المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : && إستغل وجودك في الحياة ! &&



ضوى
23-01-2017, 09:11 PM
خمس ثواني💡

بقلم/عبدالعزيز الهديب

ما إن إنتهيت من صلاتي لأشق الحشد عند الباب حتى استوقفني وقوف أحد الدعاة وهو يقرب اللاقط أو الميكرفون من فمه قائلاً:
استميحكم عذراً بخمس ثواني فقط بل أقل إن تيسر ذلك !!
فحدثتني نفسي ساخرة:
أوما أقل من خمس ثواني ..
شكله بينفخ في المكرفون يجربه شغال ولا لا هههههه !!

وقفت مترقباً حديث الداعية حيث اعتلت السكينة ملامحه وهو يهمس بصوت روحاني قائلاً:
إستغل وجودك في الحياة !!
بعدها أنزل الميكرفون و استدار نحو القبلة كي يصلي النافلة ..
بعدها سمعت دعاء متسول يجلس بجانب الباب فوقعت عيني على أحد المتصدقين وهو يدخل يده في جيبه و يخرج منها ما تيسر من المال .. قد يكون مشهد روتيني رأيته مرات عديدة و لكن هذه المره استحكم ذهني هاجس التفكر في ذلك المتصدق كيف يستغل سريان كل قطرة دم في عروق يده ببسطها للإنفاق.. فالأمر ليس مجرد مساعدته لمسكين و إنما إستغلال لسلطته على يده بعمل الخير قبل أن تنقلب ضده و تصبح شاهداً عليه يوم القيامة !!
هام بي الهاجس في رحاب المسجد لأرمق رجلاً وهو يستغل لسانه بالذكر و الإستغفار ) .. ووجدت رجلاً يقرأ القرآن الكريم بسكينة و وقار .. فمثل هؤلاء هم من يسعون جاهدين لإستغلال ألسنتهم فوق الأرض قبل أن تتحلل تحت الأرض و تشهد عليهم يوم العرض .. إذن جوارحنا في واقع الأمر ليست لنا بل علينا !!

عجباً لأمري كيف أتأمل مشاهد رأيتها مراراً و كأني لم أرها من قبل .. شعرت بالندم يضع أحماله على قلبي برؤية ذلك المصلي الذي يطيل في ركوعه و سجوده و شفتاه تتأنى بالتمتمة متلذذاًَ بقراءة القرآن و التسبيح و الدعاء .. كان يصلي الصلاة ليرتاح بها لا ليرتاح منها كما كنت افعل !!

ربما رأيت تلك المشاهد الروحانية مراراً كما أسلفت و لكني اليوم و لأول مره أراها بقلبي لا بعيني .. فما أراه الأن هو المعنى الحقيقي للإستغلال .. إستغلال الدنيا من أجل الآخرة .. إستغلال العمر و الجوارح و المال من أجل التقرب إلى الله و إبتغاء رحمته التي وسعت كل شي .. إستغلال لا يدركه إلا العاقل كما قال الشافعي رحمه الله: ( أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه .. و أنار قبره قبل أن يسكنه .. و أرضى ربه قبل أن يلقاه .. فاليوم عمل بلا حساب و غداً حساب بلا عمل )
صحيح أن ذلك الداعية نطق بجملة واحدة فقط و لكنه أراد بهذه الجملة أن يصيغ في جوف كل فرد منا خطاب ديني طويل يعكس حالنا مع عبادة الله .. فهناك من زادته تلك المقولة سعياً بزيادة الإجتهاد على الأعمال الصالحة حتى أطمأن بإستعداده لبغتة الموت .. و هناك من أطرق أذنه و عقد حاجبيه كنايه عن التأثر ولكن سرعان ما ارتد إلى حاله البائس .. فأي الفريقين أنا و أنت ؟ .. سؤال لا يجيبه اللسان و إنما العمل .. بل إن وقود العمل هو الخشية من ( ما بعد ) الموت.

هذا ما أصاغته نفسي من مقولة ( إستغل وجودك في الحياة ) .. فماذا عن صياغتك لهذه المقولة ؟ .. هل سيجعل الله كتابك في عليين بتجاوبك (العملي) مع هذه المقولة .. أم هل ستبقى على حالك تثقل بكفة السيئات على ميزانك فقط لأن هذه المقولة كانت ( مجرد ) جملة قرأتها ذات يوم بتصفح سريع دون التعمق في معناها ؟؟
فكر بمصيرك الذي ستخلد فيه لا بواقعك الذي ستفنى منه عاجلاً أم أجلاً .. لك الخيار !!

7aayaahh1
23-01-2017, 09:45 PM
العاقل من يوزن الأمور ويستغل الوقت لصالحه بخير الدنيا والآخرة وقال الله لنبيه ولا تنسى نصيبك من الدنيا أما نحن فيقال لنا كما ذكرتي بالعنوان وشتاااان بين الأثنين ..

رجل تعليم
23-01-2017, 10:57 PM
الله يجازيك خيرا بلا حساب يا ضوى ويسعد روحك على هذا الإختيار الرائع
اسأل الله تعالى الهداية لي ولكم والله يجعلنا من عباده الصالحين

يمامـة
26-01-2017, 09:27 AM
الله يقدرنا يارب على استغلال كل لحظة من حياتنا الحالية..

شكرا ضوى..

R 7 A L
26-01-2017, 09:31 AM
قبل شوي كلمت الشرطة وطرشو لي دورية وخالفو عدد من السيارات
كل يوم توقف على طريق مهم مخصص للاسعاف ويسببون زحمة
والحمدلله خالفوهم كلهم
هنا استغليت وجودي في هذا العمل الذي منه اكثر من فايدة اهمها اني راح ازيح هالسيارات من الوقف مجدداً في هذا المكان

ضوى
12-02-2017, 11:38 AM
جزاكم الله خير على مروركم الطيب