المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها



امـ حمد
01-10-2016, 03:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها
قوله،صلى الله عليه وسلم،في وصاياه لأَبِي هريرة،رضى الله عنه(اتق المحارم تكن أعبد الناس،وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً،وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً،ولا تكثر الضحك،فإن كثرة الضحك تميت القلب) رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.
والوصية الثانية،التي اشتمل عليها هذا الحديث، تتعلق بقول النبي، صلى الله عليه وسلم(وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)
والرضا خلاف السخط،كما في الدعاء الذي علمناه رسول الله،صلى الله عليه وسلم(أعوذ برضاك من سخطك)رواه مسلم،
وقوله،صلى الله عليه وسلم(إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا،ومن سخط فله السخط)صحيح سنن الترمذي،
وليس الرضا هو الاستسلام، لأن الاستسلام هو الانهزام وعدم بذل الجهد لتحقيق الهدف،
أما الرضا فهو، استفراغك الواسع في تحقيق الهدف، لكن لم توفق إليه،فترضى بما قسم الله لك من غير جزع، أو ضجر،أو سخط،
كالذي تزوج ولم يرزق الولد،
والذي أصيب بمرض لم يستطع دفعه،
والذي ابتلاه الله بالفقر وضيق ذات اليد، فاجتهد في تحصيل الغنى فلم يوفق،
هنا يأتي التحلي بصفة الرضا بما كتبه الله وقدره،فتحيل القلب إلى سرور دائم، وتشعر النفس بنعيم مقيم،
قال عبدالواحد بن زيد، الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، وسراج العابدين،
فالرضا هو قبول حكم الله في السراء والضراء، والعلم أن ما قسمه الله هو الخير كله،
قال الحسين بن علي، رضي الله عنه،من اتكل على حسن اختيار الله تعالى،لم يتمن غير ما اختار الله له،
وهذا الفهم السليم للرضا،هو الذي يهون المصاب،ويخفف وطأتة،
قال علقمة في قوله تعالى ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾التغابن،
هي المصيبة تصيب الرجل،فيعلم أنها من عند الله،عز وجل،فيسلم لها ويرضى،
وقال عامر بن قيس، أحببتُ الله حباً هوَّن عليَّ كلَّ مصيبة،ورضَّاني بكل بليَّة،
عند ذلك يستوي عند المسلم حال الفقر وحال الغنى،
قال ابن عون، لن يصيب العبدُ حقيقة الرضا، حتى يكون رضاه عند الفقر،كرضاه عند الغنى،
فهل تعلم، أن الأرزاق بيد الله مقسومة، ومقاديرها عند الله معلومة محسومة،وأن الفقر قد يكون أفضل لك من الغنى،
قال السفاريني، فمن عباده من لا يصلحه إلا الفقر،ولو أغناه لفسد عليه دينه،
ومنهم من لا يصلحه إلا الغنى،ولو أفقره لفسد عليه دينه،
فمهما قسمه لك من ذلك فكن راضياً مطمئناً،لا ساخطاً،
فإنه جل شأنه أشفق من الوالدة على ولدها،
يقول الرسول،صلى الله عليه وسلم(إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم،وإن الله تعالى يُعطي المال من أحب ومن لا يُحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب)ورواه الإمام أحمد،وصححه الألباني،
إن الأرزاق مكفولة، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها،
وفي الحديث(قد أفلح من أسلم ورُزِق كفافاً،وقَنَّعه الله بما آتاه)رواه مسلم،
الكفاف، الكفاية بلا زيادة ولا نقص،
ها هو رسول الله،صلى الله عليه وسلم،سيد البشر،عاش من ألوان الفاقة والحاجة ما قد لا يقدر عليه غيره، فواجهها بالرضا والقناعة،
وصف عمر بن الخطاب،أثاث بيت رسول الله،صلى الله عليه،إنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء،وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف،وإن عند رجليه قرظاً مصبوباً(ورق شجر يدبغ به مسكوباً)وعند رأسه أهب معلقة(جلود غير مدبوغة)
فرأيت أثر الحصير في جنبه،صلى الله عليه وسلم، فبكيت،فقال صلى الله عليه وسلم( ما يبكيك )
فقلت،يا رسول الله،إن كسرى وقيصر فيما هما فيه،وأنت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،
فقال صلى الله عليه وسلم(ما يبكيك يا عمر،أما ترضى يا عمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة )
وفي رواية(أولئك قوم عُجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا )
ولقد بشر رسول الله،صلى الله عليه وسلم،المبتلين بالفقر والضيق والحاجة،أنهم أسبق إلى الجنة من غيرهم، فقال(يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام) صحيح سنن الترمذي،
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(يقول العبد مالي،مالي,وإنما له من ماله ثلاث،ما أكل فأفنى,أو لبس فأبلى,أو تصدق فأمضى,وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس)
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم،قال(انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم،فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم)رواه مسلم،
قال ابن كثير،يقول الله تعالى لنبيه،صلى الله عليه وسلم(لا تنظر إلى ما هؤلاء المترفون,وأشباههم,ونظرائهم فيه من النعيم،فإنما هي زهرة زائلة لنختبرهم بذلك،وقليل من عبادي الشكور, فقد أتاك الله خيراً مما أتاهم, ولهذا قال(وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ و أبقى)
وكان الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة،لأنهم يعلمون أنه لا عيش إلا عيش الآخرةن
وقال،صلى الله عليه وسلم( يقول الله تعالى،يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى,وأسد فقرك,وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا و لم أسد فقرك )أخرجه الترمذي،وابن ماجه،
والعاقبة للتقوى, فارض بم قسم الله لك تكن أغنى الناس،
فقد روى الإمام الترمذي في سننه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )
وصدق رسول الله،صلى الله عليه وسلم،طبيب القلوب الذي نصح أمته بخير وصية،فقال(وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) رواه الترمذي،وحسنه الألباني،

اللهم ارزقنا الصبر عند البلاء،والرضا بالقضاء،ورضنا بما قسمت لنا،وقنعنا بعطائك وبارك لنا فيما قدرت لنا،وزينا بزينة الإيمان واجعلنا هداه مهتدين.

الحسيمqtr
01-10-2016, 09:27 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
01-10-2016, 02:48 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس






بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس