المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب تؤدِّي إلى الأُلْفَة ،بين أفراد المجتمع المسلم



امـ حمد
25-12-2016, 07:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب تؤدِّي إلى الأُلْفَة والمحبَّة،بين أفراد المجتمع المسلم،
التَّعارف ومعاشرة النَّاس، قال صلى الله عليه وسلم(الأرواح جنودٌ مجنَّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)
التَّواضع، إن خفض الجناح ولين الكلمة وترك الإغلاظ مِن أَسبَاب الأُلْفَة واجتماع الكَلِمَة وانتظام الأَمر ولهذا قيل،من لانت كلمته وجبت محبَّته وحَسُنَت أُحدُوثته، وظمئت الْقُلُوب إلى لقائه وتنافست في مودته)
قال ابن عثيمين(وظيفة المسلم مع إخوانه،أن يكون هيِّنًا ليِّنًا بالقول وبالفعل،لأنَّ هذا ممَّا يوجب المودَّة والأُلْفَة بين النَّاس،
القيام بحقوق المسلمين والالتزام بها، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(حق المسلم على المسلم خمس،رد السلام،وعيادة المريض، واتباع الجنائز،وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)
(فهذه الحقوق كلَّها إذا قام بها النَّاس بعضهم مع بعض،حصل بذلك الأُلفة والمودَّة، وزال ما في القلوب والنُّفوس مِن الضَّغائن والأحقاد)
إفشاء السَّلام، قال صلى الله عليه وسلم(يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام)
(قال الإمام الرَّازي،لأنَّها أوَّل أسباب الأُلْفَة،فتنبسط النَّفس،وتتفاءل به أحسن فأل)
زيارة المسلم وعيادته إذا مرض، فزيارة المسلم لأخيه المسلم تبعث على الحبِّ والإخاء،مع ما أعده الله من الأجر والثواب له،قال صلى الله عليه وسلم(من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوَّأت من الجنَّة منزلاً)
الكلام اللَّين، فالكلام اللَّين والطَّيب مِن الأسباب التي تؤلِّف بين القلوب،
التعفف عن سؤال النَّاس، قال صلى الله عليه وسلم(وازهد فيما في أيدي النَّاس يحبَّك النَّاس)رواه البخاري،ومسلم،
السَّعي للإصلاح بين النَّاس، قال تعالى(فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ)الأنفال،
الاهتمام بأمور المسلمين والإحساس بقضاياهم، قال صلى الله عليه وسلم(المؤمنون كرجل واحد، إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسَّهر)
التهادي، لا شك أن تقديم الهديَّة يزيد مِن الألفة والمحبَّة والتَّقارب بين المهدي والـمُهْدَى إليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال(تهادوا تحابُّوا)رواه البخاري، وصححه الألباني،
حسن الخلق، قال الغزالي(اعلم أن الألفة ثمرة حسن الخلق، والتفرق ثمرة سوء الخلق‏، فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق،
وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر ومهما كان المثمر محمودًا كانت الثمرة محمودة)
طرق الألفة وأسباب الاتفاق، قال الله عز وجل عن اليهود(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)أي،قلوبهم متفرقة لا ألفة بينها،فما بينهم إلا العداوات،
إن أهمية القلوب،محل النيات، والألفة وأسبابها يبدأ بالنيات،فمن كانت نيته إلى الألفة قادت عقله إلى طلب أسبابها واجتناب عوائقها، ومن لم تكن نيته كذلك، وإن أظهر بعض موجباتها، فإن النية غالبة و مسيطرة على عقل الإنسان وعمله، فستظهر في أول فرصة ،
ولما كان الاختلاف في الرأي أمرا طبيعيا فطريا، فإن عديم النية بمجرد ظهور بوادر اختلاف الرأي تطفو نيته إلى السطح،و يبادر إلى إبراز هذا الاختلاف،و تضخيمه فيقطع بذلك أول أسباب الألفة،
إن استواء النيات في طلب الألفة ، والثبات على موجباتها من الاحترام و التقدير للآخر، وعقد النية على اجتماع الكلمة، و الحرص عليها بترك الخلاف السائغ جانباً،والحرص على التعاضد على الحق،فيتوجه عمل العقول من فكر وتدبر وعلم نحو ما يعقد أواصر الألفة،
أن أسباب الألفة واجتماع الكلمة،التحاب،واتصال الأيدي،والتعاضد على الخير،والشورى، فهذا هو السبيل الوحيد لاجتماع الكلمة،
التشاور،قال الحسن البصري،ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم وفي الشورى اجتماع الكلمة والتحاب والتعاضد على الخير،
قال ابن حجر في الفتح،أخرجه البخاري(لا يترك قوم الشورى فيما بينهم إلا إذا احتقروا بعضهم البعض، ولا يعقدون الشورى إلا إذا كانوا متآلفين متحابين متعاونين على الخير، فالشورى سبب لتوطيد الأواصر واجتماع الكلمة، ونتيجة للاحترام المتبادل، وتقدير كل فئة سنية لأختها،
فيجب على الدعاة والعلماء الالتقاء و التشاور،وترك الانفراد، ومجانبة من ينفرد عن جماعتهم مفرقا لهم، فإنهم بذلك يكشف لهم الله طرق الخير، ووسائل النجاح،ويجمع الأمة حولهم،
فإذا كانت أسباب النصر اتفاق القلوب، وعدم التفرق والتنازع،لأن الفرقة تحلل القوى وتوجب الفشل،وتفرق الكلمة وتزيل الألفة بين المؤمنين،
فإن العلم يدعو لاجتماع الكلمة، والجهل يدعو إلى التفرق،و أخطر ما في التفرق عدم المبالاة بمخاطره ،
لأن سبب التفرق شيئان،
الغلو في الدين،
والبغي قبل الاختلاف باتباع الهوى،
وبعده في الزيادة بالإنكار،وتجاهل الحق الذي مع الآخر،والظلم بالهجر والمقاطعة،والذم والطعن في دينه،

اللهم ألف بين قلوب المسلمين،وأصلح ذات بينهم،اهدهم سبل السلام،وأخرجهم من الظلمات إلى النور،وانصرهم على عدوك وعدوهم،واشرح صدورهم ويسر وتول أمورهم،إنك على كل شىء قدير،يا أكرم الأكرمين،ويا أرحم الراحمين،

اللهم آميـن.

الحسيمqtr
25-12-2016, 08:55 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
25-12-2016, 11:15 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس