المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى تكون النصيحه فضيحه



امـ حمد
12-07-2016, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
متى تكون النصيحه فضيحه
النصيحة يجب تكون بدون علم الناس حتى تكون نصيحة والا صارت فضيحة،
من وعظ أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه،ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه)
،بتلك الكلمات حدد الإمام الشافعي،رحمه الله،الفرق بين النصيحة والفضيحة، بين النصح والتوبيخ، بين ناصح أمين وبين فاضح مهين، فالدين النصيحة، لكن شريطة أن يلتزم كل منا بآدابها، ويعرف حدودها،وأن يخلص النية في توجيهها،فليست كل النصائح سواء، وليس كل الناصحين أمناء،وليس كل المنصوحين بتوجيههم سعداء، فكم من نصيحة وجهت بشكل خاطئ أدت إلى شقاق وجفاء، فالتزموا الأمانة والإخلاص في نصحكم،والسرية في توجيهكم،والرفق في حديثكم، وتخيروا الأوقات المناسبة، والظروف الملائمة،
وللنصيحة طرق عدة، وأساليب متعددة، وأهداف متنوعة،والهدف أن نلتزم بضوابطها وآدابها،خصوصاً السرية،أما إذا كانت على الملأ فلنا في النهج النبوي الكريم أسوة حسنة،فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم،إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول(ما بال أقوام يفعلون كذا،ما بال أحدكم يفعل كذا)دون أن يوجه حديثه لأحد بعينه،
ليست كل النصائح سواء، وليس كل الناصحين أمناء،فكم من نصيحة وجهت بشكل خاطئ أدت إلى شقاق وجفاء، فالتزموا الأمانة والإخلاص في نصحكم، والسرية في توجيهكم، والرفق في حديثكم، وتخيروا الأوقات المناسبة، والظروف الملائمة،
فغالباً ما يستخدم الأب في حالة توجيه الابن النصيحة بأسلوب غير مباشر،تكون بالتلميح لا بالتصريح حتى لا يكون هناك مجال للتجريح، كأن يحدثه مثلا عن أضرار التدخين وما يسببه،ويكون مفعولها أفضل، وكذلك في هذا السياق يجب أن يكون الناصح على قدر مسئولية النصيحة،فمثلاً،إن كنت مديراً لا تلتزم بمواعيد العمل لن تسطيع توجيه مرؤوسيك بالانضباط، فلا تنه عن خلق وتأتي مثله،
والنصح هو أن تدلَّ الشخص على الخير وأن ترشده إلى الحق وأن تهديه إلى عيوبه، حتى تنير بصيرته فيقلع عن خطئه ويعدل سلوكه، ويفترض في كل ناصح أن يمتلك من الفطنة والذكاء، إضافة إلى الخبرة والإلمام بموضوع النصيحة ما يجعله أهلاً لكي يكون ناصحاً،على أن يدرك تماماً أن هدف النصيحة هو تصحيح عيوب وأخطاء الغير،وليس إشاعة أفعالهم السيئة أو فضحهم،
أنَّ نفس السَّاتر تزكو، ويرضى عنه الله، ويستره في الدُّنيا والآخرة،
وينبغي أن تكون النَّصيحة سرًّا ولا تكون أمام الملأ،
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين به يظهر الخير ويعم ويختفي الباطل ويضمحل وهو ما يميز المؤمنين عن المنافقين،
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِك هُمُ المُفْلِحُونَ)
فإنكار المنكر،من الواجبات عند أهل السنة والجماعة، لكن بالضوابط الشرعية التي جاءت بها السنة وكان عليها سلف هذه الأمة،
وقد قيّد الإنكار بقوله(من رأى منكم منكراً)وهذا الوصف مقصود بالرؤية فلا يصح أن من سمع منكراً ينكر بل ينصح،
قال الشوكاني(ينبغي لمن ظهر له غلط في بعض المسائل أن تناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد)
فالنصيحة هي، كلمة جامعة لإرادة الخير وحيازته للمنصوح،
فالمقصود بها،رتق العيوب، وسد الخلل، والتصفية ونبذ ما لا يليق بالمسلم، وتحذيره من المخالفة، وزجره عن المعصية، وجذبه إلى الطاعة، ليخلص من الشرور والآثام، وليبعد عنه آثارها،وهذا الأمر هو الذي ينبغي أن يتنبه له المسلم،
والنصيحة هي من أعظم ما يكلف به المسلم،كما قال جل وعلا(ليْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ)التوبة،
لكن نصحك لله ولرسوله ونصحك للأمة ولعباد الله، أمر ينبغي أن أن ينطق به لسانك، وأن يكون ديدنك في حياتك كلها مع كل إخوانك، بالأسلوب الحسن،وبالمنهج الشرعي،ووفق الهدي النبوي الذي علمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم،
وقد ذكر الله جل وعلا،في قصص الأنبياء والمرسلين(وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)الأعراف،
والنصح فيه إخلاص وأمانة ومحبة للمنصوح وإرادة الخير له،
وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحدٍ وعظوه سرًّا، حتى قال بعضهم(من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبَّخه)
وقال الفضيل بن عياض،رحمه الله(المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعيِّر)
قال عبد العزيز بن أبي رواد(كان مَنْ كان قبلكم إذا رأى الرجلُ من أخيه شيئًا يأمره في رفق فيُؤْجَرُ في أمره ونهيه، وإنَّ أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك ستره)
وفي عقوبة من عير أخاه بالذنب،وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن،وتتبع عيوبه وكشف عوراته ، أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو في جوف بيته ،
وفي حديث أبي بزرة الأسلمي،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتّبع عوراتهم يتّبع الله عورته، ومن يتّبع الله عورته يفضحه في بيته)أخرجه أبو داود،وأحمد،
وأخرج الترمذي،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)
وروي الترمذي(من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله،وحُمل ذلك على الذنب الذي تاب منه صاحبه)

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الصابرين الشاكرين،وأن يرزقنا وإياكم الهدى والتقى،والعفاف والغنا،كما نسأله تبارك وتعالى،أن يرزقنا وإياكم الاستقامةَ على طاعته،والعملَ بما يرضيه.

الحسيمqtr
14-07-2016, 02:58 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
14-07-2016, 05:04 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصدق منجاة
21-07-2016, 12:26 AM
اللهم استرنا

سالم الزهران
21-07-2016, 12:33 AM
بارك الله في جهدك و وقتك يا ام حمد

امـ حمد
21-07-2016, 02:39 AM
اللهم استرنا

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
21-07-2016, 02:40 AM
بارك الله في جهدك و وقتك يا ام حمد
اللهم آميـن
بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس