المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نحصل على التقوى



امـ حمد
17-07-2016, 06:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقوى الله عزّ وجل،بها النجاةَ من عذاب النار،وبها الدخولَ إلى الجنة يقول تعالى﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
قال تعالى(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)البقرة،
التقوى لها ثمار عظيمة،تعود على الإنسانِ المتقي في الدنيا والآخرة،
للتقوى ثمرات عظيمة ونتائج كبيرة في الدنيا والآخرة,فمن ثمراتها،محبة الله تعالى،قال تعالى (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)آل عمران،
قال الإمام الطبري،رحمه الله،يعني فإن الله يحب الذين يتقونه فيخافون عقابه ويحذرون عذابه فيجتنبون ما نهاهم عنه وحرمه عليهم ويطيعونه فيما أمرهم به،
قال الشيخ ابن سعدي،رحمه الله،والعهد يشمل العهد الذي بين العبد وبين ربه، وهو جميع ما أوجبه الله على العبد من حقه،ويشمل العهد الذي بينه وبين العباد،والتقوى تكون في هذا الموضع ،ترجع إلى اتقاء المعاصي التي بين العبد وبين ربه،وبينه وبين الخلق، فمن كان كذلك فإنه من المتقين الذين يحبهم الله تعالى،
رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة، قال جل وعلا(قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)الأعراف،
قال ابن القيم،رحمه الله،فالمكتوب للذين يتقون نوع خاص من الرحمة الواسعة، قال ابن كثير،رحمه الله،أي سأجعلها للمتصفين بهذه الصفات وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم( الذين يتقون)
سبب لعون الله ونصره وتأييده، قال شيخ الإسلام ابن تيمية،أنه يجعل للمتقين مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون،
وقال الشيخ ابن سعدي،رحمه الله،والله مع المتقين المحسنين، بعونه،وتوفيقه، وتسديده،وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي ، وأحسنوا في عبادة الله،بأن عبدوا الله ، كأنهم يرونه،فإن لم يكونوا يرونه،فإنه يراهم،
والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه،
تبعث في القلب النور،وتقوي بصيرته، فيميز بين ما ينفعه وما يضره،قال الشيخ ابن سعدي،رحمه الله،امتثال العبد لتقوى ربه، عنوان السعادة،وعلامة الفلاح،ومغفرة الذنوب,والأجر العظيم ، والثواب الجزيل ، لمن اتقاه ، وآثر رضاه على هوى نفسه،
توسيع الرزق وفتح مزيد من الخيرات، قال جل في علاه(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )الأعراف،
قال الشيخ ابن سعدي،رحمه الله،لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صادقا صدقته الأعمال،واستعملوا تقوى الله تعالى ظاهرا وباطنا بترك جميع ما حرم الله،لفتح عليهم بركات السماء والأرض ، فأرسل السماء عليهم مدرارا،وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيش وأغزر رزق ،من غير عناء ولا تعب ،ولا كد ولا نصب ، ولكنهم لم يؤمنوا ويتقوا( فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )بالعقوبات والبلايا ، ونزع البركات ، وكثرة الآفات،وهي بعض جزاء أعمالهم ، وإلا فلو أخذهم بجميع ما كسبوا ، ما ترك على ظهرها من دابة،
التقوى ثوابها الجنة، قال سبحانه وتعالى(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ)القلم،
قال القرطبي،رحمه الله،إن للمتقين في الآخرة جنات ليس فيها إلا التنعم الخالص لا يشوبه ما ينغصه كما يشوب جنات الدنيا،
من أنواع النعيم والعيش السليم في جوار أكرم الأكرمين،
أنها سببٌ في خروج الإنسان من الأزمات، سُئل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه،أبيّ ابن كعب فقال له،ما التقوى،فقال،يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك،فقال،نعم،قال،فماذا فعلت،قال عمر،أُشمّر عن ساقي وأنظر الى مواضع قدميا،وأقدم قدماً
وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكه،فقال أبيّ ابن كعب،تلك هي التقوى،
فهي تشمـير للطاعه،ونظرٌ في الحلال والحرام،وورعٌ من الزلل،
ومخافة وخشية من الكبير المتعال،
وهي أساس الدين وبها يرتقى الى مراتب اليقين، وزاد القلوب فيها تقتات وبها تقوى،
وعرفها طلق بن حبيب،رحمه الله،فقال،هي العمل بطاعة الله, على نور من الله رجاء ثواب الله, وترك معاصي الله على نور من الله, مخافة عذاب الله،
وقال عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر،
كلما جاهد العبد نفسه على تحقيق التقوى وجد التيسير في أموره، ونال الرزق الطيب،وهدي إلى المخرج المناسب والملائم فيما يعرِض له من مشكلات،إضافة إلى تكفير السيئات وغفران الذنوب ورفعة الدرجات،والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة،
من ثمرات التقوى، تسهيل في الأمور وتيسير الأسباب(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً )
ويعطى العلم النافع من جراء التقوى(وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
فكيف نحصل على التقوى، التقوى سهلة النيل على من وفقه الله لها,لكن ما أعسرها على من كان عن الرحمة مبعداً،
يحصل العبد عليها متى ما تخلى عن الشهوات, وسارع إلى الطاعات,وأناب إلى رب الأرض و السماوات،
قال ميمون بن مهران،رحمه الله،لا يكون الرجل تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه،
التوكل على الله نصف الدين، ينبغي للناس أن يتوكلوا على الله عز وجل مع أخذهم بالأسباب الشرعية ، فالتوكل كما قال ابن القيم، نصف الدين،والنصف الثانى الإنابة،فالتوكل هو الاستعانة والإنابة وقال أيضاً،التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم ،
قال ابن القيِّم،رحمه الله،ضمن الله تعالى لهم بالتَّقوى ثلاثة أمور،
أحدها، أعطاهم نصيبين من رحمته،نصيبًا في الدُّنيا, ونصيبًا في الآخرة, وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين،
الثَّاني، أعطاهم نورًا يمشون به في الظُّلمات،
الثَّالث، مغفرة ذنوبهم, وهذه غاية التَّيسير, فقد جعل الله تعالى التَّقوى سبباً لكلِّ يسر, وترك التَّقوى سببًا لكل عسر،
أنَّ الله تعالى يجعل للمتَّقي من كلِّ همٍّ فرَجًا, ومن كلِّ ضيقٍ سعةً ومخرجًا, ومن كلِّ بلاءٍ عاقبة, ومنها أيضًا تحصيل الرِّزق له, وتيسير الأمور عليه, قال تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ)الطلاق،
قال الرَّبيع بن خثيم،يجعل له مخرجًا من كلِّ ما ضاق على النَّاس،
تكفير سيِّئات المتَّقي, وتعظيم أجوره, ومضاعفة حسناته ولو مع يسر عمله, قال تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)الطلاق،
قال ابن كثير،أي يذهب عنه المحذور, ويجزل له الثَّواب على العمل اليسير،
إن الله هو الوكيل ، الذي يتوكل عليه،وتفوض الأمور إليه ليأتي بالخير ويدفع الشر،




أسأل الله لي ولكم أن يرزقنا تقواه في السر والعلانية ،وأن يجعلنا من المتقين المحسنين،فهو سبحانه قدير و بالإجابة جدير .

الحسيمqtr
18-07-2016, 05:34 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
18-07-2016, 02:29 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

مجوهرات
25-08-2016, 12:16 PM
استغفر الله العظيم عدد خلقه

امـ حمد
25-08-2016, 03:58 PM
استغفر الله العظيم عدد خلقه

بارك الله فيك وفي حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس