امـ حمد
19-02-2017, 06:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السكوت عن أهل البدع مداهنة
قال العلامة الفوزان،المداهنة ،هي التنازل عن شيء من الدين إرضاء الكفار،
ولو تميل ولو ميلاً يسير،تعطيهم ما يريدون فيدهنون معك،
والمسلم لا يساوم على دينه أبداً،يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،ويقوم بما يستطيع من الدعوة إلى الله ، لكن لا يتنازل عن شيء من دينه لأجل إرضاء الكفار،ولا يقبل المساومة أبداً،
والإسلام حق، والحق لا يحتاج إلى مداهنة،والحق لا يُخشى البحث فيه، والحق هو الله، والله مع الحق،ولا يحتاج إلى أن تقلل من خصومه،والحق أقوى من أن تبالغ فيه، وهو أقوى من أن تكذب عليه أو أن تستحيي منه، الحق حق،
(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)أي لا يوجد في الإسلام أنصاف حلول، و لا يمكن أن يلتقي حقٌ وباطل لأنه لا يمكن التوفيق بينهما، كما لا يمكن أن نوفق بين النور والظلام، فإما نور وإما ظلام،
المداهنة في الحق من صفات المنافقين،إذا سمعت من يطعن في الإسلام،أو في صلاحية الشريعة،أو في القرآن الكريم،أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأنت قادر على الرد،وسكت فقد داهنته،
لا تداهن في الحق،فالحق والباطل لا يلتقيان في منتصف الطريق،
حين يمس الأمر شريعتنا وديننا وقرآننا فلا تساوم ولا تتخلى عن أي جزئية، فعقيدتنا كاملة متكاملة،
فالمداهنة،هي الملاينة، يقول ابن القيم،والفرق بين المداراة والمداهنة،
أن المداراة، التلطف بالإنسان لتستخرج منه الحق أو ترده عن الباطل،
والمداهنة، التلطف به لتقره على باطله، وتتركه على هواه،
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها،إن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم،فلما رآه قال(بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة)فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم،في وجهه وانبسط إليه،فلما انطلق الرجل قالت له عائشة(يا رسول الله حين رأيتَ الرجل قلتَ له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا عائشة متى عهدتني فحاشاً،إن شرَّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاءً شرّه)متفق عليه،
ولقد حفظت لنا السيرة المطهرة صوراً رائعة لثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم،على الحق وعدم قبوله أي مساومة أو مجاملة أو ملاينة فيه،وألين الناس وأحسنهم خلقاً،وأشدهم حياءً،
فقد اعترضه سادة قريش يوماً وهو يطوف بالكعبة،فقالوا،يا محمد،هلم فلنعبد ما تعبد،وتعبد ما نعبد،فنشترك نحن وأنت في الأمر،فإن كان الذي تعبد خيراً مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيراً مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه،فأنزل الله تعالى فيهم(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ،لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)الكافرون،
حسماً لكل مساومة على الحق،
لا تداهن في الحق، لأنك إذا داهنت المنافق والفاجر شك الناس في كلامك وسقطت دعوتك،
وإن داهنت الذين يكيدون للإسلام وشريعته، أربكت الناس وربما شجعتهم على الباطل بسكوتك عنه،أو إقرارك له،
المداهنة في الدين لا تجوز، والرسول عليه الصلاة والسلام،إنما صالح اليهود على ألا يعتدي أحد على أحد، لا على أن نرضى بدينهم أبداً ولا يمكن يرضى الرسول بدينهم أبداً,فالمسألة ليست مسألة آراء,المسألة مسألة اتباع,نحن قد رسم الله لنا طريقاً واضحاً,وقال لنا سيروا عليه حينما قال(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ)الأنعام،
فأيُّ شخصٍ يأتينا ويريد منّا أن نخرج عن هذا الصراط فإنّنا،
أولاً، نرفُضُ قولَهُ،
وثانياً، نُبيِّنُ ونحذِّرُ الناسَ منه،
ولا يسعنا السكوت عنه,لأنّنا إذا سكتنا عنه اغترَّ به الناس،لا سيِّما إذا كان صاحبَ فصاحةٍ ولسانٍ وقلمٍ وثقافة,فإنّ الناسَ يغترّون به, ويقولون هذا مؤهل,هذا من المفكرين،
بهذا تهلك الأمّة,السلف ما سكتوا عن أمثال هؤلاء , بل فضحوهم وردُّوا عليهم,لعلمهم بخطرهم على الأمّة،ونحن لا يسعنا أن نسكت عن شرِّهم , بل لابد من بيان ما أنزل الله , وإلا فإنّنا نكون كاتمين,من الذين قال الله فيهم(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ)البقرة,
فلا يَقْتَصِرُ الأمر على المبتدع,بل يتناول الأمر من سكت عنه , فإنَّه يتناوله الذم والعقاب,لأنَّ الواجب البيان والتوضيح للناس,
وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه،وذمهم على نبذه وراء ظهورهم ، و حذرنا من اتباعهم،
بسم الله الرحمن الرحيم
السكوت عن أهل البدع مداهنة
قال العلامة الفوزان،المداهنة ،هي التنازل عن شيء من الدين إرضاء الكفار،
ولو تميل ولو ميلاً يسير،تعطيهم ما يريدون فيدهنون معك،
والمسلم لا يساوم على دينه أبداً،يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،ويقوم بما يستطيع من الدعوة إلى الله ، لكن لا يتنازل عن شيء من دينه لأجل إرضاء الكفار،ولا يقبل المساومة أبداً،
والإسلام حق، والحق لا يحتاج إلى مداهنة،والحق لا يُخشى البحث فيه، والحق هو الله، والله مع الحق،ولا يحتاج إلى أن تقلل من خصومه،والحق أقوى من أن تبالغ فيه، وهو أقوى من أن تكذب عليه أو أن تستحيي منه، الحق حق،
(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)أي لا يوجد في الإسلام أنصاف حلول، و لا يمكن أن يلتقي حقٌ وباطل لأنه لا يمكن التوفيق بينهما، كما لا يمكن أن نوفق بين النور والظلام، فإما نور وإما ظلام،
المداهنة في الحق من صفات المنافقين،إذا سمعت من يطعن في الإسلام،أو في صلاحية الشريعة،أو في القرآن الكريم،أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأنت قادر على الرد،وسكت فقد داهنته،
لا تداهن في الحق،فالحق والباطل لا يلتقيان في منتصف الطريق،
حين يمس الأمر شريعتنا وديننا وقرآننا فلا تساوم ولا تتخلى عن أي جزئية، فعقيدتنا كاملة متكاملة،
فالمداهنة،هي الملاينة، يقول ابن القيم،والفرق بين المداراة والمداهنة،
أن المداراة، التلطف بالإنسان لتستخرج منه الحق أو ترده عن الباطل،
والمداهنة، التلطف به لتقره على باطله، وتتركه على هواه،
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها،إن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم،فلما رآه قال(بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة)فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم،في وجهه وانبسط إليه،فلما انطلق الرجل قالت له عائشة(يا رسول الله حين رأيتَ الرجل قلتَ له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا عائشة متى عهدتني فحاشاً،إن شرَّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاءً شرّه)متفق عليه،
ولقد حفظت لنا السيرة المطهرة صوراً رائعة لثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم،على الحق وعدم قبوله أي مساومة أو مجاملة أو ملاينة فيه،وألين الناس وأحسنهم خلقاً،وأشدهم حياءً،
فقد اعترضه سادة قريش يوماً وهو يطوف بالكعبة،فقالوا،يا محمد،هلم فلنعبد ما تعبد،وتعبد ما نعبد،فنشترك نحن وأنت في الأمر،فإن كان الذي تعبد خيراً مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيراً مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه،فأنزل الله تعالى فيهم(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ،لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)الكافرون،
حسماً لكل مساومة على الحق،
لا تداهن في الحق، لأنك إذا داهنت المنافق والفاجر شك الناس في كلامك وسقطت دعوتك،
وإن داهنت الذين يكيدون للإسلام وشريعته، أربكت الناس وربما شجعتهم على الباطل بسكوتك عنه،أو إقرارك له،
المداهنة في الدين لا تجوز، والرسول عليه الصلاة والسلام،إنما صالح اليهود على ألا يعتدي أحد على أحد، لا على أن نرضى بدينهم أبداً ولا يمكن يرضى الرسول بدينهم أبداً,فالمسألة ليست مسألة آراء,المسألة مسألة اتباع,نحن قد رسم الله لنا طريقاً واضحاً,وقال لنا سيروا عليه حينما قال(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ)الأنعام،
فأيُّ شخصٍ يأتينا ويريد منّا أن نخرج عن هذا الصراط فإنّنا،
أولاً، نرفُضُ قولَهُ،
وثانياً، نُبيِّنُ ونحذِّرُ الناسَ منه،
ولا يسعنا السكوت عنه,لأنّنا إذا سكتنا عنه اغترَّ به الناس،لا سيِّما إذا كان صاحبَ فصاحةٍ ولسانٍ وقلمٍ وثقافة,فإنّ الناسَ يغترّون به, ويقولون هذا مؤهل,هذا من المفكرين،
بهذا تهلك الأمّة,السلف ما سكتوا عن أمثال هؤلاء , بل فضحوهم وردُّوا عليهم,لعلمهم بخطرهم على الأمّة،ونحن لا يسعنا أن نسكت عن شرِّهم , بل لابد من بيان ما أنزل الله , وإلا فإنّنا نكون كاتمين,من الذين قال الله فيهم(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ)البقرة,
فلا يَقْتَصِرُ الأمر على المبتدع,بل يتناول الأمر من سكت عنه , فإنَّه يتناوله الذم والعقاب,لأنَّ الواجب البيان والتوضيح للناس,
وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه،وذمهم على نبذه وراء ظهورهم ، و حذرنا من اتباعهم،