المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم إجعل الملائكة عند الموت تبشرنا بالروح والريحان



امـ حمد
30-04-2017, 06:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى سبحانه وتعالى في بشارة المؤمنين(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)يونس،
فالله جل وعلا يخبر في هذه الآيات عن أوليائه بأنه لا خوف عليهم فيما يستقبلونه أمامهم من الأهوال والمخاوف،ولا هم يحزنون على ما أسلفوا،لأنهم لم يسلفوا إلا الأعمال الصالحة؛ لذلك كانت لهم البشارة، في الدنيا بالثناء الحسن والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، ولطف الله بهم وتيسيرهم لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفهم عن مساوئها، ولهم البشارة في الآخرة، وأولها البشارة عند قبض أرواحهم، وفي القبر، ثم دخول جنات النعيم، والنجاة من العذاب الأليم،
إذا جاءت ملائكة الرحمن العبد المؤمن، بالبشرى من الله ظهر عليه الفرح والسرور،
أما الكافر والفاجر،فإنه يظهر عليه الضيق والحزن والتعب، ومن ثم فإن العبد المؤمن في حال الاحتضار يشتاق إلى لقاء الله، والعبد الكافر أو الفاجر يكره لقاء الله تعالى،
فقد روى أنس بن مالك،عن عبادة بن الصامت،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه،ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه،قالت عائشة أو بعض أزواجه،إنا لنكره الموت،قال،ليس كذلك،ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه،وإن الكافر إذا حُضِر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته،فليس شيء أكره إليه مما أمامه،فكره لقاء الله،وكره الله لقاءه)صحيح البخاري،
ولذلك فإن العبد الصالح، يطالب حامليه بالإسراع به إلى القبر شوقاً منه إلى النعيم،
بينما العبد الطالح، ينادي بالويل من المصير الذاهب إليه،
ففي صحيح البخاري،وسنن النسائي،عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم،فإن كانت صالحة قالت، قدموني،وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها،يا ويلها أين تذهبون بها،يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان،ولو سمع الإنسان لصعق)
وقد ذكر الشيخ ابن تيمية،أن الشيطان أحرص ما يكون على إغواء الإنسان وقت موته،لأنه وقت الحاجة،واستدل بالحديث الذي في الصحيح(الأعمال بخواتيمها)صحيح البخاري،
ولهذا روي(أن الشيطان أشد ما يكون على ابن آدم حين الموت، يقول لأعوانه،دونكم هذا فإنه إن فاتكم لن تظفروا به أبداً)
رواه أحمد،والحاكم،وحسَّنه الألباني،
وقد جاء في كتاب الله تعالى،أن الملائكة تتنزل على المؤمنين بعدم الخوف والحزن، والبشرى بالجنة، قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)فصلت،
أي إن الذين أخلصوا العمل لله، وعملوا بطاعة الله تعالى،على ما شرع الله لهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت والاحتضار قائلين لهم أَلا تخافوا مما تقدمون عليه من عمل الآخرة،ولا تحزنوا على ما خلفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهل ومال أو دين،فإنا نخلفكم فيه وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير،قوله،بأن البشرى تكون عند الموت، وفي القبر،وحين البعث،(ابن كثير )
وقوله تعالى(نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)أي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار نحن كنا أولياءكم،أي قرناؤكم في الحياة الدنيا نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله،وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور،وعند النفخة في الصور،ونؤمنكم يوم البعث والنشور،ونجاوز بكم الصراط، المستقيم، ونوصلكم إلى جنات النعيم)
وذكر الطبراني( أن تنَزل الملائكة عليهم، في الآية، معناه أن الملائكة تتهبط عليهم عند نزول الموت بهم قائلة لهم،لا تخافوا ما تقدمون عليه من بعد مماتكم،ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية(أن هذا التنَزل عند الموت)
قال الطبري(إن الله تعالى،أخبر أن لأوليائه المتقين البشرى في الحياة الدنيا،
ومن البشارة في الحياة الدنيا، الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له،ومنها بشرى الملائكة إياه عند خروج نفسه برحمة الله، ومنها بشرى الله إياه ما وعده في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم،من الثواب الجزيل،
فذلك مما عمه جل ثناؤه، أن لهم البشرى في الحياة الدنيا،
وأما في الآخرة فالجنة،
وقال ابن تيمية(وقد فَسّر النبي صلى الله عليه وسلم البشرى في الدنيا بنوعين،
أحدهما، ثناء المثنين عليه،
الثاني، الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، أو ترى له،
قال البراء بن عازب(سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)فقال،هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له)
وأخبر الله سبحانه وتعالى،عن حال المؤمنين عند الاحتضار، أنهم طيبون، أي مخلصون من الشرك والدنس، وكل سوء، وأن الملائكة تسلم عليهم، وتبشرهم بالجنة،
حيث قال تعالى(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)النحل،
قال الشنقيطي(ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة،أن المتقين الذين كانوا يمتثلون أوامر ربهم، ويجتنبون نواهيه، تتوفاهم الملائكة،أي يقبضون أرواحهم في حال كونهم طيبين،طاهرين من الشرك والمعاصي،ويبشرونهم بالجنة، ويسلّمون عليهم،
ويقولون لهم سلام عليكم ادخلوا الجنة،
أن الذين لم يتصفوا بالتقوى لم تتوفهم الملائكة على تلك الحال، ولم تسلّم عليهم، ولم تبشرهم)
وقال تعالى(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)إبراهيم،
ففي هذه الآية يخبر الله سبحانه وتعالى،
أنه يثبت المؤمنين بالقول الثابت في الحياة الدنيا، بالهداية إلى اليقين وتقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومرادها،
وفي الآخرة عند الموت، بالثبات على التوحيد، وفي القبر عند سؤال الملكين للجواب الصحيح، ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا والآخرة،
قال البغوي(قوله تعالى يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ)
أي،بكلمة التوحيد،وهي قول،لا إله إلا الله،في الحياة الدنيا،
يعني،قبل الموت،
وفي الآخرة،يعني في القبر،
وروى النسائي،عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إذا حضر المؤمن،أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فيقولون،اخرجي راضية مرضياً عنك، إلى روح الله وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضاً، حتى يأتوا به باب السماء، فيقولون،ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح المؤمنين، فهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه،
وإن الكافر إذا احتضر، أتته ملائكة العذاب،فيقولون،اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث،اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق،فتخرج كأنتن ريح جيفة،حتى يأتون به، فيقولون،ما أنتن هذه الريح،
فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فلا يفتح لها، فيقال،من هذا،فيقال،فلان،فيقال،لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث،ارجعي ذميمة، فإنها لا تفتح لك أبواب السماء،فيرسل بها من السماء، ثم تصير إلى القبر،
وأن أهل الخير يثنون عليه ويحبونه ويذكرونه بالخير، فإذا رأيت أن أهل الخير يحبونك ويثنون عليك بالخير، فهذه بشرى للإنسان ولا عبرة بثناء أهل الشر،لأنهم لا ميزان لهم،ولا تقبل شهادتهم عند الله، لكن أهل الخير إذا رأيتهم يثنون عليك وأنهم يذكرونك بالخير ويقتربون منك ويتجهون إليك فاعلم أن هذه بشرى من الله لك،فتفرح وتسر،
ومن ذلك البشارة في القبر، فإن الإنسان إذا سئل عن ربه ودينه ونبيه وأجاب بالحق، نادى مناد من السماء أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً من الجنة،


نسألك يا الله أن تجعل الملائكة عند الموت تبشرنا بالروح والريحان، ورب راض غير غضبان،وأسكنا اعلى الجنان،
اللهم اجعل الملائكة تبشرنا عند فراق هذه الدنيا،برضوانك وجناتك،
اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها،وأن تمن علينا برؤيتك يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث،
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.

سالم الزهران
30-04-2017, 06:56 AM
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

جزاك الله خير ام حمد وجعلك من الفائزين في الدارين

bun55er
30-04-2017, 09:14 AM
اللهم امين وجزاك الله خير

امـ حمد
30-04-2017, 03:10 PM
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

جزاك الله خير ام حمد وجعلك من الفائزين في الدارين

اللهم امين

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
30-04-2017, 03:10 PM
اللهم امين وجزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
30-04-2017, 08:48 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
30-04-2017, 09:06 PM
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

جزاك الله خير ام حمد وجعلك من الفائزين في الدارين

اللهم امين
ولك، بمثل ما دعوت لي اخوي سالم الزهران
قال صلى الله عليه وسلم(ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك،ولك، بمثل مادعوت)رواه مسلم،
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
30-04-2017, 09:07 PM
اللهم امين وجزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
30-04-2017, 09:08 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

glis
02-05-2017, 06:51 AM
اللهم امين وجزاك الله خير

امـ حمد
11-05-2017, 08:21 AM
اللهم امين وجزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

SIMPLICITY
09-06-2017, 01:20 AM
جزاكم الله خيراً