المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التمس لأخيك عذراً



امـ حمد
07-12-2016, 03:23 PM
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التمس لأخيك عُذراً
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
أن سوء الظن داءٌ قد استشرى بين بعضنا البعض, لا سيما إن كان هُناك خلاف في رأيٍ،فترى الأخ يسارع في الحكم على ما يقولُه أخاه ويسبق في التَّعامل معه بسوء الظن من أخيه،ونجعل من بعضنا أعداءاً وخصوماً ونزرع بيننا الشحناء والبغضاء والسبب سوءُ الظَّنِّ والفهم،
أن الخلاف الحاصل في المسائل والمواضيع اختلافٌ محمود ومقبول ما دام لا يخدشُ في عقيدةٍ أو توحيد،ومقصدنا جميعاً رضا الله عز وجل،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إياكم والظن،فإن الظن أكذب الحديث،ولا تحسسوا ولا تجسسوا،ولا تناجشوا،ولا تحاسدوا،ولا تباغضوا،ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً)صحيح البخاري،
ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث،
أحسنوا الظَّنَّ بإخوانكُم والتمسوا لهم الأعذار ولتتسع صدوركُم لآرائِهم وأقوالهِم ما لم تُخالف شرعَ ربِّنا،سبحانه وتعالى,
وإن نصحتُم فانصحوا بالحكمة والموعظة الحسنة،وليكُن الجِدال بالتي هي أحسن ولا يغضبنَّ أحدكُم لنفسه, ولا يتعصبنَّ لرأيه وليجعل شرعَ الله دوماً هو الحكم،
ومما يعيننا على حسن الظن،
إنزال النفس منزلة الغير، فلو أنَّ كُلَّ واحد منَّا عند صدور فعل أو قولٍ من أخيه وضعَ نفسهُ مكانَهُ لحملهُ ذلك على إحسانِ الظَّنِّ بالآخرين،
حمل الكلام على أحسنِ المحامل، قال عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،لا تظنَّ بكلمةٍ خرجت من أخيك المؤمن شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً،
التماس الأعذار للآخرين، قال ابن سيرين،رحمه الله،إذا بلغكَ عن أخيك شيءٌ فالتمس لهُ عُذراً، فإن لم تجد فقُل،لعلَّ له عُذراً لا أعرفه،
تجنَّب الحكمَ على النيَّات، دع السرائر لربِّ الأرباب فلا يعرف ما في الصدور إلا الرَّحمن جلَّ وعلا،إلى جانب الدُّعاء والتضرُّع لله بأن يجعلكُم ممَّن يُحسنونَ الظَّنَّ, ومِمَّن تتَّسعُ صدورهُم لإخوانهم, ومِمَّن لا تصدأُ قلوبهم بسوء الظن وبـران الحقد والحسد،
من جميل الأخلاق التي خلقنا بها الإسلام أن نلتمس لأخينا الأعذار،
والخُزاعي،حيثُ يقول، تأنَّ ولا تعجل بلَومك صاحِبا لعلَّ له عُذراً وأنت تلوم،
أليس عجيباً أن يضيق صدرُ المؤمن بأخيه المؤمن،وأن علماءنا ضربوا لنا أروعَ الأمثلة في التسامح والتوادِّ والتآلف،
ومن المؤسف حقًّا ألا يقتصر أمرُ التنافُر والتباعُد،وإنما يعدوهم ليفرِّق بين المرء وأخيه، والصديق وصديقه،والحِبِّ وحبيبه، ولو رحنا نبحث عن علَّة ذلك كلِّه،لوجدناها تكمُن في سوء الظنِّ وعدم التماس العُذر،
أن الخاسر الأكبر بين الأصدقاء والإخوان، هو ذاكَ الذي لا يأخذ نفسه بالتماس العُذر لأصدقائه وإخوانه وحسن الظنِّ بهم،لأنه لا يَلبثُ حتى يفقدهم جميعاً، ويبقى وحيداً فريداً لا صديقَ له ولا صاحبَ يحتملُه،
وِما قال بشار بن برد، إذا كنت في كلِّ الأُمور مُعاتباً صديقَكَ،لم تلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه،
ولاريب أن أبعد الناس عن الأخوة والصداقة والمحبَّة والأُلفَة،هو ذاك الذي تأتيه مُعتذراً فلا يقبلُ لك عُذراً، وتُقبِل عليه فيُدبِر عنك، وتتلَطَّف له فيُغلِظ لك الكلام،
ما اجمل ان يكون شعارنا،حسن الظن بالاخرين،وامتثال هدى خير المرسلين،عليه افضل وازكى الصلاة والتسليم ..وصفاء السريرة على بني جلدتنا،والابتعاد عن كل ما يمليه الشيطان،اذ ان التماس العذر للانسان،رضاء للرحمن،
لقد ارادنا الله اخوة،غير متشاحنين،ولا متباغضين،إنّ التماس العذر للآخرين وتقدير الظروف التي يعيشون في لجّتها هو الكفيل بعدم
ظلمهم بإساءة الظنّ بهم, و هو المساعد على صفاء القلوب من الضغائن والاحقاد،
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا،التمس لأخيك سبعين عذراً،
وقال ابن سيرين رحمه الله، إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً،فإن لم تجد فقل،لعل له عذراً لا أعرفه،وإنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك،
وسِّع من صدرك،وحسِّن من خلقك،مُؤتَسياً بخير الخلق،حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام،في سيرتك،وليكُن شعارك دائماً عندما تجد في صديقك ما لا يَروق لك،لعلَّ له عُذراً وأنت تلوم،
ينبغي على كل إنسان مؤمن عاقل أن يتجاوز سوء الظن،وينظر إلى الآخرين نظرة إيجابية،إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم،وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين،



اللهمَّ ارزقنا حسن الظن وجنبنا سوءَه،وألِّف بين قلُوبنا ولا تعجل للشَّيطان عليها سبيلاً،وارزقنا الإخلاص في الأقوال والأفعال،ورزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا،وأن يحسن الناس الظن بنا.

الحسيمqtr
07-12-2016, 05:41 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
07-12-2016, 05:49 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس