المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً



امـ حمد
27-08-2016, 08:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صل الله عليه وسلم(لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبرٍ،وذراعاً بذراع،حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه،قلنا،يا رسولَ الله،اليهود والنصارى،قال،فمن)
الراوي،أبو سعيد الخدري،صحيح البخاري،ومسلم،
قال النووي(والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم في المعاصي والمخالفات،
فلا تتشبهوا بهم ولا تكونوا مثلهم
من شدة عناية الإسلام بتحقيق وحدة الجماعة المسلمة وتماسكها والتحذير من تفرقها،حرص على تميز هذه الجماعة واستقلاليتها عن باقي الجماعات لتظل بأفرادها متماسكة متحدة متميزة،لذلك نهينا عن التشبه بالكفرة من المشركين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى خاصة،عن مشابهتهم في أمورهم الدينية والدنيوية،كالنهي عن مشابهتهم في أعيادهم أو في طريقة صومهم أو مشابهتهم في أخلاقهم وسلوكياتهم كالحسد والبغي وكتم العلم أو الغلو في الدين وغير ذلك كثير،
وهذا الحديث من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام، فهؤلاء الغربيون عاداتهم، وتقاليدهم، وأخلاقهم، وانحلالهم، وتفلُّت أسرهم، وانحلال تربية أولادهم،لذلك شُرَّاح الحديث, قالوا(لتتبعن سنن،أي سُبَلَ ومناهج وعادات الأمم الذي سبقوكم، شبراً بشبرٍ،كنايةً عن شدة الموافقة لهم في عاداتهم، على الرغم ما فيها من سوءٍ وشر ومعصيةٍ لله عزَّ وجل ومخالفةٍ لشرعه،
قضية اتباع السنن من القضايا الهامة التي يلزم كل مسلم معرفتها، لأن عدم العلم بها يجر إلى الوقوع في التشبه بأمم الكفر والباطل واتباعهم في كثير مما ينبغى البراءة منه,وهذا يضر بدين العبد ضرراً بالغاً قد يصل إلى الكفر والعياذ بالله,وأقل ذلك الضرر هو التشبه بقوم إما ضالين أو مغضوب عليهم,
عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال(لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع،فقيل يا رسول الله كفارس والروم،فقال ومن الناس إلا أولئك)رواه البخاري،
وعند الترمذى،وأحمد(والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كانَ قبلكم مثلاً بمثل)
معنى السنن، والسُّنَّةُ الطريقة المحمودة المستقيمة،ولذلك قيل،فلان من أَهل السُّنَّة،من أَهل الطريقة المستقيمة المحمودة،
وفي الشَّرع فإنما يُرادُ بها ما أمر به النبي صلى اللّه عليه وسلم ،ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً،
وسنة الله تعالى،قد تقال لطريقة حكمته،وطاعته،
(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ،وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)الفتح،
فالمقصود،منها لا يختلف ولا يتبدل،وهو تطهير النفس، والوصول إلى ثواب الله تعالى،وجواره،
وهذا يظهر في قوله (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها )صحيح البخاري،
والأخذ،هو السيرة , يقال أخذ فلان بأخذ فلان،أي،سار بسيرة الأمم قبلها,سواء في دينها,أو في دنياها,
وهكذا فنحن نشاهد تقليد أجيال الأمة لأمم الكفر، فيما هي عليه من أخلاق ذميمة وبدع محدثة وعادات فاسدة،
وتنذر بشر مستطير,ثم إن هذا الإتباع،هو اتباع دقيق،عبر عنه الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى بقوله(لتتبعن سنن من قبلكم)الحديث،
وهذا كناية عن شدة الموافقة لهم في عاداتهم، رغم ما فيها من سوء وشر،ومعصية لله تعالى،ومخالفة لشرعه،
و(جُحر الضَب) ثقبه وحفرته التي يعيش فيها،والتشبيه بجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته،وما أروع هذا التشبيه الذي صدق معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فوقع ذلك التتبع والإتباع الممقوت من أمة المسلمين،لأمم الكفر البائدة الفاسدة,وصدق ربنا جل وعلا،إذ يقول عن نبيه صلى الله عليه وسلم(وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى)
وقد أخرج الطبراني،قال ابن بطال(أعلم صلى الله عليه وسلم،أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء،كما وقع للأمم قبلهم،وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر،والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس،وأن الدين إنما يبقى قائماً عند خاصة من الناس,قلت،وقد وقع معظم ما أنذر به صلى الله عليه وسلم،وسيقع بقية ذلك)
قال المناوى،لتركبن سننَ من كان قبلكم مثلاً بِمثل،ومعناه النهي عن اتباعهم ومنعهم من الالتفات لغير دين الإسلام،فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملاً ولا قولاً،
قال القرطبى،روى سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(وإن شئتم فاقرؤوا القرآن،كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم)
قال أبو هريرة،والخلاق، الدين،فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم)
وقد جاءت النصوص تنهي عن مشابهة الكافرين بطرق ثلاث،

أولاً، بيان أن التفرق والاختلاف من أمور الكافرين من المشركين وأهل الكتابين والذين نهينا عن مشابهتهم جملة في أمورهم الدينية والدنيوية،
يقول الله عز وجل(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)آل عمران،
فالله عز وجل،ينهى المؤمنون من أن يشابهوا اليهود والنصارى ويتابعوهم في تفرقهم واختلافهم،
وهذا النهي ليس هو نهي عن المشابهة فقط بل حقيقته نهي عن التفرق والاختلاف في الدين،
يقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما،قوله(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ)
أمر الله جل ثناؤه،المؤمنين بالجماعة فنهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله،
ويقول بن كثير رحمه الله عن الآية،ينهى تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضين في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليه،
ومن النصوص الواردة في النهي عن مشابهة الكافرين في تفرقهم قوله سبحانه وتعالى(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)الروم،
فنهى الله عز وجل،عن مشابهة أهل الشرك بالله سبحانه الذين بدلوا دينهم وخالفوه ففارقوه وكانوا أحزاباً وفرقاً كاليهود والنصارى وغيرهم،

الطريق الثاني، بيان سبب تفرق أهل الكتاب ليحذر المسلم ولا يسلك سبيلهم،
فلقد وردت النصوص الكثيرة التي تذكر اختلاف أهل الكتاب في الدين وتفرقهم عن الحق وأن هذا الاختلاف والتفرق لم يكن عن جهل منهم للحق،وقصوراً في التبليغ بل بلغوا،
وبين لهم أتم البيان وجاءتهم الحجج الواضحات بالحق المبين من رب العالمين ولكنهم استكبروا وأعرضوا عن الحق بغيا وعدوانا وظلما, ولقد أعمتهم الدنيا عن رؤية الحق،فكان حالهم أن حادوا عن الصراط المستقيم ووقعوا في الفرقة الاختلاف،
فانظر ما أنعم الله على بني إسرائيل وما أعطاهم من الدلائل التي تهديهم إلى الحق وتجمعهم وتعليهم وتوصلهم إلى رضوان الله ومع ذلك أعرضوا وأقبلوا على الدنيا فتنافسوها فأهلكتهم وبغى بعضهم على بعض فاختلفوا وتفرقوا،
وعلى المسلم أن يعتبر بمن كان قبلنا ولا يجعل الدنيا تصده عن دين الله،وإتباع الهوى يلهيه عن ذكر الله, وليعلم أن النجاة في العمل بما أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم،

الطريق الثالث، أن الفرقة والاختلاف كانت سبب هلاك الأمم الماضية،
ففي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،قال،النبي صلى الله عليه وسلم،قال(ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)
صحيح،البخاري،
فانظر كيف كره رسول الله صلى الله عليه وسلم،اختلافهم،ونهاهما عن ذلك فقال،ولا تختلفوا،
ولقد وردت نصوص كثيرة من السنة النبوية،في اختلاف بعض الصحابة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،في شيء من أمور الدين فيخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،غاضباً مستنكراً لاختلافهم محذراً إياهم مبينا لهم أن هذا الاختلاف كان سبب هلاك الأمم السابقة،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم،ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان،فقال،أبهذا أمرتم،أم بهذا أرسلت إليكم،إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر،عزمت عليكم عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه)رواه الترمذي،وحسنه الألباني،
ولقد ذكرت روايات عدة ليتبين،إنكاره عليه الصلاة والسلام، للاختلاف في دين الله،لأنه من موجبات الفرقة التي هي من أسباب الهلكة ولأن هذا الاختلاف هو سبب هلاك من قبلنا وسبب ضلالهم،
كل ذلك ليضمن تميز الشخصية المسلمة ويحول دون ذوبانها في شخصيات غيرها،مما يورث ضعفها ودخول الفرقة بين صفوفها،
فهل يعتبر في زماننا هذا،الذين يبحثون عن زلات العلماء ويعلنونها ويبحثون عن اختلافات الفقهاء ليبرزوها،دون فقه وفهم لأسباب الاختلاف ولا حتى لأنواعه فضلا عن أدبه،
وهل يعتبر المسلمون وينظرون إلى أن سبب تخلفهم وتسلط الأعداء عليهم هو بسبب تفرقهم إذ الفرقة هي الهلكة،
والعصمة والنجاة لا تكون إلا بالجماعة والاجتماع على الحق، على طاعة الله ورسوله،

‏اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنته،ويموتون على ملته ويحشرون في زمرته‏،واجعلنا من عبادك الطائعين،وألهمنا العمل بكتابك المبين،ووفقنا للسير على منهج الصادق الأمين،واجعلنا نخشاك كأنا نراك،وأسعِدنا بتقواك،ولا تشقنا بِمعصيتِك،والطف بنا فِي قَضَائِك،اللهم آمين.

qatara
27-08-2016, 08:15 PM
‏اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنته،ويموتون على ملته ويحشرون في زمرته‏،
واجعلنا من عبادك الطائعين،وألهمنا العمل بكتابك المبين،ووفقنا للسير على منهج الصادق الأمين،
واجعلنا نخشاك كأنا نراك،وأسعِدنا بتقواك،ولا تشقنا بِمعصيتِك،والطف بنا فِي قَضَائِك،

اللهم آمين.


وهذا هو سبب كل ماهو حاصل بامة لا اله الا الله
ولاحول ولا قوة الا بالله

جزيتي الجنه

سالم الزهران
27-08-2016, 10:48 PM
جزاكم الله خير ام حمد و كتارا

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

امـ حمد
28-08-2016, 01:52 AM
‏اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنته،ويموتون على ملته ويحشرون في زمرته‏،
واجعلنا من عبادك الطائعين،وألهمنا العمل بكتابك المبين،ووفقنا للسير على منهج الصادق الأمين،
واجعلنا نخشاك كأنا نراك،وأسعِدنا بتقواك،ولا تشقنا بِمعصيتِك،والطف بنا فِي قَضَائِك،

اللهم آمين.


وهذا هو سبب كل ماهو حاصل بامة لا اله الا الله
ولاحول ولا قوة الا بالله

جزيتي الجنه


بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
28-08-2016, 01:53 AM
جزاكم الله خير ام حمد و كتارا

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
28-08-2016, 09:56 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
28-08-2016, 03:34 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس