المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أن أعظم التوكل أن تتوكل على الله في الدعوة إليه



امـ حمد
27-12-2016, 04:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعتقد معظم النَّاس أن أعظم التوكل على الله يكون في الرزق والأولاد وأمور الدنيا،في حين أن أعظم التوكل على الله أن تتوكل عليه في الدعوة إليه،بإعلاء كلمتِه وتمكين دينِه في الأرض،بإحقاق الحق وإبطال الباطل،
فالذين يدعون إلى الله وهم متوكلون يشعرون بحب شديد للَه،عز وجل،
توكل الخليل إبراهيم، حطم الأصنام وقال كلمة الحق في بلدةً كلها تضطهده،كما قال تعالى﴿قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)الصافات،
يأتي جبريل،عليه السلام،يا إبراهيم،ألك حاجة،فيرد عليه،أما لك فلا،وأما إلى الله فنعم،وظل يردد(حسبي الله ونعم الوكيل)
النبي،صلى الله عليه وسلم،يموت له في شهر واحد،رفيقةُ دعوته، والحضن الذي كان يحتضنه ويسمعه ويأخذ بيده السيدة خديجة، رضي الله عنها،وعمه أبو طالب،الذي كان يحميه من قريش،
ماتا حين كان النبي،صلى الله عليه وسلم،أشد ما يحتاجهما،وذلك كله بتقدير الله،عز وجل,
الأسباب المعينة على التوكل،
الثقة التامة بالله،عز وجل، ولا تتحقق هذه الثقة إلاَّ بِمعرفة الله حق المعرفة،فالواثق بما تكفل به الله لخلقه من الرزق،كما قال تعالى﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾الذاريات،
والثقة بشمول علمه وعموم قدرته،وبوعده بأنه ولي الذين آمنوا وهو المدافع عنهم،قال تعالى﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾البقرة،
معرفة الله،سبحانه وتعالى،بأسمائه الحسنى،وصفاته العلى، فمن يعرف الله أنه الرزاق ذو القوة المتين،رحمن رحيم،وجد نفسه متوكلاً عليه حق التوكل،كما قال تعالى﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ﴾الأعراف،
اسم الرحمن،فقال تعالى﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ الملك،
اسم العزيز،فقال تعالى﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ الأنفال،
المعرفة بقيمة التوكل وأحوال المتوكلين، من بواعث التوكل المعرفة بفضله،وفضل المتوكلين،وما وعدهم به من حسن الجزاء،
ومعايشة سير المتوكلين على الله تقوي القلوب بالاعتماد على الله والتوكل عليه،
معرفة الإنسان قدر نفسه وعجزه، فمهما تعلم الإنسان يظل علمه علم بشر،وقدرته قدرة بشر،قال تعالى﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً ﴾الإنسان،
فيوقن الإنسان حق اليقين أن لا حول ولا قوة إلا بالله،الذي خلقه وعلمه ما لم يكن يعلم، فما أعطاه من النِّعَم المتباينة فهي من الله
وبالله،قال تعالى﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾النحل،
من عوائق التوكل على الله،
الجهل بمقام الألوهية، فمن لم يعرف الله،سبحانه وتعالى،وما له من الأسماء والصفات،ومن لم يعرف الله جواداً،فقد قال تعالى﴿ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإِنسَانُ قَتُوراً ﴾الإسراء،
إعجاب المرء بنفسه، فالمعجب بنفسه،المغتر بقوته أو ثروته،أو منصبه أو غير ذلك،لا يشعر بافتقاره إلى الله،بحيث لا يعتمد أو يتوكل عليه،
حب الدنيا والاغترار بها، فاللهث وراء متاع الدنيا والتعلق بشهواتها من عوائق التوكل،كما قال تعالى﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ ﴾آل عمران،
وقد كان الرسول،عليه الصلاة والسلام،يدعو فيقول(اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا،ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا،ولا اٍلى النار مصيرنا،واجعـل الجنة هي دارنا،ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُـك فينا ولا يرحمـنا)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
الركون إلى الخلق، إنَّ التوكُّل على الخلْق في قضاء الحاجات وتدْبير الأمور،من موانع التوكُّل على الله؛ فقد قال تعالى﴿قال تعالى(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ،لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ،لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ)سورة الأنبياء،
آثار التوكل،
سكينة النَّفس وطمأنينة القلب، يشعر بها المتوكِّل على ربِّه،بالأمن إذا خاف النَّاس، واليقين عند شكِّ النَّاس، والثبات إذا قلق النَّاس، والأمل إذا يئِس النَّاس،والرضا إذا سخط النَّاس،
العزَّة التي يشعر بها المتوكل على الله، ويستمدها من عزَّة الله، وتُعْطِيه مكانة كبيرة،قال تعالى﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )الأنفال،
قال أحد الخلفاء لأحد علماء السلف الصالح،ارفع إلينا حوائج دنياك نقضها لك،قال،إني لم أطلبها من الخالق فكيف أطلبها من المخلوق، يُريد أنَّ الدنيا أهونُ عنده من أن يَسْأَلها من الله تعالى، فهو إذا سأل ربَّه يسأله ما هو أعظمُ وهو الآخرة والجنَّة، ورضوان الله تبارك وتعالى، إنَّ العزَّة لا تطلب إلاَّ من باب واحد،قال تعالى﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً ﴾فاطر،
الرضا الَّذي ينشرح به الصدر، قال بعضهم،متى رضيت بالله وكيلاً وجدتَ إلى كل خير سبيلاً،
الأمل، فمن يتوكل على الله لا يعرِف اليأس إلى قلبِه سبيلاً،قال تعالى﴿ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ﴾الحجر،
إنَّ المتوكل على الله يعلم أن الملك كلَّه بيد خالقِه ومدبر أمره، يؤتي الملك مَن يشاء وينزعه ممن يشاء،يغيث الملهوف،وينفث عن المكروب، وينصر المظلوم،ويشفي المريض،

قال الشاعر،ما بين طرفة عين وانتباهتها،،، ،،،،يغير اللَه من حال إلى حال
اللهم أعزنا بطاعتك،ولا تذلنا بمعصيتك،وأعزنا بالاخلاص،ولا تذلنا بالرياء،وأعزنا بالهمة العالية،ولا تذلنا بالغفلة،وأعزنا بالذلة بين يديك،ولا تذلنا بالذلة لغيرك،
اللهم آميـــــن.

الحسيمqtr
27-12-2016, 10:12 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
27-12-2016, 11:19 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

alfarasha
08-01-2017, 10:11 PM
ان الله يحب المتوكلين

امـ حمد
09-01-2017, 02:56 AM
ان الله يحب المتوكلين


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس