المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الفقر بعيب،العيب أن نأكل حراماً يهلكنا



امـ حمد
01-04-2017, 05:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس عيباً أن تكون فقيراً،لأن الله هو الذي فاضل بين عباده في الرزق،لحكم عظيمة قد تخفى علينا،
قال تعالى( وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ)النحل،
وقال عز وجل(قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ)سبأ،
ليس عيباً أن تكون فقيراً، فإنك ما افتقرت إلا بقدر الله،
نحن نؤمن بأنَّ مقادير الخلائق قد فُرغ منها قبل خلق السماوات والأرض، وخلق الخلق بخمسين ألف سنة،
يقول الوليد ابنُ الصحابي الجليل عبادة بن الصامت،رضي الله عنه،دخلتُ على أبي وهو مريض أتخايل فيه الموت،فقلت،يا أبتاه أوصني،فقال،يا بني،إنك لن تطعم طعم الإيمان، ولن تبلغ حقَّ حقيقةِ العلم بالله،حتى تؤمن بالقدر خيره وشره،
فقال له الوليد،يا أبتاه،فكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره، قال،تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، يا بني إني سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول(إنَّ أولَ ما خلق الله،تبارك وتعالى،القلم،ثم قال،اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة)
المال ليس بمعيار للتفاضل عند الله،تعالى،إنّ الناس يتفاضلون عند الله بالتقوى،لا بحسب، ولا بنسب، ولا بجاه، ولا بمكانة، ولا بمال، ولا بولد، ولا برئاسة(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)الحجرات،
ليس من العيب في شيء أن نكون من الفقراء،لأن المال ليس بمعيار للتفاضل عند الله،قال رسول اللَّه،صلى الله عليه وسلم(إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ).
ما من عيبٍ في ذلك،لأن الفقر الحقيقي هو فقر القلب،وليس قلةَ المال، ولكننا في زمان انتكست فيه المفاهيم، وطغت الماديات،إن المرء لو جمع من الدنيا ما جمع قارونُ منها،ولم يقنع بما قسم الله له،
عن ابن حبان في صحيحه،سؤالٌ طرحه نبينا،صلى الله عليه وسلم ،على أبي ذر،رضي الله عنه،قال،صلى الله عليه وسلم( يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى )فقال أبو ذر،رضي الله عنه،نعم يا رسول الله، فجاء السؤال الثاني( فترى قلة المال هو الفقر)قال،نعم يا رسول الله،فقال،صلى الله عليه وسلم( إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب )رواه البخاري،وصححه الأَلباني،
إن المرء لو جمع من الدنيا ما جمع قارونُ منها، ولم يقنع بما قسم الله له فهو فقير قد أتعب نفسه، ونأى بها على موطن راحتها، فلم يعرف الشكر لقلبه سبيلاً،ولا الطمأنينة لنفسه طريقاًن
أين العيب في فقرنا وإن الفقير من أهل الجنة ليدخلها قبل الغني بأعوام طويلة،قال نبي الله،صلى الله عليه وسلم(يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام)رواه البخاري،ومسلم،وقال الشيخ الألباني صحيح،
أنّ بيوت النبي،صلى الله عليه وسلم،تدور عليها شهرين كاملين ولا توقد نار فيها للطبخ،
تحدث عائشة،رضي الله عنها،بذلك ابن أختها عروة،فلما سألها،ما كان يُعيشُكم،تجيب،الأسودان(التمر، والماء)
قال أبو طلحة،رضي الله عنه،شكونا إلى رسول اللَّه،صلى الله عليه وسلم،الجوع،ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر،فرفع رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم،عن حجرين،
وابن مسعود،كان فقيراً تنفق زوجته عليه، فما العيب في ذلك،
يجب علينا ان نقنع بما قسم الله لنا،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص،رضي الله عنهما،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم قَال(قد أفلح من أسلم،ورزق كفافاً،وقنعه الله بما آتاه)رواه مسلم،
ما الفقر بعيب، إنما العيب أن يسخط الإنسان على قدر الله،
وأن ننظر إلى من فوقنا،وأن نتبرّم من حالنا ولا نشكر ربنا،
العيب أن نأكل حراماً يهلكنا،وأن نتعرض لسؤال الناس ونريق ماء وجوهنا،
فهذه بعض من نعم الدنيا، يعطيها ربنا تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده،ولكن،هل سنأخذ هذه النعم معنا إلى الدار الآخرة،
عن أنس بن مالك،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله علية وسلم(يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صبغة، ثم يُقال،يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط،هل مر بك نعيمٌ قط،فيقول،لا،والله يا ربّ،ويُؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا،من أهل الجنة،فيُصبغ صبغة في الجنة فيُقال له،يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط،هل مر بك شدة قط،فيقول،لا،والله يا ربّ،ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدةً قط)صحيح مسلم،
فلما كان كل نعيم الدنيا وما فيها يُنسى، أو تذهب لذته بغمسة واحدة في نار جهنم، فعلام نبالغ في طلبنا للدنيا ونتقاتل عليها ونخوض في ملذاتها،
أنّ الله إن حرمنا فقد أعطانا، وإن منعنا فقد حبانا،إنّ رجلاً من الأغنياء عدّد له الأطباء ما يجب أن يمتنع عن أكله في قائمة طويله، مما سرّب الكآبة إلى نفسه، والحزن إلى قلبه، فقال: والله لو أجد من أُعطيه كلّ مالي على أن يُخلَّى بيني وبين ما تشتهيه نفسي لفعلت غير حانث،
أكثروا من حمد الله، فقد قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إذا قال العبد،الحمد لله كثيراً،قال الله،تعالى،اكتبوا لعبدي رحمتي كثيراً)
أن المرء يعيش حياة كريمة، وقد تتحقق الحياة الكريمة بالمال، فبالمال يوفر الفرد حد الكفاية في الحياة وزيادة عليه، أما السعادة فطريقها طريق آخر، طريق لايعترف بالأمور الزائفة والزائلة، إنما يتعامل مع أصحاب الأهداف الكبيرة والهمم العالية والضمائر النقية، إنه طريق الله تعالى،
أسأل الله أن يكفينا بحلاله عن حرامه، وأن يغنينا بفضله عمن سواه، وأن يفرج همّنا، ويقضي ديننا،
ونسأل الله،عز وجل،ألا يشغلنا عن طاعته وعبادته، وأن يرضينا من الدنيا باليسير، وأن لا يجعل ما أعطانا فتنة لنا ولا استدراجاً، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين.

الحسيمqtr
01-04-2017, 08:18 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
01-04-2017, 10:40 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
02-04-2017, 08:06 AM
جزاك الله خير ام حمد و فعلاً الفقر مب عيب و صرنا نشوف الفقير مدبّر اموره ومسيطر على نفسه اكثر من بعض الموسرين

و ما انسى اذكر ان بعض الأغنياء تشوفهم تحسبهم فقراء و هذا من طيبهم وما رزقهم الله من تواضع و دين وخلق

وربما لأنهم يدركون ان النزول لمستوى الفقراء والتواضع لهم يهذب النفس ويطيبها بعكس مجاراة الاغنياء ومعاشرتهم فهي تفتح ابواب التنافس وتشغل القلوب بالحطام

بوخالد911
02-04-2017, 11:03 AM
شكرا جزيلا للموضوع.

امـ حمد
02-04-2017, 03:57 PM
جزاك الله خير ام حمد و فعلاً الفقر مب عيب و صرنا نشوف الفقير مدبّر اموره ومسيطر على نفسه اكثر من بعض الموسرين

و ما انسى اذكر ان بعض الأغنياء تشوفهم تحسبهم فقراء و هذا من طيبهم وما رزقهم الله من تواضع و دين وخلق

وربما لأنهم يدركون ان النزول لمستوى الفقراء والتواضع لهم يهذب النفس ويطيبها بعكس مجاراة الاغنياء ومعاشرتهم فهي تفتح ابواب التنافس وتشغل القلوب بالحطام
كلام صحيح
جزاك الله كل الخير اخوي سالم الزهران على الإضافه
وبارك الله في حسناتك يارب من تواضع لله رفعه

امـ حمد
02-04-2017, 04:02 PM
شكرا جزيلا للموضوع.

الشكر لله اخوي بو خالد
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس