nooora
19-04-2017, 11:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بانتهاء فترة الاختبارات وإعلان وزارة التعليم والتعليم العالي عن فترة إجازة الربيع السنوية، يدقّ ناقوس الفرح في قلوب الصغار قبل الكبار.
وكعاداتنا الجميلة المقتبسة من طفولتنا برفقة والدينا، لنتعلم منهم أنه يجب مكافأة كل من اجتهد وطلب العُلا ويطمح للتفوق، من خلال تنظيم جدول ترفيهي لقضاء الإجازة. وأتت فكرة تنظيم رحلة سفر خارجية لأبنائي وزيارة إحدى المدن الترفيهية الجديدة في منطقة الخليج، وكالعادة أيضاً لا ننسى اصطحاب العاملة المساعدة «الخادمة»، لتُعيننا على أعباء السفر ومرافقتنا لمراقبة الصغار.
ولم أكن أعلم أن القدر يخبئ لنا ما لا نعلمه، نتذمّر أحياناً لسوء القدر، ولكن مفاجآته قد تكون أجمل بكثير.
بدأنا في طلب استخراج تأشيرة الدخول للخادمة، مستكملين باقي استعداداتنا للسفر، وكانت الفاجعة في فحوى الرسالة الإلكترونية التي وصلتنا بالبريد الإلكتروني قبيل يوم السفر:
(نأسف، لقد تم رفض طلب التأشيرة!!).
هي أخماس في أسداس تُضرب، واستياءٌ وتفكيرٌ يُحسب وقرارٌ يجب أن يُتخذ.
هل أسافر بمفردي بصحبة الصغار دون خادمة، أم تُلغى جميع ترتيبات الرحلة وتموت معها فرحتهم؟
لا أنكر أنني بتُّ ليلتها أفكر كثيراً، هل سأكون قادرة على تحمل مسؤولية الصغار بمفردي؟ ماذا لو احتجت المساعدة؟ ماذا لو طلبوا جميعهم الطلب نفسه في الوقت ذاته؟ ماذا لو..؟ ماذا لو..؟
وفي المقابل همسات إيجابية بداخلي تحثّني على التمسّك بقرار السفر وخوض المغامرة معهم، فقررت أن أسافر.
وبشروق صباح اليوم التالي، تأهّب الصغار للسفر غير مدركين أن هذه التجربة الأولى لأمهم بمفردها معهم.
وبدأت رحلتنا بتفاصيلها الكثيرة ومواقفها المثيرة، خاصة عندما نكون بصحبة صغار لا يستطيعون تحمل المسؤولية بمفردهم، ويحتاجون للمساعدة والدعم المستمر ودون غفلة. برغم التعب والإجهاد وأجواء المغامرة والسعي لتلبية طلباتهم الواحد تلو الآخر والتحلّي بالصبر والشجاعة، لأتمالك أعصابي جرّاء مراقبتي لهم في كل خطوة، ومشاركتهم طفولتهم البريئة، إلا أنني أشكر الله على تلك الفرصة ومنحي هذه المساحة لأكون قريبة جداً من أبنائي، الذين أفتقد متابعة تفاصيل يومياتهم بسبب انشغالي لساعاتٍ طويلة في عملي.
حيث أتركهم اضطرارياً مع من ينوب عنّي في البيت لحين عودتي إليهم، غمرتني سعادة تملأ الكون واكتفيت بانعكاس الفرحة في عيونهم، ومدى سعادتهم لقربي منهم تلك الفترة.
سمعتُ من أبنائي كلماتٍ لم أسمعها قطّ من قبل، معبّرين عن مدى حبهم الكبير لي واصفينَ إيّاي بقولهم: «أنتِ أعظم أم يا سيدتي الجميلة»!!
كانت تلك الكلمات كفيلة بأن تنسيني لحظة الحزن والاستياء، عندما وصلتني رسالة رفض تأشيرة الخادمة.
نحتاج فعلاً لقضاء وقت خاص جداً وقريب من أبنائنا حتى لو كلفنا ذلك الكثير.
انعكاس
لنرسم لحظة سعادة في عيون أبنائنا.. ولنكن قريبين منهم قدر المستطاع.. فليست كل ضارةٍ غير نافعة.
منقول من جريدة العرب القطرية
بانتهاء فترة الاختبارات وإعلان وزارة التعليم والتعليم العالي عن فترة إجازة الربيع السنوية، يدقّ ناقوس الفرح في قلوب الصغار قبل الكبار.
وكعاداتنا الجميلة المقتبسة من طفولتنا برفقة والدينا، لنتعلم منهم أنه يجب مكافأة كل من اجتهد وطلب العُلا ويطمح للتفوق، من خلال تنظيم جدول ترفيهي لقضاء الإجازة. وأتت فكرة تنظيم رحلة سفر خارجية لأبنائي وزيارة إحدى المدن الترفيهية الجديدة في منطقة الخليج، وكالعادة أيضاً لا ننسى اصطحاب العاملة المساعدة «الخادمة»، لتُعيننا على أعباء السفر ومرافقتنا لمراقبة الصغار.
ولم أكن أعلم أن القدر يخبئ لنا ما لا نعلمه، نتذمّر أحياناً لسوء القدر، ولكن مفاجآته قد تكون أجمل بكثير.
بدأنا في طلب استخراج تأشيرة الدخول للخادمة، مستكملين باقي استعداداتنا للسفر، وكانت الفاجعة في فحوى الرسالة الإلكترونية التي وصلتنا بالبريد الإلكتروني قبيل يوم السفر:
(نأسف، لقد تم رفض طلب التأشيرة!!).
هي أخماس في أسداس تُضرب، واستياءٌ وتفكيرٌ يُحسب وقرارٌ يجب أن يُتخذ.
هل أسافر بمفردي بصحبة الصغار دون خادمة، أم تُلغى جميع ترتيبات الرحلة وتموت معها فرحتهم؟
لا أنكر أنني بتُّ ليلتها أفكر كثيراً، هل سأكون قادرة على تحمل مسؤولية الصغار بمفردي؟ ماذا لو احتجت المساعدة؟ ماذا لو طلبوا جميعهم الطلب نفسه في الوقت ذاته؟ ماذا لو..؟ ماذا لو..؟
وفي المقابل همسات إيجابية بداخلي تحثّني على التمسّك بقرار السفر وخوض المغامرة معهم، فقررت أن أسافر.
وبشروق صباح اليوم التالي، تأهّب الصغار للسفر غير مدركين أن هذه التجربة الأولى لأمهم بمفردها معهم.
وبدأت رحلتنا بتفاصيلها الكثيرة ومواقفها المثيرة، خاصة عندما نكون بصحبة صغار لا يستطيعون تحمل المسؤولية بمفردهم، ويحتاجون للمساعدة والدعم المستمر ودون غفلة. برغم التعب والإجهاد وأجواء المغامرة والسعي لتلبية طلباتهم الواحد تلو الآخر والتحلّي بالصبر والشجاعة، لأتمالك أعصابي جرّاء مراقبتي لهم في كل خطوة، ومشاركتهم طفولتهم البريئة، إلا أنني أشكر الله على تلك الفرصة ومنحي هذه المساحة لأكون قريبة جداً من أبنائي، الذين أفتقد متابعة تفاصيل يومياتهم بسبب انشغالي لساعاتٍ طويلة في عملي.
حيث أتركهم اضطرارياً مع من ينوب عنّي في البيت لحين عودتي إليهم، غمرتني سعادة تملأ الكون واكتفيت بانعكاس الفرحة في عيونهم، ومدى سعادتهم لقربي منهم تلك الفترة.
سمعتُ من أبنائي كلماتٍ لم أسمعها قطّ من قبل، معبّرين عن مدى حبهم الكبير لي واصفينَ إيّاي بقولهم: «أنتِ أعظم أم يا سيدتي الجميلة»!!
كانت تلك الكلمات كفيلة بأن تنسيني لحظة الحزن والاستياء، عندما وصلتني رسالة رفض تأشيرة الخادمة.
نحتاج فعلاً لقضاء وقت خاص جداً وقريب من أبنائنا حتى لو كلفنا ذلك الكثير.
انعكاس
لنرسم لحظة سعادة في عيون أبنائنا.. ولنكن قريبين منهم قدر المستطاع.. فليست كل ضارةٍ غير نافعة.
منقول من جريدة العرب القطرية