـيـبـيـة
حملة الفقراء أو الشعب
الحملة الصليبية الأولى
الحملة الصليبية الثانية
الحملة الصليبة الثالثة
الحملة الصليبية الرابعة
الحملات الصليبية الطفولية
الحملة الصليبية الخامسة
الحملة الصليبية السادسة
الحملة الصليبية السابعة
الحملة الصليبية الثامنة

abo rashid
16-09-2006, 05:20 PM
حملة الفقراء هي حملة سبقت الحملة الصليبية العسكرية الأولى وتعتبر جزءا من الحملة الصليبية الأولى ، دامت حوالي ستة أشهر من إبريل 1096 إلى أكتوبر من ذات العام. عرفت أيضا بإسم حملة الشعب أو حملة الأقنان.

تقديم
خطط البابا أوربان الثاني إنطلاق الحملة في 15 أغسطس 1096، ولكن قبل ذلك بشهور ، قامت جيوش من الأقنان والفرسان المعدمين وبشكل غير متوقع أو غير مخطط بتنظيم حملة إلى الأرض المقدسة ، وانطلقوا إلى القدس بمفردهم. وكان الأقنان إبتلوا بالجفاف والمجاعة والطاعون لسنوات قبل 1096، ويبدوا ان بعضهم رأى في الحملة الصليبية مهربا من واقعهم المرير. دفعهم عدد من المصادفات والأحداث السماوية (الفلكية) في بداية 1095 والتي بدت وكأنها مباركة إلهية للتحرك. إنهمار للنيازك ، ظهور شفق، خسوف للقمر، وظهور مذنب، بالإضافة إلى أحداث اخرى. كما أن إنتشار "الشقران" (مرض يصيب الحبوب) ، والذي كان يؤدي عادة إلى حصول هجرات جماعية، ظهر قبل إجتماع مجمع كليرمونت. كما أن الإعتقاد بقرب نهاية العالم كان منتشرا في بدايات القرن الحادي عشر للميلاد،إزدادت شعبيته. وكان صدى دعوة البابا فوق كل التوقعات: ففي حين أن أوربان ربما كان يتوقع بضع آلاف من الفرسان، إنتهى به الأمر بهجرة جماعية قد تصل إلى 100,000 معظم من فيها من المقاتلين الغير متمرسين ، وبينهم نساء وأطفال.

راهب ذو شخصية مؤثرة (كارازماتي) ومتحدث مفوه إسمه بطرس الناسك من أمينس، كان القائد الروحي لهذه الحركة. عرف أيضا بركوبه لحمار ولبسه لبسيط اللباس. كان قد وعظ بنشاط لأجل الحملة في شمال فرنسا وبلاد الفلانديرز. وإدعى انه عيّن من قبل المسيح ذاته (وأنه كان لديه رسالة إلهية لإثبات ذلك) ، ومن الجائز ان يكون بعض من أتباعه إعتقدوا أنه هو ، لا البابا أوربان، هو الداعي الحقيقي للحملة إلى الأرض المقدسة. ومن شائع الإعتقاد ان جيش بطرس كان فرقة الرهبان الجهلة والغير كفؤين والذين لم يكن لديهم أدنى فكرة إلى أين سيذهبون، والذين إعتقدوا ان كل مدينة صغيرة أو كبيرة سيطروا عليها في طريقهم أثناء الحملة هي القدس ، وقد يكون هذا الإعتقاد صحيحا إلى حد ما ، ولكن التقليد الطويل بالحج إلى الديار المقدسة والقدس جعل من موقع وبعد المدينة المقدسة معروفا جيدا. وبالرغم من أن الإغلبية كانوا من المقاتلين الغير متمرسين. كان هناك قلة من فرسان جيدي التدريب يقودونهم. مثل الفارسFulcher of Chartres الذي سيصبح لاحقا مؤرخا ، وWalter Sans-Avoir المعروف ايضا بوالتر المعدم، والذي ، كما يدل إسمه، كان فارسا فقيرا بلا أطيان أو أتباع، ولكنه كان متمرسا في القتال.
والتر والفرنسيون
جمع بطرس جيشه في كولونيا في 12 ابريل 1096، وكان يخطط التوقف هناك والوعظ في الألمان وجمع المزيد من الصليبيين. ولكن الفرنسيين لم يكونوا مستعدين لإنتظار بطرس والألمان ، وتحت قيادة والتر سانس أفور غادر بضعة آلاف من الصليبيين قبل بطرس ، ووصلوا إلى هنغاريا في 8 مايو، فعبروا هنغاريا دون حوادث ووصلوا نهر ساف على الحدود البيزنطية عند بيلغراد، تفاجأ آمر بلغراد بالجموع ، وكونه ليس لديه تعليمات بما عليه أن يفعل ، رفض فتح إدخالهم للمدينة. مما أجبر الصليبيين على نهب الريف من أجل ان يعتاشوا. أدى ذلك إلى مناوشات مع حامية بلغراد ، ومما زاد الأمر سوءا ، ان ستة عشر رجلا من رجال والتر حاولوا نهب سوق في سيملين ، على الناحية الأخرى من النهر في هنغاريا ، فتم تجريدهم من دروعهم وثيابهم وعلقت على جدران القلعة. أخيرا تم السماح للصليبيين بإستكمال طريقهم إلى النيش ، حيث تم إمدادهم بالطعام وظلوا ينتظرون أخبارا من القسطنطينية تسمح بمرورهم. وبنهاية يوليو ، وصلت الجيوش إلى القسطنطينة بمرافقة بيزنطية.

من كولونيا إلى القسطنطينية
بقي بطرس وبقية الصليبيين في كولونيا حتى 20 ابريل، فخرج معه حوالي 20,000 ، وتبعتهم مجموعة أخرى بعدها بفترة قصيرة. ولما وصلوا الدانوب، قرر البعض إستكمال الطريق بالقوارب نزولا مع الدانوب ، بينما قرر السواد الأعظم إستكمال الرحلة على ضفاف الدانوب ودخلوا هنغاريا عند دينبورغ المعروفة اليوم بإسم سوبورون. وهناك إستكملوا الرحلة عبر هنغاريا وعادوا لينضموا إلى من سلكوا الدانوب عند سملين على الحدود البيزنطية.

في سيملين، أصبح الصليبيون متشككين، لما رأوا البذات الستة عشر معلقة على أسوار القلعة. وبعدها ، أدى خلاف على سعر زوج من الأحذية في السوق إلى الإضطرابات. والتي تحولت إلى هجوم كامل على المدينة من قبل الصليبيين (الأمر الذي كان ضد رغبات بطرس على الأغلب)، حيث قتل 4,000 هنغاري. هرب بعدها الصليبييون عبر نهر ساف إلى بلغاريا، ولكن ليس قبل مناوشات مع القوات البلغارية. وهرب سكان بلغراد، ونهب الصليبييون المدينة وأحرقوها. وأستكملوا بعدها المسير لسبعة أيام وصولا إلى نيش في 3 يوليو. هناك وعد الآمر بتوفير مرافقة لجيش بطرس إلى القسطنطينية كما وعد بتوفير الطعام، بشرط ان ترحل الجموع فورا. وافق بطرس، وأنطلق في اليوم التالي. ولكن بعض الألمان دخلوا في خلاف مع السكان المحليين على طول الطريق، وأحرقوا طاحونة، الأمر الذي خرج عن سيطرة بطرس حتى ان نيش أخرجت كامل حاميتها ضد الصليبيين. أصبح الصليبييون محاصرين بالكامل وخسروا حوالي ثلث قواتهم؛ اما البقية فأعادوا لملمة صفوفهم لاحقا عند بيلا بالانكا. ولدى وصولهم صوفيا في 12 يوليو. إلتقوا بالمرافقة البيزنطية ، والتي أوصلتهم بسلام إلى القسطنطينية بحلول بداية أغسطس.

تفتت القيادة
قام الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس ، غير عارف ماذا يمكنه ان يفعل بجيش غير عادي وغير متوقع كالذي وصله، قام بنقلهم بسرعة عبر البوسفور ب6 أغسطس. وهنا يطفو خلاف تأريخي قديم ، فهل أرسلهم عبر البوسفور بلا أدلة بيزنطيين عارفا تماما بأنهم قد يذبحوا عن بكرة ابيهم على يد السلاجقة الأتراك، او انهم أصروا على إستكمال طريقم عبر آسيا بالرغم من تحذيراته.في كلا الحالتين ، فإنه من المعروف ان الكسيوس كان قد حذر بطرس من الإلتحام مع القوات السلجوقية، والتي إعتقد بتفوقها على جيش بطرس الرث والتهريجي، ونصحه بإنتظار القوات الصليبية الأساسية التي كانت لا تزال في الطريق.

عادت وإنضمت إلى قوات بطرس المجموعة الفرنسية بقيادة والتر سانس آفور ومجموعة من فرق الصليبيين الإيطالية التي وصلت في ذات الوقت ، وبمجرد وصولهم إلى آسيا عبر البوسفور ، بدأوا ينهبون المدن ووصلوا إلى خليج نيقوميديا على بعد زهاء 35 كم إلى الشمال الغربي من مدينة نيقية، وهناك نشب خلاف بين الألمان والإيطاليين من جهة والفرنسيين من جهة اخرى . فأنقسمت القوات واختار الالمان والإيطاليون قائدا جديدا إسمه راينلد ، بينما تولى جيوفري بوريل زمام الأمور لدى القوات الفرنسية، وبات من الجلي أن بطرس الناسك فقد السيطرة على الحملة.

بالرغم من ان ألكسيوس دعى بطرس ان ينتظر الجيش الرئيسي ، إلا ان بطرس قد خسر الكثير من سلطته والصليبيون بدأوا يتدافعون. مهاجمين أكثر فأكثر المدن القريبية، حتى وصل الفرنسيون حدود نيقية، عاصمة للقوة التركية، حيث نهبوا الضواحي، اما الألمان، وكي لا تفوتهم الفرص، تحركوا بستة آلاف صليبي إلى زيريغوردون وإحتلوا المدينة لإستخدامها كقاعدة للهجوم على الأرياف المجاورة. وردا على ذلك ، أرسل الأتراك جيشا كبيرا إلى زيريغوردون وسيطروا في 29 سبتمبر على مصدر المياه الوحيد هناك، والواقع خارج أسوار المدينة ، الامر الذي لم يتنبه إليه الألمان. وبعد ثمانية أيام من شرب دماء الحمير وبولهم ، اجبر الصليبييون على الإستسلام. فقتل من ظل على مسيحيته بينما بيع البقية ممن تحولوا كعبيد.

الأزمة

الهزيمة المخزية للجيش الصليبي في 21 اكتوبر 1096 ، رسم من حدود عام 1490في المخيم الرئيسي، نشر الجواسيس الأتراك إشاعة ان الألمان الذين سيطروا على زيريغوردون قد سيطروا أيضا على نيقية، الأمر الذي أدى إلى تحمس الصليبيين ان يصلوا إلى هناك بالسرعة الممكنة كي لا يفوتوا نصيبهم من الغنائم، وبالطبع نصب الأتراك كمائن على الطريق إلى نيقيا. وعندما وصلت الأخبار الحقيقية بشأن ما حصل في زيريغوردون للصليبيين. تحول الحماس إلى هلع. كان بطرس وهيرمت قد عادوا إلى القسطنطينية لترتيب شؤون الإمدادات وكانوا من المفترض عودتهم قريبا، ومعظم القادة فضلوا إنتظار عودتهم (وهو لم يعد أبدا في الواقع). عل كل ، غوفري بوريل، الذي كان لديه شعبية واسعة بين الجموع، قال بأنه من الجبن الإنتظار، وان عليهم التحرك ضد الأتراك في الحال. وكان له ما أراد: ففي صباح 21 اكتوبر تحرك كامل الجيش ب20,000 مقاتل بإتجاه نيقية، تاركين النساء والأطفال والعجائز والمرضى خلفهم في المخيم.

على بعد ثلاثة أميال من المخيم ، حيث أصبح الطريق ضيقا، في وادي مشجر قرب قرية دراكون، كان الكمين التركي منتظرا. فإنتشر الهلع فورا، وخلال دقائق، اصبحت القوات محاطة وتتحرك عائدة إلى المخيم. هزم جل الصليبيين؛ الأطفال والذين إستسلموا لم يقتلوا، ولكن آلاف من الجنود الذين حاولوا القتال سحقوا. نجح ثلاثة آلاف من بينهم جيوفري بوريل بالفرار إلى قلعة مهجورة. وبالنهاية أبحر البيزنطيون إلى الصليبيين ورفعوا الحصار؛ عادت هذه الآلاف القليلية إلى القسطنطينية ، وكانوا الناجين الوحيدين من المشاركين بحملة الفقراء الصليبية

abo rashid
16-09-2006, 05:24 PM
حملة صليبية أولى
خلفية تاريخية
أصول الحملات الصليبية بشكل عام، والحملة الصليبية الأولى بشكل خاص، نشأت من أحداث سابقة في العصور الوسطى. تفتت حكم أسرة كارولينجيان (Carolingian)للإمبراطورية الرومانية المقدسة في القرون السابقة، بالإضافة إلى الثبات النسبي لحدود أوروبا بعد تنصر الفالكنج والمجريون، خلق طبقة كاملة من المحاربين الذين لم يعد لديهم عمل سوى قتال بعضهم البعض وإرعاب الاقنان الفقراء.

كانت من المنافس لهذا العنف الحملات ضد غير المسيحيين. الريكونسيستا في إسبانيا كان إحدى هذه المنافس، والتي شغلت الفرسان الإسبان وبعض المرتزقة من مناطق أخرى من أوروبا في الحرب ضد الموريين(؟)Moors. وفي وسط البحر المتوسط كان النورمانيون يقاتلون للسيطرة على صقلية، بينما كانت بيزا وجنوا وأراجون كلها تهاجم بنشاط التحصينات في مالوركا وسردينيا، محررة شواطيء إيطاليا وإسبانيا من الهجمات الإسلامية.

بسبب هذه الحروب المستمرة، فإن فكرة الحرب ضد المسلمين لم تكن غريبة كليّة لأمم أوروبا. فالمسلمون إحتلوا مركز الكون المسيحي، القدس، والتي كانت تعتبر مع المناطق المحيطة بها تركة ضخمّة، المكان الذي ولد فيه المسيح ومات. في 1074 قام البابا جريجوري السابع بدعوة milites Christi أي "فرسان المسيح" للتوجه لمساعدة الإمبراطورية البيزنطية في الشرق. فالبيزنطيون عانوا من هزائم شديدة على يد السلاجقة الأتراك في معركة مانزيكرت قبل ذلك بثلاث سنوات. هذه الدعوة بالرغم من أنها أهملت بشكل واسع، إذا ما أضيفت إلى العدد الكبير من الحجاج الذين توجهوا إلى الأرض المقدسة في القرن الحادي عشر، جذبت الإنتباه كثيرا إلى الشرق. وكان البابا أوربن الثاني هو أول من أخرج فكرة الحملة الصليبية لتحرير الأرض المقدسة إلى العلن وإلى العامة بكلماته الشهيرة: "Deus lo vult!" ("هذه إرادة الرب!")

الشرق في نهايات القرن الحادي عشر
كان جوار أوروبا الغربية المباشر جنوبا هو الإمبراطورية البيزنطية، والتي كانت مسيحية ولكنها كانت إتبعت نهجا أرثوذكسيا شرقيا مختلفا من زمن. وتحت حكم الإمبراطور الكسيوس الأول كومنينوس، كانت الإمبراطورية محصورة بين أوروبا والشواطئ الغربية للأناضول، وواجهت عداوة النورمان في الغرب والسلاجقة في الشرق. وبالإتجاه شرقا كانت الأناضول و سوريا وفلسطين ومصر كلها تحت الحكم الإسلامي، ولكنها كانت منقسمة سياسيا وإلى حد ما ثقافيا في زمن الحملة الصليبية الأولى، مما ساهم في نجاح تلك الحملة.

كانت كل من سوريا والأناضول تحت سيطرة السلاجقة السنة، والتي كانت إمبراطورية واحدة كبيرة، ولكن في تلك الفترة كانت منقسمة إلى دويلات أصغر. وكان ألب أرسلان قد هزم البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام 1071 وضمّوا الكثير من الأناضول لمناطق السلاجقة، ولكن هذه الإمبراطورية إنقسمت بحرب أهلية بعد وفاة ملكشاه الأول سنة 1092. وفي دولة سلاجقة الروم في الأناضول، خلف قلج أرسلان ملكشاه، وفي سوريا خلفه تتش بن ألب أرسلان الذي توفي عام 1095. فورث أبناء تتش رضوان ودقاق حلب ودمشق على الترتيب، مقسمين سوريا إلى إمارات يعادي بعضها بعضا، كما تعادي كربغا أتابيك الموصل. وكانت هذه الدويلات أكثر إهتماما في الحفاظ على مناطقها وكسب مناطق جديدة من جيرانها أكثر من إهتمامها بالتعاون ضد الحملة الصليبية.

وفي مكان آخر تحت السيطرة الإسمية للسلاجقة كان الأرتقيون في شمال شرق سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين. سيطروا على القدس حتى عام 1098. وفي شرق الاناضول وشمال سوريا كان هناك دولة أسسها الدنشمنديون، مرتزقة سلاجقة؛ لم يكن للصليبيين إتصال يذكر مع أي من المجموعتين إلى ما بعد الحملة. كما أصبح الحشاشون ذوي دور مهم في شؤون سوريا.


كانت مصر وأجزاء كبيرة من فلسطين تحت سيطرة الفاطميون الشيعة، الذين تقلصت مساحة دولتهم بشكل ملحوظ منذ وصول السلاجقة؛ نصح ألكسيوس الأول الصليبين بأن يتعاونوا مع الفاطميين ضد عدوهم المشترك متمثلا بالسلاجقة. أما الفاطميين، يحكمهم في ذلك الوقت الخليفة المستعلي (مع أن السلطة الحقيقية كانت بيد الوزيد الأفضل شاهنشاه)، خسرت القدس لمصلحة السلاجقة عام 1076، ولكن عادوا ليسطروا عليها من الأرتقيين عام 1098 حين كانت القوات الصليبية تتحرك. لم يعتبر الفاطميون في البدء الحملة الصليبية خطرا يهددهم، مفترضين أنهم أرسلوا من قبل البيزنطيين وأنهم سينشغلون بالسيطرة على سوريا، وأنهم لن يصلوا فلسطين؛ فلم يرسلوا أي جيوش لوقف الصليبيين حتى وصل الصليبييون فعلا إلى القدس.

التتابع الزمني لأحداث الحملة
إنعقاد مجمع كليرمون
في مارس 1095 أرسل ألكسيوس الأول مرسليه إلى مجمع بياسينزا ليطلب من أوربان المساعدة ضد الأتراك. تلقى البابا أوربان طلب الإمبراطور بكثير من الحفاوة، فكان يتمنى بأن يلتأم الشرخ بين الكنيستين الذي كان عمره 40 عاما، وأراد إعادة توحيد الكنيسة تحت السلطة البابوية كرئيس أساقفة العالم، وذلك بمساعدةالكنائس الشرقية لدى إستصراخها.

وفي مجمع كليرمون، الذي عقد في وسط فرنسا في نوفمبر 1095، ألقى أوربان خطبة مليئة بالعواطف لحشد كبير من النبلاء ورجا الدين الفرنسيين. فدعى الحضور إلى إنتزاع السيطرة على القدس من يد المسلمين. وقال إن فرنسا قد إكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان تفيض حليبا وعسلا. وتحدث حول مشاكل العنف لدى النبلاء وأن الحل هو تحويل السيوف لخدمة الرب: "دعوا اللصوص يصبحون فرسانا." وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء، بينما كان محو الخطايا مقدما لكل من قد يموت أثناء محاولة السيطرة. هاجت الحشود وهاجت بحماس قائلة:"Deus lo vult!" ("هي إرادة الرب!").

خطبة أوربان هي واحدة من أهم الخطب في تاريخ أوروبا. وهناك العديد من نسخ الخطبة المختلفة، ولكن جميعا كتبت بعد السيطرة على القدس، ومن الصعب معرفة ما قيل فعلا وما تم إضافته بعد الاحداث ونجاج الحملة. ولكن من المؤكد أن ردة الفعل على الخطاب كان أكبر من المتوقع. ولبقية سنة 1095 ولعام 1096، نشر أوربان الرسالة في أنحاء فرنسا، وحث أساقفته وكهنته بأن يعظوا في أسقفياتهم في بقية مناطق فرنسا وألمانيا وإيطاليا أيضا. حاول اوربان منع أشخاص معينين (من ضمنهم النساء والرهبان والمرضى) من الإنضمام للحملة، ولكنه وجد ذلك شبه مستحيل. وفي النهاية كان السواد الأعضم من هؤلاء الذين إنضموا للحملة الصليبية من غير الفرسان، ولكن أقنان لم يكونوا اثرياء ولديهم قليل من المهارة في أساليب القتال، ولكن المعتقدات بأهمية أحداث الألفية والنبوءة وجدت منفذا أخرجت هؤلاء من إضطهاد حياتهم اليومية، في حميم من المشاعر الجديدة والتقوى الذاتية لم يكن من السهل السيطرة عليها من قبل الأرستقراطية والأرستقراطية الدينية .



تحرك الحملة

الحرب الصليبية الاولى و الحرب الصليبية الثانية[1]تحركت في اغسطس عام 1096 من اللورين ,طوابير قادها غودفري دي بويون الرابع , وانضم اليها اتباعه (اخوه الاكبر الكونت يفتسافي من بولون واخوه الاصغر بودوان من بولون ايضا ، كما انضم بودوان له بورغ ابن عم غودفري ، والكونت بودوان من اينو والكونت رينو من تول) على اثر الدعوة التي انطلقت لها حملة الفقراء ، مشت هذه الفصائل على طريق الراين-الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء. حتي وصلت القسطنطينية نهاية عام 1096 .

واسفرت الحملة الاولى عن احتلال القدس عام 1099 وقيام مملكة القدس اللاتينية بالاضافة الى عدّة مناطق حكم صليبية اخرى ,كالرها(اديسا) وامارة انطاكية وطرابلس بالشام .

ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دورا كبيرا في الهزيمة التي تعرضوا لها ، كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة ,والسلاجقة الأتراك بنيقية بالأناضول وقتها .وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير الافضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه فر بعدها امام الجحافل الصليبية التي استكملت السيطرة على بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها.
http://www.charous.com/uploads/a5696320bb.jpg (http://www.charous.com)

abo rashid
16-09-2006, 05:27 PM
حملة صليبية ثانية

الحملة الصليبية الثانية كانت ثاني حملة صليبية رئيسية تنطلق من أوروبا، دُعي إليها عام 1145 كرد فعل على سقوط مملكة الرها في العام الذي سبق. حيث كانت الرها (إديسا) أول مملكة صليبية تقام خلال الحملة الصليبية الأولى (1096 - 1099) وكانت أول مملكة تسقط كذلك. دعا إلى الحملة الثانية البابا إيجونيوس الثالث، وكانت أول حملة يقودها ملوك أوروبا، وهم لويس السابع ملك فرنسا، وكونراد الثالث ملك ألمانيا، وبمساعدة عدد من نبلاء أوروبا البارزين. تحركت جيوش الملكين كل على حدة في أوروبا، وأخرهم بعض الشيء الإمبراطور البيزنطي مانويل الأول كومنينوس؛ وبعد عبور الجيوش المناطق البيزنطية من الأناضول، هُزم كلا الجيشين على يد السلاجقة، كل على حدة. ووصل كل من لويس وكونراد وشراذم جيوشهما إلى القدس عام 1148، وهناك إتبعوا نصيحة أثبتت كونها سيئة بالهجوم على دمشق.

كانت الحملة الصليبية الثانية إلى الشرق فشلا ذريعا للصليبيين، ونصرا للدويلات الإسلامية. وأدت نتائجها إلى سقوط القدس وقيام الحملة الصليبية الثالثة في نهاية القرن الثاني عشر.

كان النصر الصليبي الوحيد في تلك الحملة على الجانب الآخر من البحر المتوسط، حيث قام الصليبيون الإنجليز أثناء عبورهم للبحر بالسفن بالتوقف مصادفة قرب لشبونة، وساعدوا في السيطرة عليها عام 1147. وفي تلك الأثناء، في أوروبا الشرقية، كانت أولى الحملات الصليبية الشمالية لتحويل القبائل الوثنية للمسيحية قد بدأت، واستمرت تلك الحملات بعد ذلك لقرون.





خلفية
بعد الحملة الصليبية الأولى، والحملة الصليبية الصغيرة عام 1101 أصبح في الشرق ثلاثة دويلات أو ممالك صليبية: مملكة القدس اللاتينية، إنطاكية والرها، وعام 1109 تأسست رابعة في طرابلس. كانت الرها تقع في أقصى الشمال نسبة للبقية، كما كانت الأضعف والأقل سكانا؛ وبذا كانت هدفا للهجمات المتكررة من الدويلات الإسلامية المجاورة من الأرتقيين والدانشمنديون, والسلاجقة. وأُسر الكونت بلدوين الثاني كما أُسر جوسلين من كورتينيا الذي سيصبح لاحقا كونتا بعد هزيمتهم في معركة حران عام 1104. كما أُسر بلدوين وجوسلين مرة أخرى عام 1122. وبالرغم من أن الرها تعافت إلى حد ما من معركة Battle of Azaz عام 1125، إلا ان جوسلين قتل في المعارك عام 1131. أما خليفته جوسلين الثاني فإضطر للتحالف مع الإمبراطورية البيزنطية. ولكن، وفي 1143، توفي كل من الإمبراطور البيزنطي يوحنا الثاني كومنينوس وملك القدس فولك من آنجو. كما تخاصم جوسلين مع مملكة طرابلس وإمارة إنطاكية، تاركا الرها دون حلفاء أقوياء.

في تلك الأثناء ،قام عماد الدين زنكي حاكم الموصل بضم حلب إلى مناطق سيطرته عام 1128. كانت حلب مفتاح للسيطرة في سوريا، وكانت التنافس قائما عليها بين حكام الموصل ودمشق. فإلتفت كل من زنكي والملك بلدوين الثاني إلى دمشق؛ فهزم بلدوين خارج أسوارها عام 1129. فتحالف حكام دمشق البوريون لاحقا مع الملك فولك عندما حاصر زنكي المدينة في 1139 و 1140، وكان يفاوض تفاصيل التحالف المؤرخ اسامة بن منقذ.

في أواخر 1144، تحالف جوسلين الثاني مع الأرتقيين وتحرك بكامل جيشه تقريبا من الرها ليدعم حاكم سلالة الأرتقيين فخر الدين قره أرسلان ضد حلب، فقام زنكي منتفعا من موت فولك عام 1143 بالإسراع شمالا لحصار الرها، فسقطت بين يديه بعد شهر في 24 ديسمبر عام 1144. اُرسل مانسيس من هيرجيس وفيليب من ميلي وغيرهم من القدس ليساعدوا المملكة الصليبية، ولكنهم وصلوا متأخرين. واستمر جوسلين الثاني يحكم البقية الباقية من دويلته من تل بشير جنوب شرق تركيا الحالية. ولكن شيئا فشيئا سقط ما بقي من ملكه أو بيع للبيزنطيين. أما زنكي الذي مُدح في طول البلاد وعرضها كحامي العقيدة والملك المنصور. فأنه لم ينطلق في هجوم على ما بقي من مناطق الرها أو إنطاكية كما كان يخشى الصليبيون. فالأحداث في الموصل أجبرته على العودة. ومرة أخرى وضع دمشق نصب عينيه، ولكنه إغتيل على يد أحد العبيد عام 1146 وخلفه في حلب إبنه نور الدين زنكي. حاول جوسلين إستعادة الرها بعد إغتيال زنكي، ولكن نور الدين هزمه في نوفمبر 1146.

ردود الفعل في الغرب
وصلت أنباء سقوط الرها إلى أوروبا بداية على يد الحجاج المسيحيين في بدايات 1145، وبعدها بمبعوثين من أنطاكية ، القدس وأرمينيا. وكان الأسقف هيو من دوقية جبلة في إنطاكية هو الذي أوصل الخبر إلى البابا أيوجينيوس الثالث. والذي أصدر مرسوما باباويا في 1 ديسمبر من ذاك العام، يدعو فيه إلى حملة صليبية ثانية. كما أخبر الأسقف هيو البابا عن ملك مسيحي شرقي، والذي ، كان يأمل الأسقف انه سينجد الدويلات الصليبية في الشرق: وكان هذا أول وثيقة يذكر فيها القس يوحنا. أيوجينيوس لم يكن له سلطة على روما، وعاش في منطقة فيتربو، ولكن مع ذلك، كانت الحملة الثانية أكثر تنظيما وتم إدارتها بشكل مركزي بشكل أكبر من الحملة الأولى. كان البابا يوافق على واعظين محددين، وقيدت الجيوش من قبل أقوى ملوك أوروبا. وكان خط مسير الجيوش مخططا مسبقا. في البداية تم إغفال هذه التخطيطات. وكان الملك لويس السابع ملك فرنسا يخطط لحملة صليبية جديدة بشكل مستقل عن الباباوية، الأمر الذي أعلنه لمجلسه في عيد الميلاد. ولكن لعل المرسوم لم يكن قد وصل إلى لويس بعد! وفي كل الأحوال فإن رئيس الدير سوجر ونبلاء آخرون لم يكونوا في صف خطط لويس. فإستشار لويس برنارد من كليرفو، والذي بدوره وجهه إلى البابا أيوجينيوس. وهنا أصبح لويس يعرف بشأن المرسوم بلا شك، وأصبح أيوجينيوس داعما متحمسا لحملة لويس. تم إعادة إصدار المرسوم في 1 مارس 1146، و خوّل البابا أيوجينيوس برنارد من كليرفو أن يعظ وينشر الخبر في أنحاء فرنسا.


برنارد من كليرفو يحشد للحملة
لم يكن هناك تعاطف مع الحملة على ما يبدو في تلك الفترة كذاك التعاطف الذي كان في عام 1095 و 1096. ولكن سانت برنارد، أحد أكثر الشخصيات المسيحية شهرة وإحتراما في ذلك الزمان، أوجد هذا التعاطف ونظّر لكون الحرب المقدسة وسيلة لمحو الخطايا والفوز بالنعمة والبركة. في 31 مارس، وبوجود لويس، وعظ برنارد لحشد كبير في سهل في فيزييليه. ففعل كلام برنارد المعسول وهو المعلم الجهبذ والخطيب البليغ فعله في الجماهير، فقام الرجال يصيحيون "الصلبان، إلينا بالصلبان!" ويروى ان القماش لم يكف لصنع صلبان للجماهير، فما كان من برنارد إلا أن مزّق لباسه الرهباني ليصنع منه المزيد من الصلبان. وعلى خلاف الحملة الصليبية الأولى فإن المغامرة الصليبية جذبت إليها الطبقة النبيلة والعائلات الإقطاعية، وذلك كإلينور من أكتين، الملكة ؛ ثييري من ألساك، كونت الفلاندرز؛ هنري الأول من شمبانيا، وكونت شامبانيا المستقبلي؛ أخو لويس؛ روبرت الأول، ألبونز من تولوز، وليم الثاني من نيفرز؛ وليم وليم من ويرني، إيرل سوريي الثالث، هوغ السابع دي لوزيان؛ وعدد آخر من النبلاء وملاك الأراضي والأساقفة. ولكن الدعم الأكبر جاء من العامة. وكتب سانت برنارد للبابا بعد العظة بعدة أيام "فتحت فمي، تكلمت، وفي لحظة تضاعفت أعداد الصليبيين إلى المالانهاية. القرى والمدن أمست مهجورة. ونادرا ما تجد رجلا لكل سبع نساء، وفي كل مكان ترى أرامل أزواجهن ما زالوا على قيد الحياة".


إلينور من أكتينكان قد تقرر ان تنطلق الحملة بعد عام، وان تتم التحضيرات في تلك الفترة وان يوضع مسار الرحلة للأرض المقدس. تلقى لويس وأيوجينيوس الموافقة والدعم من الحكام الذين ستمر الجيوش الصليبية عبر أراضيهم: غيزا ملك هنغاريا، روبرت الثاني من صقلية، والإمبراطور البيزنطي مانويل الأول كومنينوس، بالرغم ان كومنينوس أراد أن يقسم الصليبييون يمين الولاء له، كما طلب جده الكسيوس الأول كومنينوس ذلك من قبله.

في تلك الأثناء، إستمر برنارد بالوعظ في بورغوندي، اللورين والفلاندز. وكما في الحملة الصليبية الأولى، أدت العظات وبشكل غير مقصود إلى مذابح ضد اليهود؛ فكان راهب ألماني سيستري متعصب يدعى رودولف يلهم المذابح في منطقة الراين، كولونيا، ماينز، ووزمز وسبير. فكان يقول بأن اليهود لم يكونوا يشاركون في الحملة إلى الأرض المقدسة ماليا. برنارد وأساقفة كولونيا وماينز كانوا معارضين وبشكل عنيف لتلك الهجمات، وهكذا سافر برنارد من الفلاندرز إلى ألمانيا ليعالج القضية، وبشكل عام أقنع برنارد مستمعي رودولف بأن يتبعوه بدلا من رودولف. ولما وجد برنارد رودولف في ماينز ، إستطاع إسكاته وإعادته إلى ديره.

وفي أثناء وجوده في ألمانيا، وعظ برنارد لدى كونراد الثالث في نوفمبر من عام 1146، ولكن كونراد لم يبد إهتماما بالمشاركة شخصيا، فإستكمل برنارد طريقه للوعظ في جنوب ألمانيا وسويسرا. وفي طريق عودته في ديسمبر، توقف في سبيير ، حيث ألقى خطبة نارية عاطفية، وبوجود كونراد، أخذ برنارد دور المسيح مخاطبا الإمبراطور "أيها الإنسان، ماذا كان يمكن أن أفعله لك ولم أفعله؟" فلم يستطع كونراد المقاومة وإنضم للحملة ومعه العديد من النبلاء والإقطاعيين، من ضمنهم فريدريك الثاني ، دوق شوابيا. وكما حدث في فيزيلييه سابقا، إنضمت حشود من العامة لنصرة القضية الصليبية.


بارك البابا حملة صليبية في إسبانيا أيضا، ومع ان رحى الحرب بين الإسبان والموريين كانت دائرة منذ أمد. فإنه غمر ألفونزو السابع من كاستيل بذات المباركة التي أعطاها للصليبيين الفرنسيين. وكما فعل البابا أوربان الثالث عام 1095، فإنه شجع الإسبان بأن يقاتلوا في أرضهم بدل الإنضمام للحملة الصليبية إلى الشرق. كما أشار على مارسيليا، بيزا، جنوه ومدن اخرى بالقتال في إسبانيا أيضا. ولكنه في مناطق اخرى شجع الإيطاليين كأمادوس الثالث من سافوي بالذهاب إلى الشرق. ولم يشأ أيوجينيوس ان يشارك كونراد في الحملة، آملا بأن يبقى ليقف إلى جانبه في تمسكه بكرسي البابوية التي كان له منافسون عليه، ولكنه لم يمنعه من الإشتراك لمّا أراد كونراد الإنضمام للحملة.

التحضيرات
في 16 فبراير 1147، إجتمع الصليبيون الفرنسيون في أيتومبيه لنقاش أي الطرق عليهم سلوكها. أما الألمان فكانوا قد عقدوا العزم على التحرك برا عبر الأراضي الهنجارية، وذلك للعداء بين بين كونراد وروجر الثاني ، ولكون العبور بحرا غير عملي من ناحية سياسية. عارض العديد من النبلاء الفرنسيين الطريق البري، الذي سيعبر بهم عبر الأراضي البيزنطية، والتي كانت سمعتها تعاني من أحداث الحملة الصليبية الأولى. ومع ذلك فأنه تقرر ان يتبع الفرنسيون خطى كونراد ، وإنطلقوا في 15 يونيو. شعر روجر الثاني بالإهانة، ورفض الإنضمام للحملة. وتم إنتخاب رئيس الدير سوجار والكونت وليم من نيفيرز كأوصياء أثناء غياب الملك في الحملة الصليبية.

abo rashid
16-09-2006, 05:27 PM
في ألمانيا، إستمر الوعظ على يد آدم من إيبراخ ، وإخذ أوتو من فرايسينغ الصليب أيضا. وفي 13 مارس تم إنتخاب كونران ،إ بن فريدريك ملكا في فرانكفورت تحت وصايه هنري ، اسقف ماينز. خطط الألمان للإنطلاق في مايو ، وان يلتقوا الفرنسيين في القسطنطينية. وفي أثناء ذلك الإجتماع وسّع أمراء ألمان آخرون فكرة الحملة للقبائل السلافية التي تعيش في شمال شرق الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وسمح لهم برنارد بدء حملة ضدهم. وفي 13 ابريل أكد أيوجينيوس الحملة. مقارنا إياها بالحملات في إسبانيا وفلسطين. وبذلك كان عام 1147 تاريخ ميلاد الحملات الصليبية الوندية.

الحملة الصليبية في إسبانيا والبرتغال

ألفونزو الأول ملك البرتغالفي أواسط مايو غادرت أولى الفرق إنجلترا. مكونة من الفلمنكيين، الفريزيين، النورمانيين، الإنجليز، الاسكتلنديين وبعض الصليبيين الألمان. لم يقد أمير أو ملك هذا الجزء من الحملة الصليبية؛ فإنجلترا في ذلك الوقت كانت وسط الفوضى. وصل هؤلاء إلى بورتو في يونيو، وهناك أقنعهم الأسقف بالإستمرار إلى لشبونة. حيث كان الملك ألفونزو ، ملك البرتغال قد توجه إلى هناك سابقا لما سمع بأن اسطولا صليبيا متوجه إلى هناك. فوافق الصليبييون على الذهاب حيث ان الحملة في إسبانيا كانت قد أُقرت من البابا، وكانوا سيقاتلون المسلمين هناك أيضا. بدأ حصار لشبونة في أول يوليو وإستمر حتى 24 اكتوبر عندما سقطت المدينة بيد الصليبيين، والذين نهبوها بالكامل قبل تسليمها لألفونزو. وإستقر بعض الصليبيين في المدينة المسيطر عليها حديثا. وتم إنتخاب جيلبرت من هاستنجز اسقفا، ولكن معظم الاسطول أكمل طريقه إلى الشرق في فبراير من 1148. وفي ذات الوقت تقريبا، قام الإسبان تحت قيادة ألفونزو السابع من كاستيل و رامون بيرنيجير الرابع، كونت برشلونة وآخرين بالسيطرة على ألميريا . وفي 1148 و 1149 سيطروا كذلك على تورتوسا، فراغا ولاريدا.

إنطلاق الألمان
تحركت القوات الصليبية الألمانية المكونة من الفرانكونيين والبافاريين والشوابيين عن طريق البر في مايو 1147 أيضا. وإنضم أوتوكار الثالث من ستيريا إلى كونران في فيينا، وإقتنع خصم كونراد ، غيزا الثاني ملك هنجاريا بأن يسمح لهم بالمرور دون التعرض لهم. ولدى وصول الجيوش إلى المناطق البيزنطية، خشي مانويل ان يهاجمه الصليبييون، وتم إرسال القوات البيزنطية لضمان عدم حدوث مشاكل. كان هناك بعض المناوشات مع بعض الألمان الغير منضبطين قرب Philippopolis and in Adrianople,حيث تعارك القائد البيزنطي بروسوش مع إبن أخ كونراد والذي سيصبح فيما بعد إمبراطورا، فريدريك الأول، ومما زاد الطين بلة ان بعض الجنود الألمان قتلوا في فيضان في بداية سبتمبر. وفي 10 سبتمبر ، وصل الألمان إلى القسطنطينية، حيث كانت العلاقة مع مانويل متردية وكان الألمان مقتنعين بأن يعبروا إلى آسيا الصغرى بأسرع ما يمكن. اراد مانويل ان يترك بعض القوات وراءه، وذلك ليساعدوا إيمانويل في صد هجمات روجر الثاني، والذي إنتهز الفرصة لينهب مدن اليونان، ولكن كونراد لم يوافق بالرغم من أن روجر خصمه.


الإمبراطور فريدريك الأول ، دوق شوابيا أثناء الحملة الصليبية الثانيةفي آسيا الصغرى، قرر كونراد ألا ينتظر الفرنسيين، وتوجه نحو Iconium، عاصمة السلاجقة Sultanate of Rüm. فقسم كونراد حيشه إلى فيلقين، تم سحق أحدهما على يد السلاجقة في 25 اكتوبر 1147 في معركة ضورليم. إستخدم الأتراك تكتيكهم المعتاد بتظاهرهم بالإنسحاب، ومن ثم العودة للهجوم على القوة الألمانية الصغيرة من الفرسان التي إنفصلت عن الجزء الأكبر من الجيش لتطاردهم. بدأ كونراد إنسحابا بطيئا عائدا إلى القسطنطينية، وكان جيش الأتراك يرهق جيشه يوميا ، حيث كان الأتراك يهاجمون المتأخرين ويضرب حرس المؤخرة. حتى ان كونراد جرح في إحدى المناوشات معهم. أما القسم الآخر من الجيش، بقيادة أوتو من فريسينج، فإنه تحرك جنوبا نحو سواحل المتوسط وتم إبادته بشكل مشابه في أوائل 1148.

abo rashid
16-09-2006, 05:27 PM
إنطلاق الفرنسيين

لوحة على الجص للإمبراطور مانويل الأولإنطلق الصليبييون الفرنسيون من ميتز في يوليو بقيادة لويس ، ثييري من الالزاك، رينو الأول من بار، أمادوس الثالث من سافوي، وليم السابع من أوفيرجنيه، وليم الثالث من مونتفيريه، وغيرهم، مع جيوش من اللورين وبريتاني وبورغوندي وأكتين. وقررت قوة من بروفينس بقيادة ألفونزو من تولوز الإنتظار حتى أغسطس والعبور بالبحر. وفي ورمز إنضم للويس صليبييون من نورماندي وإنجلترا. سارت القوات على خطى كونراد وبدون مشاكل بشكل عام، بالرغم ان لويس إختلف مع ملك هنجاريا غيزا عندما إكتشف غيزا أن لويس سمح لأحد الخارجين على غيزا بالإنضمام لقواته.

كانت العلاقة مع البيزنطين متوترة كذلك، وكان صليبيو اللورين الذين تقدموا القوات الصليبية الفرنسية تناوشوا مع ذيول القوات الألمانية المتأخرة التي إلتقوا في الطريق. ومنذ المحادثات الأولى بين لويس والملك البزنطي مانويل، فإن مانويل فض خلافه مع السلاجقة وتحالف مع السلطان مسعود، ولكن مع ذلك فإن العلاقات البيزنطية الفرنسية كانت أفضل من العلاقات البيزنطية الألمانية ، ورحب بلويس ببذخ في القسطنطينية. غضب بعض الفرنسيون لتحالف إيمانويل مع السلاجقة ودعوا للهجوم على القسطنطينية، ولكن الرسول البابوي منعهم من ذلك.


عندما إنضمت الجيوش من سافوي، أوفرجني ومونتفرات إلى لويس في القسطنطينية لسلوكهم الطريق البري عبر إيطاليا وعبورهم من برنديزي إلى دورازو، تم شحن كامل الجيش عبر البوسفور إلى آسيا الصغرى. وكان إشاعات بأن الألمان سيطروا على عاصمة سلطنة قونية قد شجعتهم على العبور ربما حسدا أو طمعا، فجعل مانويل من الفرنسيون أن يقسمو بأن يعيدو للأمبراطور أية أراضي يسيطرون عليها، ومع ذلك لم يقدم مانويل أي دعم عسكري بيزنطي للويس. وبذا، دخل الصليبييون آسيا دون مساعدة بيزنطية، على عكس جيوش الحملة الصليبية الأولى.

إلتقى الفرنسيون بشراذم جموع مسلحة ألمانية بقيادة فريدريك من شوابيا ثم شراذم جيش كونراد في نيقية، وإنضم الألمان لقوات لويس. وتبعا خط مسير أوتو من فرايسينج على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، ووصلا إلى إفسوس في ديسمبر، حيث وصلتهما أخبار ان الأتراك يخططون للهجوم عليهم. كما أرسل مانويل رسولا يشكو السلب والنهب الذي قامت بها قوات لويس على طول الطريق، ولم يكن هناك ضمان بأن البيزنطيين سيساعدونهم ضد الأتراك. وفي ذات الوقت سقط كونراد طريح الفراش لمرض ألم به وعاد إلى القسطنطينية، حيث عاده مانويل هناك شخصيا وإهتم به ، فهو مرحب به دون جيوش ولا يشكل خطرا، بل إن المفاوضات مع مانويل تجددت بخصوص الأعمال المشتركة ضد مملكة صقلية، أما لويس فلم يعر إهتماما للتحذيرات من هجوم الأتراك، فإنطلق خارجا من إفسس.

كان الأتراك ينتظرون وقت الهجوم، ولكن وفي معركة صغيرة خارج افسس، كان النصر حليف الفرنسيين. فوصلوا اللاذقية(تركيا) في أوائل يناير 1148، بعد أيام من سحق جيش أوتو من فريزينج في ذات المنطقة. وبإستكمالهم التقدم، إنفصلت طلائع تحت قيادة أماديوس من سافوي عن بقية الجيش، وتم حصار قوات لويس من قبل الأتراك. لويس نفسه، طبقا لرواية أودو من دويل، تسلق شجرة فتركه الأتراك، حيث أنهم لم يعرفوه. لم يزعج الأتراك أنفسهم بإستكمال التقدم والهجوم، وإستمر الفرنسيون بالتحرك نحو أداليا، وأستمر الأتراك يناوشونهم من الخلف، كما أحرقوا الأراضي أيضا لمنع الفرنسيين من التمون لأنفسهم ولخيولهم. أراد لويس ان يستمر بالطريق البري، وتقرر ان يجمع اسطول في مدينة أتالا البحرية البيزنطية والإبحار نحو إنطاكية. وبعد ان تأخروا لمدة شهر بسبب العواصف، فإن معظم السفن التي وعدوا بها لم تصل. فأخذ لويس والمقربون منه السفن، بينما ترك بقي الجيش ليسير إلى انطاكية برا. كان الجيش مدمر كليا تقريبا، إما على يد الأتراك أو ضحية للمرض.

الرحلة إلى القدس
وصل لويس إلى أنطاكية في 19 مارس، بعد أن أخرته العواصف؛ وأمادوس من سافوي توفي في قبرص أثناء الرحلة. رحب عم إليانور ريموند صاحب إنطاكية بلويس. توقع ريموند من لويس المساعدة في هزم الأتراك ومعاونته للتوسع بإتجاه حلب، ولكن لويس رفض مفضلا إنهاء حجه إلى القدس بدلا من التركيز على البعد العسكري للحملة الصليبية. راق لإليانور المكوث، لكن عمها أراد ان تطلق لويس إذا رفض مساعدته. فغادر لويس إنطاكية بسرعة متجها إلى طرابلس. وفي تلك الاثناء، وصل أوتو من فريسينج وبقايا قواته إلى القدس في أوائل إبريل، وبعدها بفترة قصيرة وصل كونراد، وارسل بطريارك القدس فولك لدعوة لويس للإنضام. والاسطول الذي توقف في لشبونة لبعض الوقت وصل، كما وصل البروفانسيون الذي قاده الفونز-جوردان (ألفونزو من تولوز). ألفونز ذاته توفي في طريقه إلى القدس، ومن الجائز أنه قد تم تسميمه على يد إبن اخته/اخيه ريموند الثاني ملك طرابلس الذي كان يخشى من طموحاته السياسية في المملكة.

مجمع عكا

الجامع الأموي في وسط دمشقفي القدس تحول تركيز الحملة الصليبية بسرعة نحو دمشق، الهدف المفضل لبلدوين الثالث ملك القدس وفرسان الهيكل. وتم إقناع كونراد بأن يشارك في هذه المغامرة. ولدى وصول لويس، إجتمعت الجمعية (المحكمة) العليا لمملكة القدس اللاتينية في عكا في 24 يونيو. كان ذلك الإجتماع مشهودا أكثر من أي من إجتماعات الجمعية (المحكمة) الأخرى في تاريخ وجودها:كونراد، أوتو، هنري الثاني من النمسا، دوق شوابيا والإمبراطور المستقبلي فريدريك الأول بربروسا، ومثل وليم الثالث من مونتفري الإمبراطورية الرومانية المقدسة؛ لويس، برتراند إبن ألفونزو، ثييري من الألزاك، وآخرون كنسيون وعلمانيون مثلوا الفرنسيين؛ ومن القدس الملك بلدوين، والملكة ميسلندا، البطريرك فولك، روبرت من كراون رئيس جمعية الفرسان الهيكليين، ريموند دي بيو دي بروفينس رئيس جمعية الأوسبتاليين. ماناسيس هيرجيس ضابط قوات مملكة القدس اللاتينية، هيمفري الثاني من تورون، فيليب من ميلي و باريسان من إبيلين كانوا بين الحاضرين. ومن الملاحظ أن لا أحد من انطاكية، طرابلس أو دويلة الرها السابقة كان من الحاضرين! إعتبر بعض الفرنسيين ان حجهم قد تم وأرادوا العودة إلى ديارهم؛ بعض البارونات المقيمين في مملكة القدس أشاروا انه ليس من الحكمة مهاجمة دمشق، حلفائهم ضد الاسرة الزنكية (نسبة إلى عماد الدين زنكي). أصر كونراد ولويس وبلدوين على مهاجمة دمشق، وفي يوليو تجمع جيش عند طبريا.

حصار دمشق
قرر الصليبيون مهاجمة دمشق من الغرب، حيث ستوفر لهم الغياط إمداد مستمرا بالأغذية. وصلوا في 23 يوليو بجيش من القدس في الطليعة، يتبعه لويس ثم كونراد يغطي مؤخرة الجيش. كان المسلمون متحضرون للهجوم وهاجموا الجيش المتقدم بشكل مستمر عبر الغياط. نجح الصليبييون بشق طريقهم وملاحقة المدافعين عبر نهر بردى إلى دمشق؛ وبوصولهم لأسوار المدينة فرضوا عليها فورا حصارا. تمنت دمشق الدعم من سيف الدين غازي حاكم حلب، ومن نور الدين زنكي حاكم الموصل، وقاد الوزير معين الدين النور هجوما فاشلا على معسكر الصليبيين. كان هناك تضاربات في كلا المعسكرين، فمعين الدين النور لم يكن يأمن سيف الدين أو نور الدين إذا قدما المساعدة ألا يفرضا سلطتهما على المدينة ويضماها إليهما، والصليبييون لم يتمكنوا من الإتفاق من سيمتلك المدينة في حال تم السيطرة عليها. وفي 27 يوليو قرر الصليبييون الإنتقال إلى الجانب الشرقي للمدينة الذي كانت حمايته أقل شدة من تلك في الناحية الغربية ولكن ايضا بإمدادات أقل بكثير من الطعام والماء. كان نور الدين قد وصل فعلا وأصبح من المستحيل العودة إلى مواقعهم الأولى الأقوى. فقرر كونراد (لعله برشوة من الوزير الدمشقي)العودة ببقية الجيش إلى القدس.

النتائج
شعر كل طرف من الصليبيين بانه قد تم خيانته. ووضعت خطة جديدة للهجوم على عسقلان، وأخذ كونراد قواته إلى هناك، ولكن لم يصله أي دعم إلى هناك بسبب إنعدام الثقة الذي ولده فشل حصار دمشق. وتم التخلي عن مغامرة السيطرة على عسقلان، وعاد كونراد إلى القسطنطينية لتطوير حلفه مع مانويل، بينما بقي لويس في القدس حتى 1149. وفي أوروبا لم يكن موقف برنارد من كليرفو مشرفاً وعندما فشلت محاولاته للدعوة لحملة صليبية جديدة، حاول حل الربط بينه وبين الحملة الصلبية الثانية التي فشلت فشلا ذريعا، ولم يعمر طويلا بعدها، فمات عام 1153م.

كان لحصار دمشق الفاشل آثارا مدمرة طويلة الأمد على مملكة القدس اللاتينية: فما عادت دمشق تثق بالمملكة الصليبية، وتم تسليم المدينة لنور الدين زنكي عام 1154. أما بلدوين الثالث فإنه سيطر على عسقلان في 1153، مما أدخل مصر في جو الصراع. تمكنت القدس من التقدم بإتجاه مصر وإحتلال القاهرة لفترة وجيزة في سنوات 1160. ولكن العلاقات مع الإمبراطورية كانت متوترة في أحسن التقديرات والدعم المقدم من الغرب كان شحيحا بعد الحملة الصليبية الثانية السيئة. وفي 1171، أصبح صلاح الدين ، إبن اخ أحد ضباط نور الدين سلطانا على مصر، موحدا مصر وسوريا ومحاصرا المملكة الصليبيية بشكل تام. وفي 1187 آلت القدس إليه وتوسع شمالا ليبسط سيطرته على كل الممالك الصليبية تاركا عواصمها مع الصليبيين، ممهدا للحملة الصليبية الثالثة.

abo rashid
16-09-2006, 05:29 PM
حملة صليبية ثالثة

الحملة الصليبية الثالثة بين عامي 1189 م و 1192 م كانت محاولة من القادة الأوروبيين لإعادة السيطرة على الأرض المقدسة بعد أن عاد ليسيطر عليها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

خلفية تاريخية
بعد فشل الحملة الصليبية الثانية، أصبح لنور الدين السيطرة على دمشق ووحد سوريا تحت رايته، وكان وصول نبأ سقوط مملكة القدس إلى أوروبا كنتيجة لمعركة حطين صاعقا. فإن البابا أوربان الثامن ما أن علم بما حدث، حتى توفي من وقع الصدمة. ودعا خليفته، البابا غريغوريوس الثامن، بمنشور باباوي بتاريخ 29 أكتوبر 1187 م وزعه من فيرارا، الكاثوليك إلى حملة صليبية جديدة، وأمرهم بالصيام كل أسبوع في يوم الجمعة على امتداد خمس سنوات ، كما أمرهم بالامتناع كليا في هذه الحقبة من الزمن عن اكل اللحم مرتين في الأسبوع، والدعوة إلى الحرب الصليبية -وقد قام بها ببالغ الهمة الكاردينال إنريكو من ألبانو-، وبعد شهرين حلّ البابا كليمنت الثالث مكان غريغوريوس، واستكمل المهمة، وقام الكاردينالات بالتطواف مشيا على الأقدام في عموم فرنسا وإنجلترا وألمانيا.

انطلاق الحملة
قامت الحملة الصليبية الثالثة من سنة 1189 م إلى سنة 1192 م، واشترك فيها بوجه الخصوص الإقطاعيون الكبار والفرسان من بلدان أوروبا الغربية، وكانت المصالح التجارية في الشرق للدول الإقطاعية قد اكتسبت مكانا مهما في سياساتها.

قاد الجيوش الصليبية كل من ملك فرنسا فيليب أوغست الثاني ، ملك إنجلترا ريتشارد الذي لقب لاحقا بقلب الأسد، وملك الجرمان (ألمانيا) فريدريك الأول بربروسا، وتحركت القوات الألمانية قبل غيرها في 11 مايو 1189 والتي كان قوامها قرابة 30 ألفاً من الفرسان والمشاة، وأدت حملته إلى خراب في مملكة بيزنطة، ولكن بربروسا غرق في 10 يونيو 1190 في نهر اللامس، مما أحدث ربكة في صفوف الصليبيين، فعاد بعضهم وجحد بعضهم الآخر بالمسيحية فاعتنق الوثنية وأكمل الباقون حتى وصلوا إلى عكا. أما الفرنسيون والإنجليز، فلم ينتهوا من الاستعداد للحملة حتى صيف 1190 ، وفي 4 يوليو 1190، عبر ريتشارد وحاشيته مضيق المانش، واجتمعت الفصائل الإنجليزية والفرنسية في مدينة فيزليه، ولكن القوات انفصلت وتوجه الفرنسيون إلى جنوة والإنجليز إلى مرسيليا حيث كان أسطول ريتشارد المكون من 200 سفينة ينتظر بعد التفافه حول إسبانيا، ومن هناك انطلق الجيشان إلى صقلية، حيث وصلوا في سبتمبر من 1190، وقرروا قضاء الشتاء هناك، وفي تلك الفترة، كان ريتشارد يعمل لأجل توسيع نفوذه بالسيطرة على صقلية، مما أدى إلى تردي العلاقات بين قائدي الجيشين.

بعد حوالي ستة أشهر في صقلية، أبحر فيليب الثاني من مسينا في 30 مارس 1191 م، ولحق به حليفه الذي لم يعد رفيق طريقه بعد 10 أيام، فمضى الفرنسيون إلى صور، أما ريتشارد فاحتل في طريقه جزيرة قبرص، الأمر الذي أصبح ذا أهمية كبرى فيما بعد، فإن ممالك الصليبيين لم تكن لتصمد لمئة سنة أخرى إلا بفضل الدعم العسكري من قبرص.

قام الصليبيوون بحصار عكا، فكان الفرنسيون وفصائل الأسياد المحليين والألمان والدينماركيون والفلمنكيون الإيطاليون، واستمر حصار هذه القلعة المنيعة أشهرا، ساهم في طول هذا الحصار الخلاف الداخلي في صفوف الصليبيين، ووصل ريتشارد إلى عكا في 7 يونيو 1191، وفي 11 يوليو 1191 م، بدأ هجوم عام ، كان ريتشارد من اقترحه، وفي اليوم التالي استسلمت المدينة التي أنهكها الحصار المديد، وجرت مذبحة بأمر ريتشارد وتحت قيادته في عكا، قتل فيها رجاله أكثر من ألفي مسلم أخذوهم من صلاح الدين بعد فتح عكا كرهائن.

وتلى ذلك محاولات قادها ريتشارد لاحتلال مدن اخرى، باءت بالفشل وجسدت ريتشارد في صورة عن النزعة إلى سفك الدماء، وفي 2 سبتمبر 1192 عقد الصلح مع صلاح الدين، واحتفظ الصليبيون بشريط ساحلي يمتد من صور إلى يافا، وسمح صلاح الدين للحجاج والتجار بزيارة القدس.

abo rashid
16-09-2006, 05:30 PM
حملة صليبية رابعة

دعا اليها البابا اينوقنتيوس الثالث في 1202 بالرغم ان التحضيرات كانت قد بدأت عام 1199 ، وكانت خطة الصليبيين الاولية تتلخص في دفع القوات الصليبية الى مصر ودحر القوة الاسلامية في المنطقة ثم شن الحرب من هناك للسيطرة على القدس ، وكان للبندقية ، المدينة الايطالية الساحلية ، تأثيرا كبيرا على احداث هذه الحملة ، فالبندقية كانت المنطلق البحري لتلك الحملة ، ولكن الحرب ضد مصر لم تطب للبندقية ، فقد كانت لها علاقات تجارية منظمة جيدا مع مصر . ابرم اتفاق بين البندقية والصليبيين لنقل الفرسان والاحصنة والمشاة وتأمين الاغذية مقابل 85 الف مارك ذهبي ، وكان الدفع على اربعة اقساط على ان يدفع القسط الاخير في موعد لا يعدو ابريل 1202 ، وتقدم البابا عندما صادق على المعاهدة بشرط مسبق مثير للجدل ، كثير الدلالة ، مفاده ان الصليبيين الذاهبين على متن سفن البندقية لمحاربة "الكفار" ، "لن يرفعوا السلاح ضد المسيحيين" ، ويؤكد بعض المؤرخين ان الدوق انريكو دندولو ، دوق البندقية العجوز ، كان قد رسم المعاهدة بشكل يتحكم بالقوات الصليبيية ، فقد كان يقدّر ان الصليبيين لن يستطيعوا جمع العدد الكافي من المقاتلين وبالتالي سيقعون في ازمة مالية يكونون فيها مثقلين بالديون للبندقية ، وهذا ما حصل ، وتحولت الحملة الموجهة الى مصر الى حملة معادية للامبراطورية البيزنطية المسيحية الشرقية. واصبحت الحملة عبارة عن تدمير لمنافسي البندقية في التجارة في المتوسط ، فنحو صيف 1202 اخذت تتجمع شيئا فشيئا في البندقية فصائل الصليبيين الفرنسيين والالمان والايطاليين ، ولكن عددهم لم يكف لتسديد الديون المترتبة ، مما جعلهم تحت رحمة البندقيين الذين كانو يمدوهم بالطعام والسفن ، ولكن في اغسطس 1202 ، وصل الى البندقية القائد الاعلى للصليبيين بونيفاس دي مونفيرات ، وتواطأ بونيفاس مع دوق البندقية على تحويل الهجوم ، ففي 8 اكتوبر 1202 ابحر اسطول الصليبيين من البندقية واحتل زادار المجرية التي دافعت دفاعا مستميتا ، واصبحت زادار تحت حكم البندقية .

اعرب الكرسي الرسولي عن غضب يليق بالحادثة ، ولكنه لم يتخذ اجراءات فعلية ، فهدد بحرم الفرسان من الكنيسة ، ولكن الهجوم كان الى حد ما في مصلحته ، فكان وسيلة لتوحيد الكنيسة تحت رايته ، فكان تأكيده لتحريم الاستيلاء على املاك الروم (بيزنطة) مشوبا بفجوات مثل "الا اذا شرعوا يقيمون دون تبصر العوائق امام حملتكم" ، وفي 24 مايو 1203 ، غادر الاسطول كورفو التي كانت محطة له الى القسطنطينية.

في القسطنطينية واجه الصليبيون خصم ضعيف ، فبيزنطة ارهقتها الحملات السابقة ، والاتاوى والضرائب المتزايدة وتناقص واردات الدولة ، فوصلوا الى شواطئها في 23 يونيو ، وبدأت العمليات العسكرية في 5 يوليو 1203 ، ففر امبراطور بيزنطة الكسيوس الثالث ، وعمليا استسلمت القسطنطينية البالغ تعداد سكانها زهاء 100 الف في 17 يوليو 1203. وجرى تقسيم بيزنطة بين الصليبيين والبندقية ودمرت اثار ثقافة عريقة ، واصبحت احداث 1202-1204 تظهر الصليبيين على انهم ليسوا حماة اتقياء للدين ولكن مغامرون جشعون ، واصبحت الحملات بحاجة الى تبريرات بعد ان كانت امرا الهيا باسم الكنيسة.

وبعد هذه الحملة اهملت قضية القدس بضع سنوات ، واستغرق البابا اينوقنتيوس الثالث كليا في الشؤون الاوروبية المعقدة والمشوشة ، فكان ان شغله النزاع الانجليزي الفرنسي ، والصراع بين الاحزاب الاقطاعية في المانيا وتنظيم عدوان الفرسان الالمان على شعوب منطقة البلطيق ، ولا سيما خنق الهرطقة (الادعاءات الضلالية) الالبيجية (Albigensian( في جنوب فرنسا بين عامي 1209 و1212 ، التي اعتبرت من قبل بعض المؤرخين واحدة من الحملات الصليبية!

abo rashid
16-09-2006, 05:32 PM
حملات صليبية طفولية

كانت هذه الحركة شبيهة بحملة الفقراء الأولى قبل 1096 م، ولكن اشترك فيها أعداد أقل بكثير، لم تتحدث عنها المصادر التاريخية إلا باختصار، وتبقى التفسيرات المتعددة هي التي ترسم الأحداث بكثير من الخطوط المفقودة، فكانت حملتان اشترك فيها أعداد كبيرة من الأطفال وإن لم تقتصر عليهم، فبدأت إحدى الحملتين بين 25 مارس و13 مايو 1212 م في مناطق ألمانيا المجاورة لنهر الرين، اندفع فيها الآلاف من الرعاة والأولاد الآخرين الذين يساعدون آبائهم في الشؤون المنزلية إلى الجنوب، لكي "يحرروا القدس" ويروي بعض مدوني الأخبار أن صبيا في العاشرة اسمه نيكلاس كان يقود الجموع، وكذلك في يونيو 1212 في فرنسا الشمالية ظهر الراعي إيتان البالغ من العمر 12 سنة وأعلن نفسه رسول الرب، فتبعته جموع الفقراء، وكان هؤلاء على قناعة أن بإمكانهم القيام بما لم يتمكن منه الفرسان والنبلاء، وكان ذلك حصاد الوعاظ أمثال بيار من بلوا، واللاهوتي بيار كانتور، وغيرهم من الوعاظ المتجولين الذين غذّوا فكرة أن رحمة الرب وتحرير القدس التي لم يرغب الرب في وهبها للفرسان الامراء والملوك الطماعين.

مات العديد من المشاركين بسبب الجوع والظروف القاسية ، ووصلت الحملة الاولى الى جنوه وهناك تفرقت الجموع واكمل البعض الى برينديزي وركب بعضهم السفن فوقعوا في ايد القراصنة وبيعو عبيدا في اسواق النخاسة ، واما الحملة الثانية فوصلت الى مرسليليا ومن هناك ينشأ خلاف بين المؤرخين فيقال ان محتالان اعلنا انهما على استعداد لنقل الصليبيين الى الارض المقدسة ، فركبوا في سبع سفن ، غرقت اثنتان منها في عاصفة وبيع ركاب الخمس البافيين كعبيد ايضا في اسواق شمال افريقيا ، ولكن يعتقد ان هناك خلط بين الحملتين وان الذي قيل في الثانية هو ما حدث بالاولى ، اما الثانية فتنتهي حكايتها عند مارسيليا وعدم انشطار البحر ليسير فيه المؤمنون ، ولم يصل المشاركون في اي من الحملتين الى الارض المقدسة.

ويرى بعض المؤرخون ان هاتين الحملتين لم تكونا سوى جموع من الاقنان والفقراء الذين استاءوا من الفشل الذي لاقته الحملات السابقة بقيادة الاسياد ، وانهم الريفييون المتحمسون دينيا والمعادون للاقطاعية بدوافع تحررية ، وذلك اعتمادا على كتابات بردس ، احد كتّاب الاحداث ، بوصفه لهم ب"طاقة الريف التمردية" و"احتياطي الهرطقة"، وان تسميتهم بالحملة الطفولية او حملة الاطفال جاءت كاستعارة صورية لهذه الجموع ولم تكن ترتبط حقيقة بكون المشاركين فيها من الاطفال ، وانها تصويرا لفظي اصبح فيما بعد وهم تاريخي .

abo rashid
16-09-2006, 05:33 PM
حملة صليبية خامسة

في سنة 1213 استأنف البابا اينوسنت الثالث الدعوة الى حملة صليبية الى الشرق ، وارسل وعاظ الحرب المقدسة الى انحاء اوروبا الكاثوليكية ، ودامت حملة الوعظ زهاء سنتين ، وفي روما في نوفمبر 1215 ، انعقد المجمع اللاتيني الرابع ، واتخذ سلسلة من القرارات المبدئية التي تتعلق بتنظيم الحملات الصليبية بشكل عام ، وكان ذلك بداية تشكيل شكل من مؤسسة دائمة للحملات الصليبية ، ووضع هذه المشاريع على اساس امتن ، وامر الاسياد والمدن ، وفقا لوضعهم الاقتصادي والمالي ، بان يقدموا للحملة مجموعة حربية ذللت عدد معين من العناصر ،ويؤمّنوا لها الاموال لمدة ثلاث سنوات . وقرر المجمع اللاتيني ضريبة استثنائية الزامية لتأمين حاجات الحملات وذلك على شكل جزء من عشرين من الدخل السنوي وكان على الباباوات والكرادلة ان يدفعوا ضريبة مزدوجة ، اما الخارجين عن الطاعة فكانت الكنيسة تتخذ عقوبات كنسية قاسية ضدهم، وتم تنظيم حملات الوعظ ووضع الكتب التعليمية لاجل وعاظ الحملات الصليبية ، وبذلك نظمت الحملات الصليبية تنظيما مؤسسيا.

تحددت سنة 1217 موعداً لبداية الحملة الخامسة ، وخطط لها ان تنظلق من ميناء برنديسي الايطالي ، وكان من الملوك الذين اخذوا النذر الصليبي فريدريك الثاني الالماني واندراش (اندره) الثاني المجري ويوحنا بلا ارض الانجليزي ، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، ومات البابا اينوسنت الثالث والملك الانجليزي يوحنا بلا ارض ، على التوالي ، الاول في 16 يوليو والثاني في 16 اكتوبر من عام 1216. فانتقلت البابوية وقيادة تنظيم الحملة الى البابا اونوريوس الثالث ، الذي عين القاصد الرسولي في قوات الصليبيين الكاردينال بيلاجيوس من البانو . وكان الملك المجري اندرياش الثاني واسياد التحقوا به (معظمهم من جنوب المانيا) وصلوا ما بين يوليو واغسطس من عام 1217 الى سبليت ، ولكنهم اضطروا للانتظار بسبب عدم كفاية السفن لنقل الفيالق.

في سبتمبر 1217 اجتمعت في عكا فصائل اندرياش الثاني المجري ، ليوبولد النمساوي ، الدوق اوتو من ميرانو ، وفصائل ملك قبرص غي دي لوزينيان ، وفصائل الاسياد في سوريا ولبنان وفلسطين ، ملك القدس يوحنا دي بريان ، وامير انطاكية بوهيموند الرابع والاسبيتاليين والهيكليين والفرسان التوتونيين ، وقدر بعض المعاصريين للأحداث (دون غياب المبالغة التي يراها البعض شديدة) اعداد المرابطين في عكا وجوارها بـ 20 الف فارس و200 الف من المشاة ! ولكن لفترة لم يحقق الصليبييون اي جديد ، فالجفاف في السنوات السابقة والمجاعة لعبت دورها كما لعبت الخلافات الداخلية بين القادمين من وراء البحر الاسياد المحليين التي كان منشأها عدم رغبة الآخرين بالاخلال بالسلام مع مصر والعلاقات التجارية معها! وتأخرت انجازات الحملة حتى وصول الفرسان من فريزيا (هولندا) والفرسان الالمان الذين تأخروا في الطريق لاشتباكهم في لشبونة في حرب ضد المسلمين ولم يصلو الى عكا الا في 26 ابريل 1218 ، حيث كان اندرياش الثاني قد انسحب بقواته منذ يناير من ذات العام اقتناعا منه بعقم المشروع.

قرر الصليبييون فتح دمياط ، التي كانت بمثابة مفتاح مصر ، ووصلت اولى فصائل الصليبيين اليها في 27 مايو 1218 واستمر حصارها زهاء سنه ونصف ، ويئس الكثيرون منهم وعادوا الى اوروبا في ربيع وصيف 1219 (منهم ليوبولد النمساوي) بسبب الاوبئة وفيضان النيل ، ولكن البقية ظلت تحاصر دمياط بعناد ، فعانت المدينة الجوع ، وعرض السلطان الكامل الذي خلف والده المتوفي حديثا السلطان العادل في دمشق ، عرض مملكة القدس في حدود سنة 1187 دون بعض القلاع وصلحا لمدة 30 سنة مقابل رفع الحصار عن دمياط ، ومال اغلبية البارونات قبول هذه الشروط المفيدة جدا ، ولكن تدخل نائب البابا ، القاصد الرسولي الذي اضطلع بدور القائد الاعلى للقوات المسلحة ، الذي لا يناسب رجل دين البتّة ، ورفض هذا الاخير العرض. وقضت سياسته بأنه لا صلح مع "الكفار" وان عليهم فتح دمياط وباقي مصر ، وفي ليلة الرابع الى الخامس من نوفمبر عام 1219 احتل الصليبيون دمياط ونهبوها ، وانقرض سكان دمياط عمليا ، ولكن فرح النصر كان قصير الامد ، فقد قرر الصليبيون (وان لم يكونو مجمعين) على استكمال فتح المنصورة ، فعرض السلطان الكامل على الصليبيين نفس العرض الاول ولكنهم رفضوا ثانية ، وفي اواسط يوليو 1221 بدأوا بفتح المنصورة وفي ذلك الوقت بالذات بدأ فيضان النيل وقطع المسلمون طريق التراجع على الصليبيين وحاصرت قوات المسلمين الصليبيين باعداد كبيرة ، فطلب الصليبييون الصلح ، وقبل الكامل الصلح ادراكا منه بخطر المغول ، ووقع الصلح في 30 اغسطس 1221 لمدة 8 سنوات ، وكان على الصليبيين مغادرة دمياط ، ونفذ الصليبييون ذلك في اوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية بالفشل الذريع.

abo rashid
16-09-2006, 05:34 PM
حملة صليبية سادسة

بدأت الحملة الصليبية السادسة عام 1228 كمحاولة لإعادة السيطرة على القدس. بدأت بعد سبع سنوات فقط من فشل الحملة الصليبية الخامسة.

بعد مرور اقل من 10 سنوات من نهاية الحملة الصليبية الخامسة بدأت الحملة الصليبية السادسة التي ترأسها الامبراطور فريدريك الثاني هوهنشتاوفن الالماني الذي نذر النذر الصليبي للحملة السابقة ولم يفي به حينها ، واراد الامبراطور ان يحقق مقاصده دون ان يسحب سيفه من غمده ، فتزوج في صيف 1225 من ابنة ملك القدس يوحنا دي بريان واخذ يطالب بعرش مملكة زالت من الوجود من زمان في فلسطين ، واستغل الحرب بين مصر ودمشق ودخل في مفاوضات مع السلطان الكامل ، الامر الذي اثار غضب روما ، وقيّم البابا مسلك فريدريك الثاني بكل قساوة واتهمه باهمال "قضية الرب" بل انه هدده بالحرم من الكنيسة وفرض غرامة مقدارها 100 الف اوقية من الذهب اذا لم تقم الحملة الصليبية في آخر المطاف ، وقد ارجئ البدء بها الى اغسطس 1227 ـ وبدأ فريدريك الثاني ببناء السفن واستأنفت روما في الدعوة الى الحرب المقدسة ولكن الدعوات قوبلت باللامبالاة ولو اراد فريدريك لما استطاع ان يجمع في الوقت المعين ما يكفي من الناس لاجل بعثة ما وراء البحار ، وفي هذه الاثناء ، وقبل خمسة اشهر من الموعد المعين توفي البابا اونوريوس الثالث.

في صيف 1227 تجمع بضع عشرات من الآلاف من المجندين ، معظمهم من المانيا والبقية من فرنسا وانجلترا وايطاليا في معسكر قرب برنديزي والبعض الاخر في ابحر الى صقلية ، ولكن الامراض وقلة المؤون ومرض فريدريك الثاني ادى الى ارجاء الحملة ، ولكن البابا الجديد غريغوريوس التاسع حرم فريدريك الثاني من الكنيسة ، وتشفياً بالبابا ابحر الامبراطور الى سوريا في صيف 1228 ، فكان من البابا ان منع الحملة الصليبية ووصف فريدريك بانه قرصان وبانه يريد سرقة مملكة القدس ، فكانت اول حملة صليبية لا يباركها البابا ، ولكن فريدريك الثاني لم يأبه فاستولى على قبرص ووصل الى عكا ، حيث بدء المفاوضات مع السلطان الكامل اسفرت في فبراير 1229 عن صلح لمدة 10 سنوات تنازل بمقابله السلطان عن القدس باستثناء منطقة الحرم ، وبيت لحم والناصرة وجميع القرى المؤدية الى القدس ، وقسم من دائرة صيدا وطورون (تبنين حاليا) ، وعزز الامبراطور الالماني بعض الحصون والقلاع واعاد تنظيمها ، ووقع مع مصر عدّة اتفاقيات تجارية ، وتعهد فريدريك الثاني بمساعدة السلطان ضد اعدائه ايا كانوا ، مسلمين ام مسيحيين وضمن عدم تلقي القلاع الباقية خارج سيطرته اية مساعدة من اي مكان.

في 18 مارس 1228 توّج فريدريك الثاني نفسه بنفسه في كنيسة القيامة ، فقد رفض رجال الدين تتويج الامبراطور المحروم من الكنيسة ، وفرضت البابوية منعا لممارسة الطقوس الدينية في القدس ، ودفع البابا مواليه الى ممتلكات فريدريك في ايطاليا ، فاسرع فريدريك الى المغادرة ونشب صراع مسلح ضد الحبر الاعظم ، والحق الهزيمة بالبابا ؛ وفي سنة 1230 الغى البابا الحظر عن فريدريك وصادق في السنة التالية على معاهداته مع المسلمين.

abo rashid
16-09-2006, 05:35 PM
حملة صليبية سابعة

كان التعارض بين مصالح البابا والامبراطور الالماني سببا في الدعوة الباباوية المستمرة الى حملة صليبية جديدة ، وكان الامبراطور الالماني يعارض البابا في تلك الحملة ، وفي النهاية تحركت فصائل قليلة في ليون بقيادة الملك تيبو دي نافار والدوق هوغ الرابع البورغوني وغيرهما من الاسياد ، وابحر القسم الاكبر في خريف 1239م بدون حماسة كبيرة الى سوريا ، حيث حاولوا باصرار من الفرسان الهيكليين عقد حلف مع دمشق ضد مصر ، ولكن المصريين هزموهم في جوار عسقلان في شهر نوفمبر 1239 ، وبدأت المخاصمات بين الصليبيين ، واستغلت حكومة مصر جميع هذه الظروف واشرف الملك الصالح نجم الدين ايوب في سبتمبر عام 1244 مع 10 الاف من الفرسان الخوارزميين على القدس ، وقضى على الصليبيين فيها عن بكرة ابيهم وانتقلت المدينة برسوخ الى المسلمين.

كانت الحملة التي رتبت كرد على هذه الحادثة هي ما يتفق عليه بين العديد من المؤرخين بتسميته بالحملة السابعة ، ولكن هذه المرّة لم تكن البابوية على قدر كبير من التشجع لهذه الحملة ، فان الخلافات مع فريدريك هوهنشتاوفن كانت تشغله اكثر ، وكان لويس التاسع ملك فرنسا من بدأ هذه الحملة الذي اعلن نيته بالقيام بحملة صليبية جديدة عام 1245 ، ولثلاث سنوات جمع الاموال التي كانت اساسا ضريبة العشر من الكنيسة ، ليبحر في 1248 مع زهاء 20 الف من الجنود الاشداء بينهم 3 الاف فارس بسفن استأجرها من جنوه ومرسيليا ، ابحر من الموانيء الفرنسية ليصل قبرص في 17 سبتمبر 1248 ، حيث كان لويس قد جهز احتياطيات المؤن من الحبوب والخمور وغيرها ، وبقي هناك حتى 30 مايو 1249 يتفاوض مع صليبيي الشرق ، حيث انطلق بعدها الى احتلال دمياط ، فوصلوها في اوائل يونيو 1249 ، فنزلوا في مصب نهر النيل واشاعو الذعر بين سكان دمياط واحتلوا المدينة عنوة ودون قتال حقيقي ، واستكمل الزحف بهدف الوصول الى الاسكندرية ، فحوصرت قلعة المنصورة واستولي عليها في اوائل فبراير 1250 ، ولكن سرعان ما افلح المسلمون في حصر الغزاه في المدينة ، وعلى رأسهم الملك المعظم طوران شاه ، آخر ملوك الايوبيين ، فلقي كثير من الفرسان الصليبيين ممن لم يتسن لهم اللجوء الى القلعة ، وبعد فترة اغرق المصريون الاسطول الصليبي الراسي قرب المنصورة ، وقطعوا اتصال الفرسان مع دمياط التي كانت قاعدة تموينهم ، وتحت طائلة الموت جوعا فر الصليبيون من المنصورة وفتكت بهم قوات المسلمين فزال جيشهم من الوجود كقوة مقاتلة ، ووقع منهم الالاف في الاسر ، وكان ملك فرنسا لويس التاسع بين الاسرى وسرعان ما انتشرت الامراض بين الاسرى كالملاريا والدزنطاريا والاسقربوط ، حتى ان الملك اخذت اسنانه تسقط وتعين حمله لقضاء حاجته ، وفي مايو 1250 اخلي سبيل لويس مقابل فدية ضخمة 800 الف بيزتط او 200 الف ليرة ! وشرط ان يغادر الصليبيون دمياط ، فوصلت بقاياهم الى عكا كيفما اتفق.

بقي لويس في عكا اربع سنوات ، دعا فيها البارونات الى حملة صليبية ، ولكن الدوقات والكونتات والبارونات والفرسان تجاهلوا هذه الدعوة ، فغادر لويس التاسع عكا في ابريل 1254 الى فرنسا.

كانت المستعمرات الصليبية في الشرق يمزقها الصراع الاجتماعي والسياسي ، وكانت تبدي مزيد من العجز اما اعدائها من السلجوقيين والعرب والمغول ، وعندما هزم المغول الخليفة البغدادي في اواخر خمسينات ذلك القرن ، سيطروا على المناطق الداخلية من سوريا ، وفي ذات الفترة وصل المماليك الى الحكم في مصر ، واستطاعو ايقاف طليعة الجحافل المغولية في سبتمبر 1260 في معركة عين جالوت بقيادة الظاهر ركن الدين بيبرس بندقداري ، وعندما وصل الى دكة الحكم وحد مصر وسوريا واعاد بناء الحصون واسس قوات بحرية وبرية كبيرة وضبط المراسلات البريدية المنتظمة ، وبعدها وجه بيبرس همته نحو الصليبيين في الشرق (الفرنجة) فاستولى على قيسارية وارسوف في 1265 وعلى يافا في 1268 وفي مايو 1268 على انطاكية اغنى المدن الصليبية .

abo rashid
16-09-2006, 05:36 PM
حملة صليبية ثامنة

كانت الحملة الثامنة حملة صليبية أطلقها لويس التاسع ملك فرنسا، وكان وقت ذاك في أواسط الخمسينات في 1270. تحتسب الحملة الصليبية الثامنة أحيانا بأنها السابعة، في حال عدت الحملتين الخامسة والسادسة التان قادهما فريدريك الثاني أنهما حملة واحدة. كما تعتبر الحملة التاسعة أحيانا بأنها جزء من الحملة الثامنة.

إنزعج لويس من الأحداث التي جرت في سوريا، حيث كان السلطان المملوكي بيبرس يهاجم بقايا الممالك الصليبية. وإستغل بيبرس فرصة أن التحريض على الحرب بين مدن فينيسيا وجنوه ضد بعضها البعض بين الأعوام 1256 و 1260 أرهقت الموانئ السورية التي كانت المدينتان تسيطران عليها. وبحلول 1265 كان بيبرس قد سيطر على الناصرة وحيفا وطورون وأرسوفز. نزل هوغ الثالث القبرصي، الملك الإسمي لمملكة القدس اللاتينية في عكا لحمايتها، بينما تحرك بيبرس شمالا حتى وصل ارمينيا، والتي كانت في ذلك الوقت تحت الحكم المغولي.

قادت هذه الأحداث لويس للدعوة لحملة جديدة عام 1267، بالرغم من قلة الدعم في ذلك الوقت؛ إلا أن جين جونفيلييه، المؤرخ الذي رافق لويس في الحملة السابعة رفض مرافقته. وإستطاع أخ لويس تشارلز من آنيو إقناع لويس بأن يهاجم تونس اولا، بحيث أن ذلك سيعطيه قاعدة قوية ليبدأ الهجوم على مصر، كان التركيز على حملة لويس السابقة وكذا الحملة الصليبية الخامسة التي سبقته، والتان بائتا بالفشل هناك. كما كان لدى تشارلز ملك نابليس إهتماماته الخاصة في منطقة المتوسط. كما كان لسلطان تونس علاقات إسبانيا المسيحية واعتبر مرشحا قويلا للإرتداد. فأبحر لويس عام 1270 من كاغلياري في صقلية ووصل السواحل الأفريقية في يوليو، وهو موسم سيء للرسو. ومرض العديد من الجنود بسبب مياه الشرب الملوثة، وفي 25 اغسطس مات لويس بالكوليرا أو الطاعون على ما يبدو، وذلك بعد وصول تشارلز بيوم واحد. ويروى أن آخر ما تلفظ به لويس كان "القدس." ، فأعلن تشارلز فيليب الثالث إبن لويس الملك الجديد ، ولكن وبسبب صغر سن فيليب ، كان تشارلز الملك القائد الفعلي للحملة الصليبية.

بسبب تفشي الأمراض، تم التخلي عن حصار تونس في 30 أكتوبر وذلك بإتفاق مع السلطان. حيث حصل الصليبييون على إتفاق تجارة حرة مع تونس، وتم الموافقة على وجود القساوسة والرهبان في المدينة، وبذلك يمكن ان تعتبر هذه الحملة نصر جزئي. تحالف تشارلز مع الملك إدوارد الإنجليزي، والذي وصل متأخرا قليلا. وعندما ألغى تشارلز الهجوم على تونس، توجه إدوارد إلى عكا، بما يعرف أحيانا بالحملة الصليبية التاسعة، والتي شكلت آخر توجه صليبي إلى سوريا.

jajassim
16-09-2006, 09:48 PM
جزاك الله خير أخوى بوراشد على هالمعلومات

بوحمد1
16-09-2006, 09:57 PM
جزاك الله خير

ROSE
16-09-2006, 10:14 PM
يزاك الله خير اخوي بوراشد معلومات كافية ووافية

يبي لهم اضافة الحملات الصليبية اللي تصير هالايام

A.L.I
16-09-2006, 10:18 PM
جزاك الله خير اخوي بوراشد

الغزالة
16-09-2006, 10:29 PM
يعطيك العافية على هذا الجهد .

abo rashid
17-09-2006, 12:19 PM
جزاك الله خير أخوى بوراشد على هالمعلومات
شاكر لك على المرور

abo rashid
17-09-2006, 12:19 PM
جزاك الله خير
شاكر لك على المرور

abo rashid
17-09-2006, 12:20 PM
يزاك الله خير اخوي بوراشد معلومات كافية ووافية

يبي لهم اضافة الحملات الصليبية اللي تصير هالايام
شاكر لك على المرور

abo rashid
17-09-2006, 12:20 PM
جزاك الله خير اخوي بوراشد
شاكر لك على المرور

abo rashid
17-09-2006, 12:20 PM
يعطيك العافية على هذا الجهد .
شاكر لك على المرور