المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعمة الإيمان



امـ حمد
29-12-2016, 03:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الإيمان نعمة من الله يمن بها على من يشاء من عباده (بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَان)

فأشكروا الله على هذه النعمة أن جعلكم مؤمنين ولكن الإيمان ليس بالدعوى،
الإيمان له حقيقة،قال الله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)
ولما سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال يا رسول الله قولي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه غيرك قال(قل آمنت بالله ثم استقم)
يستقيم على الإيمان ولا يكتفي بالقول وذلك بأن يعتقده في قلبه ويعمل به في جوارحه ويكون الإيمان ظاهراً عليه في تصرفاته وفي أفعاله وأقواله،
كما هو في قلبه ونيته وعقيدته هذا هو الإيمان،ولهذا قال سبحانه وتعالى(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ،يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ،فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)
الإيمان له أركان ستة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله لما سأله جبريل عليه السلام بحضرت أصحابه قال(أخبرني عن الإيمان،
قال الإيمان أن تؤمن بالله،وملائكته،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره،
هذه أركان الإيمان الذي لا بد منها،فإذا فقد واحد منها فالإنسان ليس بمؤمن،ولو قال بلسانه إنه مؤمن أو آمنت بالله،
والإيمان له شعب، في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(الإيمان بضع وسبعون شعبة)رواه مسلم،
وهذا الحديث يدل على أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح،وأنه يزيد وينقص،فالإيمان له أحكام عظيمة أعلاها قول لا إله إلا الله هذا قول باللسان واعتقاد بالقلب لا بد أن يقولها بلسانه ولا بد أن يعرف معناها ويعتقده في قلبه ولا بد أن يعمل بمقتضاها،
حتى يكون من أهل لا إله إلا الله أما من يقولها بلسانه دون قلبه فهذا منافق في الدرك الأسفل من النار،وإن كان يقول لا إله إلا الله في لسان،
ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله يقول(ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال)رواه البيهقي،
هذا هو الإيمان قول لا إله إلا الله،وأدناه إماطة الأذى عن الطريق،
فالذي يزيل الأذى والمؤذيات والمعوقات عن طريق المسلمين هذا دليل على إيمانه،
أما الذي يضع العراقيل والحفر والشوك والحديد ويضع أشياء تعوق السير فهذا دليل على ضعف إيمانه أو على عدم إيمانه،
فطريق المسلمين لا بد أن يكف الأذى عنه حتى يسلكه الناس والدواب لأنه طريق لا يجوز أن يلقى فيه ما يعوق السائرين،ولهذا عدّ النبي صلى الله عليه وسلم، من الملاعن التي يلعن عليها قضاء الحاجة في الطريق بأن يتبول،ويتغوط في الطريق فهذا ملعون، بنص الحديث،
وكذلك في الوقت الحاضر أصحاب السيارات الذين يوقفون سياراتهم في الطريق ويعوقون المارة أو يوقفونها في الشوارع التي يمر الناس منها الأسواق يعوقون السير،يدل على نقص الإيمان في القلب،
وكذلك أصحاب السيارات الذين يسرعون سرعة زائدة عن المطلوب يعرضون أنفسهم ويعرضون غيرهم بالخطر والموت يتحملون في ذلك آثاماً عظيمة ويروعون المسلمين وكذلك الذين يقطعون الإشارات،هؤلاء مخالفون لما يقتضيه الإيمان من حفظ دماء ومصالح المسلمين،
كل هذا يدل على ضعف إيمانهم،
فالإيمان يظهر في تصرفات الإنسان على لسانه وعلى جوارحه وتصرفاته،
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم،رجلًا يتقلب في الجنة وسئل ما سبب دخولك الجنة قال شوك أزلته،أو شجرة أزلتها عن طريق المسلمين فدخل الجنة بذلك،
فالذي يضع العراقيل في الطرق، ويعرض المسلمين للخطر هذا معرض نفسه للنار والعياذ بالله ومعرض نفسه لدعوات المسلمين
ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)رواه البخاري،
فالذي لا يستحي يصنع ما شاء من المعاصي والمنكرات،لأنه ليس عنده حياء لا من الله ولا من خلقه،
فالحياء خصلة عظيمة، من توفرت فيه فقد رزق خير كثيراً،
فالحياء له أهمية عظيمة،وأما الحياء الذي يمنع الإنسان من تعلم العلم،ومن السؤال من أمور دينه،هذا خجل،وليس حياء وهذا جبن وهذا حياء مذموم،ولا حياء في الدين،فالحياء الذي يمنع الإنسان من الخير،هذا مذموم،
أما الحياء الذي يمنع الإنسان من الشر،ومن أذى الناس،فهذا هو الحياء المحمود،وهو منة يمن الله بها على من يشاء من عباده،وهو شعبة من شعب الإيمان،
كل أعمال الخير،من الإيمان،وكل أعمال الشر من النفاق،
فعلى المسلم أن يتأدب بالإيمان الذي من الله به عليه وجعله من المؤمنين،
فإن الإيمان له صفات يتصف بها المسلم من ذلك المحبة بين المؤمنين،
قال صلى الله عليه وسلم(لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)صحيح مسلم،
فإفشاء السلام بين المؤمنين يورث المحبة بينهم،
وترك السلام يحدث النفرة بينهم والإدبار بعضهم عن بعض، أفشوا يعني،أكثروا السلام بينكم،
ومما يدل على ضعف الإيمان، أن يؤذي الإنسان جاره، قال صلى الله عليه وسلم والله(والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن،قالوا خاب وخسر يا رسول الله منه قال،الذي لا يأمن جاره بوائقه)صحيح البخاري،
أي غدراته وآذاه،
فالإيمان نعمة عظيمة من الله عز وجل،يمن بها على من يشاء من عباده ولكن ينبغي للمسلمين أن يتصفوا بهذا الإيمان في جميع أحوالهم وتصرفاتهم،
فمن مقتضى الإيمان النصيحة وعدم الغش بالبيع والشراء وفي الكلام وفي المشورة،
قال صلى الله عليه وسلم(من حق المسلم على أخيه المسلم إذا استنصحك فأنصح له)صحيح مسلم،
إذا استنصحك المسلم وشاورك تدله على الطريق الصحيح ولا تكتم عنه ذلك لأن هذا من مقتضى الإيمان،
فالإيمان تعامل بين الناس،بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة،
فالإيمان له ظل عظيم يستظل به المؤمنون في الدنيا والآخرة فالإيمان هو حصن المؤمن في الدنيا وفي الآخرة ،
في الدنيا حصنه من الأخلاق السيئة والأعمال القبيحة،
وفي الآخرة حصنه من النار ودخوله في الجنة،


نسأل الله عز وجل،أن يوفقنا للإيمان،وأن يثبتنا على الإيمان وأن يتوفانا على الإيمان وأن يلحقنا بالمؤمنين الصالحين،
اللهم آميـن.

الحسيمqtr
29-12-2016, 11:40 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
30-12-2016, 12:04 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

alfarasha
08-01-2017, 10:07 PM
الحمد لله حمدا كثيرا على هذه النعمه

امـ حمد
09-01-2017, 02:57 AM
الحمد لله حمدا كثيرا على هذه النعمه



بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس