المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غض الطرف عن الهفوات والأخطاء



امـ حمد
16-12-2016, 05:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
ضرورة تحلى الزوجين ببعض الصفات من أجل سير الحياة الزوجية بدون خلافات،
ومن أهم القيم التى يجب أن يتمسك بها الزوجان هى، غض أحد الطرفين البصر عن أخطاء وهفوات الطرف الآخر،والتغافل والتجاهل،
لأنه من غير المريح أن يشعر أحد الزوجين أنه ملاحقاً ومراقباً يحاسب على كل كبيرة وصغيرة،تحدث منه، لهذا يجب أن يغفو أحد الزوجين عن الهفوات والأخطاء الصغيرة للطرف الآخر،
ولا ينصب له محاكمات على أخطائه التى دائماً ما تسبب الضيق والاختناق،
فالمرأة تتغافل عن خطأ صغير يصدر عن الزوج،ولا تتحدث عنه،لا تريد ألا تثير مشاجرة لأمر صغير بهدف الحفاظ على صفاء الجو والابتعاد عن الشجار،وهذا ليس لأنها قليلة الحيلة أو لا تستطيع أن تتخذ موقفاً،
ويتغافل الرجال،لأنهم لا يريدون إشعال فتيل الخلافات والذى يفتح نقاشات فى مشكلات قديمة إلى جانب المشكلة الجديدة، وهم فى غنى عن ذلك،فالحياة تحمل من المشكلات ما يكفى، لذلك يفضل الرجل التغافل بحكمة،
وبالفعل أن التغافل عن الأخطاء الصغيرة،يحافظ على كيان الحياة الزوجية،
اهمية غض الطرف عن بعض الاخطاء،بين الزوجين، كل انسان يجتهد ويعمل معرض للخطأ،وغض الطرف عن اخطاء الزوجة دليل حب وتقدير لعملها،فليس كل خطأ يُنبه يُحاسب عليه المخطئ بل تُغفر بعض الزلات،
ولكن هناك أخطاء،يجب التنبه عليها، مثل الاخطاء المتكررة دوماً أو الاخطاء التي قد تؤدي الى اخطاء اكبر منها،او الاخطاء الشرعية،ولكن ان يكون التوضيح والتنبيه بالحكمة
والاسلوب الراقي،
ومن أهم الأسباب التي ينتج عنها وجود المشكلات بين الزوجين،
عدم معرفة حقّ كل واحد من الزوجين على الآخر،وقد جاء الإسلام بهذه الحقوق وإلزام كل من الزوجين بها،وحثهما عليها، كما قال تعالى(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة )فنصت الآية على أن كل حق لأحد الزوجين يقابله واجب على الآخر يؤديه إليه،وبهذا يحصل التوازن بينهما من كافة النواحي مما يدعم استقرار حياة الأسرة،واستقامة أمورها،
قال ابن زيد، تتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله عز وجل فيكم،
وقال القرطبي، الآية تعم جميع ذلك من حقوق الزوجية،منها،
غض الطرف عن الهفوات والأخطاء،وخاصة التي لم يقصد منها السوء في الأقوال والأعمال،
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)رواه الترمذي،
فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحتمل صاحبه فلكل إنسان زلة، وأحق الناس بالاحتمال من كان كثير الاحتكاك بمن يعاشر،وعلى كل طرف ألا يقابل انفعال الآخر بمثله،فإذا رأى أحد الزوجين صاحبه منفعلاً،فعليه أن يكظم غيظه ولا يرد الانفعال مباشرة،
ولذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته، إذا رأيتني غضبت فرضني،وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب،
وتزوج الإمام أحمد،عباسة بنت المفضّل أم ولده صالح،فكان يقول في حقها،أقامت أم صالح معي عشرين سنة،فما اختلفت أنا وهي في كلمة،
ثم لا ينبغي للرجل أن يبغض زوجه إذا رأى منها ما يكره لأنه إن كره منها خلقاً رضي الآخر،فيقابل هذا بذاك،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم)رواه الترمذي،وأحمد،
ومن المعاشرة بالمعروف، التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها،وعدم التوبيخ والتعنيف إلا في حقوق الله عز وجل،
فإن عصت المرأة زوجها ونشزت عن طاعته فله أن يؤدبها التأديب الشرعي،عند عصيانها أمره ونشوزها عليه،
والنشوز، بمعنى العصيان،
واللاتي تخافون عصيانهن وتعاليهن عما أوجب الله عليهن من طاعة الأزواج فجعل الله التأديب،بالوعظ بلا هجر ولا ضرب فتذكر المرأة ما أوجب الله عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة للزوج فإن لم ينفع الوعظ والتذكير بالرفق واللين انتقل إلى،الهجر في المضجع وذلك بأن يوليها ظهره في المضجع أو ينفرد عنها بالفراش،لكن لا ينبغي له أن يبالغ في الهجر أكثر من أربعة أشهر،
كما ينبغي له أن يقصد من الهجر التأديب والاستصلاح لا التشفي والانتقام،فإن أقبلَت،وإلا فقد أذن الله لك أن تضربها ضرباً غير مبرح ، وعلى الزوج أن يراعي أن المقصود من الضرب العلاج والتأديب والزجر لا غير فيراعي التخفيف فيه على أبلغ الوجوه،قال عطاء،
قلت لابن عباس،ما الضرب غير المبرّح،قال(الضّرب بالسواك )
ويجب على الزوج أن يجتنب المواضع المخوفة كالرأس والبطن وكذا الوجه،فإن النبي صلى الله عليه وسلم،نهى عن ضرب الوجه نهياً عاماً،
فإذا ارتدعت،وتركت النشوز،فلا يجوز بحال أن يتمادى في عقوبتها أو يتجنى عليها بقول أو فعل كما قال تعالى( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً )

اللهم وفق بين كل زوجين،ولا تفرق بينهما،وابعد عنهما كل حاقد وحاسد،وارزقهم السعادة،وظللهما بظل المودة والرحمه،ولا تسلط عليهم من لايخافك ولايرحمك وأصرف عنهم كل أمر عسير،ويسر لهم كل أمر من أمور حياتهم،
اللهم آميـــن.

الحسيمqtr
16-12-2016, 08:36 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
16-12-2016, 01:00 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
16-12-2016, 03:02 PM
جزاك الله خير ام حمد
مع اني اتأسف ان فيه ازواج وزوجات
بدأوا يتجاهلون بعض بدال ما يتغاضون عن سلبيات بعض

لكنها افكار مدري من وين دخلت علينا
الله يصلح احوالنا جميعاً

امـ حمد
16-12-2016, 10:03 PM
جزاك الله خير ام حمد
مع اني اتأسف ان فيه ازواج وزوجات
بدأوا يتجاهلون بعض بدال ما يتغاضون عن سلبيات بعض

لكنها افكار مدري من وين دخلت علينا
الله يصلح احوالنا جميعاً


إذا كان التفوق في الأمور الدنيوية،كأن تكون،مثلاً،متفوقة مادياً أو أكاديمياً،فلا قيمة لهذا التفوق،لأن هذه الأمور لا وزن لها عند الله عزوجل،
وأما إذا كانت متفوقة معنوياً،تؤدي صلاة الليل،والنوافل، وعلى مستوى تكاملي متميز،فإن هذا هو حقيقة مقياس التفاضل، كما يشير إليه قوله تعالى(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس