امـ حمد
12-11-2016, 03:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العين تزني وزناها النظر
صدق الله تعالى( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ )البلد،
إنها إحدى النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليك،
وكما قال أحد السلف،إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك،
ولك أن تتخيل نفسك وأنت فاقد للبصر,كيف ستكون حياتك لمدة ساعة واحدة،فكيف لو كانت سنين عديدة،
ولعل الواحد منا ينسى هذه النعمة وشكرها،فإذا به يستخدمها في معصية الله تعالى,فعجباً له ,وأين شكر النعم،
وإذا كانت العين طريقًا إلى الجنان،فلنعلم أنها إن أهملناها وتركناها بلا رقيب فستقودنا إلى النيران عبر النظر المحرم الذي يُعتبر من أخطر مداخل الشيطان على الإنسان,ولقد تكاثرت النصوص بالتحذير من فتنة النساء،عبر النظر،أو الاختلاط ,
قال تعالى(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهمْ )النور،
تجد أن الله أمر بغض البصر قبل الأمر بحفظ الفرج وما ذلك إلا لأن حفظ البصر هو السبيل لحفظ الفرج،
وفي الحديث(ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) رواه البخاري،مسلم،
وإذا كان هذا الكلام قد خرج منه صلى الله عليه وسلم،في عصره، حيث لم تكن مظاهر الافتتان بالمرأة كما هو الحال في عصرنا هذا،فكيف لو رأى حالنا،
قال صلى الله عليه وسلم( العين تزني وزناها النظر)رواه مسلم،
وهذا دليل على أن العين بوابة للشهوات إذا أهملنا رعايتها،
وكان من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم(يا علي لا تتبع النظرة النظرة،فإن لك الأولى،وليست لك الثانية )رواه أحمد،وأبو داود،والترمذي،
والمراد،أن النظرة الأولى، ليس فيها إثم،ولا تؤثر في القلب،
أما النظرة الثانية، التي خرجت بقصد،فإنها عليك من ناحيتين،
الإثم، لأنك قصدت النظر الحرام،
التأثير على القلب، لأنها جاءت بقصد الاستمتاع المحرم،
وهذا النظر المحرم له أثره البالغ في تعلق القلب بالمنظور إليه حتى يصل إلى مراتب العشق،
قال سبحانه وتعالى( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)غافر،
تذكر أن الله رقيب عليك،عليم بك(وكما تدين تدان)
فاحذر من أن يعاقبك الله في عرضك، فتكون نساؤك عُرضةً لمن ينظر إليهن،
واعلم أن الملائكة تكتب عليك هذه النظرات( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ،كِرَامًا كَاتِبِينَ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )الانفطار،
وبعد ذلك تجد كتابك بين يديك يوم القيامة لتقرأه،ويُقال لك(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )الإسراء،
فهل تسرُّكَ تلك النظرات،أم أنك ستتمنى أنك لم تفعلها،ويكون حالك كما قال تعالى( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله )الزمر،
رسالة لمن فقد بصره، تذكّر فضل الصبر على ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم(قال الله تعالى،من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة )صحيح الجامع،
إن نعمة البصر من أعظم النعم إذا استخدمها العبد في طاعة الله عز وجل، وفيما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته،
أما إذا كانت خلاف ذلك، فإن نعمة البصر قد تكون سبباً للحسرة فيالدنيا،والندامة في الآخرة،
فكم من ذنوب ومعاصي كان سببها النظر الحرام،ولذا جاء الأمر الإلهي للمؤمنين كآفة بغض البصر وحفظه،فقال تعالى(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)النور،
وقال أيضاً(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)النور،
وإن من أعظم تلك النعم نعمة البصر،ذلك إن العين لهي الدرة الثمينة التي لا تقدر بثمن، وقد سماها الله تعالى الحبيبة والكريمة،
كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري،والترمذي،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن الله عز وجل قال،إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة) وفي رواية(حبيبتي عبدي)
إن خلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل، فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم،والبصر مرآة الجسم، وآلة التمييز،
وهو النافذة التي يطل منها على العالم،ويكشف بها عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان،وبالعين يتفكر الإنسان في نعم الله عليه،
وفي هذا الجمال الذي أودعه الله في هذا الكون الفسيح،قال تعالى(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
وبالعين يدفع الإنسان عن نفسه الكثير من الشرور،وبها يستدل على عظمة الله ووحدانيته سبحانه وتعالى،
نعمة البصر من أجل وأعظم النعم التي منّ بها الخالق سبحانه على الإنسان، والعين وهي عضو الإبصار جزء حساس في جسم الإنسان،
ضوابط إلهية للنظر،ومما حرمه الإسلام إطالة النظر من الرجل إلى المرأة ومن المرأة إلى الرجل، فإن العين مفتاح القلب، والنظر رسول الفتنة وبريد الزنا، ولهذا وجه الله أمره إلى المؤمنين والمؤمنات جميعًا بالغض من الإبصار مقترنًا بأمره تعالى بحفظ الفروج(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)النور،
يقول ابن كثير،هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين والمؤمنات أن يغضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، فلا ينظروا إلا
لما أباح لهم النظر إليه وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم فإن وقع النظر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً،
قال ابن القيم(إن النظرة سهم من سهام إبليس فمن غض بصره لله أورثه حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم القيامة)
وما أفظع ما وصفت به النظرة المحرمة في قول المصطفى ،صلى الله عليه وسلم(والعينان تزنيان وزناهما النظر)مسلم،
وإنما سماه(زنا)لأنه ضرب من التلذذ والإشباع بغير الطريق المشروع،
وإطلاق البصر يلبس القلب ظلمة،كما أن غض البصر لله يلبسه نوراً،
فإذا جبلت العين على النظر إلى ما حرم الله،فسد القلب وخرب، فيحدث ذلك انواعاً شتى من الفساد في القلب أقلها دخول الشيطان مع النظرة إلى القلب، ليزين له الحرام ويوقد فيه نار الشهوات، والانقياد للهوى،
غض البصر ينير البصيرة،قال أحد الصالحين(من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشبهات واغتذى بالحلال لم تخطئ له فراسة قط)
وسُئل الجنيد، بم يستعان على غض البصر،قال،بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظر إليه،
دموع الخشية درع من النار،فالبكاء من خشية الله تعالى،مطهر للقلب ومنج من النار، فعين المؤمن تفيض بالدموع دوماً،فإذا اغرورقت العينان فدعها تسيل بالدمع على وجهك مهدارة وإياك إياك أن تكفكفها ليشرق وجهك نورًا وبهاء ففي الحديث(لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في
الضرع)رواه الترمذي،
يجب ألا يغيب عن فطنة كل عاقل أن من فضل الله عليه أن أمده بالبصر ولم يحرمه منه وتلك نعمة كبرى، فلا يمدن عينيه إلى ما حرم الله فهي مسؤولية أمام الله تعالى فالحق يقول(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا)الإسراء،
اللهم طهّر قلوبنا من النفاق،وأعمالنا من الرياء،وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة،فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العين تزني وزناها النظر
صدق الله تعالى( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ )البلد،
إنها إحدى النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليك،
وكما قال أحد السلف،إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك،
ولك أن تتخيل نفسك وأنت فاقد للبصر,كيف ستكون حياتك لمدة ساعة واحدة،فكيف لو كانت سنين عديدة،
ولعل الواحد منا ينسى هذه النعمة وشكرها،فإذا به يستخدمها في معصية الله تعالى,فعجباً له ,وأين شكر النعم،
وإذا كانت العين طريقًا إلى الجنان،فلنعلم أنها إن أهملناها وتركناها بلا رقيب فستقودنا إلى النيران عبر النظر المحرم الذي يُعتبر من أخطر مداخل الشيطان على الإنسان,ولقد تكاثرت النصوص بالتحذير من فتنة النساء،عبر النظر،أو الاختلاط ,
قال تعالى(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهمْ )النور،
تجد أن الله أمر بغض البصر قبل الأمر بحفظ الفرج وما ذلك إلا لأن حفظ البصر هو السبيل لحفظ الفرج،
وفي الحديث(ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) رواه البخاري،مسلم،
وإذا كان هذا الكلام قد خرج منه صلى الله عليه وسلم،في عصره، حيث لم تكن مظاهر الافتتان بالمرأة كما هو الحال في عصرنا هذا،فكيف لو رأى حالنا،
قال صلى الله عليه وسلم( العين تزني وزناها النظر)رواه مسلم،
وهذا دليل على أن العين بوابة للشهوات إذا أهملنا رعايتها،
وكان من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم(يا علي لا تتبع النظرة النظرة،فإن لك الأولى،وليست لك الثانية )رواه أحمد،وأبو داود،والترمذي،
والمراد،أن النظرة الأولى، ليس فيها إثم،ولا تؤثر في القلب،
أما النظرة الثانية، التي خرجت بقصد،فإنها عليك من ناحيتين،
الإثم، لأنك قصدت النظر الحرام،
التأثير على القلب، لأنها جاءت بقصد الاستمتاع المحرم،
وهذا النظر المحرم له أثره البالغ في تعلق القلب بالمنظور إليه حتى يصل إلى مراتب العشق،
قال سبحانه وتعالى( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)غافر،
تذكر أن الله رقيب عليك،عليم بك(وكما تدين تدان)
فاحذر من أن يعاقبك الله في عرضك، فتكون نساؤك عُرضةً لمن ينظر إليهن،
واعلم أن الملائكة تكتب عليك هذه النظرات( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ،كِرَامًا كَاتِبِينَ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )الانفطار،
وبعد ذلك تجد كتابك بين يديك يوم القيامة لتقرأه،ويُقال لك(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )الإسراء،
فهل تسرُّكَ تلك النظرات،أم أنك ستتمنى أنك لم تفعلها،ويكون حالك كما قال تعالى( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله )الزمر،
رسالة لمن فقد بصره، تذكّر فضل الصبر على ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم(قال الله تعالى،من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة )صحيح الجامع،
إن نعمة البصر من أعظم النعم إذا استخدمها العبد في طاعة الله عز وجل، وفيما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته،
أما إذا كانت خلاف ذلك، فإن نعمة البصر قد تكون سبباً للحسرة فيالدنيا،والندامة في الآخرة،
فكم من ذنوب ومعاصي كان سببها النظر الحرام،ولذا جاء الأمر الإلهي للمؤمنين كآفة بغض البصر وحفظه،فقال تعالى(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)النور،
وقال أيضاً(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)النور،
وإن من أعظم تلك النعم نعمة البصر،ذلك إن العين لهي الدرة الثمينة التي لا تقدر بثمن، وقد سماها الله تعالى الحبيبة والكريمة،
كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري،والترمذي،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن الله عز وجل قال،إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة) وفي رواية(حبيبتي عبدي)
إن خلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل، فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم،والبصر مرآة الجسم، وآلة التمييز،
وهو النافذة التي يطل منها على العالم،ويكشف بها عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان،وبالعين يتفكر الإنسان في نعم الله عليه،
وفي هذا الجمال الذي أودعه الله في هذا الكون الفسيح،قال تعالى(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
وبالعين يدفع الإنسان عن نفسه الكثير من الشرور،وبها يستدل على عظمة الله ووحدانيته سبحانه وتعالى،
نعمة البصر من أجل وأعظم النعم التي منّ بها الخالق سبحانه على الإنسان، والعين وهي عضو الإبصار جزء حساس في جسم الإنسان،
ضوابط إلهية للنظر،ومما حرمه الإسلام إطالة النظر من الرجل إلى المرأة ومن المرأة إلى الرجل، فإن العين مفتاح القلب، والنظر رسول الفتنة وبريد الزنا، ولهذا وجه الله أمره إلى المؤمنين والمؤمنات جميعًا بالغض من الإبصار مقترنًا بأمره تعالى بحفظ الفروج(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)النور،
يقول ابن كثير،هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين والمؤمنات أن يغضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، فلا ينظروا إلا
لما أباح لهم النظر إليه وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم فإن وقع النظر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً،
قال ابن القيم(إن النظرة سهم من سهام إبليس فمن غض بصره لله أورثه حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم القيامة)
وما أفظع ما وصفت به النظرة المحرمة في قول المصطفى ،صلى الله عليه وسلم(والعينان تزنيان وزناهما النظر)مسلم،
وإنما سماه(زنا)لأنه ضرب من التلذذ والإشباع بغير الطريق المشروع،
وإطلاق البصر يلبس القلب ظلمة،كما أن غض البصر لله يلبسه نوراً،
فإذا جبلت العين على النظر إلى ما حرم الله،فسد القلب وخرب، فيحدث ذلك انواعاً شتى من الفساد في القلب أقلها دخول الشيطان مع النظرة إلى القلب، ليزين له الحرام ويوقد فيه نار الشهوات، والانقياد للهوى،
غض البصر ينير البصيرة،قال أحد الصالحين(من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشبهات واغتذى بالحلال لم تخطئ له فراسة قط)
وسُئل الجنيد، بم يستعان على غض البصر،قال،بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظر إليه،
دموع الخشية درع من النار،فالبكاء من خشية الله تعالى،مطهر للقلب ومنج من النار، فعين المؤمن تفيض بالدموع دوماً،فإذا اغرورقت العينان فدعها تسيل بالدمع على وجهك مهدارة وإياك إياك أن تكفكفها ليشرق وجهك نورًا وبهاء ففي الحديث(لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في
الضرع)رواه الترمذي،
يجب ألا يغيب عن فطنة كل عاقل أن من فضل الله عليه أن أمده بالبصر ولم يحرمه منه وتلك نعمة كبرى، فلا يمدن عينيه إلى ما حرم الله فهي مسؤولية أمام الله تعالى فالحق يقول(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا)الإسراء،
اللهم طهّر قلوبنا من النفاق،وأعمالنا من الرياء،وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة،فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.