المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سباق لتعويض الخسائر و'تجميل' ميزانيات الربع الثالث



مغروور قطر
20-09-2006, 05:29 AM
سباق لتعويض الخسائر و'تجميل' ميزانيات الربع الثالث


20/09/2006 كتب محسن السيد:
فيما بدأت الثقة تعود جزئيا الى سوق الأوراق المالية، الأمر الذي انعكس على اداء السوق الذي بدأ يشهد تحسنا نسبيا خلال الاسابيع القليلة الماضية، بعدما يربو على سبعة أشهر عجاف، الا انه خلال مرحلة عودة الانتعاش الحالية تلك قد اختلطت عمليات الصعود المبنية على أسس فنية وتشغيلية لبعض الشركات بعمليات التصعيد 'الوهمية' التي تقف وراءها مجموعات استثمارية بهدف 'تجميل' ميزانيات الربع الثالث، بما يضلل الغالبية العظمى من المتعاملين الذين يصعب عليهم التفريق بين هذين الاتجاهين المتناقضين رغم ان النتيجة واحدة وهي ظهور هذه الشركات باللون الأخضر.
التذبذب دليل
وقال مراقبون ان تذبذب مؤشر السوق وصعود أسهم بعض الشركات بشكل كبير خلال فترات قصيرة من دون مبررات فنية واضحة، انما يشير الى ان فترة الانتعاش القصيرة التي اعقبت هدوء الاوضاع السياسية في المنطقة تعود في جانب كبير منها الى عمليات التصعيد المتعمدة التي تقوم بها مجاميع استثمارية على اسهمها رغم ما يحاول الترويج له هؤلاء من ادعاءات بان دورة الصعود الكبير قد عادت من جديد ليبتلع صغار المتعاملين الطعم.
ولا تفتأ المجاميع الاستثمارية تروج للإشاعات الايجابية حول اسهمها لتساعدها في عمليات التصعيد طالما لا تستند اسهمها الى عوامل تشغيلية تسهل مهمتها ولتجد تلك المجاميع سهولة في تصريف هذه الاسهم بعد الوصول بالاسعار الى المستويات المستهدفة.
شركات وشركات
ويقول قيس الفرج، مدير الصناديق الاستثمارية في البنك التجاري الكويتي: 'هناك شركات صعدت اسعارها وصعد معها السوق بناء على عوامل فنية ومنطقية كون اسعار هذه الشركات وصلت لاقل من قيمتها العادلة قياسا بادائها وانشطتها التشغيلية، في الوقت ذاته لدى هذه الشركات مجموعة من الامور التشغيلية المميزة بغض النظر عن اداء السوق ستحقق من ورائها عوائد جيدة اضافة الى ان ارباح هذه الشركات بالاصل جيدة لم تتأثر بتراجع السوق، وهذه الشركات يبدو صعودها مبررا ومنطقيا'.
واضاف الفرج قائلا: 'النشاط الذي تشهده هذه الشركات الجيدة حاليا يأتي ايضا بدافع التوقعات الايجابية لنتائج هذه الشركات خلال الربع الثالث والاشهر التسعة الأولى من العام الجاري'.
تصعيد متعمد
ومضى الفرج قائلا: في الوقت نفسه هناك شركات اخرى ارتفعت اسهمها بفضل تحركات المجاميع الاستثمارية التي تملك في هذه الشركات عبر التصعيد المفتعل لاسهم شركاتها حتى تقلص من حجم الخسائر غير المحققة في ميزانيات هذه الشركات نتيجة تراجع السوق في ظل تركيز هذه الشركات عملياتها على سوق الاوراق المالية.
وتابع الفرج: تعمد شركات الى شراء اسهم شركات اخرى مدرجة تملك فيها حصصا وتضخيم قيمة هذه الاسهم السوقية يتزامن ذلك مع اطلاق الاشاعات حول هذه الاسهم ويتزايد هذا السلوك عادة في السوق عند اقتراب الاقفالات الربع سنوية ومن ثم يعاودون البيع.
واشار الفرج الى انه في الوقت الذي يمكن فيه ملاحظة وكشف هذا التلاعب في ميزانيات بعض الشركات التي تمارس هذا السلوك بالنسبة لأسهم الشركات المدرجة، لكنه يبدو من الصعب كشف هذه التلاعبات بالنسبة إلى أسهم الشركات غير المدرجة المقيدة في ميزانيات هذه الشركات.
أين الرقابة؟
ويؤكد المراقبون هنا على ان المجاميع الاستثمارية بامكانها ممارسة هذه السلوكيات التي تتكرر بشكل مستمر بأريحية تامة ومن دون اي رقابة من قبل الجهات المعنية، ممثلة في رقابة البورصة والبنك المركزي، ومن دون حتى ان تلفت هذه الجهات الرقابية نظر هذه المجاميع لتلك المخالفات.
ويضيف الفرج: 'يفترض ان يكون لادارة البورصة والبنك دور حاسم في هذا الصدد، لا سيما انه ليس من الصعوبة على ادارة البورصة رصد هذه التحركات، لكن ادارة البورصة لا تقوم بهذا الدور'.
ويمضي الفرج قائلا: في هذه المرحلة عادت الثقة جزئىا الى السوق، لكن التحركات الخاطئة لبعض المجاميع التي تختلط في الوقت ذاته بالتحركات الصحيحة والصحية لمجاميع اخرى، تهدد بالطبع هذه الثقة و تبدد التفاؤل الذي بدأ يعود بين اوساط المتعاملين، مضيفا: 'اذا ما تبددت هذه الثقة مجددا سيعمد المتعاملون للتخلص من الشركات الجيدة والرديئة على حد سواء، هناك تضليل في بعض الميزانيات، لكن من الصعب كشف كل شيء، الامر يحتاج لجهود جبارة.
قلة خبرة
وفي رأي المحلل المالي بدر الشيخ ان عمليات التصعيد المتكررة التي يقف وراءها كبار المتعاملين تعبر عن 'قلة خبرة' هؤلاء المتعاملين، لان السوق ليس بحاجة الى هذا التصعيد المتعمد والمبالغ فيه، وان السوق لن يصل الى اسوأ من هذه المرحلة، ولن يستمر في التراجع اكثر، مشيرا في هذا الصدد الى ان الاوضاع الاقتصادية في مجملها تعتبر حاليا اكثر من ممتازة، لكن السبب الرئيسي المثبط هو ان هذه الاوضاع الاقتصادية المواتية لم تنعكس على السوق من خلال مشاريع كبرى تطرحها الدولة تستفيد منها الشركات المدرجة وتسرع من وتيرة الدورة الاقتصادية.
واضاف: السوق يحتاج الآن الى مشاريع كبرى في حجم تطوير الجزر وطرح الموانئ وحقول الشمال، وليس مناقصة هنا واخرى هناك، في الوقت ذاته الامر يحتاج الى استيعاب من مجلس الامن لطبيعة هذه المرحلة، فلا يعقد او يعرقل جهود مجلس الوزراء بتشكيكه الدائم في المشاريع التي تطرح.
وينبه المراقبون المتعاملين الى عدم الانخداع وراء صعود بعض الاسهم حتى لا يقعوا في 'شرك' عمليات التصعيد تلك، وان تتم عمليات الشراء بناء على تحليل دقيق للبيانات المالية. ويشير المراقبون في هذا الصدد الى انه طالما يساعد كبار المضاربين المجاميع الاستثمارية في تصعيد بعض الاسهم الامر الذي يدحض المقولة التي ما فتئ البعض يروج لها، وهي ان السوق بات الآن مؤسسيا اكثر من ذي قبل.
الى ذلك، يوضح هؤلاء المراقبون ان قدرة الشركات على تجاوز خسائرها غير المحققة انما يتوقف على حجم هذه الخسائر، مشيرين في هذا الصدد الى ان نتائج الربع الثالث ستظهر تحسنا في نتائج غالبية الشركات وان كان طفيفا.