المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسباب التي تجعل القلب يسكن ويطمئن



امـ حمد
04-03-2017, 05:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعظم الأسباب التي تجعل القلب يسكن ويطمئن، هو توحيد الله عز وجل،والتواضع والسكينة والهدوء،والعلم النافع والعمل الصالح، فإن فيهما راحة الضمير وطمأنينة القلب وسكن النفس، لأن العلم النافع يرشد الإنسان إلى ما فيه خيره وسعادته في الدنيا والآخرة،
ولأن العمل الصالح،يجعل الإنسان يرتبط بربه ويناجيه ويدعوه،
وأهل العلم النافع والعمل الصالح هم أهل الإحسان، فالله قريب منهم معهم بعلمه وتأييده ونصره وتوفيقه، وهم قريبون من الله ومن كان قريباً من الله والله عز وجل معه، فالقلب منه مطمئن، والضمير مرتاح، والنفس ساكنة،
من الخصال التي ينبغي أن يتصف بها المؤمن،وخاصة في أماكن الصلوات وعند المشي إليها، وفي حلقات العلم، وغيرها من الأماكن التي تعظم فيها شعائر الله،
عن عائشة رضي الله عنها قالت(ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى ترى منه لهواته،إنما كان يتبسم)متفق عليه،
يذكر الإمام النووي رحمه الله، في باب الوقار والسكينة، ضمن الآداب والأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتخلق بها،
والوقار أصلها من القر، ويقر الشيء،ويثبت مكانه، وأن المؤمن يكون حاله فيه الوقار والسكينة وعدم الرعونة والتهور والاندفاع، فيكون وقوراً في جلوسه وقيامه ومشيه، من غير تكلف أو تصنع أو رياء،
قال الله عز وجل(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً)الفرقان،
المقصد، أنهم في مشيتهم يمشون بالتؤدة والطمأنينة،وليس فيها ما يدل على غرور أو تكبر، أو رفع الجناح على الخلق،
لقوله صلى الله عليه وسلم( ائتوها وعليكم السكينة والوقار )
السكينة، هي طمأنينة النفس وتكون في القلب،
والوقار، هي طمأنينة النفس وتكون في الجوارح،
ومما أثر عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ان تلاميذه قد إعتادوا منه أنه إذا خرج إلى الصلاة لا يسأل ولا يتحدث إلى أحد ولا يعطي مجالاً للأسئلة لكي يطبق هذاالحديث مما يزيد من الخشوع في الصلاة،
الفرق بين السكينة والوقار،
السكينة والوقار، شكلان لمعنًى واحد هو الهدوء الناتج عن السلام والاستقرار النفسي،
ولكن السكينة أمر داخلي في القلوب، والوقار أمر خارجي تابع لها يظهر في الجوارح،
أن السكينة عند الغضب والخوف، وأكثر ما جاء في الخوف،قال تعالى(فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين)
ويضاف إلى القلب،كما قال تعالى(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين)
والسَّكينة،فإنَّها تُثمر الخشوع،وتجلب الطُّمَأنينة،وتُلبس صاحبها ثوب الوَقَار،
قال ابن القيِّم(السَّكينة إذا نزلت على القلب اطمأنَّ بها،وسكنت إليها الجوارح،وخشعت،واكتسبت الوقار،وأنطقت اللِّسان بالصَّواب والحكمة،وحالت بينه وبين قول الخنا والفحش واللَّغو والهجر وكلِّ باطل)والأنبياء والصَّالحين الذين تحلوا بالوقار،والبعد عن الغَضَب، والطَّيش،فإنَّ ذلك ينافي الوَقَار والهيبة،
وقال طاهر بن الحسين يوصي ابنه عبد الله(واملك نفسك عن الغَضَب وآثِر الوَقَار والحِلْم،وإيَّاك والحدَّة والطَّيش والغرور)
والتزم الصَّمت وقلَّة الكلام،
لذا قالوا(الصَّمت زين الحِلْم وعُوذَة العلم، يُلزِمك السَّلامة، ويُصحِبك الكرامة،ويكفيك مؤنة الاعتذار،ويُلبسك ثوب الوَقَار)
فإن كان القلب ساكنًا آمنًا مستقرًّا، ظهر ذلك في الجوارح فلا تتحرك إلا بهدوء وسلام،
ولقد نص القرآن الكريم على أن الله تعالى أنزل عليه (صلى الله في القرآن الكريم أمر الله تعالى له والمؤمنين معه بالتحلي بالسكينة والوقار، في سلوكه وتصرفاته جميعها،أي بلا تكبر ولا تجبر، وامشِ متواضعاً وقورًا هادئًا ساكنًاً،
وقد بان أن للسكينة والوقار علامات كثيرة في شخصية محمد(صلى الله عليه وسلم) فظهرت في حركاته، فهو هادئ رزين،وظهرت في كلامه، فهو يكثر الصمت ولا يقول إلا خيراً، ولا يضحك إلا تبسماً،وهو قليل المزاح،نادر الضحك،كثير التبسم،وظهرت في شجاعته، فهو الشجاع عديم الخوف من الناس كثير الخوف من ربه،لا يقلقه الفزع، ولا تؤثر فيه المخاوف،
فهو كثير العبادة محب لها،فهو مُعرِض عن الدنيا، مقبل إلى الآخرة،
فيروي أبو هريرة رضي الله عنه،أنه سمعه يقول(إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار،ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)أخرجه البخاري،ومسلم،
وعن أبي قتادة قال،صليت مع النبي،صلى الله عليه وسلم،فقال(لا تقوموا حتى تروني وعليكم بالسكينة)أخرجه البخاري،ومسلم،
وكان يعلِّم أصحابه أن السكينة إنما تتنزل على المرء بذكره لربه وعبادته له،
وكان صاحبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه،يتشبه به في نصح، فينصح الناس فيقول لهم،تعلَّمُوا العلم،وتعلموا معه السكينة والوقار،
فذكر الله عز وجل،من أعظم الأسباب في طمأنينة القلب وهدوئه،وراحته، الزوجة الصالحة التي ترافق الرجل في حياته مرافقة الشريك لشريكه بل أعظم مرافقة وأشد صحبة،فقد جعل الله عز وجل،الزوجة سكناً للزوج،فقال سبحانه وتعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) الروم،
فكما أن الرجل يرتاح في بيته فكذلك الزوجة هي بمثابة السكن للرجل يرتاح بها من آلام الحياة، بل جعل الله عز وجل،بين الزوجين مودة ورحمة(وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)الروم،
من أعظم الأسباب في طمأنينة القلب وراحة الضمير الصحبة الصالحة، فإن بها يحصل طمأنينة القلب وراحة الضمير وسكون النفس، لأن هذه الصحبة تذكر الإنسان بربه وبالدار الآخرة، وتذكره بما له من الأجر العظيم عند الله إذا هو صبر على الضراء وشكر على السراء،وما نال الإنسان من عذاب القلب وقلقه واضطراب الحياة، إلا بسبب الصحبة السيئة التي تُورِده المهالك وتدله على الشر الذي يحصله في دنياه وآخرته،
ومن أهم الأسباب في طمأنينة القلب،أكل المال الطيب الحلال، فإن له تأثيراً عظيماً في طمأنينة القلب وراحة الضمير،ونجد أن أصحاب الأموال القليلة التي اكتسبوها من طريق حلال مشروع، أكثر الناس رضا واحتساب، وأعظم الناس طمأنينة وراحة بال،

اللهم اجعل قلوبنا مطمئنة بالإيمان،ثابته على ايمانها بك،لا تغريها فتنها،واجعل نفوسنا منشرحة بالاسلام،صابرة في الشدة ،شاكرة لنعمتك،وألف بين قلوبنا،رجاءً فيك يا كريم.

الحسيمqtr
04-03-2017, 07:44 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

سالم الزهران
04-03-2017, 07:54 AM
اللهم آمين ، جزاك الله خير ام حمد

اتذكر ان الشيخ بن باز رحمه الله وسائر اموات المسلمين قد شرح التوحيد في عدة اشرطة كاسيت، ربما 8 أو 9 . لأن التوحيد أمره عظيم عظيم عظيم و نسأل الله ان يجعلنا من اهل التوحيد وان يتوفانا على ملة التوحيد ويحشرنا في زمرة الموحدين.

امـ حمد
04-03-2017, 03:54 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
04-03-2017, 03:55 PM
اللهم آمين ، جزاك الله خير ام حمد

اتذكر ان الشيخ بن باز رحمه الله وسائر اموات المسلمين قد شرح التوحيد في عدة اشرطة كاسيت، ربما 8 أو 9 . لأن التوحيد أمره عظيم عظيم عظيم و نسأل الله ان يجعلنا من اهل التوحيد وان يتوفانا على ملة التوحيد ويحشرنا في زمرة الموحدين.

اللهم أمين يارب العالمين
تسلم اخوي سالم الزهران على الإضافة،بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك،
وجزاك ربي جنة الفردوس