المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضمير الحي،والضمير الميت



امـ حمد
15-08-2016, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما هو الضمير، الضمير هو الوجدان الداخلي لدى الأنسـأن،الذي يميز به الخطأ والصواب،الحق والباطل،الظلام والنور،وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالإستقامة،
بعض البشر باعوا وأستغنوا عن ضميرهم الحي،وأصبح ضميرهم ميت وهدام،وقد يأثرون بمن حولهم بتصرفاتهم وافعالهم فيستمر بيع الضمير،
أصحاب الضمائر الميتة،لآ يشعرون ولا يعانون فيرتكبون الجرآئم والمأزق الكثيرة،
فينخدعون بهم،فيقول سبحانه وتعالى(وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ)البقرة،
في زمننا الحالي ضعفت الراقبة الوجدانية بشكل مخيف فانتشرت السرقة،والفتنه بين الناس وغيرها الكثير،اي فعل يتخلى الأنسان عن ضميرة يفعل ما يريد عكس فطرته البشرية الصحيحة،
والرجوع للضمير الحي، أن يتذكر دائماً قدرة الله عليه، وأن يحكم ضميرة ويراجعة في كل فعل أو عمل،اذا راجع الشخص ضميرة بما يحكمة القرأن الكريم والأخلاق الرفيعة سينال التوفيق والنجاح في كل أمورة ،
الضمير،هو ذلكم الشعورُ الإنسانيُّ الباطنيُّ الذي يجعلُ المرءَ رقيبًا على سُلوكه، ولديه الاستِعدادُ النفسي ليميزَ الخبيثَ من الطيب في الأقوال والأعمال والأفكار،واستحسان الحسن،واستقباح القبيح،وأن العزَّة مع الإيمان،والذلَّة والدُّون مع الكُفر والفُسوق والعِصيان،
(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج،
إنه لن يستيقظَ ضميرُ الأمة إلا بيقَظَة ضمائر أفرادِها،إذ كيف يستقيمُ الظلُّ والعُودُ أعوج،
وكلما ضعُف الضمير كلما تأخَّرت ساعةُ الوعي،
ثم إن الناسَ أصنافٌ مع ضمائرهم،
فصنف ضميرُه ظاهرٌ حيٌّ، الضمير الحي هو ركنُ الرقابة في داخل كل إنسان،وهو ميزان الحق والباطل، والصواب والخطأ،
يعرفُ المعروف، ويُنكِرُ المُنكَر،يُشارِكُ أمَّتَه همومَها وآلامَها وآمالَها، يُواسِي ويُسلِي ويتوجَّع،ذليلٌ على المُؤمنين الصادقين،
وصنفٌ من الناس ضميره مستتر، مثل العبد الذي هو كلٌّ على مولاه أينما يُوجِّهه لا يأتِ بخير، وجودُه زيادةٌ في العدد،
ولسانُ حالِه يقول،نفسي نفسي،ولا ينصحُ مُستنصِحاً،وكأنه خُلق ليأكل ويشرب،
ومثلُ هذا إن لم يتعاهد ضميره، فسيكونُ مع الزمن في عِداد الضمائر الميتة،
وصنف ثالث،وهو الضمير الميت، الذي يغلبُ شرُّه خيرَه أو لا خيرَ فيه، لا تجِده في المُقدِّمة، لا يُشاطِرُ إلا في الشرِّ، ولا تراهُ إلا في دوائر القُبح يأمُر بالمُنكر، وينهَى عن المعروف، ويقبِضُ يدَيْه، نسِيَ الله فنسِيَه، لا تجِده إلا كاذِبًا غاشًّا أنانيًّا همَّازًا لمَّازًا مشَّاءً بِنَميمٍ،
وكأنه إنما خُلِق ليُثقِّل ميزانَه بالآثام فيلقَى ربَّه يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحمٍ،
أن الضميرَ الحيَّ هو مضخَّةُ الإيمان الحقيقيِّ، المُثمر التوادَّ والتراحُم والتعاطُف،وهو جامعُ الأعضاء في جسدٍ واحد وهو جسدُ الأمة المُتكامِل، كما قال النبي،صلى الله عليه وسلم (مثلُ المُؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد،إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسد بالسَّهر والحُمَّى)رواه مسلم،
أن عواقبٍ الصمت عن مُحاسبة الضمير وتعاهُده أشدّ خُطورةً من أسبابِه،ولذا فإنه ينبغي أن يحاسب كلُّ حريص ضميره،لأن الضمير الصامت شيطانٌ أخرس،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تحاسدوا،ولا تناجشوا،ولا تباغضوا،ولا تدابروا،ولا يبع بعضكم على بيع بعض،وكونوا عباد الله إخواناً،المسلم أخو المسلم،لا يظلمه،ولا يخذله،ولا يكذبه،ولا يحقره،التقوى هاهنا،ويشير إلى صدره ثلاث مرات، ثم يقول،بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم،كل المسلم على المسلم حرام،دمه وماله وعرضه)رواه مسلم،
لا يشكُّ صادقٌ البتَّة أن الأمة،أحوجُ ما تكون إلى الضمير الصادق الذي لا غِلَّ فيه ولا حسد،الضمير المُشفِق الناصِح الذي يُقدِّمُ مصلحةَ بني مِلَّتِه ومُجتمعِه وأهلِه الظاهِرة على مصلَحَته الشخصيَّة،
إنه عندما يموتُ الضمير، يُؤمَّنُ الخائنُ، ويُخوَّنُ الأمين، ويُصدَّقُ الكاذِبُ، ويُكذَّبُ الصادق،وتنطِقُ الرُّويبِضَة، ويتَّخِذُ الناسُ رُؤوساً جُهَّالاً فيضِلُّوا ويُضِلُّوا،
عندما يموتُ الضمير،يُصبِحُ التعييرُ نصيحةً، والغِيبةُ حُريَّةً،ويعلُو الظلمُ، ويخبُو العدل، ويكثُر الشُّحُّ، ويقِلُّ الناصِح، وتُستمطَرُ الآفاتُ والعُقوبات،ويهدم البُنيان لبِنة لبنة،ويموتُ الإحساس،
كان جيل يحمل هذه الخصال،ضمير حي،ونفس يقظة تميِّز الخير من الشر، والهدى من الضلال،
يتفقد عمر رضي الله عنه،رعيته فيجلس عند جدار بيت،فيسمع المرأة وهي تكلم ابنتها وتقول،ضعي الماء على اللبن ليزداد فنبيعه، فتقول الفتاة،يا أماه، هذا أمر لا يرضاه أمير المؤمنين عمر، فتقول الأم،وما يدري أمير المؤمنين بما نصنع، فتقول الفتاة،إن كان أمير المؤمنين لا يعلم، فربُّ أمير المؤمنين يعلم،
وعمر الفاروق،رضي الله عنه يسمع ذلك الحوار، فيصبح الصباح ويرسل إلى أهل هذا البيت ليخطب تلك الفتاة صاحبة الضمير الحي إلى ولده عاصم، فيرزقهم الله ذرية مباركة، يخرج منها الخليفةُ الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله،
بعض الناس ماتت ضمائرهم، والبعض نامت ضمائرهم،وهناك مَن باع ضميره،
ما أحوجنا إلى إيقاظ الضمير،وما أحوجنا إلى إحياء الضمير،وتنبيه الضمير،ليعود بالمسلم إلى حياته عاملاً فاعلاً متواصلاً مثمراً، مجتهداً،
الضمير الحي هو، ما تحتاجه الأمة من أبنائها،لنعيد للأمة حاضرها، ونمتلك زمام المستقبل،وهوالصادق مع نفسه ومع الآخرين،الذي يرفع راية الرحمه والود والالفه للجميع،ويقول على الخطأ خطأ،والصح صح،هو من يحب الجميع بدون اي غرض او مصلحه،واتقن ان الدنيا جسر الي الآخره،ومازال يتمتع بكل معاني الانسانيه،
الضمير الميت هو، الذي لايعرف سوى الكذب والخبث والنفاق،والغدر والقسوه والتفرقه والظلم،ويقول على الخطأ صح والصح خطأ،ويتميز بالانانيه والجحود والغلظه،ولا يعرف سوى مصلحته الشخصية،واتقن ان الدنيا هي كل شيء،وتجرد من معاني الانسانية كلها،


فنسأل الله أن يجنبنا التأنيب المذموم، وأن يجعل لنا نصيباً من التأنيب المحمود،واجعل قلوبنا من القلوب السليمة المطمئنة البيضاء وثبتنا على الهدى والإيمان،
وفقنا الله لما فيه صلاح نفوسنا واستقامة أمورنا ،
وطابت ايامكم بضمائر تخاف من الله سبحانه وتعالى،وتشعر بمراقبته،واجعلنا من قلوب الضمائر الحية.

الحسيمqtr
15-08-2016, 06:49 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
16-08-2016, 02:03 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس