الوسيط العقاري
08-08-2016, 11:52 AM
فيض الخاطر .. الصيف في الدوحة
بقلم : د. كلثم جبر
الراية القطرية
مع حلول الصيف.. تغادر الدوحة أعداد كبيرة من المواطنين والوافدين هرباً من الحرارة والرطوبة، وهو هروب - إن صحّ التعبير - لا يتيسر إلا لميسوري الحال الذين أنعم الله عليهم من فضله بنعمة المال، ويسر لهم من خيره سعة في الرزق، لكن من المؤسف أن يستدين بعض الراغبين في السياحة الصيفية في الخارج، من البنوك، مبالغ فوق طاقتهم، لتحقيق هذه الغاية، فتتراكم عليهم الديون التي تدخلهم في دوامة الأقساط الشهرية، والتي قد لا تنتهي مع حلول الصيف التالي، وبذلك تتراكم الديون، وتتفاقم العمولات البنكية وتكبر مبالغ الأقساط، مع كل سلفة بنكية جديدة تضاف لما قبلها في كل عام، وهناك فرق بين من يسافر عن ميسرة في الحال ووفرة في المال، وبين من يسافر بالقروض البنكية ذات الفوائد الكبيرة، ليعود بعدها إلى الأجواء، فتذهب متعة السفر، وتبدأ معاناة الأقساط، ما يربك الوضع الاقتصادي للأسرة، لتصل إلى طريق مسدود ربما انتهت إلى المحاكم لا قدر الله.. طبعاً هناك من يسافر للعمل أو الدراسة وهؤلاء لا يختارون المدن السياحية، بل هم رهن ما يقتضيه الهدف الذي سافروا من أجله.
هذه المقدمة كان لا بد من المرور عليها لنتحدّث عن الصيف في الدوحة، والتي تستقبل السياح من دول الجوار، وربما من دول أخرى عربية وأجنبية، فالبرامج الترفيهية والثقافية والتسويقية أصبحت في السنوات الأخيرة من المعالم البارزة في الدوحة صيفاً وشتاءً، ما جعل الإقبال عليها يزداد مع مرور الزمن، ويتضح ذلك من ارتفاع نسبة التشغيل في الفنادق والشقق المفروشة، ما أدّى إلى هذا الازدحام الذي نشهده في المولات والشواطئ والأسواق الشعبية، حيث يجد المواطن والسائح فرصته لقضاء فترة الصيف، في أجواء تخفف من وطأة الحر والرطوبة، خاصة أن هذه الأماكن مكيفة، أما الأماكن الأخرى غير المكيفة فهي في الغالب تحظى بالإقبال في فترة المساء الأقل في نسبة الحرارة أو الرطوبة، أما من يقضون الصيف وهم على رأس أعمالهم، فهم يعملون في أجواء مكيفة ومريحة، وغالباً ما تكون الشكوى أقل من حرارة الصيف ورطوبته، عند الملتزمين بالدوام الرسمي من أصحاب الوظائف الخاصة والعامة.
ومن المؤسف أيضاً أن بعض المسافرين للأماكن السياحية في الخارج، يتباهون بالأجواء الترفيهية التي يعيشون فيها في تلك الأماكن، ويملؤون الدنيا ضجيجاً بنشر صورهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنهم أتوا بما لم تستطعه الأوائل، أو كأن هذه الصور تهمّ الناس أو تعنيهم من قريب أو بعيد، وهذا التباهي إذا زاد عن حده، يدخلهم في دائرة البطر على النعمة، وهم يعرفون أن غيرهم لا يستطيع مجاراتهم في هذا الأمر، كما يعرفون أنهم في حالة مؤقتة، يعودون بعدها إلى ما هم عليه من أجواء، سواء كانت هذه الأجواء صيفية أو شتوية، فليس لهم بد منها في نهاية الأمر، يعني لا مفر.
الدوحة كما هي في كل الأوقات تظلّ حافلة بالبرامج الترفيهية التي تلاقي إقبالاً كبيراً من الجميع، وربما احتار السائح في الاختيار بينها، لكثرتها وتنوّعها، وانتشارها في أكثر من مكان في الدوحة، وما يشهده سوق واقف أو الحي الثقافي "كتارا" أو الرحلات البحرية من الكورنيش، أو مهرجانات التسوّق والمهرجانات الفنية في المسارح والمولات والفنادق، كل ذلك يجعل من الدوحة مدينة جاذبة يجد فيها السائح ما يتطلع إله من وسائل الترفيه المختلفة للصغار والكبار معاً، كل ذلك وفي نظر المُنصفين، يجعل الدوحة واحدة من عواصم دول الخليج العربية ذات الحركة السياحية الملحوظة.
بقلم : د. كلثم جبر
الراية القطرية
مع حلول الصيف.. تغادر الدوحة أعداد كبيرة من المواطنين والوافدين هرباً من الحرارة والرطوبة، وهو هروب - إن صحّ التعبير - لا يتيسر إلا لميسوري الحال الذين أنعم الله عليهم من فضله بنعمة المال، ويسر لهم من خيره سعة في الرزق، لكن من المؤسف أن يستدين بعض الراغبين في السياحة الصيفية في الخارج، من البنوك، مبالغ فوق طاقتهم، لتحقيق هذه الغاية، فتتراكم عليهم الديون التي تدخلهم في دوامة الأقساط الشهرية، والتي قد لا تنتهي مع حلول الصيف التالي، وبذلك تتراكم الديون، وتتفاقم العمولات البنكية وتكبر مبالغ الأقساط، مع كل سلفة بنكية جديدة تضاف لما قبلها في كل عام، وهناك فرق بين من يسافر عن ميسرة في الحال ووفرة في المال، وبين من يسافر بالقروض البنكية ذات الفوائد الكبيرة، ليعود بعدها إلى الأجواء، فتذهب متعة السفر، وتبدأ معاناة الأقساط، ما يربك الوضع الاقتصادي للأسرة، لتصل إلى طريق مسدود ربما انتهت إلى المحاكم لا قدر الله.. طبعاً هناك من يسافر للعمل أو الدراسة وهؤلاء لا يختارون المدن السياحية، بل هم رهن ما يقتضيه الهدف الذي سافروا من أجله.
هذه المقدمة كان لا بد من المرور عليها لنتحدّث عن الصيف في الدوحة، والتي تستقبل السياح من دول الجوار، وربما من دول أخرى عربية وأجنبية، فالبرامج الترفيهية والثقافية والتسويقية أصبحت في السنوات الأخيرة من المعالم البارزة في الدوحة صيفاً وشتاءً، ما جعل الإقبال عليها يزداد مع مرور الزمن، ويتضح ذلك من ارتفاع نسبة التشغيل في الفنادق والشقق المفروشة، ما أدّى إلى هذا الازدحام الذي نشهده في المولات والشواطئ والأسواق الشعبية، حيث يجد المواطن والسائح فرصته لقضاء فترة الصيف، في أجواء تخفف من وطأة الحر والرطوبة، خاصة أن هذه الأماكن مكيفة، أما الأماكن الأخرى غير المكيفة فهي في الغالب تحظى بالإقبال في فترة المساء الأقل في نسبة الحرارة أو الرطوبة، أما من يقضون الصيف وهم على رأس أعمالهم، فهم يعملون في أجواء مكيفة ومريحة، وغالباً ما تكون الشكوى أقل من حرارة الصيف ورطوبته، عند الملتزمين بالدوام الرسمي من أصحاب الوظائف الخاصة والعامة.
ومن المؤسف أيضاً أن بعض المسافرين للأماكن السياحية في الخارج، يتباهون بالأجواء الترفيهية التي يعيشون فيها في تلك الأماكن، ويملؤون الدنيا ضجيجاً بنشر صورهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنهم أتوا بما لم تستطعه الأوائل، أو كأن هذه الصور تهمّ الناس أو تعنيهم من قريب أو بعيد، وهذا التباهي إذا زاد عن حده، يدخلهم في دائرة البطر على النعمة، وهم يعرفون أن غيرهم لا يستطيع مجاراتهم في هذا الأمر، كما يعرفون أنهم في حالة مؤقتة، يعودون بعدها إلى ما هم عليه من أجواء، سواء كانت هذه الأجواء صيفية أو شتوية، فليس لهم بد منها في نهاية الأمر، يعني لا مفر.
الدوحة كما هي في كل الأوقات تظلّ حافلة بالبرامج الترفيهية التي تلاقي إقبالاً كبيراً من الجميع، وربما احتار السائح في الاختيار بينها، لكثرتها وتنوّعها، وانتشارها في أكثر من مكان في الدوحة، وما يشهده سوق واقف أو الحي الثقافي "كتارا" أو الرحلات البحرية من الكورنيش، أو مهرجانات التسوّق والمهرجانات الفنية في المسارح والمولات والفنادق، كل ذلك يجعل من الدوحة مدينة جاذبة يجد فيها السائح ما يتطلع إله من وسائل الترفيه المختلفة للصغار والكبار معاً، كل ذلك وفي نظر المُنصفين، يجعل الدوحة واحدة من عواصم دول الخليج العربية ذات الحركة السياحية الملحوظة.