المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفراسة عند العرب



امـ حمد
11-08-2016, 06:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الفراسة عند العرب
اشتهر العرب قديما بالفراسة حيث كان العربي وبفضل فراسته يستطيع أن يعرف من ملامح الشخص وخصوصاً وجهه،وأن يعرف اصل هذا الشخص ومن أي قبيلة هو،وان ياخذ انطباع عام عنه حول شخصيته مثل(كرمه،بخله،شجاعته،جبنه)
وتفرع علم الفراسة،إلى تحليل اثار اقدام من مشى على ارض،
معرفة خصائص الإنسان السلوكية والنفسية،من خلال النظر إلى الوجه،والعيون،والحواجب،
ومعرفة وضعية المياه الجوفية في التربة من خلال شم التربة اوملاحظة النباتات ومدى نموها وحجمها،وملاحظة الحيوانات في تلك المنطقة،
وفراسة الجبال ومعرفة المعادن والكنوز الدفينة بها،
فراسة معرفة طباع الحيوان واهم صفاته المحمودة أو المذمومة وغيرها الكثير من انواع الفراسة التي اشتهر بها العرب قديماً،
تعريف الفراسة عند العرب قديماً، ورد ت كلمة فراسة في اللغة على أنها،المهارة،في تعرف بواطن الأمور من ظواهرها،
والتثبت والتأمل للشيء والبصر به,إذا كان عالماً به،
هناك ثلاثة أنواع من الفراسة لدى ابن القيم،
النوع الأول، الفراسة الإيمانية وحقيقتها،نور يقذفه الله في قلب العبد يكون من نتائجه أن يفرق بين الحق والباطل،والصادق والكاذب وهي بحسب الإيمان قوة وضعفاً،فكلما قوي الإيمان قويت،وكلما ضعف ضعفت،فمن كان أقوى إيماناً كان أقوى فراسة،لما فيها من الآثار الحميدة على العبد في الدنيا والآخرة،ولذلك حثت الشريعة الإسلامية عليهما ومدحت من اتصف بهما،فلا بد على العبد أن يعرف مقدار هذه النعمة،وأن يسأل الله الشكر على الاتصاف بهما،وأن يسيّرها فيما يرضاه ربه عز وجل،
أما النوع الثاني، وهي تكون بالتكرار،وسببها أن النفس إذا تجردت مما يثقلها صار لها كشف بحسب ذلك التجرد وهذا النوع لا يختص بأهل الإيمان بل هو حاصل للمؤمن والكافر فهي مشتركة بين الناس،فهي تحصل للولاة والأطباء وأرباب الحرف بحسب معرفتهم بوظائفهم وتمكنهم منها،
والنوع الثالث، يسمى الفراسة الخلقية،وهي الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن لما بينهما من ارتباط اقتضته حكمة الله كأن يستدل بزرقة العينين على الدهاء والخبث وبسعة الصدر على سعة الخلق والحلم،
ثم تلا قوله تعالى(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ)
وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان فمن كان أقوى إيماناً فهو أحد فراسة،
والإلهام موهبة من الله تعالى لأوليائه، وهو الهداية المستلزمة للتوفيق والاهتداء إلى الصراط المستقيم،
وللفراسة سببان،
أحدهما، جودة ذهن المتفرس، وحدة قلبه، وحسن فطنته،
والثاني، ظهور العلاقات والأدلة على المتفرس فيه،
قال ابن القيم،هداية التوفيق والإلهام،وهي الهداية المستلزمة للاهتداء،فلا يتخلف عنها،وهي المذكورة في قوله تعالى(فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء)إبراهيم،
قال تعالى في حق المنافقين(وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)محمد،
والمقصود معرفة المنافقين من خلال التفرس في كلامهم وما ينطوي عليه من شر، عن طريق الإشارة ،
وقول ابنة شعيب لأبيها في موسى عليه السلام(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)القصص،
لأنها رأت قوته عليه السلام،في رفع الصخرة عن البئر،وأمانته في عفة بصره عن النساء،فهو لما سوى ذلك آمن وأقوى،
من الأمثلة من حياة الصحابة في الفراسة، قال ابن القيم،وكان الصديق رضي الله عنه،أعظم الأمة فراسة، وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووقائع فراسته مشهورة، ويكفي في فراسته،موافقته ربه عز وجل،في المواضع المعروفة،
وكذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه،كان صادق الفراسة، وفراسة الصحابة رضي الله عنهم أصدق الفراسة،
مثال على فراسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،قصة طاعون أهل الشام،من حديث ابن عباس وفيه،وقد اختلفوا على عمر حين خرج إلى الشام، فأخبر أن الوباء قد وقع فيها، فاستشار المهاجرين والأنصار، فاختلفوا عليه إلا مهاجرة الفتح، فإنهم اتفقوا على رجوعه، فقال أبو عبيدة(أفراراً من قدر الله)قال عمر(لو غيرك قالها يا أبا عبيدة،نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت إن كانت لك إبل هبطت وادياً له عدوتان: إحداهما خصيبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصيبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله،قال،فجاء عبد الرحمن بن عوف،فقال،إن عندي في هذا علماً،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه, وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه)قال،فحمد اللهَ عمر،ثم انصرف)

الفراسه عند عمر بن الخطاب، إن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ملهما ومُحَدّثا يجري الحق على لسانه،مصداقا لما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،روى البخاري في صحيحه،عن أبي هريرة قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لقد كان فيمـا قبلكم من الأمم ناس مُحَدَّثُون،فإن يَكُ في أمتي أحد فإنه عمر)
روى الترمذي،عن ابن عمر رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)
جاء رجل الى الشافعي،يسأله مسألة،فقال له الشافعي،من أهل صنعاء أنت،فقال،نعم،قال الشافعي،فلعلك حداد،قال،نعم،

نسأل الله أن يشرح صدورنا لكل خير, وأن يباعدنا عن كل شر،اللهم آمين،
المصدر،مجلة البحوث الإسلامية.

سالم الزهران
11-08-2016, 08:27 AM
اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم

جزاك الله خير ام حمد

امـ حمد
11-08-2016, 04:15 PM
اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم

جزاك الله خير ام حمد

الله يعطيك العافيه وبارك الله فيك وفي حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
14-08-2016, 05:25 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
14-08-2016, 06:26 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

الله يعطيك العافيه وبارك الله فيك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس