تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قتل قابيل أخوه هابيل



امـ حمد
07-11-2016, 05:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة قتل قابيل أخوه هابيل
من المعروف أن أول جريمة قتل نفس بشرية كانت عندما قتل قابيل أخاه هابيل،والسبب هو إبليس وحسده وحقده وكرهه لآدم وذريته،
ودور الغراب في هذه القصة هو،تعليم الإنسان كيف يدفن موتاه فلماذا أختاره الله سبحانة من دون المخلوقات ليكون المعلم الأول للأنسان،
قابيل وهابيل هما أول إبنين للنبي آدم وزوجته حواء،كان قابيل عاملاً بالأرض،أما هابيل فكان راعياً للغنم، وفي يوم قررا أن يعبدا الله فقدما قرابين،
قابيل قدم من ثمار الأرض قرباناً للرب،
وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانِها،فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن لم ينظر الرب إلى قربان قابيل لأنه كان مخالفاً لما كان يتطلبه،
قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قابيل،
حيث قابيل ادعى إيمانه بالرب ولكنه لم يفعل،ولم يقبل الرب قربانه فأغتاظ قابيل،فقام على أخيه هابيل في الحقل وقتله،
إذ أخرجَ كلُّ أخ منهما شيئاً يتقرَّب به إلى اللهِ سُبحانَه وتعالى، فقبِلَ الله قربان أحدهما، ولم يَقبَل مِن الآخَر،فحسد أخاه الذي لم يتقبل اللهُ قُربانه، فتوعده بالقَتلِ،فقال له أخوه(إنَّما يتقبَّلُ الله من المتَّقينَ)
والَّذي يَمنعني مِن ذلِك هو خَوفي مِن اللهِ تعالى، وأنِّي أُريدُ أن تتحمل أنت إثم قتلي،مع إثم ما ارتكبته من قبل من المعاصِي، فتكون،بسببِ ذلك،من أصحاب النار،وهذه هي عقوبة كل ظالمٍ،
فسهلت له نفسه قتل أخيه فقتله،فأصبح من الذين خسروا دنياهم وآخرتهم،فلمَّا قتله تحيَّر كيف يصنعُ بأخيه المقتول،حينها بعث اللهُ غُراباً يحفر في الأرض ويُثير التراب،ليشاهدَه القاتل،فيفطن للطريقةِ التي مِن خلالها يغطي بدنَ أخيه،فلام القاتلُ نفسه،وقال، عجباً،كيف لم أَقدر على فعل ما فعله هذا الغراب فأُغطي بدن أخي، فأصبح من النادمينَ،
(قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)أي،ردَّ عليه أخوه بقَولِه،إنما يُتقبَّل الله العملَ ممَّن اتَّقى الله فيه،فعَمِلَه خالصاً لله،موافقاً لأمر الله،فمَن اتَّقاه في عمل تقبله منه،
فأي ذنب لي يوجب لك قتلي،إلَّا أنِّي اتقيت اللهَ الذي تقواه واجبة عليَّ وعليكَ،فكنْ أنتَ من المتقين حتَّى يُتقبَّلَ منك أيضاً،
(لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ)أي،لو مَددتَ إليَّ يدَك مِن أجْلِ أنْ تَقتُلَني،فلنْ أُقابِلَك على صَنيعِك الفاسدِ بمِثلِه(إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)لا أريد أن أقدم على قتلك،لأنني أخافُ غضَبَ وعقابَ اللهِ،الَّذي نتوجه إليه وحده بالعبادة، والخالق المالِك لجميعِ الخلائق ومدبرها سبحانه،فتكون من أَصحاب النار وذلك جزاء الظالمين،إني أريد أن ترجِع متحملاً إثم قتلي،مع إثمك الذي اكتسبته من مَعاصٍ سابقة،فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النارِ وذلك جزاء الظَّالِمِينَ،فتكونَ بذلِك من سكان الجحيم الملازِمين لها،وهذا عقاب كل ظالمٍ،
فسولت له نفسه وسهلت عليه قتل أخيه،الذي يَقتضي الشرع والطبع احترامَه والرأفةَ به،فاستجاب لنفسه الأمارة بالسوءِ،فقَتَل أخاه،
فصار بقتل أخيه من الذين خابوا وخَسِروا دنياهم وآخرتهم،
عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه،أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ قال(لا تُقتَلُ نفسٌ ظُلمًا،إلَّا كانَ على ابنِ آدمَ الأوَّلِ كِفلٌ من دَمِها،لأنَّه أولُ مَن سَنَّ القَتْلَ)رواه البخاري،ومسلم،
ولَمَّا قتَل أخاه حار كيفَ يَصنعُ بأخيه المقتولِ،
قال تعالى(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)
أي،فأَرسل اللهُ تعالى له غُراباً يحفر في الأرضِ،ويُثير التراب،ليدفن غراباً ميتاً،ليشاهدَه القاتلُ، فيتفطن مِن خلال ذلِك إلى الطريقةِ التي يستر بها بدن أخيه،
فقال القاتلُ حينئذٍ لائماً،وموبخاً لنفسه،كيف لم أقدر على مثل ما فعله الغراب فأستر بذلك بدن أخِي،فصار نادماً على قتله لأخيه،
يقول تعالى،وخيم عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم لصلبه،وهما هابيل وقابيل كيف عدا أحدهما على الآخر،فقتله بغياً عليه وحسداً له،فيما وهبه الله من النعمة وتقبل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل،ففاز المقتول،والدخول إلى الجنة،
وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة،
الفوائد التربوية،في هذه القصة،
يستفاد مِن قولِه(فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ)أنه قد يشترك الرجلان في عمل،ويكون بينهما مِن الفَرقِ كما بينَ السماءِ والأرضِ،
وإمَّا في زيادةِ ثوابِ الأَوَّل،وأنَّ الثانيَ حُرِمَ مِنَ الثَّواب،
أنَّه لا حرج على الإنسانِ أن يخبر بوصفٍ محمودٍ إذا لم يقصد الفخر،وإنَّما قَصد مصلحةَ الغَيرِ،
قوله(لَأَقْتُلَنَّكَ )بهذا التأكيدِ المنبئ عن الإصرار،ينبعث من غيرِ موجب،ذلك الشُّعور الخبيث المنكَر،شُعور الحسدِ الأَعمى الذي لا يَعمُر نفساً طيِّبةً،وهذا الخُلقُ مذمومٌ في كلِّ شريعةٍ، وكان ممَّا حمل الأخ على قتل أخيه حسَدُه على مزية القَبول،
وقوله تعالى(مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
نموذجٌ لطَبيعةِ الخيرِ والسَّماحةِ،من الطِّيبةِ والودَاعة،أنَّ الإنسان ينبغي له إذا امتنع مِن شيءٍ محرَّم،أن يبين لصاحبِه أنَّه إنما امتنع لا عجزاً ولا خوفاً،ولكن للمعنى الذي من أجله امتنع،وذلك لقولِه(مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأِقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
أن الخوف مِن الله هو أقوى الأسبابِ الرادعةِ عن معصيتِه،
يُستفادُ مِن قولِه(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ)الحذر من النَّفسِ الأمَّارة بالسوء،لأنها قد تطوع للإنسانِ أكبر المعاصي،فيجب على الإنسان أن يكونَ حازماً بالنسبة لنفسه ويقظاً، فلا يتبعها فيما تطوعه له من معاصِي الله،وأنَّ كلَّ إنسانٍ حسد أخاه،وحاول أن يحول بينه وبينَ التوفيق،فإنَّ الخَسارةَ ستعودُ على هذا الحاسد،
موقع،الدرر السنية.

الحياة الخالدة
07-11-2016, 06:14 AM
جزاكِ الله خير أختي أم حمد
قصة فيها الكثير من الفوائد والعبر

امـ حمد
07-11-2016, 06:57 AM
جزاكِ الله خير أختي أم حمد
قصة فيها الكثير من الفوائد والعبر



ويزاااج ربي جنة الفردوس اختي الغاليه الحياة الخالدة
وبارك الله فيج وفي حسناتج حبيبتي

سالم الزهران
07-11-2016, 07:19 AM
سبحان الله كيف هذي النفس البشرية حريصة على الدنيا و هي اعجز من ان تحرص على نفسها فالحافظ هو الله

شحيحة بالمال و هي لم تكتسبه من علم و لا قدرة لولا فضل الله

متطلّعة تحب الرياسة و تحب ان تتقدم على غيرها و ما عرفت النفس ان ميزان يوم القيامة ( بالحسنات والسيئات ) هو من يقدّم و يؤخّر

جزاك الله خير أم حمـــــــــــــــــــد

امـ حمد
07-11-2016, 03:44 PM
سبحان الله كيف هذي النفس البشرية حريصة على الدنيا و هي اعجز من ان تحرص على نفسها فالحافظ هو الله

شحيحة بالمال و هي لم تكتسبه من علم و لا قدرة لولا فضل الله

متطلّعة تحب الرياسة و تحب ان تتقدم على غيرها و ما عرفت النفس ان ميزان يوم القيامة ( بالحسنات والسيئات ) هو من يقدّم و يؤخّر

جزاك الله خير أم حمـــــــــــــــــــد








ألم يعط الله فرعون المُلك ، وهو لا يحبه،إن الله يعطي الصحة ، والمال،للكثيرين من خلقه ، ولكنه يعطي السكينة بقدرٍ لأصفيائه المؤمنين،الذين عملوا للآخرة ،
كلمة (متاع) يعني لذة عابرة،قال،الله عزَّ وجل( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ) النساء ،
قَال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلَّم(لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ) الترمذي، وابن ماجه،
وإذا عرف المؤمن هذا المعنى اطمأنت نفسه، ولم تذهب حسرات على فائت من هذه الحياة، فليس لها شأن.
فإنها إذا تعاظمت في قلب الإنسان تفرّق عليه قلبه، واجتمعت عليه همومه على ما فاته منها وعلى ما وجد، لربما يتحسر من يتحسر على أنه لم يحصّل فيها ما حصله الآخرون، ولم يكتسب من المكاسب ما حصل لفلان وفلان،

تسلم اخوي سالم الزهران
بارك الله فيك وفي حسناتك،وجزاك ربي جنة الفردوس.

بوخالد911
07-11-2016, 11:55 PM
وفقتم بالنقل.

امـ حمد
08-11-2016, 12:22 AM
وفقتم بالنقل.



بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بو خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
08-11-2016, 04:54 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
08-11-2016, 05:32 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس