امـ حمد
05-11-2016, 05:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال سبحانه تعالى،عن مخطط إبليس(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)النساء،
فمن سبل الشيطان تغيير خلق الله،بالإضافة إلى تغيير دين الله، فهو يحاول أن يبدل التوحيد إلى الشرك،والإيمان إلى الكفر،كما أنه يسعى في تغيير خلق الله بما يوحيه إلى هؤلاء البشر من أنواع التغييرات، تغيير الصورة،
قال ابن مسعود،بالتغيير في الآية(وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ)
الوشم والنمص،من التصنع للحسن،
تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم،والنمص، والتفلج للحسن،مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقت الرحمن،
روى البخاري،ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال(لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والنامصات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله)
ﻣﺎ ﻟﻲ ﻻ ﺃﻟﻌﻦ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ،ﻭﺳﻠﻢ،ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ،
واللعن لا يكون على الصغائر،وإنما يكون على كبيرة من كبائر الذنوب،
ولفظ مسلم فيه زيادة،النامصات وهذا لفظه ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ بن مسعود ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ(اﻟﻮاﺷﻤﺎﺕ ﻭاﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺎﺕ، ﻭاﻟﻨﺎﻣﺼﺎﺕ ﻭاﻟﻤﺘﻨﻤﺼﺎﺕ، ﻭاﻟﻤﺘﻔﻠﺠﺎﺕ ﻟﻠﺤﺴﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮاﺕ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ» رواه مسلم،
وهذا يتناول تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله خلق عباده مفطورون على قبول الحق ومعرفة التوحيد، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق، وزينت لهم الشرك، والكفر، والفسوق، والعصيان(وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا)
(الواشمات) من(الوشم)، والوشم،هو النقش في البدن،
(والمستوشمات) التي تطلب الوشم، وهو غرز إبرة أو نحوها في ظهر الكف، أو المعصم، أو الشفة، أو غير ذلك من البدن،حتى يسيل الدم، ثم يحشى ذلك الموضع بالكحل، أو غيره فيخضر،
ويفعل ذلك نقوش،
وله عيادات، ومحلات، وآلات، ملعون من فعله،ومن قام به،ومن طلبه، ومنهم من ينقش على صدره صليباً، أو من معبودات الكفار، أو عبارة شركية، أو اسم محبوبته،
وأما النامصة، التي تزيل الشعر من الحاجب،
والمتنمصة، التي تطلب منها فعل ذلك، فهذا حرام من كبائر الذنوب، سواء كان نتف الحاجب، أو قص الحاجب، أو حلق الحاجب، أو بأي وسيلة حديثة، بالليزر،
فهو نمص، إزالة شعر الحاجب، أو بعضه، أو قصه،ولذلك فإن تحديد شعر الحاجبين للزينة كما يفعله بعض النساء اليوم، ومنهن من تزيل شعر الحاجب بالكلية وترسم مكانه رسماً، وتجعل مكانه وشماً،فهذا حرام لما فيه من تغيير خلق الله،ومتابعة الشيطان،
وفي هذا الحديث خص النساء واشمات، مستوشمات،متفلجات،نامصات،لأنهن هن اللاتي يفعلن ذلك غالباً، ويقصدن به التجمل،
وهذه علة مهمة في فعل هؤلاء وردت في الحديث، هؤلاء المبتغيات للحسن المريدات،المتفلجات،المغيرات خلق الله،طلباً للجمال،لأنه قال في الحديث(للحسن المغيرات خلق الله)
وهذه الأشياء المستعملة في كثير من الحالات لها تأثيرات ضارة، مصنوعة من معادن ثقيلة مذابة في مركبات دهنية،فيها مواد ملونة من مشتقات بترولية وأكسيدات تمتصها من المسام الجلدية تحدث التهاباً وحساسية وتضر الأنسجة، بل بعضها من المواد المسرطنة،
وقوله(المتفلجات) أي،مفلجات الأسنان بأن تبرد ما بين أسنانها ،الثنايا والرباعيات، وتفعل ذلك إظهاراً لصغر العمر وحسن الأسنان،
لأن هذه الفرجة تكون عادة عند البنات الصغيرات،وهذا الفعل تفليج الأسنان وتفريقها والفراغات بينها حرام على الفاعلة والمفعول بها ذلك،لأنه تغيير لخلق الله،
وقوله في الحديث(المتفلجات للحسن) وفيه إشارة إلى أن الحرام هو،فعل ذلك طلباً للحسن،
وقوله(المغيرات خلق الله) صفة ملازمة لمن يصنع الوشم، والنمص، والفلج،
وبعضهن تقول،أفعل هذا تزيناً للزوج وطاعة له،
روى البخاري،ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت،جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقالت،يا رسول الله،إن لي ابنتاً عروس،أصابتها حصبة،فتساقط،شعرها أفأصله،بشعر آخر،
قال(لعن الله الواصلة والمستوصلة)رواه مسلم،
الواصلة، التي تصل شعر المرأة بشعر آخر،
والمستوصلة، التي تطلب من يفعل بها ذلك ويقال لها موصولة،
هذه الأحاديث صريحة في تحريم الوصل، ولعن الواصلة والمستوصلة،
فإن كان هذا فيمن تساقط شعرها نتيجة حصبة وهي عروس وتحتاج الزينة للزوج لم يرخص لها،
فكيف بمن تتخذ الباروكة بقصد زيادة التجمل،
ربك عليم يعلم ما سيتلاعب به الشيطان بهؤلاء البشر،لأجل تغيير خلقته سبحانه وتعالى،
وفي الحديث،أنه لا تجوز طاعة الزوج فيما حرم الله، ولا يجوز له أن يأمرها بالمعصية أصلاً(لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة بالمعروف)رواه البخاري،
إذا كان بعض النساء في العهد النبوي تمنين مجرد تمني أن يكن رجالاً لقصد عظيم وهو الجهاد في سبيل الله، فقال الله(وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ)النساء،
أما الجراحات التي يقصد منها إزالة عيب يسبب إيذاء نفسياً، أو بدنياً،كإزالة الإصبع السادسة الزائدة،أو تعديل الأسنان،أو لصق الشفة المنشقة،فهناك من يولد وله شفة مشقوقة كشفة الأرنب، فهذا لو عمل عملية للحم قطعتي الشفة فلا بأس بذلك،
لأنه في الحقيقة يريد إزالة هذا العيب الذي يؤثر في نطقه، وربما في تنفسه، وفي أكله وشربه، يسبب مشكلة، وكذلك إزالة آثار الحروق والتشوهات الناتجة عن الحوادث،
وهكذا تتميم الأذن الناقصة،ومعالجة الصدر الكبير الذي ينتج عنه خطراً على العمود الفقري،وإزالة البقع المشوهة في الوجه، ومعالجة آثار البهاق والبرص،فهذا كله لا بأس به،لأنه ليس تغييراً للخلقة الطبيعية التي يريد صاحبها من ورائها تجملاً وتحسيناً،وإنما يريد إزالة عيب قد يمنعها من الخطَّاب،
والشريعة،تقول،لا ضرر،بل إنها تحث على كل ما فيه منفعة للإنسان،
أما أن يطلب العملية الفلانية،لأن الموضة الآن كذا،فهذا حرام فعله على طبيب التجميل،
وعلى كل من يساعد في العملية، ودفع المال فيه حرام، وأخذه فيه حرام، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،
ومن البشر يضعون حلقاً معدنية في طرف الأنف الذي يخرقونه،هذا تغيير خلق الله،
التجمل بالرموش الصناعية،والأظافر المستعارة،
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء(لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية،والرموش المستعارة،لما فيها من الغش والخداع وتغيير خلق الله)
ما هي الحكمة في هذا التحريم
أولاً، ما فيها من الغش والخداع،
ثانياً، التسخط من خلقة الله،وعدم الرضا بتقديره وتدبيره،واعتقاد أن ما يصنعونه بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن،
ثالثاً، تقليد الكفار،وتتبع الموضات،وإنفاق الأموال التي سيحاسبهن الله عليها،وهكذا،تلاعب بخلقة الله التي خلق الله الناس عليها،
في الحلال غنية عن الحرام،يجب أن نقف عند حدود الله،وأن نتعلم أحكام الله سبحانه وتعالى(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)الذاريات،
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل دينك،مستمسكين عاملين بشرعك،آخذين بها،ونسألك اللهم أن تجعلنا من عبادك الموحدين، الوقافين عند حدودك يا رب العالمين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال سبحانه تعالى،عن مخطط إبليس(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)النساء،
فمن سبل الشيطان تغيير خلق الله،بالإضافة إلى تغيير دين الله، فهو يحاول أن يبدل التوحيد إلى الشرك،والإيمان إلى الكفر،كما أنه يسعى في تغيير خلق الله بما يوحيه إلى هؤلاء البشر من أنواع التغييرات، تغيير الصورة،
قال ابن مسعود،بالتغيير في الآية(وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ)
الوشم والنمص،من التصنع للحسن،
تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم،والنمص، والتفلج للحسن،مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقت الرحمن،
روى البخاري،ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال(لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والنامصات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله)
ﻣﺎ ﻟﻲ ﻻ ﺃﻟﻌﻦ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ،ﻭﺳﻠﻢ،ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ،
واللعن لا يكون على الصغائر،وإنما يكون على كبيرة من كبائر الذنوب،
ولفظ مسلم فيه زيادة،النامصات وهذا لفظه ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ بن مسعود ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ(اﻟﻮاﺷﻤﺎﺕ ﻭاﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺎﺕ، ﻭاﻟﻨﺎﻣﺼﺎﺕ ﻭاﻟﻤﺘﻨﻤﺼﺎﺕ، ﻭاﻟﻤﺘﻔﻠﺠﺎﺕ ﻟﻠﺤﺴﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮاﺕ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ» رواه مسلم،
وهذا يتناول تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله خلق عباده مفطورون على قبول الحق ومعرفة التوحيد، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق، وزينت لهم الشرك، والكفر، والفسوق، والعصيان(وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا)
(الواشمات) من(الوشم)، والوشم،هو النقش في البدن،
(والمستوشمات) التي تطلب الوشم، وهو غرز إبرة أو نحوها في ظهر الكف، أو المعصم، أو الشفة، أو غير ذلك من البدن،حتى يسيل الدم، ثم يحشى ذلك الموضع بالكحل، أو غيره فيخضر،
ويفعل ذلك نقوش،
وله عيادات، ومحلات، وآلات، ملعون من فعله،ومن قام به،ومن طلبه، ومنهم من ينقش على صدره صليباً، أو من معبودات الكفار، أو عبارة شركية، أو اسم محبوبته،
وأما النامصة، التي تزيل الشعر من الحاجب،
والمتنمصة، التي تطلب منها فعل ذلك، فهذا حرام من كبائر الذنوب، سواء كان نتف الحاجب، أو قص الحاجب، أو حلق الحاجب، أو بأي وسيلة حديثة، بالليزر،
فهو نمص، إزالة شعر الحاجب، أو بعضه، أو قصه،ولذلك فإن تحديد شعر الحاجبين للزينة كما يفعله بعض النساء اليوم، ومنهن من تزيل شعر الحاجب بالكلية وترسم مكانه رسماً، وتجعل مكانه وشماً،فهذا حرام لما فيه من تغيير خلق الله،ومتابعة الشيطان،
وفي هذا الحديث خص النساء واشمات، مستوشمات،متفلجات،نامصات،لأنهن هن اللاتي يفعلن ذلك غالباً، ويقصدن به التجمل،
وهذه علة مهمة في فعل هؤلاء وردت في الحديث، هؤلاء المبتغيات للحسن المريدات،المتفلجات،المغيرات خلق الله،طلباً للجمال،لأنه قال في الحديث(للحسن المغيرات خلق الله)
وهذه الأشياء المستعملة في كثير من الحالات لها تأثيرات ضارة، مصنوعة من معادن ثقيلة مذابة في مركبات دهنية،فيها مواد ملونة من مشتقات بترولية وأكسيدات تمتصها من المسام الجلدية تحدث التهاباً وحساسية وتضر الأنسجة، بل بعضها من المواد المسرطنة،
وقوله(المتفلجات) أي،مفلجات الأسنان بأن تبرد ما بين أسنانها ،الثنايا والرباعيات، وتفعل ذلك إظهاراً لصغر العمر وحسن الأسنان،
لأن هذه الفرجة تكون عادة عند البنات الصغيرات،وهذا الفعل تفليج الأسنان وتفريقها والفراغات بينها حرام على الفاعلة والمفعول بها ذلك،لأنه تغيير لخلق الله،
وقوله في الحديث(المتفلجات للحسن) وفيه إشارة إلى أن الحرام هو،فعل ذلك طلباً للحسن،
وقوله(المغيرات خلق الله) صفة ملازمة لمن يصنع الوشم، والنمص، والفلج،
وبعضهن تقول،أفعل هذا تزيناً للزوج وطاعة له،
روى البخاري،ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت،جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقالت،يا رسول الله،إن لي ابنتاً عروس،أصابتها حصبة،فتساقط،شعرها أفأصله،بشعر آخر،
قال(لعن الله الواصلة والمستوصلة)رواه مسلم،
الواصلة، التي تصل شعر المرأة بشعر آخر،
والمستوصلة، التي تطلب من يفعل بها ذلك ويقال لها موصولة،
هذه الأحاديث صريحة في تحريم الوصل، ولعن الواصلة والمستوصلة،
فإن كان هذا فيمن تساقط شعرها نتيجة حصبة وهي عروس وتحتاج الزينة للزوج لم يرخص لها،
فكيف بمن تتخذ الباروكة بقصد زيادة التجمل،
ربك عليم يعلم ما سيتلاعب به الشيطان بهؤلاء البشر،لأجل تغيير خلقته سبحانه وتعالى،
وفي الحديث،أنه لا تجوز طاعة الزوج فيما حرم الله، ولا يجوز له أن يأمرها بالمعصية أصلاً(لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة بالمعروف)رواه البخاري،
إذا كان بعض النساء في العهد النبوي تمنين مجرد تمني أن يكن رجالاً لقصد عظيم وهو الجهاد في سبيل الله، فقال الله(وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ)النساء،
أما الجراحات التي يقصد منها إزالة عيب يسبب إيذاء نفسياً، أو بدنياً،كإزالة الإصبع السادسة الزائدة،أو تعديل الأسنان،أو لصق الشفة المنشقة،فهناك من يولد وله شفة مشقوقة كشفة الأرنب، فهذا لو عمل عملية للحم قطعتي الشفة فلا بأس بذلك،
لأنه في الحقيقة يريد إزالة هذا العيب الذي يؤثر في نطقه، وربما في تنفسه، وفي أكله وشربه، يسبب مشكلة، وكذلك إزالة آثار الحروق والتشوهات الناتجة عن الحوادث،
وهكذا تتميم الأذن الناقصة،ومعالجة الصدر الكبير الذي ينتج عنه خطراً على العمود الفقري،وإزالة البقع المشوهة في الوجه، ومعالجة آثار البهاق والبرص،فهذا كله لا بأس به،لأنه ليس تغييراً للخلقة الطبيعية التي يريد صاحبها من ورائها تجملاً وتحسيناً،وإنما يريد إزالة عيب قد يمنعها من الخطَّاب،
والشريعة،تقول،لا ضرر،بل إنها تحث على كل ما فيه منفعة للإنسان،
أما أن يطلب العملية الفلانية،لأن الموضة الآن كذا،فهذا حرام فعله على طبيب التجميل،
وعلى كل من يساعد في العملية، ودفع المال فيه حرام، وأخذه فيه حرام، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،
ومن البشر يضعون حلقاً معدنية في طرف الأنف الذي يخرقونه،هذا تغيير خلق الله،
التجمل بالرموش الصناعية،والأظافر المستعارة،
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء(لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية،والرموش المستعارة،لما فيها من الغش والخداع وتغيير خلق الله)
ما هي الحكمة في هذا التحريم
أولاً، ما فيها من الغش والخداع،
ثانياً، التسخط من خلقة الله،وعدم الرضا بتقديره وتدبيره،واعتقاد أن ما يصنعونه بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن،
ثالثاً، تقليد الكفار،وتتبع الموضات،وإنفاق الأموال التي سيحاسبهن الله عليها،وهكذا،تلاعب بخلقة الله التي خلق الله الناس عليها،
في الحلال غنية عن الحرام،يجب أن نقف عند حدود الله،وأن نتعلم أحكام الله سبحانه وتعالى(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)الذاريات،
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل دينك،مستمسكين عاملين بشرعك،آخذين بها،ونسألك اللهم أن تجعلنا من عبادك الموحدين، الوقافين عند حدودك يا رب العالمين.