المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذم الفحش والبذاءة في السنة النبوية



امـ حمد
10-07-2016, 01:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذم الفحش والبذاءة في السنة النبوية
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(ليس المؤمن بالطعان،ولا اللعان،ولا الفاحش،ولا البذي)هذا حديث صحيح على شرط الشيخين،
ليس المؤمن بالطعان، أي عياباً للنَّاس،الذي يكثر من وصفهم،كثير الطَّعن،وقَّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة،وشتَّام بالعيب ويذمهم ويغتابهم،في وجودهم وفي غيابهم،
ولا اللعان،معنى اللعن وخطورته، إن اللعن يعني الطرد والإبعاد من الخير،أو من رحمة الله تعالى،
ولا يتصور أن تتمكن هذه الآفة من لسان مؤمن أبداً،
وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(لا ينبغي لصدِّيق أن يكون لعَّاناً)
لعن المؤمن جناية عظيمة، إن لعن المؤمن جناية عظيمة لا ينبغي لمسلم أن يتجرأ عليها، كفي في بيان قبح هذه الجناية قول النبي صلى الله عليه وسلم(لعن المؤمن كقتله)
وقال أهل العلم،ولعن المؤمن كقتله في التحريم أو التأثيم أو الإبعاد،فإن اللعن تبعيد من رحمة الله،والقتل تبعيد من الحياة،
احذر أن ترجع عليك اللعنة، فإنك إن لعنت شيئاً لا يستحق اللعن ،رجعت عليك اللعنة حتى لو كان الملعون ريحاً مسخرة ،فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما،أن رجلاً نازعته الريحُ رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم،فلعنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تلعنها فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)رواه الترمذي،عن ابن عمر رضي الله عنه،
لا تلعن الحيوان ولا الدابة، كثيراً ما يتهاون الناس في هذا فيلعنون الحيوانات والدواب ولا ينتبهون أنهم بذلك يخالطون أشياء قد لعنوها، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان في بعض أسفاره، وكانت امرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت الناقة فلعنتها المرأة، فلما سمعها النبي صلى الله عليه وسلم،قال(خذوا ما عليها ودعوها،فإنها ملعونة)صحيح مسلم،
طهِّر لسانك من اللعن، إذا كان اللعن بهذه الخطورة والفحش والشناعة فحريٌّ بكل مؤمن يرجو لنفسه النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون أن ينزه لسانه ويطهره من هذه الآفة المهلكة وليستحضر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك حين قال(لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار)سنن الترمذي،
ومن أعظم آفات اللسان، تعوُّده على السبِّ واللعن،ونظراً لأن الكثير من الناس قد تهاونوا،وأصبح اللعن على ألسنتهم سهلاً فيلعنون أولادهم، ودوابهم، ومن يختلفون معه، بل ربما لعنوا من يمازحونه،
قال ابن بطال في قوله(ولا الفاحش) أي،فاعل الفحش أو قائله،
ومن له الفحش في كلامه،والمراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره،
(ولا البذيء)وهو الذي لا حياء له،وهو بذيء اللسان، وقد يكون بالهمز،
والفحش،والبذاء، مذموم كله، وليس من أخلاق المؤمنين،وقد روى مالك عن يحيى بن سعيد،أن عيسى بن مريم،لقي خنزيراً في طريق فقال له،انفذ بسلام،فقيل له،تقول هذا لخنزير،فقال عيسى ابن مريم، إني أخاف أن أعود لساني المنطق السوء،فينبغي لمن ألهمه الله رشده، أن يجنبه ويعود لسانه طيب القول، ويقتدي في ذلك بالأنبياء عليهم السلام، فهم الأسوة الحسنة،
حين دلَّ النبي صلى الله عليه وسلم،من أراد النجاة على إمساك لسانه وحفظه، كان ذلك بياناً لعظم خطورة اللسان، خصوصاً إذا أطلق له صاحبه العنان،
من أكبر الكبائر،في بعض الشباب أصبحوا لا يتمازحون إلا باللعن والسباب والاستهانة بالسباب،ولعن الآباء والأمهات، مع أن ذلك من الكبائر،كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه)صحيح البخاري،

اللهم طهر ألسنتنا من السب واللعن،والغيبة والنميمة،وقلوبنا من الغل والحقد والحسد،وطهر قلوبنا من سوء الظن،وكل ما يغضبه سبحانه وتعالى،اللهم آميـــــن.

الحسيمqtr
14-07-2016, 02:58 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
14-07-2016, 05:04 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس