المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بادروا بالتوبة،قبل أن تغلق الأبواب



امـ حمد
27-02-2017, 04:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادروا بالـتوبة،قبل أن تغلق الأبواب
قـال الـعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى،
إذا حَـضَرَ الـمَوْت فَـإنّ الـتَّوبة لا تُقبَـل،فلا بـدّ من الـمبادرة بالـتوبة، لأنـك لا تـدري في أيّ وقـت يحضُـرك الـموت،
فجدّ في التوبة وسارع إليها كما أمرك الله(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)آل عمران،
الإنسان زمن
إن كلمتا (سابقوا) و(سارعوا) تُشْعران أنّ الإنسان في أصْله زمن، وأنَّ الزَّمن يمْضي، فلو كان الإنسان مُخلَّداً لما احتاج أن يُقال له،سابق أو سارع،ولكن الإنسان ذو عُمُر محدود، والزَّمن يمضي، ومُضيّ الزَّمن يستهلك الإنسان، فهو في كلّ ثانية يقترب من نهايته، لذلك قال تعالى في هذه الآية(سابقوا)وقال في آيات أخرى(سارعوا)والإنسان في حقيقته زمن، فهو بضعة أيَّام، كلَّما انقضى يومٌ انقضى بضعٌ منه،فإذا انتهى الزَّمن بطلت قيمة كل الإنجازات و لم يعد للمال معنى،ورأس مالك زمن،وأثمن شيء تملكُهُ هو الزَّمن،
وهذا الزَّمن،هو أخطر شيء على الإطلاق،فإما أن تنفقه اسْتِهلاكاً،أو أن تنفقَهُ اسْتِثماراً،
فالإنفاق الاستهلاكي للزمن، يعني أن تفعل كل المباحات التي لا علاقة لها باليوم الآخر،
أما الإنفاق الاستثماري، فهو أن تعمل عملاً في هذا الزَّمن ينفعك بعد انقضاء الزَّمن،
فالإيمان بالله تعالى ومعرفة منهجه، وطاعته، والعمل الصالح، والدَّعوة إلى الله،يستمرّ أجرُه وفائدته بعد انْقِضاء الحياة،
فلو أنَّ الإنسان تنبَّه إلى خطورة الزَّمن لما نام الليل،
فعن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا )رواه البخاري،
وعن أبِي هريرة قال،قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم(أَعْمَارُ أمتي ما بين الستين إِلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك)رواه الترمذي،
فكلّ إنسان عاقل يعدّ عمرهُ عدّاً تنازلياً، لا عدّاً تصاعديّاً، فيسأل هل بقِيَ بِقَدْر ما مضى،
فالدنيا دار عمل ودار توبة ومغفرة، واصطلاح مع الله، وعمل صالح،أما إذا انقَضَت فكلّ هذه الفُرَص أُغْلِقَت، قال تعالى(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا)النساء،
النِّهاية محدّدةفالنِّهاية ثابتة، ولكل إنسان أجل مسمَّى لا يزيد ولا ينقص، والمسافة تتناقص إلى أن تصل إلى الصفر،
يظل الإنسان يفكر في النموّ ومضاعفة الأرباح، ويظن هذا سِباقاً، ولكنه يُفاجأ بأنه سيخسر هذه الدنيا التي اكْتسبها بِجُهدٍ جهيد في ثانية واحدة،لأن الموت ينسف كلّ هذه الآمال، أما إذا تعامل مع الله وكان كسبه عملاً صالحاً، عندها تبدأ سعادته عند الموت، والشيء الذي يبدأ بعد الموت هو الشيء الثَّمين النفيس، أما الشيء الذي ينتهي مع الموت فهو الشيء التافه الخسيس، والعاقل من يعمل لما بعد الموت،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال( من عرفها لم يفرح لِرَخاء، ولم يحْزن لِشَقاء)
فكلاهما مؤقَّت، فالموت يُنهي كلّ شيء، فهو يُنهي غِنى الغنيّ وفقْر الفقير، وقوَّة القويّ، وضَعف الضعيف، وصِحَّة الصحيح ومرض المريض، لذا قال تعالى(لا تأسَوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
والمختال هو الذي يزْهو بِمَا عنده، وينسى فضل الله عليه، فعلى الإنسان أن يحمد الله على النِّعمة، والمؤمن دائماً ينتقل من النِّعمة إلى المنْعِم، أما غيره فيقف عند النِّعمة ويزْهو ويفتخر بها على الناس، قال تعالى(وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍا)الحديد،
فهؤلاء المختالون يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، وإن نفسُ المؤمن مَبنيَّة على العطاء، والبخل يتناقض مع الإيمان، وهما لا يجتمعان في الإنسان إطلاقاً، فهذا الذي يبْخل لا يعرف ما عند الله تعالى من خَيرات،قال تعالى(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِـنْدَنَا خَزَاِئـنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)الحجر،
وشُعور الإنسان أن الدنيا ستَمضي، وأن العبرة في الآخرة شُعور مُريح يمْتصّ كلّ متاعب الحياة،
فالفرصة سانحة، ووسائل الهدى حاضرة، وباب التوبة مفتوح، وليس على بابه من يمنع،ولا يحتاج من يلجئه إلى استئذان، وهي أمنية لا ينالها إلا الموفقون، فإذا انتهت هذه الحياة فلا كرة ولا رجوع، فهيا وأنتم في دار العمل،وهي فرصة واحدة،فإذا انتهت لا تعود، فهيا إلى التوبة قبل فوات الأوان،من قبل أن ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلال،فالوقت غير مضمون،هيا إلى التوبة قبل أن تغلق الأبواب،
فيا أيها التاركون لما أوجب الله، المرتكبون إلى حرم الله بادروا بالتوبة من الآن، واجعلوا من نقطة تحول من الشر إلى الخير، ومن الظلم إلى العدل، ومن الخيانة إلى الأمانة، ومن العقوق إلى البر، ومن القطيعة إلى الصلة، ومن الإساءة إلى الإحسان، ومن البدعة إلى السنة، ومن الكذب إلى الصدق، ومن مساوئ الأخلاق إلى مكارم الأخلاق، ومن أكل الحرام إلى أكل الحلال، ومن الفرقة إلى الاعتصام،ومن مجالس الغيبة والبهتان إلى مجالس العلم والقرآن،
وأنتِ يا أختاه،فري إلى الله من التبرج والسفور إلى الحشمة والوقار حتى لا تكوني من أهل النار، فقد قال عليه الصلاة والسلام(صنفان من أهل النار لم أرهما بعد،قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)
إنها،فرصة عظيمة للتزود من الطاعات، والإقلاع عن السيئات، فإنها لو أفلتت من اليد كانت حسرة،لأن أسباب الغفران لا منتهى لها ولا حد يحدها، فمن حرم المغفرة،فهو المحروم حقاً، فليذرف على ما فرط دموع الأسى والحسرة، وهيهات أن تجدي الحسرة أو ينفع البكاء، بعد فوات الفرصة، وانقضاء المدة وانتهاء السباق،


اللهم رزقنا توبة نصوحاً قبل الممات،
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،اسألك حسن الخاتمه،
نسـأل الله أن يُعيننـا وإيـّاكم على ذلك، بـادروا بالـتوبة، قبـل أن تغـلق الأبـواب،إنه هو الرحمن الرحيم.

الحسيمqtr
27-02-2017, 10:47 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
28-02-2017, 03:30 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

اللهم امين
بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

بوخالد911
06-03-2017, 10:25 PM
اللهم ارزقنا توبة صادقة.

امـ حمد
07-03-2017, 05:57 AM
اللهم ارزقنا توبة صادقة.

اللهم امين
بارك الله في حسناتك اخوي بو خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس