امـ حمد
09-07-2016, 04:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل انقضى عمل الإنسان بانقضاء شهر رمضان
إن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت،لقول الله تبارك وتعالى( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )الحجر،أي،حتى يأتيك الموت، ولقوله تعالى عن يعقوب(يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )البقرة،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث،صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)رواه مسلم،
فلم يجعل النبي،صلى الله عليه وسلم،أمدًا لانقطاع العمل إلا بالموت،
إن العمل الذي يؤدى في رمضان،كالصوم،والقيام،والصدقة،لاينقطع بانتهاء رمضان،هناك صيام أيام مشروعة غير رمضان،منها، صيام الأيام الست من شوال،فإن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر)رواه أبو داود،والترمذي،
وهذه الأيام الستة ينبغي أن تلي شهر رمضان،أي،أن يشرع فيها الإنسان من اليوم الثاني من شوال،ويتابعها لما في ذلك من السبق إلى الخيرات،ولأن هذا أسهل،لأن الإنسان قد اعتاد الصوم في رمضان فيسهل عليه الاستمرار فيه،ولأن الإنسان إذا أخرها ربما يحصل له التسويف فيقول،غدًا أصوم،غدًا أصوم حتى تنقضي الأيام،وهذه الأيام الستة تابعة لرمضان،فمن صامها قبل أن يقضي ما عليه من رمضان فإنه لا ينال ثوابها،لأن الرسول،ليه الصلاة والسلام،قال(من صام رمضان ثم أتبعه )ولو صامها قبل القضاء لكانت متبوعة لا تابعة،
ومن الصيام المشروع، أن يصوم الإنسان يوم عرفة،فإن النبي، صلى الله عليه وسلم،قال(أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )أخرجـه مسلم،
إلا الحاج فلا يسن له أن يصوم يوم عرفة،من أجل أن يكون قوياً متفرغاً للدعاء في ذلك اليوم،
ومن الصيام المشروع، صوم يوم عاشوراء،وهو اليوم العاشر من شهر محرم،لأنه اليوم الذي أنجى الله موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه،ولكن يصوم قبله اليوم التاسع،لقول النبي،صلى الله عليه وسلم(لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )رواه مسلم،
وقوله لأصومن يوم التاسع يحتمل لأصومن يوم التاسع مع العاشر أي،لئلا أقصد بصومى الى يوم عاشوراء بعينه كما يفعل اليهود ،وقد روى عن بن عباس،في صحيح مسلم،ما يدل على هذا المعنى ثم ساق الراوية التي قدمنا (خالفوا اليهود وصوموا يوم التاسع والعاشر)
ومن الصيام المشروع، صوم عشر ذي الحجة،لأن النبي - صلى الله عليه وسلم،قال(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر)صحيح البخاري،
ومن الصيام المشروع، أن يصوم الإنسان ثلاثة أيام من كل شهر،
وهي في أيام البيض،أي،في اليوم الثالث عشر،والرابع عشر والخامس عشر،
ومن الصيام المشروع،أن يصوم يوم الإثنين والخميس،لأن النبي،صلى الله عليه وسلم،كان يصومهما،ومن الحديث الصحيح الذي رواه احمد،والنسائي(تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) رواه احمد والترمذي،
ومن الصيام المشروع، أن يصوم يوماً ويفطر يوماً،وهذا أفضل الصيام،لقول النبي،صلى الله عليه وسلم،لعبد الله بن عمرو بن العاص(صم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام داوود وهو أفضل الصيام )متفق عليه،
وقيام الليل، هل انقطع بانتهاء رمضان،القيام مشروع في كل ليلة، هكذا أرشد النبي،صلى الله عليه وسلم،فإن لم يتيسر لك ذلك فقم ولو قليلاً في آخر الليل،لأن الرب،عز وجل،ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر،فيقول(من يدعوني فأستجيب له،من يسألني فأعطيه،من يستغفرني فأغفر له)أخرجه البخاري،
واختم صلاتك بركعة التي هي الوتر،لأن النبي،صلى الله عليه وسلم،سئل عن صلاة الليل،فقال( مثنى مثنى،فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما قد صلى )وهو أن يسلم من كل ركعتين،وسواء نوافل الليل والنهار يستحب أن يسلم من كل ركعتين،
صحيح البخاري ومسلم،وأبو داود،والترمذي،
أما الصدقة، فهي أيضاً لم تنقطع ، الصدقة مشروعة كل وقت، إنفاقك على نفسك صدقة،وعلى أهلك صدقة ، بل إن الإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم،فلو كان معك عشرة ريالات،وتقول،هل أتصدق بها على فقير،أم أنفق بها على أهلي لأنهم محتاجون،نقول،أنفقها على أهلك،
ثم قراءة القرآن لم تنقطع بانتهاء رمضان ، قراءة القرآن مشروعة كل وقت،وينبغي للإنسان أن يجعل له حزبًا معينًا يحافظ عليه كل يوم حتى لا تضيع عليه الأيام بدون قراءة القرآن،
المؤمن لا ينقطع عن العمل إلاَّ بانقطاع الأجل،وقد سُئِل الإمام أحمد،متى يجد العبدُ طعم الراحة،قال،عند أول قدمٍ في الجنَّة,
اللهم بشرنا بما تنتظره وأنت خيرُ المبشرين،وارزقنا الأ نس بك، والطمأنينة بذكرك ،
اللهم أذق قلوبنا برد عفوك وحلاوة حبك وافتح مسامع قلوبنا لذكرك وخشيتك،واغفر لنا بكرمك وأدخلنا جنتك برحمتك يا رحمن يا رحيم،
اللھُم إني أسألك إيمانًا دائمًا ، وصبرًا جميلاً ،وفرجا قريبًا ،وأجراً عظيماً،ويقيناً صادقاً،ورزقاً واسعاً،وتوبةً نصوحاً،وقلباً سليماً،
واسال الله ان يبلغنا رمضان،وان يوفقنا ويتقبله منا،
اللهم امين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل انقضى عمل الإنسان بانقضاء شهر رمضان
إن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت،لقول الله تبارك وتعالى( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )الحجر،أي،حتى يأتيك الموت، ولقوله تعالى عن يعقوب(يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )البقرة،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث،صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)رواه مسلم،
فلم يجعل النبي،صلى الله عليه وسلم،أمدًا لانقطاع العمل إلا بالموت،
إن العمل الذي يؤدى في رمضان،كالصوم،والقيام،والصدقة،لاينقطع بانتهاء رمضان،هناك صيام أيام مشروعة غير رمضان،منها، صيام الأيام الست من شوال،فإن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر)رواه أبو داود،والترمذي،
وهذه الأيام الستة ينبغي أن تلي شهر رمضان،أي،أن يشرع فيها الإنسان من اليوم الثاني من شوال،ويتابعها لما في ذلك من السبق إلى الخيرات،ولأن هذا أسهل،لأن الإنسان قد اعتاد الصوم في رمضان فيسهل عليه الاستمرار فيه،ولأن الإنسان إذا أخرها ربما يحصل له التسويف فيقول،غدًا أصوم،غدًا أصوم حتى تنقضي الأيام،وهذه الأيام الستة تابعة لرمضان،فمن صامها قبل أن يقضي ما عليه من رمضان فإنه لا ينال ثوابها،لأن الرسول،ليه الصلاة والسلام،قال(من صام رمضان ثم أتبعه )ولو صامها قبل القضاء لكانت متبوعة لا تابعة،
ومن الصيام المشروع، أن يصوم الإنسان يوم عرفة،فإن النبي، صلى الله عليه وسلم،قال(أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )أخرجـه مسلم،
إلا الحاج فلا يسن له أن يصوم يوم عرفة،من أجل أن يكون قوياً متفرغاً للدعاء في ذلك اليوم،
ومن الصيام المشروع، صوم يوم عاشوراء،وهو اليوم العاشر من شهر محرم،لأنه اليوم الذي أنجى الله موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه،ولكن يصوم قبله اليوم التاسع،لقول النبي،صلى الله عليه وسلم(لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )رواه مسلم،
وقوله لأصومن يوم التاسع يحتمل لأصومن يوم التاسع مع العاشر أي،لئلا أقصد بصومى الى يوم عاشوراء بعينه كما يفعل اليهود ،وقد روى عن بن عباس،في صحيح مسلم،ما يدل على هذا المعنى ثم ساق الراوية التي قدمنا (خالفوا اليهود وصوموا يوم التاسع والعاشر)
ومن الصيام المشروع، صوم عشر ذي الحجة،لأن النبي - صلى الله عليه وسلم،قال(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر)صحيح البخاري،
ومن الصيام المشروع، أن يصوم الإنسان ثلاثة أيام من كل شهر،
وهي في أيام البيض،أي،في اليوم الثالث عشر،والرابع عشر والخامس عشر،
ومن الصيام المشروع،أن يصوم يوم الإثنين والخميس،لأن النبي،صلى الله عليه وسلم،كان يصومهما،ومن الحديث الصحيح الذي رواه احمد،والنسائي(تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) رواه احمد والترمذي،
ومن الصيام المشروع، أن يصوم يوماً ويفطر يوماً،وهذا أفضل الصيام،لقول النبي،صلى الله عليه وسلم،لعبد الله بن عمرو بن العاص(صم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام داوود وهو أفضل الصيام )متفق عليه،
وقيام الليل، هل انقطع بانتهاء رمضان،القيام مشروع في كل ليلة، هكذا أرشد النبي،صلى الله عليه وسلم،فإن لم يتيسر لك ذلك فقم ولو قليلاً في آخر الليل،لأن الرب،عز وجل،ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر،فيقول(من يدعوني فأستجيب له،من يسألني فأعطيه،من يستغفرني فأغفر له)أخرجه البخاري،
واختم صلاتك بركعة التي هي الوتر،لأن النبي،صلى الله عليه وسلم،سئل عن صلاة الليل،فقال( مثنى مثنى،فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما قد صلى )وهو أن يسلم من كل ركعتين،وسواء نوافل الليل والنهار يستحب أن يسلم من كل ركعتين،
صحيح البخاري ومسلم،وأبو داود،والترمذي،
أما الصدقة، فهي أيضاً لم تنقطع ، الصدقة مشروعة كل وقت، إنفاقك على نفسك صدقة،وعلى أهلك صدقة ، بل إن الإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم،فلو كان معك عشرة ريالات،وتقول،هل أتصدق بها على فقير،أم أنفق بها على أهلي لأنهم محتاجون،نقول،أنفقها على أهلك،
ثم قراءة القرآن لم تنقطع بانتهاء رمضان ، قراءة القرآن مشروعة كل وقت،وينبغي للإنسان أن يجعل له حزبًا معينًا يحافظ عليه كل يوم حتى لا تضيع عليه الأيام بدون قراءة القرآن،
المؤمن لا ينقطع عن العمل إلاَّ بانقطاع الأجل،وقد سُئِل الإمام أحمد،متى يجد العبدُ طعم الراحة،قال،عند أول قدمٍ في الجنَّة,
اللهم بشرنا بما تنتظره وأنت خيرُ المبشرين،وارزقنا الأ نس بك، والطمأنينة بذكرك ،
اللهم أذق قلوبنا برد عفوك وحلاوة حبك وافتح مسامع قلوبنا لذكرك وخشيتك،واغفر لنا بكرمك وأدخلنا جنتك برحمتك يا رحمن يا رحيم،
اللھُم إني أسألك إيمانًا دائمًا ، وصبرًا جميلاً ،وفرجا قريبًا ،وأجراً عظيماً،ويقيناً صادقاً،ورزقاً واسعاً،وتوبةً نصوحاً،وقلباً سليماً،
واسال الله ان يبلغنا رمضان،وان يوفقنا ويتقبله منا،
اللهم امين.