المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تطيب الحياة،وتنال بالإيمان بالله



امـ حمد
02-11-2016, 02:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطيب الحياة،وتنال بالإيمان بالله
قال تعالى(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)الرعد،
يخطئ كثير من الناس ممن قل علمه وقصر فهمه،إذ يظنون أن طيب الحياة وسعادة الأبد يتحقَّقان لمن كثر ماله،وتيسَّرت له متع الدنيا الفانية،من شهيِّ المآكل،وبهيِّ الملابس،والقصور،
والمراكب، وكثرة الأموال المخزونة،والأتباع الذين يحفُّون بالشخص يعظِّمونه ويخدمونه،ولو خلا قلبُه من الإيمان أو ارتكب من أنواع الكفر والفسوق والعصيان،
والحقيقة،أنَّ هذا الظن لا يصدر إلاَّ عن مُعرض عن تدبُّر القرآن، ولم يكن على علم بما جاء عن النبي،صلى الله عليه وسلم،في هذا الشأن من بيان،وفهمها على نحو فهم السلف الصالح،من هذه الأمَّة،
وقد ذكَر الله،سبحانه وتعالى،أنَّه يُعطِي الدنيا مَن يَشاء من أوليائه المؤمنين، ومن أعدائه المكذِّبين، وإنَّ من حكمة ذلك ابتلاء الطرفين، وإكرام المؤمنين الشاكرين، واستِدراج المكذِّبين الجاحِدين، وإنَّ ذلك كله واقِعٌ بمشيئته، وبمقتضى حكمته الدائرة بين الفضل على الشاكرين،والعدل في الجاحدين،
قال،تعالى(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)الإسراء،
ومن بيان النبي،صلى الله عليه وسلم،أن بسط الرزق وسعته ليس دليلاً قطعيّاً على حظ من بسط له فيه،ولا على سعادته ومحبة الله له،قولُه،عليه الصلاة والسلام(الدنيا عرض حاضر يأكُل منه البر والفاجر)
وقوله،صلى الله عليه وسلم(إنَّ الله يُعطِي الدنيا مَن يحب ومَن لا يحب،ولا يعطي الدين إلا مَن يحب،فمَن أعطاه الله الدين فقد أحبَّه)
بل قد سمَّى الله،تعالى،المال الخالي عن صالح الأعمال فتنةً لصاحبه وعذاباً،ونهى سبحانه،نبيَّه صلى الله عليه وسلم،وأتباعه المؤمنين عن مَدِّ النظر إليه إعجاباً،فقال،سبحانه(فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)التوبة،
وفي الصحيح عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إنَّ الدنيا حلوةٌ خضرةٌ،وإنَّ الله،تعالى،مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدنيا واتَّقوا النساء)
وهذا يقتضي من العاقل الحذر،وأن يعلم أنَّه مع سعة الدنيا وبسطتها عليه محفوف بالخطر،
فضلًا عن أن مغرياً على الإقامة على المعاصي مع الأمن من عقوبة ربِّ العالمين،
أوقد جاء في صحيح السنَّة أنَّ المكثِرين من المال هم الأقلون يوم القيامة،إلا من بذلها في عباد الله،عن يمينه وشماله ومن خلفه وابتغاء وجه الله،
ففي البخاري عن أبي ذر،رضي الله عنه،أنَّ النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إنَّ الأكثَرِين هم الأقلُّون يوم القيامة، إلاَّ مَن قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا، وقليلٌ ما هم)
وجاء في صحيح السنَّة إنَّ من خطَر الغنى أنَّه يَعُوق أهلَه من دخول الجنَّة،
ففي الصحيحين عن ابن عباس،رضي الله عنهما،عن النبي،صلى الله عليه وسلم(اطَّلعت في الجنة فرأيتُ أكثر أهلِها الفُقَراء)
وفي حديث الترمذي بسندٍ حسنٍ عنه،صلى الله عليه وسلم،قال (يدخُل الفُقَراء الجنَّةَ قبلَ الأغنياء بخمسمائة عام)
أن الدنيا وإن انبسطت واتسعت،وأتت صاحبها على ما يريد،كلها منغصات للعيش،ومكدرات لصفو الحياة،
فلا يهذِّبها وينقيها ويصرف عن العبد شر ما فيها،إلاَّ الاستقامة على الدين، وأن يعيش المرء فيها مع ساعتها عِيشةَ الزاهدين، المُوقِنين بالرَّحِيل، والعرض على رب العالمين،
وفي الصحيحين عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)وهو ما يسدُّ الرمق،
وبذلك يتبين أن طيب الحياة،والسعادة بعد الممات،لا تكون بكثرة الأموال وتنوع الممتلكات،
وإنما تكون بطاعة ربِّ العالمين،والإخلاص لله،وذلك بأداء الفرائض،وتكميلها بالنوافل المستحبَّات،واجتناب الكبائر المُوبِقات، والحذر من الصغائر المحقَّرات،واتِّقاء الشبهات، وسؤال الله الثبات على الحقِّ حتى الممات،
وتنال بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره شره،وحلوه ومره،وإخلاص الدين لله ربِّ العالمين،
وإقام الصلاة والمحافظة عليها،وأداء الزكاة والحج والصيام، وبر الوالدين، وصلة الأرحام،وإغاثة الملهوفين والمكروبِين والمنكوبِين، فإنَّ هذه الأعمال من خِصال أهل الإيمان والتَّقوى، الذين وعَدَهم الله بكلِّ خيرٍ في الدنيا والآخِرة،
قال،تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)الطلاق،
وقال،سبحانه وتعالى(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا) مريم،
لقد سبق المتَّقون إلى كلِّ برٍّ،فحازوا كلَّ خيرٍ،ويسر الأمر،وذهاب الهم وانكِشاف الغم،والزيادة من صالح العمل،والسداد في القول، وبركة العمر،ورفعة الدرجات، وحط الخطيئات، وبذلك تطيب الحياة وتتحقَّق السعادة من بين المخلوقات،والفوز برضوان ربِّ الأرض والسماوات،
فتح الله له أبواب الرِّزق،ويسَّر له أسباب الكسب،وجعل في قلبه القناعة والرضا،نعم المال الصالح للرجل الصالح،
والمال الصالح لا يستَغنِي عنه ولي، والله،تعالى،يحبُّ المؤمن القوي، والغني التقي،ويبغض الفارغ البطَّال، فمَن أخَذ المال من حلِّه، وأدَّى واجب حقِّه، فنعم المعونة هو إذا لم يشغل عن طاعة الله، أو يبذل في معصية الله،
فإنَّ المؤمن التقي الذي يعيش به في نفسه وأهله عيشة راضية مرضية،قد قنَّعه الله بما آتاه، ومتَّعَه به متاعاً حسناً في دنياه، ووفَّقَه للاستعانة به على طاعته، وبذَلَه في مرضاته، فقدَّم بين يدَيْه عملاً صالحًا طيباً يرجو عليه ثواب الله،

اللهم إجعل همك الآخرة،تأتيك الدنيا راغمة،واجعل الدنيا في أيدينا،ولا تجعلها في قلوبنا.

سالم الزهران
02-11-2016, 06:46 AM
كثرة الاموال تشقي لانها تزيد الارتباط بالدنيا و تزهد فيما سواها والعياذ بالله

جزاك الله خير ام حمد

امـ حمد
02-11-2016, 02:22 PM
كثرة الاموال تشقي لانها تزيد الارتباط بالدنيا و تزهد فيما سواها والعياذ بالله

جزاك الله خير ام حمد

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران

وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
02-11-2016, 08:38 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
02-11-2016, 10:41 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس