المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الآباء،رفقاً بالأبناء، ولطفاً عند التوجيه



امـ حمد
08-11-2016, 06:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أيها الآباء،رفقاً بالأبناء، ولطفاً عند التوجيه
بعض الآباء يتعامل مع أبنائه مِن مُنطلق الأمر والنهي،وكأن البيت وحدة عسكرية، لا يوجد فيها إلا الصرامة والشدة،إذا دخل أحدهم بيته سكن المتحرِّك،وسكت المتكلِّم،ووقف الجالس، أهذا هو جو الأسرة الذي ينبغي أن يُشاع فيه الودُّ والحب والكلمة الحانية، والمزاح المقبول،والبسمة الرقيقة،
إن هذا الجو من الشحن المتواصل لا يَخلق إلا الشخصية الضعيفة في الصِّغَر، وعند الكِبَر تتحوَّل تلك الشخصية إلى متسلِّطة، مُحاولةً تعويض ما فاتها من القهر الأبوي، ولكن ليس مع الأب إنما مع من يستطيع التسلُّط عليه،
إنَّ القرآن الكريم أعطانا النموذج الأبويَّ الرقيق الحاني الذي يُغلِّف أوامرَه ونصائحه لولده بنَوع مِن الودِّ والحبِّ،
فهذا لقمان عليه السلام يوجِّه النصيحة تلو النصيحة، والأمر تلو الأمر، والنهي تلو النهي، في منظومة تربوية رائعة، مرتَّبةً حسب الأولويات الإصلاحية للفرد الذي يُراد له الاستقامة،
بادئاً بالنَّهي عن الشِّرك بالله تعالى، ثم ببيان فضل الوالدَين، يعقب ذلك جملة من التوجيهات التي تتعلَّق بالعبادة والأخلاق والتعاملات مع الناس جميعاً،
لكن اللافت في كل هذه النصائح،أن لقمان عليه السلام،يبدأ أوامره ونواهيه بقوله(يا بنيَّ)وهي كلمة تدل على حبٍّ غامر، وودٍّ لا ينقطع، ولها فعل السِّحر في نفس الولد نحو الاستجابة السريعة، والطاعة التي لا حدَّ لها،
إنه الحبُّ والودُّ، والمشاعر الحانية، والكلمة الرقيقة، التي تصل بالولد إلى الطاعة
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم،الأسوة الحسنة،فقد كان يُقبِّل الحسن والحسين، ويعتبر ذلك من الرحمة،
روى البخاري،ومسلم،في صحيحيهما،عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قبّل النبي صلى الله عليه وسلم،الحسن بن على رضي الله عنهما،وعنده الأقرع بن حابسٍ التميميُّ جالساً، فقال،إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال(من لا يَرحم لا يُرحَم)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم،يشيع في بيته الجوَّ الأسريَّ الهادئَ الهانئ، يُمازِح أهلَه،وأبنائه وأحفادِه، ويقول(أنا جملُكما)ويوجِّه من يُخطئ أو من يحتاج النصح بأسلوب غير منفِّر، ولا مُستهزِئ، ولا محقِّر، بعيدًا عن السبِّ والشتم،
روى البخاري،ومسلم،في الصحيحين،عن أبي حفص عمر بن أبي سلمة،رضي الله عنه قال،كنتُ غلاماً في حِجر رسول الله صلى الله عليه وسلم،ربيباً، وكانت يدي تطيش في الصحفة (إناء الطعام) فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا غلام، سمِّ الله تعالى، وكُلْ بيمينِك،وكُل مما يَليك)
إنَّ بعض الآباء يعامل أبناءه بغلظة في القول، وقَسوة في التوجيه، وإساءة حتى في أسلوب النداء عليه،فقلَّ أن يُناديَه باسمه،وأن يُمازحَه ويُداعبَه، بل يناديه بما يَكرهه، يصفه بما لا يحبُّ سماعَه، وهذا أسلوب تربويٌّ خاطئ، تكون له نتائج عكسية على نفس الولد،
فيا أيها الآباء،رفقاً بالأبناء،ولطفاً عند التوجيه،اقترب مِن ولدك، شاركه فرحه بأيِّ نجاح يحققه،إذا واجهته صعوبة في حياته حتى ولو كانت في نظرك بسيطة،فخذوهم بالعطف والحنان،واشملوهم بالمودة والإحسان،
مُره بطاعة الله في رفق ولين،وانهه عن المعصية في حلم وعَطف،فذلك له تأثيره الإيجابي، الذي به نجني الثمرة المرجوة من تربية الولد،وخففوا عنهم في التبعات، يسِّروا عليهم يسَّر اللهُ عليكم الأمور، أعينوهم على ما هم فيه، وقوموا بواجبهم عليكم، علموهم وأرشدوهم،
بعض من الآباء لا يبالي بتربية الأبناء، فلا سؤال ولا توجيه ولا إرشاد،عيشوا مشاعرهم، وأدخلوا السرور عليهم، وأحسنوا إليهم، فإن الله يحب المحسنين،
عليكم مسؤولية كبرى، وأمانة عظمى، فاللهَ اللهَ فيما استرعاكم اللهُ عليهم،
واعدلوا بين أبنائكم،فإنهم أمانة في أعناقكم،
إياكم وأن تشقُّوا عليهم،فتكلفوهم ما لا يستطيعون، أو تحملوهم ما لا يطيقون،
عن عائشة رضي الله عنها قالت،سمعت من رسول اللَّهِ،صلى الله عليه وسلم،يقول فِى بيتى هذا(اللهم من ولى من أمر أمتى شيئاً فشق عليهم،فاشقق عليه،ومن ولى من أمر أمتى شيئاً فرفق بهم فارفق به)رواه مسلم،
وأحْسِنوا إليهم، قدروا ضعفهم، واشملوهم بالعطف والحنان،فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً،
فمِن مضامين رعاية الأمانة وجوبُ رعاية الأولاد، ولزومُ مراقبتهم في كلّ شأن، والحذرُ من ترك الحبل على الغارب لهم،حتى لا يقَعوا في أسباب الشرّ والفساد، وسبُل الغيّ والضلال،
قال ابن عمر،رضي الله عنهما،أدِّب ولدك،فإنك مسؤول عنه ما علمته، وهو مسؤول عن برّك وطاعته لك بعد ذلك،
فالله الله في القرناءِ الصالحين،الذين إذا رَأوكَ في قبيحٍ صدّوك، وإن أبصروك على جميلٍ أيّدوك وأمدّوك،
وإياك من قرناء السوء،فكل قرين بالمقارن يقتدي(والمرء على دين خليله،فلينظر أحدكم مَن يُخالِل)رواه أبو داود،والترمذي،وحسنه الألباني،

اللهم يسر أمورنا، واشرح صدورنا، ووفِّق أبناءنا وبناتنا،واجعلهم مشاعل للنور والهداية، وخذ بهم إلى سبيل الرضا يا أرحم الراحمين.

الحسيمqtr
08-11-2016, 04:53 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
08-11-2016, 05:35 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

بوخالد911
08-11-2016, 10:43 PM
مشاركة قيمة.

امـ حمد
09-11-2016, 05:34 AM
مشاركة قيمة.
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بو خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس