المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل الأخلاق المذمومة والمحمودة



امـ حمد
17-02-2017, 01:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصل الأخلاق المحمودة والمذمومة
الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله
أصل الأخلاق المذمومة كلها، الكبر والمهانة والدناءة،
وأصل الأخلاق المحمودة كلها، الخشوع وعلو الهمة،
فالفخر، والبطر، والأشر، والعجب، والحسد، والبغي، والخيلاء، والظلم، والقسوة، والتجبر، والأعراض، وإباء قبول النصيحة، والاستئثار، وطلب العلو، وحب الجاه والرئاسة، وأن يحمد بما لم يفعل، وأمثال ذلك،كلها ناشئة من الكبر،
وأما،الكذب، والخسة، والخيانة، والرياء، والمكر، والخديعة، والطمع، والفزع، والجبن، والبخل، والعجز، والكسل، والذل لغير الله، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس،
وأما الأخلاق الفاضلة، كالصبر، والشجاعة، والعدل، والمروءة، والعفة،والصيانة،والجود، والحلم، والعفو، والصفح، والاحتمال، والإيثار،وعزة النفس عن الدناءات،والتواضع،والقناعة، والصدق، والمكافأة على الإحسان بمثله أو أفضل، والتغافل عن زلات الناس، وترك الانشغال بما لا يعنيه، وسلامة القلب من تلك الأخلاق المذمومة، ونحو ذلك، فكلها ناشئة عن الخشوع وعلو الهمة،
والله سبحانه أخبر عن الأرض بأنها تكون خاشعة، ثم يُنزل عليها الماء فتهتز وتربو وتأخذ زينتها وبهجتها، فكذلك المخلوق منها إذا أصابه حظه من التوفيق،
وأما النار، فطبعها العلو والإفساد، ثم تخمد فتصير أحقر شيء وأذله، وكذلك المخلوق منها، فهي دائماً بين العلو إذا هاجت واضطربت، وبين الخسّة والدناءة إذا خمدت وسكنت،
والأخلاق المذمومة، تابعة للنار والمخلوق منها،
والأخلاق الفاضلة، تابعة للأرض والمخلوق منها،
فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل،
ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل،
ولاكتساب الخلق الحسن أسباب، ومن أعظمها الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم،فهو أحسن الناس خلقاً، وأرجحهم عقلاً، وأزكاهم نفساً، فما من صفة من صفات الكمال البشري إلا وقد أودعها الله تعالى فيه،
قال سبحانه( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
ومنها صحبة الأخيار والصالحين، قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
وقد قال العلماء، اصحب من ينهضك حاله، ويدلك على الله مقاله،
ومطالعة سير أهل الفضل والصلاح، وأرباب الخير والفلاح، ففي سيرتهم ما يعين على تمثل أخلاقهم، واتباع نهجهم،
الإسلام شعائر وأخلاق، فالشعائر تتجلى في الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها مما أمر الله تعالى به، ولا تستقيم الشعائر بدون حسن الخلق، فجميع الشعائر تثمر الأخلاق الفاضلة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى(إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)

فاللهم ارزقنا حسن الأخلاق ومكارمها، ووفقنا لطاعتك،وطاعة من أمرتنا بطاعته.

سالم الزهران
17-02-2017, 07:10 AM
موضوع جاء في وقته

جزاك الله خير ام حمد ورفع قدرك

امـ حمد
17-02-2017, 01:35 PM
موضوع جاء في وقته

جزاك الله خير ام حمد ورفع قدرك


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
17-02-2017, 09:06 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
18-02-2017, 12:05 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس