المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البشارة من الله تبارك وتعالى(لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)



امـ حمد
28-01-2017, 04:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما من مسلم عاقل إلا وهو يتمنى أن يكون سعيداً مسروراً في الدنيا،والبرزخ والآخرة،متنعماً في حياته وبعد مماته، ولا تغيب هذه الأمنية عن فكر كل إنسان مدرك لقيمة السعادة، وهناك طائفة من الناس بشرهم الله سبحانه وتعالى ببشارة عظيمة تعتبر هي أعظم بشارة عرفها الإنسان، لأنها تتضمن السعادة التي لا تنقطع ،فهي سعادة في الدنيا،وسعادة في البرزخ،وسعادة يصل بها صاحبها إلى الخلود في الجنة،والنظر إلى وجه الله الكريم،
إنها البشارة من الله تبارك وتعالى لهذه الطائفة بقوله( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
الخوف متعلقه في المستقبل،والحزن متعلقه في الماضي، فهم لا خوف عليهم في مستقبلهم،ولا هم يحزنون على ماضيهم،
تفسير هذه الآية(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ،الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)يونس،فهذه الآية الكريمة فيها بيان حال أولياء الله، وأنهم لا خوف،ولا حزن عليهم لإيمانهم وتقواهم ،
فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة، واستقاموا على دينه واتقوه،جل وعلا,فأدوا فرائضه وتركوا محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى، أهل البصيرة، أهل الصدق، الذين أخلصوا لله العبادة, ولم يشركوا به شيئا، ثم أدوا فرائضه، وابتعدوا عن محارمه, ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة،ولا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في الدنيا، وهم المذكورون في قوله،جل وعلا(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ،جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)البينة،
لم يأت(الحزن)في القرآن إلا منهيا عنه كما في قوله تعالى(ولا تهنو ولا تحزنوا)
وسر ذلك أن،الحزن،لا مصلحة فيه للقلب، وأحب شىء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن،وقد إستعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)
أيجرى فى هذا الكون شيء لا يريده الله،أوينقص من رزقك شيء قدره الله،أوينقص من أجلك لحظة كتبها الله،فلماذا الهم,
وقد صدق الله(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)
قال ابن القيم،لم يأت( الحزن )في القرآن إلا منهيا عنه كما في قوله تعالى(ولا تهنو ولاتحزنوا)
وسر ذلك أن،الحزن،لا مصلحة فيه للقلب،وأحب شىء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن،ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه،
وقد إستعاذ منه النبي،صلى الله عليه وسلم،حيث قال(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)
يقول الإمام ابن القيم،رحمه الله،الحزن يضعف القلب،ويوهن العزم ويضر الإرادة ،ولا شئ احب إلى الشيطان من حزن المؤمن،
لذلك افرحوا واستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله،وثقوا بما عند الله،وتوكلوا عليه،وستجدون السعادة والرضا في كل حال،
يقول الإمام ابن القيم،لا تفسد فرحتك بالقلق،وﻻ‌ تفسد عقلك بالتشاؤم،وﻻ‌ تفسد نجاحك بالغرور،وﻻ‌ تفسد تفاؤل اﻵ‌خرين بإحباطهم،وﻻ‌ تفسد يومك بالنظر إلى اﻷ‌مس)
لو تأملت في حالك لوجدت أن الله أعطاك أشياءً دون أن تطلبها، فثق أن الله لم يمنع عنك حاجة رغبتها إﻻ‌ ولك في المنع خيراً، ربما تكون نائماً فتَقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك،من فقير أعنته،أو حزين أسعدته،أو عابر سبيل ابتسمت له،أو مكروب نفست عنه،فلا تستهن بفعل الخير أبداً
يقول أحد السلف،إني أدعو الله في حاجة فإذا أعطاني إياها فرحتُ مرة،وإذا لم يعطيني إياها فرحتُ عشر مرات،لأن الأولى إختياري،والثانية اختيار الله،
يقول الإمام ابن سعدي،الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والغم والحزن،فكن صاحب قلب يتنفس الرضا والقناعة،


اللهم اجعلنا منهم ومعهم في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين.

الحسيمqtr
28-01-2017, 01:14 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
28-01-2017, 02:26 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس