المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مساوئ التكبر وآثاره السيئة في حياة الفرد،



امـ حمد
06-09-2016, 09:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الغرور لا يعني الثقة بالنفس بل الشعور بالنقص
فإن ثقة المؤمن في نفسه ثمرة لثقته بربه تبارك وتعالى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم،يغرس الثقة في نفوس أصحابه، فكان يبشرهم بالنصر حتى في أحلك الظروف،كما فعل يوم الخندق حيث ضرب الصخرة العصية فأضاءت فبشرهم بالقصور والتيجان عند فارس والروم،فقال أهل النفاق(مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)
وأما أهل الإيمان فقد وثقوا في ربهم وأيقنوا بصدق كلام نبيهم، وتكلم عليه صلاة الله وسلامه بكلامه الواثق حين بشر سراقة بسواري كسرى، وأعلن ثقته في ربه حين قال للصديق (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وهذا منهج الأنبياء،
وقد قال الله عن نبيه موسى لما قال أتباعه إنا لمدركون،قال نبي الله موسى الواثق من تأييده ومعيته(كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)
ولا شك أن الواثق من ربه منصور مؤيد،
والمتكبر المعجب المغرور مخذول،أن ثقة المؤمن في نفسه نابعة من إيمانه بربه وتصديقه بوعده ووعيده،
بل إن المؤمن يردد في دعائه( ولا تكلني إلى نفسي ولا لأحد من خلقك طرفة عين ) لأن الإنسان إذا وكل إلى نفسه هلك، وإذا اعتمد على غير الله خذل،والمؤمن يشكو إلى الله ضعف قوته،
أن ثقة المسلم بنفسه نابعة من ثقته بربه الذي أمره أن يأخذ الكتاب بقوة وأن يبتعد عن سفاسف الأمور، والواثق بالله منصور والمتكبر واهم مخذول،وضعيف مهزوم،لأن المتكبر فيه نقص،هو الذي دفعه للتكبر على الآخرين،واحتقارهم لكنهم يقابلوه بنفس النظرة فيحقرونه،
الثقة بالنفس،تأتى من عوامل عدة،أهمها، تكرار النجاح،والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة،والحكمة في التعامل،وتوطين النفس بالتسامح،
فمن أسباب التكبر، مغالاة الإنسان في تقييم نفسه، وتثمين مزاياها وفضائلها،والإفراط في الإعجاب والزهو بها، أنه متى استبد بالإنسان، أحاط نفسه بهالة من الزهو والخيلاء، وجن بحب الأنانية والظهور،فيتعامى آنذاك عن نقائصه وعيوبه،ولا يهتم بتهذيب نفسه، وتلافي نقائصه، ما يجعله هدفاً لسهام النقد، وعرضة للمقت والإزدراء،
فالتكبر في صاحبه،تجلت أعراضه بالاستعلاء على الناس،والتقدم عليهم في المحافل، والتبختر في المشي،وتفاقمت مضاعفاته فجُن صاحبها بجنون العظمة، والإفراط في حب الجاه والظهور،
فمنهم المغتر بزخارف الدنيا ومباهجها الفاتنة، ومنهم المغتر بالزعامة،
والغرور، كلمة ينفر الناس منها،وهو مرض من أمراض القلب المعنوية التي لا تؤلم المريض فحسب ولكن تزعج من حوله أيضاً الغرور لا يعني الثقة بالنفس،بل الشعور بالنقص بداخل الشخص المغرور الذي يريد أن يخفيه عن الناس في ثوب التكبر والغرور متناسياً أن الدنيا متاع الغرور،
فطفق يلهج في محاسنه وفضائله،واستنقاص غيره واستصغاره،
وهذه أسوأ درجات التكبر،
والتكبر من الأمراض الأخلاقية الخطيرة والشائعة في الأوساط الإجتماعية، التي سرت عدواها،والمتكبر أشد الناس عتواً وامتناعاً عن الحق والعدل،
فمن مساوئ التكبر وآثاره السيئة في حياة الفرد، أنه يشيع في المجتمع روح الحقد والبغضاء، ويعكر صفو العلاقات الإنسانية،وهو داء يشقي الإنسان،ويجعله منبوذاً يعاني مرارة العزلة والوحشة،
اعرف قدر نفسك،وقيمة الدنيا، فإنّك تكون قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح لأجتناب الغرور وتفادي حالات التكبّر والتعالي،
الأخلاق الفاضلة هي خير دعامة في حياة الإنسان، بينما الغرور أحد المفاسد الأخلاقية، وهو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه،والسبب الرئيسي للغرور هو الجهل،
ويقول عز وجل( فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)فاطر،
فهؤلاء عند امتلاكهم للنعم ينسون أنفسهم ويجهلون بأن هذه النعم زائلة لا تبقى، وإنها ليست خالدة كما يظنون فلا تعجب بنفسك فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك،وإذا الغرور هو اعجاب الإنسان بنفسه وبعلمه وبدنياه ،وقد يصل الى حد احتقار الآخرين وربما التسفيه لآرائهم وأعمالهم،
التواضع،هو الخضوع للحق، والأنقياد له وقبوله،وأن لا ترى لنفسك قيمة تكبرية،
هكذا حال المغرورين يغفلون،ولا ينتبهون إلا بعد زوال النعمة ومن حقك أن تأخذ نصيبك من الدنيا أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً،فالتوازن والوسطية هما المعيار الصحيح في السلوك الحياتي،والناس ينظرون نظرة دونية احتقارية للمغرور،ويمقتون وينفرون منه،ينظر إلى نفسه بإكبار ومغالاة، وينظر إلى غيره بإستصغار وإجحاف،هو شعور داخلي بالنقص يحاول المغرور أو المتكبّر،تغطيته برداء غروره وتكبّره،
وهكذا الجاه والسلطة من أقوى دواعي الغرور وأشد بواعثه، فترى المتسلطين يتيهون على الناس زهواً وغروراً، ويستذلون كراماتهم، فجدير بالعاقل أن يدرك أن جميع ما يزهو به ويدفعه على الغرور من مال أو علم أو جاه ونفوذ، إنّما هي نعم وألطاف إلهية أسداها المنعم الأعظم، فهي أحرى بالحمد وأجدر بالشكر منها بالغرور والخيلاء،
ولا شك أن الثقة بالنفس، تعتبر من العوامل الهامة التي تساعد على استقرار ورقي حياه الإنسان وتطورها،ومتطلباتها وهمومها،

اللهم ابعد عنا الكبر والغرور،واجـعـلـنـا مـن المتـواضعـين الـمـتذللـيـن لعظمتك،وإلى الـنـاس،لا نـحـمـل مـثـقـال ذرة مـن كبر فـي نفـوسـنا تجـاهـهـم،واجعلنا ممن يمشون على الارض هوناً،واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً،
اللهم علمنا ماينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علماً،
اللهم آميــن.

الحسيمqtr
06-09-2016, 04:35 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
07-09-2016, 12:10 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

طلعة الروح
24-10-2016, 12:02 AM
الله يرحمنا برحمته أخس صفات موجوده بعصرنا اليوم
وتؤدي الى الشقاق والخلافات

امـ حمد
24-10-2016, 02:58 AM
الله يرحمنا برحمته أخس صفات موجوده بعصرنا اليوم
وتؤدي الى الشقاق والخلافات

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
24-10-2016, 06:55 AM
نعوذ بالله من الكبر و أهله و نسأل الله ان يطهر قلوبنا منه
جزاك الله خير ام حمد

امـ حمد
24-10-2016, 02:57 PM
نعوذ بالله من الكبر و أهله و نسأل الله ان يطهر قلوبنا منه
جزاك الله خير ام حمد

بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس