المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن القلب الصافي يدفع الشبه ويردها وينكرها



امـ حمد
26-07-2016, 02:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن القلب الصافي يدفع الشبه ويردها وينكرها
علوم الشريعة، والفقه،والعقيدة الصحيحة،فهذه علوم بها حياة القلوب وطريق العبودية وتوحيد رب العالمين,ولا صلاح للعباد والبلاد في الدنيا والآخرة إلا بها،
فهذه ينبغي أن يتشرّبها قلب العبد المؤمن،لأنها طريق السعادة في الدارين، وسُلّم العبودية لرب العالمين،
ومن العلوم،قسمان،
علوم دنيوية بحتة، يؤخذ منها ما يحتاج إليه لحياة الإنسان على هذه الأرض والسعي في معاشه,وهذه إن قصد بها المعونة على طاعة الله أُثيب عليها،وإن صدّت عن طاعة الله أو قُدّمت عليها عوقب عليها،

العلوم الفلسفية الفكرية المنحرفة، مقالات أهل الأهواء والبدع،بمختلف تياراتها ومنطلقاتها،وهي داء العُضال الذي إن تسلل إلى القلوب أفسدها، وغشاها بالشبهات والشكوك، وحلوها من يقين الإيمان وبرد التسليم والطاعة وسلامة القلب وصحته وقوته إلى الحيرة والتردد وتسلّط الوساوس، وضعف العبادة وقلة الطاعة، وتحول القلب من الأُنس إلى الوحشة،
والشبهات من أشد الأشياء على القلوب وأثقلها حتى تكاد الشبهة أن تكون جبلاً، وأنَّى للقلب الرقيق تحمّله،
والمؤمن المستبصر يدرك مدى خطورة الأمر، خاصة إذا علم أنه لا أحد بمأمن مهما علا شأنه في العلم أو العبادة والطاعة،
وهو ما جعل هذه الشبهات تلج القلوب، فتُغيّر الكثير منها،فصارت هذه القلوب تمتص هذه الشبهات،
إن سؤال المسلم طلب الهداية(اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)الفاتحة،
أن سبيل الله واحد وما عداه سُبُل الشيطان، وأصل الهداية هداية القلوب،لأن القلب سيد البدن، كما أن أساس الضلالة،غواية القلوب وضلالها وانحرافها، فجاءت هذه الوصية من شيخ الإسلام بن تيمية،والتي تقول خلاصتها(لا تجعل قلبك للشبهات مثل الإسفنجة، فيتشربها ولا ينضح إلا بها،
فما وجه تشبيه هذا النوع من القلوب بالإسفنجة،
أولاً، أن الإسفنجة معروفة بطبعها،فهي تمتص كل سائل،فإن أدخلتها طيّباً،من ماء عذب أو لبن أو شراب،فإنها تمتصه،كما أنك إن أدخلتها في ماء عفن أو نجس،كخمر ونحوه، فإنها تمتصه أيضاً،
ثانياً، أن الإسفنجة إذا امتصت السائل فلا بد أن تنضح بما فيها،حيث يخرج منها القطرات بل أكثر من ذلك إذا ضغط عليها ولو بقليل من القوة وقلّما تحتفظ بما فيها حتى ينشف، ولو نشفت لما أقبح ما فيها،إن كان ما امتصته من المجاري وأشباهها،
ثالثاً، أن الإسفنجة متى ما اعتادت امتصاص العفن، تحولت هي إلى عفن،فلا ينفع معها تنظيف ولا غسل،
وكذلك القلوب فهي، رقيقة لأنها موطن الإرادة والحب والبُغض والمحبة والكُره، وهي موطن أعمال القلوب،من خوفٍ،ورجاء،ومحبة وإنابة، وإخلاص،وصدق،وتوبة،وتوحيد،وتوكل،ولذا فهي تابعة لمن خضعت بالافتقار لمولاها،مع كمال الانقياد والطاعة،إلى مولاها بالاستجابة التامة، بفعل الأوامر واجتناب النواهي،فإن أذنب تبادر إلى التوبة والاستغفار،وسبب ذلك أن قوتها بالله (عبادةً واستعانةً وتوكلاً)وهذا من أحوال قلوب المؤمنين الصادقين،حيث تجدها أعظم ما تكون رقّة ورحمة وأقوى ما تكون صلابة في الحق، ونفوراً من الباطل وشجاعة في الدفاع عن الدين الحق وأهله، والموالاة لهم،فهي في الإيمان لا تخاف لومة لائم،
وإن انقادت القلوب،إلى غير الله من نفسٍ أمّارة أو هوى أو شيطان، في معبود غير الله، أو تعلق بجاه أو دنيا أو شهوة قُدمت على عبادة الله، وطاعته،تحولت القلوب إلى محبة وخضوع لذلك المعبود من دون الله،فهي قاسية في عبادة الله وطاعته والانقياد له حتى تكون كالحجارة أو أشد قسوة،
إن القلوب،بحسب ما تُحمل وتُربى عليه،فإن حُملت على حبّ الحق والاستجابة له والنفور من الباطل والشبهات،
وأما إن تركت مرتعاً لكلّ عارض مما يعرض لها، تتقبله من غير تمييز،فإنها تكون عُرضةً للخطر،والوساوس التي يلقيها شياطين الإنس والجن،فتصبح مرتعاً للشبهات،فتصير كالسفنجة التي حذر منها شيخ الإسلام،تمتص الشبهات وربما تنضح، وتصبح مريضة بذلك،
وفي هذه الحالة المرضية يكون للقلب أحد مسارين،
أولاً، مسار يؤوب فيه القلب إلى سكينة الإيمان وبرد اليقين والتسليم لأمر الله،وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، بحيث تكون له خبيئة من عبادة وطاعة يتقرب بها إلى الله سبحانه تعالى،
فتجدد له هذه العبادة ثوب الإيمان،فيتوجه إليه منيباً مخبتاً متوكلاً،
ثانياً، مسار لا يوفق فيه لتسليم ولا لمزيد طاعة،فهذا قد تشتد عنده حالة الشك والقلق ويبقى حبيس نفسه وهواه وهواجسه ووساوسه،
لأن القلب تشربها واختلطت بها، كالإسنفجة التي امتصت الماء العفن،حيث تجده ينشرها بين أصحابه،فهو لا يكتفي بمرض قلبه، وإنما ينقل عداوة إلى الآخرين السالمين الأصحاء،حيث يخص أحبابه وأصحابه المقرّبين منه أو طلابه المتأثرين به،
أما الإسفنجي الذي حذّر منه شيخ الإسلام تلميذه ابن القيم،الذي يتشرّب شبهات أهل الأهواء فتعلق في قلبه فيكررها وينشرها وينضح قلبه بها،
أحوال القلوب وأمراضها وأدوائها وطرائق علاجها،
أولاً، العبادة والطاعة وهذه ضرورية لصفاء القلب وخلوصه من أكداره،
ثالثاً، أن تجعل قلبك كالزجاجة الصافية المصمتة، كما أوصى شيخ الإسلام فيكون لقلبك بصرٌ نافذٌ عند ورود الشبهات فيعرف أنها شبهة وليست علماً،فهو صلب في إيمانه وعلمه وبصيرته واثق من منهجه غير متردد فيه ولا شاك،
أن هذا القلب صافٍ كصفاء الزجاجة البلّورية النظيفة يُبصر الأمور والمسائل على حقيقتها فيفرق بين الحق والباطل والمعروف والمنكر،والواضح من حقائق الدين والعلم والإيمان،وشبهات الباطل، والخاطر الإيماني الرباني، والخواطر الشيطانية،فإذا أقبلت الشبهة أو الفتنة أبصرها،فقد نُوّر هذا القلب بأنوار الإيمان والعلم والطاعة فهو يعرفها ويعرف منشأها وغايتها،و
الفراسة يهبه رب العالمين لمن صفت قلوبهم وخَلَصت لربها تعالى،
فهو لصلابته يدفع الشبه ويردها وينكرها فهي من أجل هذه الصلابة لا تجد إليه مدخلاً،

اللهم أجعل قلوبنا بيضاء نقية تقية الى يوم تلقاك،لا يشوبها حقد ولا غل،ولا حسد،يارب العالمين.

بومحمد المطاوعه
26-07-2016, 07:24 AM
الله يجزاكي خير
وبارك الله فيج اختي

امـ حمد
26-07-2016, 07:30 AM
الله يجزاكي خير
وبارك الله فيج اختي

تسلم اخوي بو محمد المطاوعه
بارك الله في عمرك وفي حسناتك،وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
26-07-2016, 07:35 AM
في هذا الزمان سمعنا و شفنا اشياء كثيرة غريبة مستنكرة ( لكن ) اللي يشيب الرضيع ان اصحابها يظنونها حق وهذا سببه الشبهات واتباع اصحاب الأهواء

نسأل الله ان يكفي المسلمين شر اهل البدع و ان يعصمنا و اياكم من الشبهات و جزاك الله خير أم حمد

امـ حمد
26-07-2016, 04:03 PM
في هذا الزمان سمعنا و شفنا اشياء كثيرة غريبة مستنكرة ( لكن ) اللي يشيب الرضيع ان اصحابها يظنونها حق وهذا سببه الشبهات واتباع اصحاب الأهواء

نسأل الله ان يكفي المسلمين شر اهل البدع و ان يعصمنا و اياكم من الشبهات و جزاك الله خير أم حمد



اللهم آمين
بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
30-07-2016, 05:01 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
30-07-2016, 03:34 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
30-07-2016, 06:02 PM
اللهم أجعل قلوبنا بيضاء نقية تقية الى يوم تلقاك،لا يشوبها حقد ولا غل،ولا حسد،يارب العالمين.

امين

جزيتي الجنه

امـ حمد
30-07-2016, 09:15 PM
اللهم أجعل قلوبنا بيضاء نقية تقية الى يوم تلقاك،لا يشوبها حقد ولا غل،ولا حسد،يارب العالمين.

امين

جزيتي الجنه



بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي تارا
وجزاك ربي جنة الفردوس