المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بذاءة اللسان،والتفحش في القول



امـ حمد
28-03-2017, 08:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بذاءة اللسان،والتفحش في القول،
فالحياء في الكلام يتطلب من المسلم أن ينزه لسانه من الفحش،وأن يطهره من البذاءة،فإن من سوء الأدب أن تفلت الألفاظ البذيئة من المرء غير عابىء بمواقعها وآثارها،
والمروءة تحفظ لسان صاحبها من أن يلفظ مثلما يلفظ من أهل سفه القول،
وعظماء الرجال يلتزمون في أحوالهم جميعاً ألا تبدر منهم لفظة نابية،
قال القاسمي،وإياك وما يستقبح من الكلام،فإنه ينفر عنك الكرام،ويوثب عليك اللئام،
وعن عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ليس المؤمن بالطَّعَّان،ولا اللعَّان، ولا الفاحش البذيء)أخرجه أحمد،والترمذي،والبخاري،وصححه الألباني،
وعن أنس،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ماكان الفحش في شيء إلا شانه، وماكان الحياء في شيء إلا زانه)أخرجه أحمد،والترمذي،والبخاري،وصححه الألباني،
ومما يدخل في فحش القول السبُّ، والشتم، واللعن،
ومع خُلق آخر من مساوئ الأخلاق،وخصلة أخرى من قبيح الخصال، مع داء يدل على ضعف الإيمان وقلّة الدّين،وقلّة الحياء،مع مرض انتشر بين الناس،ذلكم هو فحْش الكلام وبذاءة اللسان،مرض أصيب به الصغار والكبار،والذكور والإناث، ومن سلم من الوقوع فيه لم يسلم من سماعه هنا وهناك،
مفهوم الفحش والبذاءة،
الفحش هو، كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي، قولاً أو فعلاً،وما ينفر عنه الطّبع السّليم،ويستنقصُهُ العقل المستقيم،
والبذاءة هي، التّعبير عن الأمور المستقبَحة بالعبارات الصّريحة،
والفحش في القول وبذاءة اللسان، كلمات نابية ساقطة، تنفر منها الطباع السليمة، وترفضها العقول السوية، ويشمئز من سماعها الإنسانُ السوي، ويستحيي من النطق بها العاقلُ اللبيب،
وهي ظاهرة اجتماعية خطيرة،انتشرت بين الناس،فلا تكاد تمر عليك لحظة من اللحظات وأنت تسير في شارع أو سوق أو في أي مكان إلا وتسمع من الكلام الساقط الفاحش البذيء ما يُغضب الله، وما لا يليق بمسلم يخاف الله ويستحيي من الله ومن عباده،
فمن الناس من اعتاد النطق بالكلمات النابية والألفاظ الساقطة،ولا يستحيي أن يجهر بها بين الناس،لأن لسانه قد تعودها،وطبعه قد أشربها،فهو يتشدّق بها طول نهاره،
كلامُه قبيح ومنطقه خبيث، وصْف للعورات، وتتبع للزلات، وقذف وسبّ واستهزاء،لا يستحيي من خالقه الذي يسمعه،ولا يعرف وقاراً لصغير ولا كبير،
ومن الناس من عوّد لسانه السبّ والشتم، واعتاد النطقَ بلعن الأشخاص والأماكن والدوابّ،حتى أصبح النطقُ باللعنة أسهل الألفاظ عليه،يسب قريبه وجاره،ويسب صديقه وعدوّه،
فالسب والشتم شعاره،لا يمنعه من ذلك عقل ولا مُروءة ولا دين،ويقذفه ويرميه بما ليس فيه من المعايب والقبائح،جرّد لسانه مِقراضاً للأعراض،وهاتكاً للأستار، بكلمات تنضحُ بالسوء والفحشاء، سليط اللسان،على العباد بالسخرية والاستهزاء،وتعداد المعايب، وتلفيق التهم والأكاذيب، وإشاعة الأباطيل،لا يحجزه عن ذلك دينٌ ولا مروءة ولا حياء،
أضرار الفحش والبذاءة،
الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان، حرّمه الله تعالى على عباده صيانة لهم ورفعة لهم، فقال سبحانه(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )الأعراف،
وطريق إلى الهلاك والخسران،فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه،قال(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحياء من الإيمان،والإيمان في الجنّة،والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار)أخرجه الإمام أحمد والترمذي، وصححه الألباني،
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،في وصيته له، أخذ بلسانه وقال(كفّ عليك هذا،فقال مُعاذ،يا نبيّ الله،وإنا لمؤاخَذون بما نتكلم به، فقال،ثكِلتك أمك يا معاذ،وهل يَكبّ الناس في النار على وجوههم،إلا حصائدُ ألسنتهم)أخرجه الترمذي،
والمراد بحصائد الألسنة، جزاءُ الكلام المحرّم وعقوباته، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يَحصُد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قول أو عمل حصد الكرامة،ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد الندامة،
وذنبٌ مُستوجبٌ لمقت الله وغضبه، ومن مقته الله وغضِبَ عليه،فقد خاب وخسر خسراناً مبيناً،
فعن أبي الدّرداء رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال(ما شيء أثقلُ في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن،وإنّ الله ليُبْغِض الفاحِشَ البذيء)أخرجه الترمذي،وصححه الألباني،
فاحش القول بذيءُ اللسان، شرّ الناس منزلة وأحطهم قدراً،فأين أثرُ الصلاة والصيام والزكاة والحج في سلوك العبد وأقواله وأفعاله،فقد شرع الله تعالى لعباده من الطاعات والقربات ما تزكو به نفوسهم وتتطهر به قلوبهم وتسلم به جوارحهم من كل سوء ورذيلة، ومن لم يجد لعبادته أثراً في أقواله وأفعاله فليراجع عبادته،
فقد قال الله تعالى عن الصلاة( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)العنكبوت،
أما نبينا صلى الله عليه وسلم،فقد قال عن الصيام، (الصّيام جنّة،فلا يرفث ولا يجهل،وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل،إنّي صائم،مرّتين)متفق عليه،
علاج الفحش والبذاءة،
أولاً،الحياء من الله ومن عباد الله، فالحياء يمنع صاحبه من الفحش والبذاءة، ويحمله على لزوم الطيّب من القول،فإذا تخلق الناس بالحياء استقامت أحوالهم،وحسنت أخلاقهم،وصلحت أعمالهم وأقوالهم،
وإذا غاب الحياء عن الناس ظهر الفحش وعمّت الرذيلة،فساءت أحوال الناس،
عن أنس رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه،ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه)أخرجه أحمد والترمذي ،وصححه الألباني،
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولَى،إذا لم تستح فاصنع ما شئت)رواه الْبُخَارِي،
ثانياً،الخوف من الله تعالى، فالذي يخاف الله تعالى لا يتكلم بكلام يكون سبباً في غضب الله وسخطه عليه، ولا يتكلم بكلام يُورده المهالك،
ثالثاً،ذكرُ الله تعالى، فمن شغل لسانه بذكر الله،ويلهج به في كل وقت وحين،اطمأنّ قلبه، وطابت أقواله، وحسنت أعماله،
رابعاً،مجالسة الأخيار ومصاحبة الصالحين، فإنّ مَن جالس الأخيار أعانوه على طريق الخير، يشجعونه إذا أحسن، وينصحونه إذا أخطأ، وينبهونه إذا غفل، ويذكرونه إذا نسي،
ومن جالس الفساق تأثر بأحوالهم وأخلاقهم،وتأسى بهم في أعمالهم وأقوالهم،كما قال عليه الصلاة والسلام(الرجل على دين خليله،فلينظر أحدكم من يخالل)أخرجه أحمد،والترمذي،وحسنه الألباني،
فاصحب من لا تسمع منه إلا قولاً حسناً وكلاماً طيباً، اصحب من ليس طعاناً، ولا لعاناً، ولا فاحشاً، ولا بذيئاً،
خامساً،لزوم الصمت، ففي السكوت السلامة، وفي كثرة الكلام الندامة،وطولُ الصمتِ أفضلُ من كثرة الكلام فيما لا ينفع،وكثرة الكلام توقع في الزلل والخطأ، ومَن كثرَ كلامُه كثرَ سقطه،
ومِن كلام الحُكماء، إنك ما سكت فأنت سالم،فإذا تكلمت فخذ حذرك،إمّا لك وإمّا عليك،وإذا افتخر الناس بحسن كلامهم،فافتخر أنت بحسن صمتك،وإيَّاك وفضول الكلامِ، فإنّه يُظهرُ من عُيوبك ما بطن،ويحرك من عدوك ما سكن،إذا تكلمت بكلمةٍ فاعتبرها قبل أن تتكلمَ بها،فإنّك مالكها ما لم تخرجها من فيك،فإذا أخرجتها ملكتك فتصير أسيراً لها،وخير الكلام ما دل على هدى، أو نهى عن ردى،


اللهم احفظ ألسنتنا من كل سوء وفحش ورذيلة،وطهر ألسنتنا من الكلام السيء الفاحش البذيء، واجعل ألسنة تلهج بذكرك وشكرك وحسن الثناء عليك،
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،واجعلنا من عبادك الصالحين.

السكين
28-03-2017, 12:46 PM
صحيح كلامك انتشرت هذه الظاهرة وصرنا نسمع هالكلام في كل مكان ويشهد الله قبل ساعة تقريباً كنت بمركزأغذية وبين الأرفف وأنا أتبضع سمعت كلمة خادشة بصوت إمرأة وقلت يمكن أنا غلطان، بعد شوية إلا شفتها هي ومعها إبنها أعتقد كبير في العشرينات وعادت الكلمة قدامي هي وتكلم تلفون .. كلام بذيء لا يبرره أي موقف أو مشكلة حصلت للسيدة أن تتكلم بهذه القباحة وبصوت مرتفع سمعت خلق الله كلهم .

شكراً للموضوع وفي ميزان حسناتك.

امـ حمد
28-03-2017, 02:14 PM
صحيح كلامك انتشرت هذه الظاهرة وصرنا نسمع هالكلام في كل مكان ويشهد الله قبل ساعة تقريباً كنت بمركزأغذية وبين الأرفف وأنا أتبضع سمعت كلمة خادشة بصوت إمرأة وقلت يمكن أنا غلطان، بعد شوية إلا شفتها هي ومعها إبنها أعتقد كبير في العشرينات وعادت الكلمة قدامي هي وتكلم تلفون .. كلام بذيء لا يبرره أي موقف أو مشكلة حصلت للسيدة أن تتكلم بهذه القباحة وبصوت مرتفع سمعت خلق الله كلهم .

شكراً للموضوع وفي ميزان حسناتك.
الشكر لله اخوي وحده لاشريك له
نورت صفحتي المتواضعة
الله يهدي ويصلح جميع احوال المسلمين
بارك الله فيك وفي حسناتك،وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
28-03-2017, 09:32 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
29-03-2017, 04:51 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

بوخالد911
31-03-2017, 11:54 PM
الله يطهر ألستنا من كل قبح وبذاءة.

امـ حمد
01-04-2017, 02:03 AM
الله يطهر ألستنا من كل قبح وبذاءة.



بارك الله فيك وفي حسناتك اخوي بو خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس