المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدوٌ ضعيف،يكيد لك،ويسعى للإيقاع بك



امـ حمد
17-11-2016, 04:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدوٌ ضعيف،يكيدُ لك،ويسعى للإيقاع بك،لا يرضى باستقامتك والتزامك،يحسدك ويحقد عليك،يريدك أن تتبعه وأن تصبح طوع أمره،تفعل ما يأمرك به،وتقع فى الذنوب والمعاصى،وتفعل الفواحش،وهو يعدك بالفقر إذا ما اتبعته،إنه الشيطان،العدو الأكبر للإنسان،الذى يسعى لتدميره،والقضاء على مصيره،
يقول الله،جل وعلا(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)البقرة،
هذا العدو الضعيف بَيَّن لنا الله سبحانه عداوته،وأمرنا بعدم اتباعه،فقال سبحانه وتعالى(وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)البقرة،
وللشيطان مداخل يمكنه من خلالها التلبيس على الناس،وخاصةً
المؤمن منهم،فكل عمل يقوم به المؤمن يمكن للشيطان أن يدخل له منه،وإذا ما غضب احمر وجهه،وانتفخت أوداجه،يسب ويشتم ، يغتاب وينم،يحسد هذا ويحقد على ذاك،ويسبل إزاره،يكذب ويرائى ، يغش ويخادع،يأكل الربا،ويأكل مال اليتيم،ويأتى السحرة والمنجمين،لا يبر والديه،ويقطع الرحم،يحب المال ويفنى عمره فى جمعه ولا ينفق منه،ويبخل به،لا يؤدى حقه ولا يُخرج زكاته،
ولا يأمرهم بمعروف ولا ينهاهم عن منكر،يسير وراء الشهوات ،ويُقَصِّر فى أداء العبادات،ويُضيع العمر والأوقات،
كل هذا من عمل الشيطان،هذا العدو الحاقد،الذى يريد لأتباعه
عذاب السعير،
(إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ،وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ،مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ)إبراهيم،
ولذا أمرنا الله جل وعلا،باتخاذ الشيطان عدواً فقال سبحانه(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَاب السَّعِير)فاطر،
وبالرغم من كل هذا فإن كيد الشيطان ضعيف كما أخبر بذلك رب العزة،سبحانه فى قوله(إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)النساء،
إن كيده ضعيف، فبمجرد أن تذكر اسم الله عز وجل،يفر منك ولا تجد له أثراً،
يقول النبى صلى الله عليه وسلم(لا تجعلوا بيوتكم مقابر،إن الشيطان ينفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة )رواه مسلم،
ألا تتبع الشيطان، وبعد أن عرفنا ضعفه وعجزه،ومداخله علينا،وعداوته الشديدة
أصبحنا من السهل أن نهزمه،وأن نطرده،
وذلك باستقامتنا على دين الله،والمدوامة على ذكره،فهو سبحانه القائل(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)الأعراف،
ويقول جل وعلا فى الحديث القدسى(أنا عند ظن عبدي بي،وأنا معه إذا ذكرني،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم،وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً،وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )صحيح البخاري،
أن الله تعالى قد زوّدنا بأسلحة فعّالة للتغلب على الشيطان،فلو تم استغلالها استغلالاً تاماً،لاستطعنا الانتصارعلى ابليس وأعوانه،
عن أبي جعفرعليه السلام،قال،إن آدم عليه السلام قال،يا رب سلّطت علّي الشيطان وأجريته مني مجرى الدم فاجعل لي شيئاً،
فقال،يا آدم جعلت لك أن من همّ من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه،فإن عملها كتبت عليه سيئة،ومن همّ منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة، وإن هو عملها كتبت له عشراً،
قال،يا رب زدني، قال،جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفر غفرت له،
قال،يا رب زدني،قال،جعلت لهم التوبة،وبسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه،قال،يا رب حسبي،
من هو العدو الحقيقي، إن كلمة ( نفس )هي كلمة في منتهى الخطورة،وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة يقول الله تبارك وتعالى،في سورة ق(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف،يقول الله تعالى في محكم كتابه(إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)إنما العدو الحقيقي هو ( النفس )فالنفس الموجود في داخل الإنسان يقول الله تبارك وتعالى،في سورة الإسراء(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)
وقوله تعالى في سورة،النازعات(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ)
فما هي هذه النفس، يقول الله تعالى(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ)
ومعنى ذلك،أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولا لداعية،لذلك تجده يفعل ما يريد،
يقول الإمام البصري، وخالف النفس والشيطان واعصيهما،
لو نظرنا إلى الجرائم المذكورة في القرآن،كجريمة(قتل قابيل لأخيه هابيل )
يقول الله تبارك وتعالى(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ)
وجريمة( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا)
وجريمة (كفر إبليس)لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة (الذئب من دم ابن يعقوب)
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما،وبعد ذلك ندم وتاب،ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك،أغواني الشيطان،إنه مثلما يوسوس لك الشيطان،فإن النفس أيضاً توسوس لك(إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان،وإما من النفس الأمارة بالسوء،فالشيطان خطر،ولكن النفس أخطر بكثير،

نسأل الله أن يُصلح قلوبنا،ويغفر ذنوبنا،ويستر عيوبنا،وأن يعصمنا من كيد الشيطان الرجيم،وأن لا يجعل له إلينا سبيلاً، وأن يوفّقنا للتوبة النصوح، ويجعل خير أعمالنا خواتيمها،وأن يعيننا على ذكره وشكره وحُسن عبادته.

الحسيمqtr
17-11-2016, 02:11 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
17-11-2016, 03:44 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
17-11-2016, 03:58 PM
نعوذ بالله من كيده وشرّ وسواسه ، نعوذ بالله من همزات الشياطين

،،
جزاك الله خير ام حمد و في موازين حسناتك

امـ حمد
17-11-2016, 09:24 PM
نعوذ بالله من كيده وشرّ وسواسه ، نعوذ بالله من همزات الشياطين

،،
جزاك الله خير ام حمد و في موازين حسناتك






بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

شموخ دائم
19-11-2016, 05:28 AM
,

,


السلام عليكم

مرحبا

ما زال الإبحار في رحاب الكلمه الطيبه والنصيحه

وما زال المتابعه

والحرص على اخذ الغنيمه

,

,

امـ حمد
19-11-2016, 02:58 PM
,

,


السلام عليكم

مرحبا

ما زال الإبحار في رحاب الكلمه الطيبه والنصيحه

وما زال المتابعه

والحرص على اخذ الغنيمه

,

,


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس