المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فإن الصدق طمأنينة،وإن الكذب ريبة



امـ حمد
10-09-2016, 07:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الصدق طمأنينة،وإن الكذب ريبة
قسَّم ابن القيم الغيرة إلى نوعين،غيرة للمحبوب،وغيرة عليه،
فأما الغيرة له،فهي الحمية له، والغضب له، إذا استهين بحقه وانتقصت حرمته،وناله مكروه من عدوه،فيغضب له المحب ويحميه،وتأخذه الغَيْرة له بالمبادرة إلى التغيير، ومحاربة من آذاه، فهذه غيرة المحبين حقًّا، وهي من غيرة الرسل وأتباعهم لله ممن أشرك به،واستحلَّ محارمه، وعصى أمره، وهذه الغَيْرة هي التي تحمل على بذل نفس المحب وماله وعرضه لمحبوبه،حتى يزول ما يكرهه، فهو يغار لمحبوبه أن تكون فيه صفة يكرهها محبوبه ويمقته عليها، أو يفعل ما يبغضه عليه، ثم يغار له بعد ذلك أن يكون في غيره صفة يكرهها ويبغضها،وما جاهد مؤمن نفسه وعدوه، ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر إلا بهذه الغيرة، ومتى خلت من القلب خلا من الدين،فالمؤمن يغار لربه من نفسه ومن غيره إذا لم يكن له كما يحبُّ، والغيرة تصفي القلب، وتخرج خبثه كما يخرج الكير خبث الحديد،
وأما الغيرة على المحبوب فهي، أنفة المحب وحميته أن يشاركه في محبوبه غيره،
وهذه أيضاً نوعان،غيرة المحب أن يشاركه غيره في محبوبه، وغيرة المحبوب على محبه أن يحب معه غيره)
ثانياً،أقسام الغيرة من حيث كونها محمودة أو مذمومة،
قال ابن القيم(وغيرة العبد على محبوبه نوعان،
أولاً،غيرة ممدوحة يحبها الله،
ثانياً،وغيرة مذمومة يكرهها الله،
فالتي يحبها الله، أن يغار عند قيام الريبة،ومعنى الريبه،صرف الدهر والريبة الشك والظّنة والتهمة،
هذا الحديث أخرجه الترمذي،وأحمد،وابن حبان،عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال(حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم(دع ما يريبك إلى ما لا يريبك،فإن الصدق طمأنينة،وإن الكذب ريبة،فإن الصدق طمأنينة)وقد صححه الشيخ الألباني،
قال المناوي رحمه الله في شرح الحديث،(دع ما يريبك )أي،اترك ما تشك في كونه حسناً أو قبيحاً، أو حلالاً أو حراماً،
( إلى ما لا يريبك )أي،واعدل إلى ما لا شك فيه،يعني ما تيقنت حسنه وحِلَّه(فإن الصدق طمأنينة ) أي،يطمئن إليه القلب ويسكن، (وإن الكذب ريبة)أي،يقلق القلب ويضطرب،
وقال الطِّيبي،إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء،فاتركه،فإن نفس المؤمن تطمئن إلى الصدق،وترتاب من الكذب،فارتيابك من الشيء منبيء عن كونه مظنة للباطل،فاحذره،وطمأنينتك للشيء مشعر بحقيقته،فتمسك به،
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،وهذا الحديث من جوامع الكلم ، وما أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه ، فالعبد يرد عليه شكوك في أشياء كثيرة،فنقول،دع الشك إلى ما لاشكّ فيه،حتى تستريح وتسلم ،فكل شيء يلحقك به شكّ وقلق وريب،اتركه إلى أمر لا يلحقك به ريب ، وهذا ما لم يصل إلى حد الوسواس ، فإن وصل إلى حد الوسواس فلا تلتفت له،
وهذا يكون في العبادات،ويكون في المعاملات،ويكون في كل أبواب العلم،
ومثال ذلك في العبادات، رجل انتقض وضوؤه ،ثم صلى،وشكّ هل توضّأ بعد نقض الوضوء أم لم يتوضّأ،فوقع في الشكّ ، فإن توضّأ فالصلاة صحيحة ، وإن لم يتوضّأ فالصلاة باطلة،وبقي في قلق، فنقول(دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) فالريب هنا صحة الصلاة ، وعدم الريب أن تتوضّأ وتصلي،
وعكس المثال السابق،رجل توضّأ ثم صلى وشك هل انتقض وضوؤه أم لا،
فنقول(دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )عندك شيء متيقّن وهو الوضوء،ثم شككت هل طرأ على هذا الوضوء حدث أم لا،
فالذي يُترك هو الشك،هل حصل حدث أو لا،وأرح نفسك،واترك الشك،
وهذا الحديث أصل في باب الورع،والحث على ترك المشتبهات، كما أنه أصل في باب الأخذ باليقين وترك المشكوك فيه،
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله،وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ يَرْجِعُ إِلَى الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَاتِّقَائِهَا ، فَإِنَّ الْحَلَالَ الْمَحْضَ لَا يَحْصُلُ لِمُؤْمِنٍ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ رَيْب،
والريب،بِمعنى القلق والِاضطراب،بل تسكن إليه النفس،ويطمئن به القلب،
وأما المشتبهات،فيحصل بها للقلوب القلق والِاضطراب الموجب للشك،
وغيرة مذمومة يكرهها الله،أن يغار من غير ريبة، بل من مجرد سوء الظن، وهذه الغيرة تفسد المحبة، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه،
وفي المسند وغيره عنه قال،(الغيرة غيرتان،فغيرة يحبها الله، وأخرى يكرهها الله، قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم،ما الغيرة التي يحب الله،قال،أن تؤتى معاصيه، أو تنتهك محارمه، قلنا،فما الغيرة التي يكره الله،قال،غيرة أحدكم في غير كنهه) المصدر،صحيح الترمذي،
وكما يجب على الرجل أن يغار على زوجته وعرضه،فإنه يطلب منه الاعتدال في الغيرة،فلا يبالغ فيها حتى يسيء الظن بزوجته، ولا يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها،لئلا ينقلب البيت ناراً، وإنما يصح ذلك إن بدت أسباب حقيقية تستدعي الريبة)
وقد نهى النبي صلي الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلًا يتخونهم، ويطلب عثراتهم،
ويمكن إجمال أسباب الغَيْرة المذمومة في ضعف الإيمان،ووسوسة الشيطان، وما يعتري القلب من أمراض إلى غير ذلك،
وتتلخص معالجة الغيرة المذمومة في تقوى الله تعالى، ومطالعة الأجر العظيم للصابرين،وإحسان الظن،والقناعة،والبعد عن مجالس السوء،تقوية الإيمان باليوم الآخر، والدعاء،وفي رواية النسائي،في حديث النبي صلى الله عليه وسلم،قال لأمِّ سلمة لما ذكرت من غيرتها(وأدعو الله أن يذهب بالغيرة)

اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة،وأموالنا من الربا,
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصينا, ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا واجعلها الوارث منا،واحفظنا بحفظك واكلأنا بعينك التي لا تنام،آمين يا رب العالمين.

الحسيمqtr
11-09-2016, 09:08 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
11-09-2016, 04:53 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله في عمرك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

شموخ دائم
18-09-2016, 03:10 AM
,

,



مرحبا

جزاك الله خير

معلومات وافيه والمتعه في التعمق فيها

دمت بطيب

,

,

امـ حمد
18-09-2016, 04:40 AM
,

,



مرحبا

جزاك الله خير

معلومات وافيه والمتعه في التعمق فيها

دمت بطيب

,

,





بارك الله في عمرك وفي حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

الماسه111
19-09-2016, 08:44 AM
جزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
19-09-2016, 06:19 PM
جزاك ربي جنة الفردوس

بارك الله في عمرك وفي حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس